رويدك
د. أحمد أبو اليزيد
على ضفاف الوادي، وبين أزقَّة الحارات، وفوق مضمار الحياة، أبطأ المسير.
انظر معي إلى هاتيك الشجيرات، وتلك الوريقات التي تلتفُّ عليها كأجمل ما يلتف فستانٌ زَاهٍ على خصر حسناء!
انظر إلى تلك البحيرة الهادئة، وإلى هذا البحر المائج، وإلى هذا النهر المسير، بل انظر إلى هاتين العصفورتين فوق غصنهما الصغير، اسمَعْ تغريدَهما بقلبك؛ فهذا صوت الحياة النابض. وماذا عن تلك السحب السائرة في الأفلاك، تارةً تعانق الشمس، وتارةً تعانق القمر، وفي كليهما تحاور السماء؟
استنشق نسيمَ الحياة وأبشر! فما البشرى إلا نبض القلب للحياة.
رويدك في درب الحياة، فما الحياة التي تسعى فيها بالحياة التي ينبغي أن تراها، وما أجمل ما تملكه بجوار ما تأمله، وما أسلم العيش في رغد القناعة الباسمة!