عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 17-02-2021, 03:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,030
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الوقف والابتداء وأثرهما في المعاني القرآنية

أثر الابتداء غير الجائز (القبيح) على المعاني القرآنية
الابتداء غير الجائز (القبيح): هو الابتداء بكلام مرتبط بسابقه لفظاً ومعنى، والابتداء به يجرد الكلام من معناه؛ سواء بتعريته من المعنى، أو بتغيير معناه إلى معنى آخر غير مقصود، وقد مر معنا التمثيل لذلك في المبحث الأول، ولنأت ببعض المثلة لندرك أثر هذا الابتداء على المعاني القرآنية:
1-الابتداء بقوله: ((إن الله فقير)) من قوله تعالى:{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}[آل عمران:181].
2-الابتداء بقوله: ((إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ)) من قوله تعالى:{لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}[المائدة:72،17].
3-الابتداء بقوله ((إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ)) من قوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ}[المائدة:73].
4-الابتداء بقوله ((يد الله مغلولة)) من قوله تعالى:{وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}[المائدة:64].
5-الابتداء بقوله: ((عزيز ابن الله)) من قوله تعالى:{وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ}[التوبة:30].
6-الابتداء بقوله: ((الله بشراً رسولاً)) من قوله تعالى:{وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً}[الإسراء:94].
كل هذه الأمثلة وما شاكلها لا يصح الابتداء بها بهذه الصورة التي تغير معناها إلى معان لا تليق.
المبحث الرابع


