عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-02-2021, 04:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,725
الدولة : Egypt
افتراضي وماذا بعد نضوب الحب؟!

وماذا بعد نضوب الحب؟!



ستيلا سيكستو مارتين





من الحقائق الكبرى أن نظرة الرجل والمرأة لطبيعة المشكلات ليست واحدة؛
لأن البناء العقلي لكلٍّ منهما مختلِف عن الآخر، وعلى رغم أن كُلاًّ منهما جزءٌ من النوع الإنساني، ولم يأتِ أحدهما من كوكب آخر، فإن آراءهما في كثيرٍ من الأمور الإنسانية والحياتية لا تتشابَه، وهو أمر فطري منذ بَدْءِ الخلِيقَة؛ ولذا فلا بُدَّ لكلٍّ منهما حتى يمكن النقاش بينهما أن يضع نفسه في موضع الآخر ليتمكَّن من فَهْمِ معاناته وشعوره.




والشعور بالحب الذي يعني الرغبة في تملُّك الآخر بأعمق ما يمكن هو أحد المشاعر التي يختلفان أيضًا في النظرة إليها، وأنا لا أعتقد مطلقًا - بوصفي امرأة - بمبدأ أن المُحِبَّ يَتفانَى في خدمة مَحبُوبه، ولا أعتقد في مبدأ المشاركة، وأنه يمكِن لإنسانٍ أن يُوَزِّع حبَّه بين اثنين، بل أعتقد أن ذلك - حينما يحدث - يُوَلِّد الحقد والكراهية بسبب الانتزاع؛ أي: انتزاع المحبوب من مُحِبِّه.



ولذا؛ فإني نظرتي إلى هذه القضية بعيدًا عن القضايا الاقتصادية ورعاية الأبناء، هي: أنَّ على الرجل أن يحترم الحبَّ الذي يشعر به، أو الذي كان يشعر به، ومن رحمة الله بنا في الإسلام أنْ يسَّر أمر الطلاق، فإذا انتهى هذا الحب لسببٍ أو آخر، فعلى الرجل أن يُفسِح المجال للمرأة في أن تختار طريقًا آخر، كما أنها تستطيع - إذا أرادت - أنْ تختار هذا الطريق، إذا رَغِب هو في سلوك طريقٍ آخر، وألاَّ يترُكا الحياة تستهلِك كُلاًّ منهما؛ ﴿ وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 130]، أو أن يُحاوِل مع شريكة عمره أن يُحَقِّقا أمنيتهما في الاستمرار معًا إلى الممات.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.32 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.20%)]