الإدماج في القران الكريم
"قراءة تحليلية بيانية نقدية في تفسير التحرير والتنوير"
د. المثني عبد الفتاح محمود محمود[·]
ملخص البحث:
تقوم فكرة البحث على دراسة الإدماج في تفسير التحرير والتنوير من زاوية تحليلية بيانية نقدية، والإدماج فن من فنون البلاغة القرآنية العالية، التي قل التنبيه عليها من قبل المفسرين حتى بلغت حد الإهمال بل النسيان، وقد لقيت اهتماما بليغا عند إمام مفسري المغرب بلا منازع، فالبحث له هدفان اثنان:
الهدف الأول: دراسة الإدماج دراسة علمية في التحرير والتنوير.
والهدف الثاني: إبراز فن الإدماج في القران الكريم.
وقد قام البحث على ثلاثة جوانب اساسية، وهي: الجانب النظري، والجانب التحليلي، والجانب النقدي.
والذي يعني الباحث بالدرجة الأولى لفت الأنظار إلى هذا الفن المنسي عند عموم الباحثين في الدراسات القرآنية عموما، والبلاغة القرآنية على وجه الخصوص، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
الكلمات المفتاحية:
(الإدماج - البيان القرآني - البلاغة القرآنية - تفسير التحرير والتنوير - مناهج المفسرين)
المقدمة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وعلى أله ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد.
فإن البحث في القران العظيم منقبة شريفة، ومسلك قويم، ومتعة ذهنية رفيعة، ومنزلة علية انيقة، تضمنت متعته نوادر، وأدمجت منزلته فرائد، حتى اطبقت معانيه الواضحات على مضامين ثنايا كلماته الباسمات، فبانت منه إشراقة نفس، وفاحت منه رائحة مسك.
وقد تتبعت تلكم الروائح الزكيات، انوف علماء خبروا مراميه، فتعودوا منه ما لا يطيقون بعده البعد، ولا يستطيعون دونه القرب، فكانوا منارات الفهم، ومتون العلم، وهم يدركون انهم عن إذن المولى نهضوا، وعن رضاه انطلقوا.
ولا يزال الباحثون ينقبون عن فرائده ونوادره، على توالي الأيام وتطاول الأزمان، وقد بز ابن عاشور رحمه الله تعالى المعاصرين فضلا عن المتقدمين، في باب من أبواب البلاغة القرآنية، وصرح من صروح المعاني السياقية، ومشهد من مشاهد الفهم الدقيق، والعلم الأنيق، فحرك قلمه صوب فن بلاغي، غفل عنه المتقدمون إلا ما شاء الله تعالى، وهي مزية لا تتحصل إلا لمن اراده الله بخير.
وهذا الأسلوب البياني العظيم الذي سماه البلاغيون "الإدماج"، اولاه الطاهر بن عاشور عناية كبيرة، حيث كانت رعايته في الجانب التطبيقي الذي يستأهل معه الوقفة التحليلية النقدية، بما يحقق الغرض العلمي من هذا البحث، وهو الكشف عن نوع من المعاني قديم، عرفه النقاد العرب، وعالجته السن العرب الأقحاح، وهو وفير في كتاب الله تعالى بما يخدم اسلوبا من اساليب الإقناع الضمني للمتلقي، بما يقنع بواطن العقول قبل ظواهرها، وهو بالتالي يكشف قيمة نفسية نفيسة اتى عليها القران الكريم عند نزوله، وهو ما يفسر لنا ذلكم السر الذي جعل العرب تخر راكعة في لحظة زمانية حاسمة، استمرت بعدها على دين الله تعالى، بما يجمع بين تسليم الظاهر وإقناع الباطن، وهو منهج في الدعوة لم يقف على دراسته الباحثون الجادون إلا بكتابات يسيرة، تتسم باليسر والسهولة، بالإضافة إلى سرعة الإنجاز، ووفرة الإنتاج.
ويكمن هدف البحث في إبراز جهد ابن عاشور رحمه الله تعالى في تعاطيه مع أسلوب الإدماج، بما يحقق رغبة جموحة عند الباحث في إبراز هذا اللون على ساحة الاهتمام، لتنصب الدراسات العلمية الجادة، في المجال العقدي والنفسي والاجتماعي والدعوي، فيحقق غاية علمية فكرية، يكون لها نصيب من الجهد والفكر والعمل، وقد جاء البحث
في مقدمة ومباحث ثلاثة وخاتمة، والمباحث على النحو الاتي:
المبحث الأول: تعريف الإدماج، وهو في مطالب اربعة.
المبحث الثاني: اغراض الإدماج، وهو في سبعة مطالب.
المبحث الثالث: الجانب النقدي، وفيه مجموعة من الأمثلة التي تبين المقصود.
والله اسأل ان يجعله في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم.
