الموضوع: أنوثتها (قصة)
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-03-2021, 04:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,657
الدولة : Egypt
افتراضي أنوثتها (قصة)

أنوثتها (قصة)
ماجد عاطف


عندما تكونُ في المحطةِ تنتظرُ حافلتَها؛ للالتحاق بجامعتها، تجدُ أنهم يُطالعونها:
الرجلُ الأربعينيُّ يَسترقُ النظرَ إلى وجهها الصَّبوح، وثَمَّةَ ابتسامةٌ ماكرةٌ، مريبة، كأنه ثعلب يتهيَّأ لاقتناص فريسته.

عامل المقصف الشاب الهزيل، يختلِسُ النظر إلى مفاتنِها، صدرِها شبه المخفي تحديدًا، كما يفعل نشَّال يتهيأ لسرقة شيء والهرب به.

زميلُها في الجامعة، المرتبك صاحب النظّارة الجالس إلى جانبها؛ يتأتئ بحديث مرتبك عن المحاضرات والمقرَّرات لا تصغي إليه، لكنها تعرِفُ أن المسكين لا يستطيع الإفلات من وطأة شعوره بأنها أنثى، قريبة، ترتدي فستانًا أزرق أشبهَ بريش الخيال، تنبِّهه وتشتِّته وتَجذِبُه في آن؛ فيبدو كالأخرق الذي يناور في طقس عاصف مظلةً معطوبة، ويحمل أكياسًا من الخضار، ويحاول اللَّحاق بحافلات، لا يدري أيٌّ منها التي سيستقلُّها؟

كلهم، هم وغيرهم، كل يوم يثيرون في نفسها مشاعر متفاوتةً بالرضا، لكنها ناقصة، باهتة، باستثناء ذلك البدويِّ ذي اللحية الجرداء القافز من درجات حافلته.

حين يلمحها جالسة، وبمجرد أن يدرك أنها امرأة، يصرف بصرَه عنها من دون أن يلتفت إلى ما تعتني به نصف ساعة على الأقل كلَّ صباح.


ذلك الذي يشعرها وهي تطأطئ رأسَها، ما بين الخجلِ والحياء، بأنوثتها.. كاملة!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.31 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.20%)]