[ابوالوليد المسلم]

أرض وقمر (قصيدة)

د. نسرين الحميد

كنَّا نراكَ جميلَ الوجهِ يا قمراً

ما بالُ حُسنِكَ يَبلى حينَ جِئناكا؟

وأينَ وجهٌ أضاءَ الليلَ صفحتُهُ

إذ كنتَ مرآةَ من بالليلِ ناجاكا؟

وأرسلَتْ شُرُفاتُ الشعرِ مَوعدَها

ليُنسجَ الحرفُ حُسناً مِن ثناياكا

ما بالُ نوركَ عنَّا.. مَن أَشاحَ بهِ؟

كيف استحالَت على قُربٍ نواياكا!

وكم تمنَّت على جهلٍ بصيرَتُنا

بأنْ تحُطَّ خُطانا في ثُريَّاكا

مُدَّت يمينُ تَحايانا فما اتَّصلَت

أَشحتَ عن طَرْفِ يُمنانا بيُسراكا

بِنتُم وبنَّا ونورُ الشمسِ أيقظَنا

القربُ يأمرُنا والبعدُ يَنهاكا

ها أنتَ يا قمراً في لُجِّ ظُلمتهِ

قد زادكَ البُعدُ إعتاماً وإنهاكا

لواحظٌ قد غشَت واليومَ قد بصَرَتْ

وزادها اللهُ توفيقاً وإدراكا

النورُ من شمسِنا إن كان منعكساً

على جبينكَ يَغشانا فيغشاكا

هذا الضياءُ وهذِي أرضُنا، ولكمْ

منازلٌ قد علَت.. واللهُ يرعٰاكا

النورُ من شمسِنا والأرضُ كوكبُنا

وكلُّنا لإلهِ الكونِ نُسَّاكا

سبحانَ من خلقَ الأفلاك ثمَّ قضى

أن نرتجِيهِ ولا ندعُوهُ إشراكا.