المبحث الأول
تعريف الادماج
سأتناول تعريف الإدماج لغة واصطلاحا، وتاريخ المصطلح في كتب القوم، وما مر به من تطور في لفظه إلى استقراره، ثم بيان التعريف المنضبط الذي يتناسب مع علو درجة القران وارتفاع رتبته.
المطلب الأول: تعريف الإدماج لغة
تعد المفهوم اللغوي الأساس الرصين للمعنى الاصطلاحي، فوشائج القرابة بينة واضحة، بل إن بيان خيوط التواصل بينهما من صلة الرحم العلمي الذي يؤجر عليه الباحث، لما في ذلك من توثيق الصلة بين المعاني؛ لتقوية الرابطة المعرفية بين لغة العرب، ولغة العلم، وهذا ما يثبت لنا مدى اصالة العلم الشرعي عموما، والعلم القرآني خصوصا، فكيف إذا كان الأمر متعلقا بالبيان القرآني؟ فالأمر يزداد بهاء وجمالا، وسنقف مع طائفة من اقوال اللغويين، في اصول المعاجم التي تحدثت عن مادة "دمج"، ثم نبني على ما قالوا من معان.
ونبدأ بالفراهيدي -رحمه الله تعالى -حيث يقول: "دمجت الأرنب تدمج في عدوها، وهو سرعة تقارب القوائم، ومتن مدمج، وأعضاء مدمجة، كأنها ادرجت وملست كما تدمج الماشطة مشطة المرأة إذا ضفرت ذوائبها، وكل ضفيرة منها على حيالها تسمى دمجا واحدا، ويقال: دمج في بيته، اي: دخل، والدموج الدخول"([1]).
وجاء في تهذيب اللغة: "قال ابو عمرو([2]): ليلة دامجة، وليل دامج اي: مظلم، وقال الأصمعي: تدامج القوم على فلان تدامجا، إذا تضافروا عليه، وصلح دماج اي: محكم، وقال ذو الرمة:
وإذا نحن اسباب المودة بيننا دماج قواها لم يخنها وصولها([3])
وادمج في الشيء إدماجا، واندمج فيه اندماجا إذا دخل فيه"([4]).
ويقول الجوهري: "دمج الشيء دموجا، إذا دخل في الشيء واستحكم فيه، وكذلك اندمج وادمج بتشديد الدال، قال ابو عبيد: كل هذا إذا دخل في الشيء واستتر فيه، ونصل مندمج، اي: مدور، وتدامجوا عليه، اي: تعاونوا، وليل دامج، اي: مظلم" ([5]).
ويؤصل ابن فارس لهذا الجذر بقوله: "الدال والميم والجيم أصل واحد يدل على الانطواء والستر، يقال: ادمجت الحبل، إذا ادرجته واحكمت فتله"([6]).
اما الزمخشري: فنستطيع ان نقف معه لنرى مجاز هذا اللفظ عنده، حيث يقول: "ومن المجاز: دمج امرهم: صلح والتأم، وصلح دماج ودماج: محكم، وقال ذو الرمة:
وإذا نحن اسباب المودة بيننا دماج قواها لم يخنها وصولها
اي: مدمجة، ودامجتك على هذا الأمر: وافقتك عليه، وتدامجوا عليه: توافقوا، وتدامج القوم علي: تألبوا.
ووجد البرد فتدمج في ثيابه: تلفف، وليل دامج: دامس ملتف الظلام قد دمج بعضه في بعض، وادمج كلامه: اتى به متراصف النظم، واندمج الفرس: انطوى بطنه وضمر"([7]).
ونستطيع ان نلخص المعاني اللغوية الواردة في الكلام المتقدم بما يأتي: الإدماج هو الإدخال، وأن كان الإدماج يفترق عن الإدخال، بأن الإدماج إدخال شديد مستحكم فيه ستر وتغطية، بحيث يخفى على الناظر" كأن المدمج والمدمج فيه شيء واحد لا يفترقان.
فالإدماج مفهوم استقر في ذهنية العربي على إدخال شيء في شيء بإحكام، بحيث يصبحان شيئا واحدا، يستتر الشي والمدمج في المدمج فيه بحيث يخفى على الناظر لأول وهلة، وعليه نستطيع ان نطبق هذا الكلام في المعاني، فنقول: الإدماج هو إدخال معنى في معنى بإحكام نظم، بحيث يلحق الثاني بالأول كأنه هو.
