عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17-03-2021, 04:39 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,847
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاكتشاف المذهل في معنى لفظة فرعون

بداية:

تأمل هذا: ((معدنٌ في أرض بني سليمٍ، يقال له: فرعون أو فرعان)).. فالنبي يخاطب أصحابه باسم معروف لديهم، هذا أولًا.

ثانيًا: يتضح لنا جليًّا أن اسم فرعون هو اسم لمعدن، فما هو هذا المعدن؟!

إجابة هذا التساؤل في الأحاديث الواردة في الباب واضحة تمامًا، هذا المعدن هو الذهب قولًا واحدًا لا خلاف فيه.



فيأتي اسم فرعون ضمن قائمة الأسماء التي تختص بالذهب، مثل: العسجد، الزيتون، الزبرج، الكبريت، الأخاضر، الصفراء، الصفر، الزخرف، والهبرى، الذهب، الخالص، والزرياب، الذهب أو ماؤه معرب، الأصفران، الذهب والزعفران.



وأعتقد أن هذا المعنى لا يتفرد به الذهب دون غيره؛ فالسيف والحصان، والأسد والجمل، والنسر والصقر، والفضة والنحاس، والجنة والنار، والقيامة كل أولئك لهم عدة أسماء، فليست خصيصة أن يتفرد الذهب ويكون له أكثر من اسم.



فالمعدن المسمى بفرعون ها هنا هو الذهب، والذي يثبت ذلك رواية عبدالله بن عمرٍو السابقة، "يقال له: فرعون ذهب"، وجميع الشواهد والآثار تؤكد أن المقصود بمعدن بني سليم أنه الذهب، والحديث واضح الدلالة في أن هذا المعدن اسمه فرعون..



وكل الدلائل والقرائن وجميع أحاديث النبي واضحة الدلالة في حصر هذا المعنى في الذهب، وكلها تشير إلى أن المقصود بهذا المعدن إنما هو الذهب.. وفي الرواية: "فبينما هم يعملون فيه إذ حسر عن الذهب".. ولكن لماذا تم حصر معنى هذا المعدن في الذهب؟



عند مسلم عن أبي حازمٍ عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول: في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول: في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارقُ فيقول: في هذا قطعت يدي، ثم يدَعونه فلا يأخذون منه شيئًا))[22].



وفي الحديث عن عبدالرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن زيد بن أسلم، عن رجلٍ من بني سليمٍ، عن جده: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بفضةٍ، فقال: ((ما هذا؟))، فقال: هذا من معدنٍ، فقال: ((ستكون معادن يحضرها شرار الناس))[23].



وعن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بقطعةٍ من ذهبٍ كانت أول صدقةٍ جاءته من معدنٍ، فقال: ((ما هذه؟))، قالوا: صدقةٌ من معدنٍ لنا، فقال: ((إنها ستكون معادن، وسيكون فيها شر خلق الله عز وجل))[24].



وعن سعيد بن سمعان، قال: سمعت أبا هريرة، يخبر أبا قتادة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يبايع لرجلٍ ما بين الركن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابًا لا يعمر بعده أبدًا، وهم الذين يستخرجون كنزه))[25].



وكنز الكعبة ذهب خالص كما هو مشهور، وذكر الفضة فيما سبق؛ لأنها من المعادن التي فيها نفع للناس، ولكنها لا تختص بشيء من المعنى ها هنا.



وكنز بني سليم تمهيد لظهور ذهب الفرات، إذ يسبق انحسار الفرات عن جبل الذهب ظهور معدن الفرعون أو الفرعان في أرض بني سليم، فخروج هذا المعدن الحجازي المسمى فرعون هو علامة سابقة للانحسار، ولأن الناس ستتقاتل عليه، والناس لا تتقاتل إلا على الذهب؛ لذلك سماه الرسول فرعون.



ومما لا شك فيه أن كل مؤمن يعتقد بأن نهر الفرات سينحسر عن جبل من ذهب يتقاتل عليه الناس؛ فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن سهيلٍ عن أبيه عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبلٍ من ذهبٍ، يقتتل الناس عليه، فيُقتَل من كل مائةٍ تسعةٌ وتسعون، ويقول كل رجلٍ منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو))[26].



وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بعدم أخذ شيء من هذا الجبل، كما عند الإمام مسلم من حديث عبدالرحمن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الفرات أن يحسر عن جبلٍ من ذهبٍ، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئًا))[27].



وفي رواية عن روح عن سهيلٍ بهذا الإسناد نحوه، وزاد فقال أبي: "إن رأيته فلا تقربنه".. وظهور هذا المعدن هو العلامة السابقة لظهور جبل الذهب.



وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يوشك الفرات أن يحسر عن كنزٍ من ذهبٍ، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئًا))[28]، وفي رواية عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، إلا أنه قال: ((يحسر عن جبلٍ من ذهبٍ)).. فتأمل هنا لفظة جبل، والاكتشاف المذهل الذي نقصده ها هنا هو علاقة فرعون بالذهب (علاقة الصفة بالموصوف).



مما سبق يتبين لها أن أصل كلمة فرعون ودلالتها إنما انبثقت من مسمى معدن الذهب، وبهذا - ولأول مرة - نعرف المعنى الحقيقي لكلمة فرعون! ولكن لماذا سمي الذهب باسم فرعون؟

معلوم من استقراء الحال أن لكل جنس من أجناس المخلوقات سيدًا؛ فسيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم، وسيد الحيوانات الأسد، وسيد الطيور العُقـاب، وهو الذي تسميه العربُ: الكاسر، وهو الذي قال عنه العرب: يتغذى في العراق، ويتعشى في اليمن، وسيد البحار: القرش، وقيل: الأوركا، ومعناه يعود إلى اللغة اليونانية بـ: (قاتل من الجحيم)، وهو نوع من الحيتان.. فما هو سيد المعادن؟

سيد المعادن دون نزاع هو هذا المعدن الطاغي المهيمن على كل المعادن، إنه هذا الذي أذل الجبابرة، وأحنى جباه القياصرة، هو الذي أسماه الفراعنة - الذين عثروا عليه في مناجم البحر الأحمر - لحم الآلهة.. وهو المهيمن على عقول البشر، واقتصاد الدول، والمتحكم في قلوب الناس، وهو المعدن الأكثر شهرة في الروايات الحديثية التي بشر فيها رسول الله أنه سيظهر في آخر الزمان، وما من معدن سيتقاتل الناس عليه مثلما يتقاتلون عليه... إنه الذهب، باعث الطغيان في النفوس بعد الضعف.



فما هي العلاقة بين فرعون الاسم ومعدن الذهب؟

كما قلنا: إن الآباء يطلقون على أبنائهم أسماء ذات معان ودلالات واضحة، عسى أن يتصف بها هذا الولد، وأملًا أن يكون له نصيب منها، مثل الذي يسمي ولده إبراهيم، آملًا أن يتصف ولده بالرحمة كسيدنا إبراهيم، ومعناه (أب رحيم)، أو محمدًا، آملًا أن يكون ولده أكثر الناس حمدًا لربه، أو جبلًا، أو أوسًا، فعلى سبيل المثال هنا ولتقريب المعنى نأخذ اسم حمزة:

وهو اسم من أسماء الأسد، ومعناه الشديد الحازم في أمره.. فتعالَ معي لنعلم صفات الاسم:

شديد في الحق، ولا يخشى في الله لومة لائم.
لا يظهر مشاعره مع ما يحمله قلبه من رقة.
نشيط في صغره، ويشتكى من فرط حركته أبواه.
هادئ ومتزن في كبره.
ذو شأن عالٍ بين أقرانه.




إذا أردنا أن نطبق هذا على حمزة رضي الله عنه، وجدنا جميع ما سبق يتطابق كاملًا بين الاسم وصفاته ومدلوله، إذًا فقد وفق عبدالمطلب لمراده الذي تمناه في صفات ولده.. كذلك الذي سمى ولده فرعون أو فرعان كان يأمل أن يتصف ولده بما للذهب من صفات معروفة عند القدماء، مثل طول العمر، أو أن يكون لولده هذه السيطرة والهيمنة التي للذهب؛ فالذهب هو المعدن الوحيد الذي يزداد بريقًا كلما ظل في باطن الأرض، وهو المعدن غير القابل للفساد.. وهو المسيطر على كل المعادن، كما أن فرعان - اسم جبل - فالحاصل أن يكون المسمى قصد به أن يكون كالجبل في شموخه وقوته، وعلوه ورسوخه، أو يكون مسيطرًا ومهيمنًا على كل من حوله، أو أن يكتب له الخلود، وهذا الذي حدث بالضبط لفرعون؛ قال تعالى: ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾ [يونس: 92].. وهكذا يظل يذكر اسمه آية خالدًا الدهر، كما اعتقد الفراعنة أن المعدن نفسه يضفي على من يحمله أو يتحلى به صفات الصحة، والخلود، أو طول البقاء، ونجد أن معنى كلمة هاتور أحد



الشهور تعني الذهب.. ومن هنا جاءت عناية القدماء بالذهب الذي كانوا يبعثون البعثات إلى الأقطار النائية لجلبه، واحتفالهم به، ودفنه مع الموتى، والذي ثبت لي من خلال بحثي هذا أن هناك إجماعًا عالميًّا على أن معظم حكام مصر أرسلوا بعثات لاستخراج ذهب سيناء، حتى في عصرنا هذا وجدوا الذهب مدفونًا في أرض الفيروز.



