أحكام سجود السهو (1)
تركي بن إبراهيم الخنيزان
حديثنا اليوم عن سجود السهو، وبعض المسائل المتعلقة بالسهو في الصلاة:
فسجود السهوِ: عبارة عن سجدتين يسجدهما المصلِّي لجبر الخلل الحاصل في صلاته بسبب السهو والنسيان، وأسبابه ثلاثة: الزيادة أو النقص أو الشك في الصلاة.
السبب الأول: الزيادة في الصلاة:
♦ فإذا سهى المصلِّي في صلاته، فزاد قيامًا أو ركوعًا أو نحوهما من أفعال الصلاة سهوًا ونسيانًا، ولم يذكر الزيادة حتى فرغ منها، فليس عليه إلا سجود السهو.
مثال ذلك: شخص صلى الظهر (مثلًا) خمس ركعات، ولم يذكر الزيادة إلا وهو في التشهد، فيكمل صلاته، ويسلِّم، ثم يسجد للسهو، ثم يسلم، وإن سجد قبل السلام فلا بأس.
♦ أمَّا إن ذكر الزيادة في أثنائها، وجب عليه الرجوع عنها، وإكمال صلاته وسجود السهو بعد السلام، وإن سجد قبل السلام فلا بأس.
دليل ذلك: حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صَلَّى الظُّهْرَ خَمْسًا، فَقِيلَ لَهُ: أَزِيدَ فِي الصَّلَاةِ، فَقَالَ: «وَمَا ذَاكَ»؟ قَالَ: صَلَّيْتَ خَمْسًا فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا سَلَّمَ، وفي رواية: فَثَنَى رِجْلَيْهِ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ؛ [متفق عليه].
♦ وإذا سلَّم المصلي قبل إتمامه لصلاته ناسيًا، فإن ذكَر بعد مدة طويلة، أو انتُقض وضوؤه، بطَلَت صلاته وعليه إعادة الصلاة، وإن ذكر بعد زمن قليل، فعليه أن يُكمل صلاته ويسجد للسهو بعد السلام، وإن سجد قبل السلام فلا بأس.
دليل ذلك: حديث عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «صَلَّى الْعَصْرَ فَسَلَّمَ فِي ثَلَاثِ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ دَخَلَ مَنْزِلَهُ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ الْخِرْبَاقُ وَكَانَ فِي يَدَيْهِ طُولٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، فَذَكَرَ لَهُ صَنِيعَهُ وَخَرَجَ غَضْبَانَ يَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى النَّاسِ، فَقَالَ: أَصَدَقَ هَذَا قَالُوا: نَعَمْ فَصَلَّى رَكْعَةً، ثُمَّ سَلَّمَ، ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ»؛ [رواه مسلم].
نكتفي بهذا القدر، ونتحدث في اللقاء القادم عن السبب الثاني من أسباب سجود السهو، وهو الشك.
المصدر: كتاب عطر المجالس