المطلب الثاني: تعريف الإدماج اصطلاحا:
مر مصطلح الإدماج بعدة اسماء قبل دخوله عنق زجاجة مدرسة السكاكي([8]) واستقراره فيها، فقد ذكره ابو هلال تحت اسم المضاعفة فقال: "في المضاعفة: وهو ان يتضمن الكلام معنيين، معنى مصرح به، ومعنى كالمشار إليه، وذلك المضاعفة مثل قول الله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ) (يونس:42-43)، فالمعنى المصرح به في هذا الكلام: انه لا يقدر ان يهدي من عمي عن الآيات، وصم عن الكلم البينات، بمعنى انه صرف قلبه عنها، فلم ينتفع بسماعها ورؤيتها، والمعنى المشار إليه: انه فضل السمع على البصر" لأنه جعل مع الصمم فقدان العقل، ومع العمى فقدان النظر فقط"([9])، وسر تسمية هذا الأسلوب بالمضاعفة عند العسكري: ان المعنى الأصيل الذي سيق له الكلام اصالة تضاعف إلى معنى فرعي مضمن، فكان ذلك كالتضعيف.
ثم جاء ابن رشيق فسماه باسمه المتعارف عليه، ولعله اول من دونه من أصحاب الكتب النقدية- فيما اطلعت عليه - وعده من باب الاستطراد فقال: "ومن الاستطراد نوع يسمى الإدماج... ثم قال: وهذا النوع اقل في الكلام من الاستطراد المتعارف واغرب"([10]).
اما اسامة ابن([11]) منقذ: فقد ذكره تحت باب التعليق والإدماج وقال: "اعلم ان صيغة ذلك هو ان تعلق مدحا بمدح او هجوا بهجو، ومعنى بمعنى" كما قال المتنبي:
إلى كم ترد الرسل عما اتوا له كأنهم فيما وهبت ملائم ([12])
أدمج رد الرسل برد الملام في الجود، فكلاهما مديح وقوله ايضا:
حسن في عيون اعدائه اق بح من ضيفه رأته السوائم ([13])
أدمج الحسن في القبح وكلاهما مدح، ووصفه بالكرم لأن إبله إذا رات ضيفه علمت انه سينحرها... ثم قال: وعلامة هذا الباب ان يكون أحد المعنيين تلويحا والأخر تصريحا" ([14])، ويتضح لنا ان ابن منقذ افاد مما ذكره ابو هلال في الصناعتين، ولذلك نجد متابعة له فيما ذكر، من حيث يكون الأول تصريحا والثاني تلويحا.
وقال ابن ابي الأصبع: "وهو ان يدمج المتكلم غرضا له في ضمن معنى قد نحاه من جملة المعاني "ليوهم السامع انه لم يقصده، وإنما عرض في كلامه لتتمة معناه الذي قصد إليه"([15])، والملاحظ ان ابن ابي الإصبع اضاف قيدا وهو إيهام المتكلم السامع انه لم يقصد إدماج غرض في غرض، وإنما جاء في كلامه عرضا، وتابعه عليه النويري بلفظه ([16]).
وقال الطيبي: "وهو ان يضمن كلاما سيق لوصف وصفا اخر، وهو أخص من الأول، وأعم من الثاني" ([17]).
اما الخطيب القزويني في الإيضاح: فقد وضع تعريفا وجد قبولا لدى الشراح فقال: "وهو ان يضمن كلاما سيق لمعنى معنى اخر"([18])، وتابعه عليه السعد في المختصر([19]) والمطول ([20])، والسبكي ([21])، والمغربي([22])، مع ملاحظة ان السكاكي لم يشر إليه في مفتاحه، فتكون الإضافة من قبل الخطيب على المفتاح، وهي ضمن تلخيصه عليه.
وهذا ما يكشف لنا النقاب في سبب من اسباب متابعة الشراح لتلخيص المفتاح، فقد كان الخطيب محققا مدققا متنبها لفرائد فاتت السكاكي رحمهم الله جميعا، وهذه بعض تعريفات لمن كتب في التعريفات والحدود:
قال الجرجاني: " الإدماج في اللغة: اللف، وإدخال الشيء بالشيء، يقال: أدمج الشيء في الثوب إذا لفه فيه، وفي الاصطلاح: ان يتضمن كلام سيق لمعنى- مدحا كان او غيره - معنى اخر، وهو اعم من الاستتباع ([23])؛ لشموله المدح وغيره، واختصاص الاستتباع بالمدح" ([24]).
وقال ابن حجة الحموي: "هو ان يدمج المتكلم غرضا له في ضمن معنى قد نحاه من جملة المعاني؛ ليوهم السامع انه لم يقصده، وإنما عرض في كلامه لتتمة معناه الذي قصده"([25]).
وقال المناوي: "الإدماج لغة: إبهام الكلام، يقال: أدمج كلامه ابهمه، وعرفا: تضمين كلام سيق لمعنى - مدحا او غيره - معنى اخر، وهو اعم من الاستتباع "لشموله المدح وغيره بخلافه" ([26]).