نماذج تطبيقية للوقف والابتداء


المطلب الأول

مدى توظيف أشهر كتب التفسير لعلم الوقف والابتداء
الوقف والابتداء في الآية الكريمة يحددان المعنى ويوجهانه، وكذلك العكس، وقد مر معنا- سابقاً- أن المعنى يتأثر بالوقف والابتداء، وأن الوقف والابتداء- أيضاً- يتأثران بعلوم مختلفة؛ كاللغة والتفسير والقراءات؛ لذلك نجد اختلاف العلماء والمفسرين في بعض مواطن الوقف والابتداء في القرآن الكريم، وفيما يلي نعرض لبعض النماذج لأشهر كتب التفسير ومد توظيف أصحابها لعلم الوقف والابتداء في بيان المعاني القرآنية:
الأنموذج الأول: قوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ}[البقرة:26].
فالوقف على كلمة ((مثلاً)) أو عدمه يحدد المعنى حسب الآتي:
1-إن الوقف على ((مثلاً)) يدل على انفصال الجملة وهي قوله تعالى {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً} عن تاليتها وهي قوله تعالى {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً}؛ فيكون تمام قول الكفار عند قوله ((مثلاً)) وما بعدها كلام مستأنف من الله عز وجل؛ تعقيباً على قولهم ورداً عليهم.
2-أما وصل الجملة الاولى وهي قوله {وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً} بما بعدها وهي {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً} من تمام قول الكفار.
وقد أورد المفسرون هذين المعنيين[(1)] وانقسموا إلى فريقين:
الأول: اختار أكثر المفسرين المعنى الأول وهو الوقف على قوله ((مثلاً))، وأعلوا المعنى الثاني[(2)].
فقد قال السجاوندي في علل الوقف: ((وما قيل: إن المتوفي- هاهنا- الله لا يصح، إذ لا اتصال للملائكة بالجملة إلا إسناد الفعل إليهم، على أن الكفار لا يستحقون أن يكون الله تعالى متوفيهم بلا واسطة))[(3)].
وقال ابن جرير الطبري: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً} يضل به كثيراً من خلقه، والهاء في ((به)) من ذكر المثل، وهذا خبر من الله جل ثناؤه مبتدأ، ومعنى الكلام: أن الله يضل بالمثل الذي يضربه كثيراً من أهل النفاق والكفرة))[(4)].
وقال الشوكاني: وقوله {يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً} هو كالتفسير للجملتين السابقتين المصدرتين بــ(أما) فهو خبر من الله سبحان))[(5)].
وقال ابن جزي الكلبي: {يَضِل بِهِ} من كلام الله جواباً للذين قالوا: ماذا أراد الله بهذا مثلاً، وهو- أيضاً- تفسير لما أراد الله بضرب المثل من الهدى والضلال))[(1)].
ونقل ابن الجوزي أن هذا المعنى هو اختيار السدي الكبير ومقاتل بن سليمان[(2)].
كما اختاره- أيضاً- أبو حيان في تفسيره[(3)].
الفريق الثاني: اختار المعنى الثاني، وهو أن يكون الكلام متصلاً، وهو من تمام قول الكفار، وممن اختار هذا المعنى: الفراء وابن قتيبة[(4)].
قال الفراء: ((وقوله {مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً }؛ كأنه قال- والله أعلم- ماذا أراد الله بمثل لا يعرفه كل أحد يضل به هذا ويهدي به هذا، قال الله تعالى {وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ}))[(5)].
الأنموذج الثاني: قول الله تعالى:{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}[آل عمران:7].
اختلفت أنظار العلماء حول الوقف والابتداء في هذه الآية الكريمة والمعنى المترتب على ذلك، ومنشأ النظر في هذه الآية الكريمة متجه إلى قوله تعالى {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} هل هو كلام مستأنف (مبتدأ)، أم هو معطوف على ما قبله؟ ونظراً إلى ذلك يتحدد نوع الوقف على لفظ الجلالة ((اللهُ)) والابتداء بــ{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}، وذلك على النحو الآتي:
1-يرى فريق من العلماء أن {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} كلام مستأنف، وعلى هذا يصبح المعنى: أن المتشابه لا يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يؤمنون به كما جاء، ويكلون علمه إلى الله سبحانه، وهذا القول مروي عن ابن عباس وعائشة ومالك ابن أنس وأبي الشعثاء والكسائي والفراء[(1)]، وعزاه البغوي إلى الحسن وأكثر التابعين[(2)]، واختاره ابن جرير والكلبي من المفسرين[(3)]، واختاره- أيضاً- الفخر الرازي، وانتصر له بكثير من الحجج[(4)].
2-وذهب فريق آخر من العلماء إلى أن قوله تعالى:{وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} معطوف على قول:{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ}، وعلى هذا يكون المعنى: الراسخون في العلم يعلمون تأويل المتشابه من القرآن الكريم، ونُسب هذا القول إلى ابن عباس ومجاهد وأكثر المتكلمين[(5)]، واختاره من المفسرين ابن عطية وابن عاشور، وهو الذي يفهم من كلام أبي السعود[(6)].
وقد صحح النووي هذا القول؛ مستدلاً بأن الله تعالى يبعد أن يخاطب عباده بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته[(7)]، وإلى هذا لقول مال الجمهور من العلماء، وهو مذهب المعتزلة والأشاعرة[(1)].
قال الفخر الرازي: (واختلف الناس في هذا الموضع؛ فمنهم من قال: تم الكلام ههنا، ثم الواو في قوله ((وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)) واو الابتداء، وعلى هذا القول لا يعلم المتشابه إلا الله.
الثاني: أن الكلام إنما يتم عند قوله ((وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)) وعلى هذا القول يكون العلم بالمتشابه حاصلاً عند الله تعالى وعند الراسخين في العلم)[(2)].
قال الألوسي: (وإذا عرفت هذا ظهر لك جواز الأمرين: الوقف على ((إِلاَّ الله)) والوقف على ((الرَّاسِخُونَ))، وقال بعض أئمة التحقيق: الحق أنه إن أريد بالمتشابه ما لا سبيل إليه للمخلوق فالحق الوقف على ((إِلاَّ الله))، وإن أريد ما لا يتضح بحيث يتناول المجمل ونحوه فالحق العطف، ويجوز الوقف أيضاً؛ لأنه لا يعلم جميعه أو لا يعلمه بالكنه إلا الله تعالى، وأما إذا فسر بما دل القاطع أي النص النقلي أو الدليل الجازم العقلي على أن ظاهره غير مراد، ولم يقم دليل على ما هو المراد، ففيه مذهبان:
فمنهم: من يجوز الخوض فيه وتأويله بما يرجع إلى الجادة في مثله؛ فيجوز عنده الوقف وعدمه.
ومنهم: من يمنع الخوض فيه؛ فيمتنع تأويله، ويجب الوقف عنده)[(3)].
الأنموذج الثالث: قول الله تعالى:{وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}[الأنفال:50].
نجد في هذه الآية الكريمة أن الوقف على كلمة ((كَفَرُوا)) من عدمه يحدد المعنى في هذه الآية الكريمة:
فالمعنى المترتب على الوقف هو الآتي: ولو ترى إذ يتوفى الله الذين كفروا، ويكون جواب ((لو)) محذوف. ويكون الابتداء بقوله {الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ..} أي: أن الملائكة تضرب وجوههم وأدبارهم بعد توفي الله لهم.
واختار هذا الوقف الإمام نافع من القراء[(1)]، قال النحاس- معقباً على حكم نافع-: بالتمام (وهذا له وجه حسن قد شرحه نصير النحوي، قال: إن كان التفسير: ولو ترى إذ يتوفى الله الذين كفروا؛ سكت على ((الَّذِينَ كَفَرُوا)) ثم ابتدأ ((الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ)) ويدل عليه {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا..}[الزمر:42][(2)].
أما الوصل: فيترتب عليه معنى مغاير لهذا المعنى السابق؛ هو أن الملائكة هم الذين يتوفون الذين كفروا ويضربون وجوههم وأدبارهم، وتكون ((الملائكة)) فاعل ((يَتَوَفَّى))، قال الشوكاني: ((أي: ولو ترى الكافرين وقت توفي الملائكة لهم))[(3)]، واستدل أصحاب هذا الرأي بقوله تعالى {...حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ}[الأنعام:61]، وقوله {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ}[السجدة:11]، ويشهد لهذا الوجه فراءة من قرأ بالتاء ((تتوفى))[(4)] فإنها تعود إلى الملائمة لا غير.
والظاهر أن هذا الوجه هو الأولى والراجح عند أكثر المفسرين، فابن جرير وابن عاشور لم يذكرا غيره[(1)]، وهو المقدم عند الزمخشري[(2)]، وعزاه الداني إلى السلف[(3)]، وبه قال السجاوندي وغيره من علماء الوقف[(4)].
وبناء على هذا الاختلاف في المعنى الذي يترتب عليه تحديد الوقف من عدمه على كلمة ((كَفَرُوا)) نجد علامة الوقف الممنوع (لا) في بعض المصاحف، بينما لا نجد أي علامة في مصاحف أخرى؛ على اعتبار جواز الوقف وعدمه.
المطلب الثاني

