عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 18-02-2021, 01:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,515
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قواعد فهم النصوص الشرعية

قَوَاعِدُ فَهْمِ النُّصُوصِ الشَّرْعِيَّةِ (7)

د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني











قَوْلُهُ: (المُطْلَقُ: مَا كَانَ شَائِعًا فِي جِنْسِهِ):

أي المطلَق هوما دلَّ على فرد شائع في جنسه غير معيَّن [1].



والمطلق لُغَةً: المنفكُّ من القيد [2].

مثال [1]: قول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا [المجادلة: 3].



فلفظ (رَقَبَة) مطلقٌ يتناول واحدًا غيرَ معيَّن من جنس الرقاب، ومدلول هذا اللفظ شائعٌ في جنسه، فلا توجد رقبة معروفة بصفة معينة، فلوحرَّر أي رقبة أجزأتْ عنه.



مثال [2]: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ)[3].

فلفظ (ولي) مطلق يتناول واحدًا غير معيَّن من جنس الأولياء، ومدلول هذا اللفظ شائعٌ في جنسه، فلا يوجد وليٌّ معروف بصفةٍ معيَّنةٍ، فلو تولَّى النكاحَ أيُّ وليٍّ صحَّ النكاحُ.




مثال [3]: قولك: أكْرِمْ طالبًا.

فلفظ (طالبًا) مطلق يتناول واحدًا غير معيَّن من جنس الطلاب، ومدلول هذا اللفظ شائعٌ في جنسه، فلو أكْرَم أيَّ طالبٍ بَرِئَتْ ذِمَّتُهُ.



قَوْلُهُ: (وَالمُقَيَّدُ: مَا قَيَّدَهُ بِوَصْفٍ):

أي المقيَّد ما دل على فرد شائعٍ في جنسه معيَّن أو موصوف بوصف زائدٍ على حقيقة جنسه، وهو عكسُ المطلق[4].

مثال [1]: قول الله تعالى: ﴿ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ [النساء: 92].




فلفظ (رقبة) قُيِّدت بوصف زائد على حقيقة جنس الرقاب وهو الإيمان؛ لأن الرقبة قد تكون مؤمنة وكافرة.

وتدل أيضًا على واحد معيَّن من جنس الرِّقاب، وهو المتصف بالإيمان، فلا بُدَّ من تحرير رقبة مؤمنة لتُجزئه الكفارة.



مثال [2]: قول الله تعالى: ﴿ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ [النساء: 92].

فلفظ (فصيام) قُيِّد بوصف زائدٍ على حقيقة جنس الصيام وهو التتابع؛ لأن الشهرين قد يكونان متتابعين وغير متتابعين.

ويدل على واحد معيَّن من جنس الصيام وهو التتابع، فلا بُدَّ من تتابع الصيام.



مثال [3]: قولك: اذبح الناقة السمينة، أو: اذبح هذه الناقة.

فلفظ (الناقة) قُيِّد في الجملة الأولى بوصف زائد على حقيقة جنس النوق وهو السِّمَن، وقُيِّد في الجملة الثانية بالإشارة.




فلابُدَّ من تحقق الوصف في الجملة الأولى لتبرأ الذمة.

ولابُدَّ من تحقق التعين في الجملة الثانية لتبرأ الذمة.



فائدة: الفرق بين العام، والمطلق:

يتضح مما سبق أنه يمكن التفريق بين العام والمطلق على النحو التالي:

العام: ما يستغرق جميع أفراده على سبيل الشمول؛ أي: لا بُدَّ أن يشمل جميع أفراده؛ ليقع الفعلُ، ويُجزئَه.

مثال: أكْرِمِ الطلاب؛ أي: لا بُدَّ أن يُكرم جميعَ الطلاب؛ ليقع فعل الإكرام.



أما المطلق: فهوما يستغرق جميعَ الأفراد على سبيل البدل؛ أي: لو وقع الفعل على فرد واحد من أفراد الجنس لأجزأه.

مثال: أكْرِمْ طالبًا، فلو أكْرَم طالبًا فقط، لوَقَع فعْلُ الإكرام.





[1]انظر: روضة الناظر (2/763)، وشرح مختصر الروضة (2/630-631)، وشرح الكوكب المنير (3/392).



[2] انظر: مقاييس اللغة، ولسان العرب، مادة «طلق».



[3] صحيح: رواه أبو داود (2085)، والترمذي (1101)، وابن ماجه (1881)، وأحمد (19518)، عن أبي موسى رضي الله عنه، وصححه الألباني.



[4]انظر: روضة الناظر (2/763-764)، وشرح مختصر الروضة (2/631)، وشرح الكوكب المنير (3/393).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.23 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]