عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-03-2021, 09:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي أهنت زوجتي فطلبت الطلاق

أهنت زوجتي فطلبت الطلاق


أ. فيصل العشاري






السؤال



ملخص السؤال:

شابٌّ متزوِّجٌ ولديه طفلان، بينه وبين زوجته خلافاتٌ، تطوَّر الخلافُ بينهما حتى وصل إلى أنه أهانها وترَك البيت لأشهُر، والزوجةُ مُصَمِّمة على الطلاق، وهو لا يريد أن يُطَلِّقَها، ويسأل: ماذا أفعل؟



تفاصيل السؤال:



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ متزوجٌ منذ 6 سنوات، ولديَّ طفلانِ، حدثتْ خلافاتٌ بيني وبين زوجتي بسبب أهلها وعدم اهتِمامي بهم لأنني أكرههم، وتطوَّر الخِلافُ إلى أني أهنتُها وجرحتُها، وتركتُ لها البيتَ منذ أشهر، وهي الآن مُصَمِّمةٌ على الطلاق، وأنا لا أريد أن أطلِّقَها.




حاولتُ مِرارًا أن أتَوَدَّد إليها لأُرْجِعَها، لكن دون جَدْوى، اعتذرتُ لها وغيَّرْتُ مِن نفسي، وطلبتُ منها فرصةً أخيرةً تُجرِّبني فيها، لكنها رفضتْ بشدة.




علمًا بأنَّها تَرى - مِن وجهة نظرها - أنَّ الانْفِصال أفضل لحياة الأطفال



فماذا أفعل؟


الجواب



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.




يقال: إنَّ السنوات الخمسَ الأولى مِن عُمْر الزواج هي سنواتٌ عاصفةٌ؛ وذلك لاختِلاف طبيعة وبيئة كلٍّ مِنَ الزوجين، لذلك لا بد مِن بعض الوقت لحُصول التواؤُم والتفاهُم خلال هذه السنوات الخمس الأولى.




غياب مفهوم: (الحياة الزوجيَّة) عند الزوجين أو أحدِهما يجعل الحياةَ صعبةً، ويصنَع مِن (الحَبَّة قُبَّة) كما يُقال؛ وذلك أنَّ وُجودَ الاختِلاف والمشاكل الصغيرة أمرٌ طبيعيٌّ، وضمن بِنْيَة الحياة الزوجية نفسها، ولا يوجَد في العالَم بل على مرِّ التاريخ زوجانِ لم يَخْتَلِفَا في شيءٍ أبدًا، حتى قُدْوَتنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم اعتزل نساءَه شهرًا عندما ألْحَحْنَ عليه بما ليس عنده مِنَ النفقة.




هذه المُقَدِّمةُ هي الفكرةُ التي ينبغي أن تعمَلَ عليها مع زوجتِك لإيصال هذا المفهوم إليها، مفهوم (الحق الطبيعي في الاختلاف)، وطالما كان حقًّا طبيعيًّا، فإنَّ ترتيب الملامة فضلاً عنِ الطلاق يُعَدُّ ضرْبًا مِن ضُرُوبِ العَبَثِ، وعدم تقدير الحياة الزوجيَّة.




ربما لا تتقبَّل هي هذا المفهومَ منك في وضْعِك الحالي، لكن يُمكن إقناعُها بواسطة الأهل وممن يستطيع التأثير عليها مِن حولها، وهذا في العادة يكون ضمن مهام الحَكَمَيْنِ:

حَكَمٌ مِنْ قِبَل أسرتك.




وحَكَمٌ مِنَ قِبَل أسرتها.




يدرسان الموضوع، ويُقَيِّمان المشكلة، ويَضَعانِ الحلَّ، ويُلْزِمان به الطرفين، كما أرشدتْ إليه آيةُ سورة النساء: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾ [النساء: 35].




ثانيًا: مَناطُ التفريق، أو السببُ الباعث والداعي للطلاق الذي تُطالب به زوجتُك هل هو سببٌ صحيحٌ ومُعْتَبَر أو لا؟!




الأصلُ أن يتمَّ تحديدُه مِن قِبَل لجنة التحكيم المذكورة، لكن فيما يبدو لنا مِن شرحك بأنَّ الوَضْعَ لا يستدعي الطلاق أصلًا، لا سيما مع إقرارك بالخطأ والتقصير في جانبها، وهذا يُمكن تدارُكه وعلاجه، وذلك بأنْ تَتَعَهَّد لها مرةً أخرى بألَّا تلجأَ إلى الإهانة والتجريح مرةً أخرى.




أما كونُ الزوجة ترى أنَّ الطلاقَ هو الأفضل بالنسبة للأطفال، فهذا كلامٌ غيرُ دقيقٍ؛ صحيحٌ أنَّها نَظَرَتْ إلى مَشْهَد المشاكل المتكرِّرة التي تُؤَثِّر على نفسية الأطفال، وهذه مفسدةٌ فعلًا، ولكنها تظلُّ مفْسَدَةً صغيرةً بجانب المفسدة الكُبرى، والتي هي: حرمانُ الطفل مِن الجوِّ العائليِّ في وُجُودِ الأب والأم معًا، وهذا الحرمانُ سيَنْعَكِسُ على الأطفال مستقبلًا؛ حيث تظْهَر أعراضُ الانفصال بين الزوجين على الأطفال على شَكْلِ اضطراباتٍ نفسيةٍ وحتى جسَدية كذلك، وقد يَتَسَبَّب بعضُها في انحرافٍ سُلُوكيٍّ مستقبلًا.




ونصيحتُنا لك هو ما قَدَّمْناهُ:

عدم الاستِسلام للطلاق.




تكوين لجنة صُلْح.





إقناعها بطبيعة الاختِلافات في الحياة الزوجيَّة.




إقناعها بخَطَر الانْفِصال على الأبناء.




ونسأل الله تعالى أن يَجْمَعَ بينكما، وأن يُصْلِحَ ذات البَيْن




واللهُ الموفق



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.55 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]