عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-03-2021, 09:00 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة : Egypt
افتراضي { ولكل وجهة هو موليها }

في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (47)












﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾ [البقرة: 148]






الشيخ عبدالله محمد الطوالة




وعليهِ فكُلُّ انسانٍ لهُ كيانُهُ المستقِل، وشَخصِيتُهُ المخْتلِفُة، وتميُزُهُ الخَاصُ.. قالَ جلَّ وعلا: ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾ [هود: 118].








﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾.. لونُكَ وشكلُكَ ومِشيتُكَ.. كُلُّ ما فِيكَ مُختَلِفٌ، وهَكذَا ستَبقَى.. فلِمَاذَا يَذُوبُ البَعضُ في غيرهِ، ويُلغِي شَخصِيتَهُ، ويَهضِمُ نَفسَهُ.







﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾.. فعِشْ كمَا خَلقَكَ اللهُ.. ولا تُخالِفْ طَبيعَتكَ، ولا تُغيِّر خُصُوصِيتكَ، ولا تُقلِدْ غيركَ.. ﴿ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ﴾ [البقرة: 60] و[الأعراف: 160].. و﴿ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ﴾ [الإسراء: 84].. وفي الحديث الصحيح: « اعملوا فكلُّ مُيسرٌ لما خُلق له ».







﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾.. تَدُلُ على أهميةِ مَعرِفةِ الانسانِ بمواهِبِهِ وقُدُرَاتِه، وامكانِيَاتِهِ وطاقَاتِهِ، ليفَعِّلَهَا في المجالِ الذي يُناسِبُهُ، ويَنفَعَ بِها نَفْسَهُ وأُمَّتَهُ.







﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ﴾.. فقد كتبَ أحدُ العُبادِ رسالةً للإمام مالكٍ رحِمَهُ اللهُ، يحثُّهُ فيها على الانفِرادِ والعبادة، وتركِ الانشغالِ بالتَّعلِيم، فردَّ عليهِ الإمامُ مالكٌ بقولهِ: «إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قد قَسَّمَ الأعمَالَ كمَا قسَّمَ الأرزاقَ، فربُّ رجُلٍ فُتحَ لهُ في الصَّلاةِ ولم يُفتحْ لهُ في الصَّومِ، وآخَرُ فُتحَ لهُ في الصَّومِ ولم يُفتحْ لهُ في الصَّدَقَةِ، وآخَرُ فُتحَ لهُ في الصَّدَقَةِ ولم يُفتحْ لهُ في الصَّلاةِ.. ثمَّ قالَ: ونَشْرُ العِلمِ وتَعلِيمهِ مِنْ أفضَلِ الأعمَالِ، وقد رَضِيتُ بما فَتحَ اللهُ لي فيهِ من ذلك، وما أظنُّ ما أنا فيهِ بِدُونِ ما أنتَ فيهِ، وأرجو أنْ يَكُونَ كِلانا على خَيرٍ، وأنْ يَرضَى كِلانا بما قُسَمَ لهُ، والسَّلام.







اللهم فقِهنا في الدِّين، واجعلنا هُداةً مُهتدِين.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.29 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.95%)]