"وقد دهشنا قبل سنوات عندما اكتشف قبر توت عنخ آمون، ورأينا مقدارًا عظيمًا من الذهب، ولكن هذا الفرعون لم يكن شاذًّا في وفرة الذهب؛ فإن جميع الفراعنة منذ الأسرة الأولى، بل جميع النبلاء، كانوا يضعون الذهب في القبور؛ لأنه الوسيلة إلى الخلود، وهذه القداسة التي نسبت إلى الذهب أيام الفراعنة قد انحدرت إلى الأمم القديمة، بل بقيت منها أثارة حتى في القرون الوسطى حين اختلط البحث عن إكسير الحياة بالبحث عن إحالة المعادن الخسيسة إلى معادن شريفة، والذهب بالطبع في رأسها، وهذا الاختلاط يؤيد قدم العقيدة في قداسة الذهب، وأنه معدن الآلهة، والسبيل إلى الخلود..وكذلك كان الهنود القدماء مثل المصريين القدماء، لم يكونوا يطلبون الذهب من أجل الزينة والنقد كما يطلب الآن، بل كانوا يعزون إليه صفات قيمة أكبر عندهم وألصق بحياتهم من قيمته عندنا.



كان القدماء من الهنود يصفون الذهب في كتبهم التي لا تزال تقرأ في اللغة السنسكريتية المنقرضة بأنه خالد، وأنه متولد من النار، وأنه يعيد الشباب، ويطيل الحياة، ويكثر النسل، وهو النار والنور والخلود معًا.. وهذه الصفات لم يخترعها الآريون المهاجرون إلى الهند، وإنما هم أخذوها عن الفراعنة"[29].



ومن كثرة الذهب في مصر أنشؤوا بيتًا اسمه "برنوب" - أي بيت الذهب - "حيث كان يخزن احتياطي الذهب الحكومي... وهذا الذهب كانت الحكومة تجمعه، إما باستثمار المناجم، أو من الجزية التي كانت تدفعها البلاد المشمولة بحماية مصر... وعلى أية حال، فإن الذهب كانت له مكانة عظيمة في الحياة الاجتماعية في عهد الأسرة الخامسة؛ إذ نشاهد في نقوش معبد الملك سحو رع أنه كان يوزع أشياء من الذهب على موظفيه"[30]، وللذهب خرائط كثر في أيدي النصارى، وفي الأديرة والكنائس، وفي أيدي الرهبان..



يقول د/ سليم حسن: "وأقدم خريطة في العالم هي الموجودة الآن في متحف تورين، رسمت على ورق بردي، وقد ظهر عليها مواقع مناجم الذهب في الصحراء الشرقية، ويرجع تاريخها إلى عصر الملك سيتي الأول من الأسرة التاسعة عشرة"[31].



ولقد "اهتدى المصريون القدماء إلى طرق تشكيل المعادن في وقت مبكر، وعند بداية عصر الأسرات كانت وسائل التعدين والصقل قد تطورت، كما بدأ البحث عن المعادن خارج حدود مصر، وكان أهم المعادن الموجودة بمصر في ذلك الوقت هو الذهب، وكان يستخدم بالإضافة إلى الأعمال الترفيهية في الفنون والصناعات كسلاح دبلوماسي فعال في عصر الدولة الحديثة، وكانت أهم مناجم الذهب بمصر في ذلك الوقت توجد بالصحراء الشرقية، ويشهد على ذلك آثار مناجمه المنتشرة بين النيل والبحر الأحمر"[32].



والذهب هو عصب الحياة، وصانع الحضارات؛ ولذلك حرص اليهود على أن يكون بأيديهم، لا بيد غيرهم.. وقد جاء في البروتوكول الثالث: "وسنخلق أزمة اقتصادية عالمية بكل الوسائل الممكنة التي في قبضتنا، وبمساعدة الذهب الذي هو كله في أيدينا"[33].



وجاء في البروتوكول الثاني والعشرين:

"في أيدينا تتركز أعظم قوة في الأيام الحاضرة، وأعني بها الذهب، ففي خلال يومين تستطيع أن تسحب أي مقدار منه من حجرات كنزنا السرية.. أفلا يزال ضروريًّا لنا بعد ذلك أن نبرهن على أن حكمنا هو إرادة الله؟ هل يمكن - ولنا كل هذه الخيرات الضخمة - أن نعجز بعد ذلك عن إثبات أن كل الذهب الذي ظللنا نكدسه خلال قرون كثيرة جدًّا لن يساعدنا في غرضنا الصحيح للخير؛ أي: لإعادة النظام تحت حكمنا؟



إن هذا قد يستلزم مقدارًا معينًا من العنف، ولكن هذا النظام سيستقر أخيرًا[34].