اختلاف مواضع الوقف والابتداء حسب اختلاف طبعات المصحف الشريف
بعد أن رأينا اختلاف المفسرين في مواضع الوقف والابتداء، نعرض بعض النماذج لاختلاف مواضع الوقف والابتداء في طبعات مختلفة من المصحف الشريف، وقد يتساءل المرء متى بدأت رموز الوقف والابتداء تظهر في المصاحف؟ ولماذا لم تتفق هذه المواضع في مختلف طبعات المصحف الشريف؟ وللإجابة على هذا التساؤل يمكن القول: إن تحديد بداية كتابة رموز الوقف والابتداء يحتاج إلى استقصاء المصاحف المخطوطة، ومعرفة تاريخها، وذكر الطيار أن أقدم مصحف رأى فيه علامات الوقف كتب عام 968 للهجرة وهو من المصاحف المغربية التي اعتمدت وقوف الهبطي (ت:930هــ)[(5)]
وذكر ملا علي قاري (ت:1014هــ) ما يدل على أن وقوف السجاوندي (ت:560) موجودة في مصاحف عصره[(6)].
وفي القرن الرابع عشر الهجري ظهرت مصاحف كثيرة، وكانت تحمل رموزاً للوقف، وهي تختلف في رموزها للوقف والابتداء، وهذا ناتج عن اختلاف علماء الوقف والابتداء في مواضع الوقف والابتداء وأنواعهما، حسب ما بيناه في المباحث السابقة.
وفيما يلي أعرض بعض الاختلافات في ثلاث نسخ من المصحف الشريف مختلفة الطبعات، وقد اخترت ثلاثة مصاحف مختلفة الطبعات والأماكن.
الأول: مصحف الأزهر الشريف، طباعة مطبعة الأزهر.
الثاني: مصحف المدينة، طباعة مجمع الملك فهد، تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والمقدسات والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية.
الثالث: المصحف العماني، تحت إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عمان.
أولاً: جدول يبين رموز الوقف والابتداء في هذه المصاحف ومعنى الرمز:
الرمز المعنى في مصحف الأزهر المعنى في مصحف المدينة المنورة المعنى في المصحف العماني م علامة الوقف اللازم علامة الوقف اللازم علامة الوقف اللازم ج علامة الوقف الجائز مطلقاً علامة الوقف الجائز جوازاً مستوي الطرفين علامة الوقف الجائز جوازاً مستوي الطرفين صلي لا يوجد علامة الوقف الجائز مع كون الوصل أولى علامة الوقف الجائز مع كون الوصل أولى قلي لا يوجد علامة الوقف الجائز مع كون الوقف أولى علامة الوقف الجائز مع كون الوقف أولى لا تكون على أخر الكلمة التي يمكن الوقف عليها مع امتناع البدء بما بعدها لا يوجد علامة الوقف الممنوع
ثانياً: نماذج من اختلافات هذه المصاحف في مواضع الوقف والابتداء ورموزهما:
ليس من الممكن أن نستعرض جميع مواضع الاتفاق والاختلاف بين المصاحف الثلاثة في مثل هذا المبحث؛ فلذلك يحتاج إلى بحث موسع، ولكن نعرض لبعض المواضع كنماذج توضح مواضع اتفقت فيها، ومواضع اختلفت فيها، وذلك على النحو التالي:
الآية والسورة موضع الوقف مصحف الأزهر مصحف المدينة المنورة المصحف العثماني {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنْ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ}البقرة:19 وَبَرْقٌ ج لا يوجد لا يوجد { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}البقرة:29 سَمَاوَاتٍ ج ج ج {... وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}البقرة:102 أَنفُسَهُمْ، خَيْرٌ م ج ج {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}البقرة:140 أَوْ نَصَارَى ج قلي ج أَمْ اللَّهُ ج قلي ج مِنْ اللَّهِ ج قلي ج {... وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ...}آل عمران:7 إِلاَّ اللَّهُ م قلي م {وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}الانعام:54 عَلَيْكُمْ ج صلي صلي الرَّحْمَةَ لا يوجد صلي صلي { وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}الأنفال:50 كَفَرُوا لا لا يوجد لا { كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ}الأنفال: 54،52 آلِ فِرْعَوْنَ لا لا يوجد لا { وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمْ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}النحل:64 فِيهِ لا لا يوجد لا { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}سبأ:7 مُمَزَّقٍ لا لا يوجد لا يوجد {... وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي...}الممتحنة:1 الْحَقِّ ج لا يوجد لا يوجد وَإِيَّاكُمْ لا يوجد لا يوجد لا { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}الماعون:4-5 لِلْمُصَلِّينَ لا لا يوجد لا يوجد


