
17-02-2021, 07:23 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,047
الدولة :
|
|
رد: أخو خطيبي مريض نفسيا فهل يعيش معنا؟
أخو خطيبي مريض نفسيا فهل يعيش معنا؟ (2)
أ. فيصل العشاري
السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة مخطوبة وأخو خطيبها مريض نفسيًّا، وأهل خطيبها يعيشون في دولةٍ أخرى، ولا يُمكن ترك هذا الشاب المريض وحدَه، والفتاةُ متحيِّرة لأنها تَخشى أن يعيشَ هذا الشابُّ معهما بعد الزواج.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قمتُ باستشارتكم سابقًا، وقد أجبتم مشكورين، وكانت استشارتي بخصوص أخي زوجي المريض، وتبعًا لتوجيهكم تكلمتُ مع خطيبي في الأمر، وشاور أهله، واقترحوا أن تأتيَ والدتُه لتبقى مع الأخ المريض في بيت مستقلٍّ، وأنا وخطيبي بعد الزواج في بيتٍ آخر!
لكن المشكلة أن والدةَ خطيبي سيدة كبيرة في السن، ومريضة جدًّا، ولا أعلم كيف ستقوم برعاية ابنها المريض؟ خاصة أن ابنها يحتاج لرعايةٍ وجهدٍ كبيرٍ، ولا أرى أنها ستستطيع القيام بهذه المهمة!
حاولتُ أن أشيرَ عليه بأن تأتيَ أخته، لكنها رفضتْ لأنها مُوظفة، وحاولنا مع والده لكنه رفَض، ولا يقبل أحدٌ منهم التنازُل، وأنا في حيرةٍ ولا أعلم كيف ستَرعى أمُّه أخاه، أو مَن سيرعى أخاه؟!
فما العمل أفيدوني؟
الجواب
الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكة الألوكة.
نعم، نَتَذَكَّر مشكلتك مع خطيبك، وارتباط هذه المشكلة بأخيه المريض، وهي مُعضلة فعلًا؛ حيث تتوفر جميع الصفات المرغوبة في خطيبك، وهذا يجعلك تتمسكين به، بينما تبرز مشكلة وجود أخيه المريض كعقبةٍ في وجه هذا الزواج.
نرى بأن تقومي بإخراج ورقة وقلم، وتكتبي فيها كافة الخيارات الممكنة إزاء التصرُّف مع مشكلة هذا الأخ المريض، ثم تدرسي كافة الخيارات المتاحة لعلك تهتدين وزوجك إلى حلٍّ يُرضي الجميع ويحافظ على العناية بهذا الأخ المريض وعدم إضاعته.
ولعل مِن هذه الخيارات مثلًا:
• إمكانية إلحاقه بمصحة أو مشفى مخصص لهذه الحالات لرعايته الرعاية الطبية اللائقة، وليس في هذا الأمر ما يلحق الأذى بسُمعة زوجك، فهذا مكانُه الطبيعيُّ، إضافة إلى أن ظروفكما لا تسمح برعايته، ويمكن أن يظلَّ في المصحة أو المشفى كمنزل أو مكان إقامة، ويزوره أخوه بين الفينة والأخرى للاطمئنان عليه ومسامرته والجلوس معه، كما يمكن أن يستأذنَ مِن المشفى لاصطحابه معه أحيانًا للبيت أو للخروج في نزهة ثم العودة إلى المشفى.
أرجو أن تدرسوا هذا الخيار جيدًا، وتضعونا في صورة الخيارات المتاحة المتعلقة به لندرسها معكم؛ كتوفر المشفى المناسب، والإمكانية المادية، وبُعد المسافة عن البيت... وهكذا.
• إمكانية استئجار شخص يقوم برعايته طوال الوقت، مع استئجار منزل صغير لهذا الغرَض، وهذا الخيار يتوقف على الإمكانية المادية في المقام الأول.
• إعادة المحاولة مع والده ليكونَ بجانب الأخ المريض.
هذا ما يتوفر لدينا مِن خياراتٍ حاليًّا، ولعلكم تكتشفون خيارات عديدةً أخرى عند محاولتكم عمل عصف ذهني لهذا الموضوع.
بقي أن نُنبه على موضوع الخيار الأصعب، وهو: أن يبقى هذا الأخُ المريض معك في البيت، وهذا لا نحبذه مطلقًا، ولا ننصح به؛ لأن فيه مخالفةً شرعية أولًا، ويمكن أن يتسبَّب في هدم الأسرة ثانيًا.
لهذا جاء التحذيرُ النبويُّ مُنبهًا على مثل هذه الحالات؛ حالات التساهُل في القرابة، عندما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحمو (وهو قريب الزوج)؛ فعن عُقبة بن عامرٍ رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إياكم والدخول على النساء))، فقال رجلٌ من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحمو؟! قال: ((الحمو الموت))؛ رواه البخاري ومسلم.
لذا نرجو أن تَستبعدوا هذا الخيار، وأن تَبحثوا في الخيارات الأخرى، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2].
وفَّقكم الله، ويَسَّر أموركم
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|