وقال ابو البقاء: "الإدماج هو في البديع ان يدمج المتكلم غرضا في غرض، او بديعا في بديع، بحيث لا يظهر في الكلام إلا أحدهما كقوله تعالى: (لَه الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ) (القصص:70) فإن الغرض تفرده سبحانه بوصف الحمد فأدمج فيه الإشارة إلى البعث والجزاء، وهو اعم من الاستتباع " لشموله المدح وغيره، والاستتباع يختص بالمدح" ([27]).
فهذه التعريفات للإدماج جاءت متابعة لما كتب القزويني في إيضاح تلخيصه، وجلها يدور حول إدخال معنى في معنى، بحيث يكون أحدهما اصيلا، والثاني رديفا، هذا ما استقر عليه الأمر عند علماء البيان والبديع في تعريف الإدماج، وهو ما استقر عليه الأمر عند المتأخرين ([28]) كذلك.
المطلب الثالث: نظرة ناقدة في تعريف الإدماج:
وحري بنا ان نقف وقفة مع هذا المصطلح، وخصوصا ان دراستنا قامت على الدرس القرآني، فنحن ندرس هذا المصطلح من حيث وظيفته البيانية السياقية في كشف النقاب عن وجه المعاني القرآنية، ليعيننا في تلمس معنى المعنى، وما لا يظهر إلا بطول تأمل وتدبر، فالذي يعنينا اولا واخرا: الإفادة من هذا المصطلح؛ ليكون عونا للمفسر في الوقوف على مراد الله تعالى من كلامه المنزل، وهذا غاية ما يرجوه المفسرون في تحقيقاتهم العلمية" ولذا كان لزاما علينا ان ننظر في هذا المصطلح من زاوية البيان القرآني، والضابط السياقي الذي يقود إلى الوجوه الراجحة من التأويل والبيان والتفسير.
ولما كان تعريف اهل البديع للإدماج بأنه: "تضمين كلام سيق لمعنى معنى اخر"، كان من اللازم العلمي إعطاؤه ضابطا مرتبطا بعلم التفسير" لأن تعريفهم قام على الدرس الأدبي النقدي للشعر العربي، ونحن درسنا قام على الدرس البياني للقران المعجز، ولما افترقت النظرة في اساسها ومضمونها، وجب ذلك الافتراق في ماهية المصطلح ومضمونه، ومن يدقق النظر في تلك التعريفات يخلص إلى نتيجة مفادها" ان المعاني التي تساق في الكلام نوعان:
النوع الأول: معان اصيلة الذكر، مقصودة المعنى، جاءت لإثبات حقيقة من الحقائق الكلية او الفرعية، مقصودة في أصل السياق، وهذا اغلب ما يدور عليه الكلام.
النوع الثاني: معان فرعية، جاءت لتقوي المعاني الأصيلة، او تزيدها بيانا، او لتضيف حقيقة غير مقصودة في أصل سياق الكلام.
والنوع الثاني: هو ما يصدق عليه مصطلح الإدماج عند البيانيين، وهو تضمين الكلام الذي سيق لمعنى- وهو المعنى الأصيل - معنى أخر - وهو المعنى الفرعي أي: الإدماج -.
اقول: إن المعاني بنوعيها الأصلي والفرعي- إن صح التعبير-، موجودة في كتاب الله تعالى، وعلينا ان نلحظ امرين دقيقين سنلمسهما في ثنايا البحث إن شاء الله تعالى وهما:
الأول: ان المعاني المدمجة تصبح اصيلة في سياقها، منسجمة في نظمها، متلائمة مع المعاني المدمجة فيها بحيث تصبح هي هي، ولا يستغنى عن وجودها في تدعيم المعنى الأساس.
الثاني: تحقيق غرض بياني مقصود لذاته، يتولد عنه مقصد من مقاصد القران ([29]).
وبهذين الملحظين يفترق الإدماج في الدراسة القرآنية عنه في الدراسة الأدبية " ولذا لا يصح ان نفسر آيات القران على ضوء مفهوم الإدماج دون ملاحظة هذه الفروق " لأنه لا يوجد في كتاب الله تعالى معان فرعية بذاتها البتة، بل هي اصيلة في مضمونها، وفي سياقها، وفي اهدافها وابعادها، والتطبيق الجائر ([30]) لعلوم البلاغة - وخصوصا علم البديع - على كتاب الله لهو من تضييع الحقوق، وجلب الهموم، ودفع المنافع الماتعة، ولذا وجب لحاظ الفروق والعمل بمقتضاها.
ويقتضينا المقام ان نعرف الإدماج القرآني، بالإفادة من كلام المتقدمين، وبإضافة علمية تناسب الحديث عن إعجاز القران الخالد، فنقول في تعريفه: "تضمين المعاني القرآنية التي سيقت لمقصد معنى رديفا يحقق مقصودا اخر، يتلاءم مع المعاني الأصيلة بحيث يصبح من جنسها"
يتبع