الخاتمة


اللهم لك الحمد على ما أعطيت، ولك الحمد على ما أوليت، حمداً كثيراً طيباً مباركاً، كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وبعد.
فإن أسرار هذا الكتاب لعجيبة، ودقائقه لفريدة، كيف لا! وهو الذي لا تنقضي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد، فمهما تعمق الباحث في مرامي الكتاب العزيز، وغاص في أعماق بحاره؛ فلن يصل إلا إلى مقدار يسير من حقيقة بيانه؛ لأنه كلام الله، الذي أعجز فصحاء العرب في زمن الفصاحة عن مضاهاته؛ لذا كان لزاماً على من أراد قراءة القرآن أن يتعلم كيفيتها وصفتها التي تليق بها، ومن ذلك المعرفة بالوقف والابتداء، اللذين عليهما مدار بيان المعاني، فقد تجلى بوضوح أن عدم المعرفة بالوقف والابتداء قد يؤدي إلى ضياع المعنى وفساده، أو تجريد الآية من المعنى.
ومن خلال الدراسة المتعمقة في هذا الموضوع، واستخلاص درره الكامنة في أعطافه، أرجو أن تكون هذه الدراسة قد خرجت وافية بالمقصود والمأمول، وهو إخراج هذا الموضوع بحلة باهية واضحة.
وقد اتضح جلياً أن لموضوع الوقف والابتداء في القرآن الكريم أهمية كبيرة، وله غاية عظيمة، والمعرفة به متعينة لتالي القرآن الكريم، فينبغي الاهتمام والعناية به، وقد توصلت الدراسة إلى الخلاصات التالية:
1-المعرفة بالوقف والابتداء تعين تالي القرآن الكريم على المواضع الصحيحة للوقف والابتداء، مما يؤدي إلى بيان المعاني السليمة الصحيحة للآيات القرآنية، وبهذا يستطيع فهم المعنى القرآني، ويتدبر القرآن ويتذوق حلاوة وعذوبة نظمه البديع، ويقف على خواص اعجازه.
2-وعلى العكس من ذلك؛ فإن عدم المعرفة بالوقف والابتداء؛ تجعل تالي القرآن الكريم يتخبط في وقفه وابتدائه، ويقع في محاذير كثيرة، قد تخل بالمعاني القرآنية، ويخشى عليه أن يكون من الذين يحرفون الكلم عن مواضعه.
3-هناك أمور تؤثر على الوقف والابتداء: كاللغة والتفسير والقراءات، فيكون الوقف والابتداء تبعاً لهذه الأمور، وهذا إنما يتأتى بمعرفة هذه العلوم والدراية بها.

4-الوقف والابتداء يتوقف عليهما بيان المعاني القرآنية، وقد يتأثر المعنى القرآني بأنواع من الوقف والابتداء غير السليمين.
يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 38.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 38.09 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.62%)]