وقالت اليهود: "وأظنكم تعرفون أن العملة الذهبية كانت الدمار للدول التي سارت عليها؛ لأنها لم تستطع أن تفي بمطالب السكان، ولأننا فوق ذلك قد بذلنا أقصى جهدنا لتكديسها وسحبها من التداول"[35].



وقالت اليهود: "يجب أن توضع تحت أيدي اليهود - لأنهم المحتكرون للذهب - كل وسائل الطبع والنشر والصحافة والمدارس والجامعات والمسارح وشركات السينما ودورها والعلوم والقوانين والمضاربات وغيرها...



وأن الذهب الذي يحتكره اليهود هو أقوى الأسلحة لإثارة الرأي العام، وإفساد الشبان، والقضاء على الضمائر والأديان والقوميات ونظام الأسرة، وإغراء الناس بالشهوات البهيمية الضارة، وإشاعة الرذيلة والانحلال، حتى تستنزف قوى الأمميين استنزافًا، فلا تجد مفرًّا من القذف بأنفسها تحت أقدام اليهود...



وضع أسس الاقتصاد العالمي على أساس الذهب الذي يحتكره اليهود، لا على أساس قوة العمل والإنتاج والثروات الأخرى، مع إحداث الأزمات الاقتصادية العالمية على الدوام؛ كيلا يستريح العالم أبدًا، فيضطر إلى الاستعانة باليهود لكشف كروبه، ويرضى صاغرًا مغتبطًا بالسلطة اليهودية العالمية"[36].



"وينبغي التركيز على المنافسة في المجتمع، وعلى تصعيد الصراع الطبقي، ليجري الجميع نحو الذهب الذي لا بد أن اليهود سيحتكرونه.



الشعب اليهودي تحركه القسوة والرغبة في شرب الدماء؛ ولذا فهم يعملون بالتجارة، خصوصًا تجارة الذهب"[37].



ظهور معدن بني سليم في عصرنا.



والمعجزة النبوية التي تحققت في عصرنا الحالي الذي نعايشه واقعًا ملموسًا هي اكتشاف هذا المعدن الآن في أرض بني سليم[38].



من ناحية أخرى:

قصد بالاسم الطغيان والسيطرة والهيمنة؛ لأن معدن الذهب هو المعدن الطاغي في مصر القديمة، وفي كل بلدان العالم، فكان من الكثرة والانتشار أنه كان بيد جميع الناس غنيهم وفقيرهم.. "ومن كثرة الذهب في مصر كانت تسمى أرض الأحلام - أوفيرـ"[39].



كما أن فرعون هو الحاكم المصري الوحيد الذي دانت له ممالك الشرق، وبهذا كان مهيمنًا على كل من حوله.. وبهذا يتضح المغزى المراد والمقصود بهذه التسمية - فرعان أو فرعون.



إن المتأمل في الآيات المقترنة بفرعون من ناحية الصفات جميعها تدل على الطغيان؛ فطابق الوصف الموصوف، وكان له نصيب وافر من دلالة اسمه..



قال تعالى: ﴿ اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ [طه: 24]، [النازعات: 17].



وقال تعالى: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ﴾ [طه: 43].



وذكر ربنا قول موسى وهارون عليهما السلام: ﴿ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى ﴾ [طه: 45].



وقال سبحانه: ﴿ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [يونس: 83].



والعلوُّ سببه الطغيان، والعكس صحيح، والطغيان سببه الذهب أو المال: ﴿ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا ﴾ [يونس: 88]، فهذا الطغيان يسري في النفس، خاصة إذا كان الشخص من ﴿ الْمُسْرِفِينَ ﴾.



وقال تعالى: ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ ﴾ [القصص: 4]..والعلو والفساد لا سبب لهما إلا الذهب؛ قال تعالى: ﴿ وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ﴾ [الإسراء: 4 - 7].



والمعلوم تاريخيًّا أن كل علو لبني إسرائيل اقترن بفساد ولا ريب.. اللهم إلا فترة نبي الله سليمان عليه السلام، الذي كان الذهب عنده كالرمال عندنا، وقال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ * مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الدخان: 30، 31].



حتى الملأ أخذوا صفات حاكمهم فقالوا: ﴿ وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى ﴾ [طه: 64].. فلفظة الطغيان تناسب هنا المعنى اللفظي لفرعون والمعنى الدلالي معًا؛ ولهذا السبب سمي فرعون بفرعون؛ لأنه طغى على كل من حوله.




يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 37.32 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.65%)]