عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-03-2021, 09:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,726
الدولة : Egypt
افتراضي { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما }

في رِحابِ آيةٍ مِنْ كِتابِ اللهِ تِعالى (45)











﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]







الشيخ عبدالله محمد الطوالة




إنه أسلوبٌ من أساليبِ القرآنِ الكريمِ العجِيبةِ، يدعو المؤمِنَ للتَّفكُّرِ والتَّأمُّلِ.. حيثُ يُعبِرُ القرآنُ الكريمُ بالنفسِ عن الآخرينَ، ويُعبِّر عن الآخرينَ بالنفسِ، لأنَّهم إخوةٌ في الملَّةِ والدِّينِ.. فيجعَلُ قَتلَ الرجُلِ لأخِيهِ المؤمِنَ قتلًا لنفسِهِ، ويجعلُ إخراجَ المؤمِنِ لأخِيهِ المؤمِنَ من دارهِ إخراجًا لنفسِهِ، ويجعلُ ظنَّهُ السُوءَ بأخيهِ المؤمِنَ ظنًا بنفسِهِ، ويجعلُ لمزَهُ لمزًا لنفسِهِ، ويجعلُ السَّلامَ عليهِ سَلامًا على نفسِهِ..







إنه أسلوبٌ قرآنيٌ حكيمٌ يُرسِخُ بين المؤمِنينَ دعائِمَ الوحدَةِ والتَّلاحُمِ، ويقوي وشائِجَ التَّقارُبِ والتَّواصُلِ، ويُشيِعُ أجواءَ المودَّةِ والمحبَّة: ﴿ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ﴾ [النور: 61].







تأمَّل: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29].. فجعلَ قتلَ الرجُلِ لأخيهِ المسلِمَ كمن يقتُلُ نفسَهُ بنفسهِ.. وفي ذلك تأكيدٌ قويٌ أنَّ أبناءَ الملةِ الواحدةِ بمنزلةِ النَّفسِ الواحِدةِ، لا يُعقَلُ ولا يُقبلُ أن يَقتُلَ بعضُهُم بَعضًا.







تأمَّل أيضًا: ﴿ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ [الحجرات: 11].. فأنزلَ الملموزَ منزِلةَ اللامِزَ، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ من عابَ أخاهُ المسلمَ فكأنَّما عابَ نفسَهُ، وفيه أيضًا ترسِيخٌ لمعاني التَّلاحُمِ والأخوةِ بين أبناءِ الملَّةِ الواحِدَةِ.







وتأمَّل أيضًا: ﴿ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ ﴾ [النور: 12]، والمعنى ظَنوا بإخوانِهم المؤمِنينَ والمؤمِناتِ خيرًا، فلشِدَّةِ التلاحُمِ والتَّقارُبِ بَينهُم أنزَلهُم مَنزِلة النَّفس، حتى لكأنَّ الذي يظُنُّ السُوءَ بإخوانِهِ إنَّما يَظنُّهُ بنفسِهِ.







اللهم فقِهنا في الدِّين.. وأجعلنا هُداةً مُهتدِين.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.66 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.85%)]