عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 12-02-2021, 02:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )



تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة النساء - (13)
الحلقة (237)

تفسير سورة النساء (20)


قدر المؤمن عند الله كبير وحرمته عظيمة، لذلك فقد حرم الله سبحانه وتعالى على المؤمنين أن يأكلوا أموالهم بينهم بالباطل، فلا يغرر بعضهم ببعض، ولا يغش بعضهم بعضاً، ولا يزيد بعضهم على بعض، إلا ما كان تجارة عن تراض منهم، كما حرم عليهم قتل بعضهم؛ لأن دم المؤمن عند الله عظيم، ومن يقتل مؤمناً عدواناً وظلماً فسيصلى ناراً تلظى، جزاء ظلمه وعدوانه.
تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ...)
الحمد لله؛ نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات!إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الأربعاء من يوم الثلاثاء ندرس كتاب الله عز وجل؛ رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).حقق اللهم لنا هذا الرجاء، إنك ولينا ولا ولي لنا سواك!وها نحن مع سورة النساء، وهي رابعة السور القرآنية الكريمة، وها نحن مع هاتين الآيتين الكريمتين، تلاوتها بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا [النساء:29-30].
فضل الإيمان على أهله
معاشر المستمعين والمستمعات من المؤمنين والمؤمنات! أليس هذا نداء من نداءات الرحمن؟ بلى. نادى فيه المؤمنين والمؤمنات، لماذا ما ذكر المؤمنات؟ لأنهن ضمن الفحول والرجال، فليس هناك حاجة إلى ذكرهن مع الرجال.وقبل كل شيء المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [النساء:29] لبيك اللهم لبيك! مر نفعل، انه ننتهي، علم نعلم، بشر نفرح، حذر نرهب ونخف، هذا استعداد من المؤمنين لأنهم أحياء؛ ولهذا ناداهم لينهاهم، لو كانوا أمواتاً ككل الكافرين من المجوس واليهود والنصارى والمشركين والبوذيين؛ ما هم بأهل لأن يناديهم الرحمن جل جلاله وعظم سلطانه، وما هم بأهل لأن يستجيبوا له في ما أمرهم به أو نهاهم عنه، وإنما ينادي المؤمنين بوصفهم أحياء، والحي حسب سنة الله يسمع ويبصر وينطق، ويأخذ إذا يعطى، ويعطي إذا طلب؛ لكمال حياته.إذاً: فلتهنأكم حياتكم. الحمد لله! والله لولا هذا الإيمان ما نحن بأهل لأن ينادينا الله عز وجل، لكن هو الذي أحيانا في أبداننا، وأحيانا بإيماننا، أصبحنا أهلاً لأن نسمع كلام الله ونمتثل أمره ونجتنب نهيه، الحمد لله. أوما عرفتم قيمة الإيمان؟ إليكم هذا العرض السريع.في هذه المدينة النبوية كان عليه الصلاة والسلام جالساً مع بعض أصحابه، فمر بين أيديهم رجل في طريقه إلى أهله أو حاجته، وكان رثَّ الثياب دميم الخلقة، لا يلفت النظر أبداً، فلما مضى قال لهم صلى الله عليه وسلم: ( ما تقولون في هذا؟ قالوا: هذا حري إذا خطب ألا يزوج، وإذا أمر ألا يطاع، وإذا قال ألا يسمع، وسكت! ومضى في حديثه معهم، فمر رجل آخر -رجل منظره جذاب الهيئة وحسن الثياب كأحسن ما يكون- فقال لهم: ما تقولون في هذا. قالوا: هذا حري إذا خطب أن يزوج، وإذا أمر أن يطاع، وإذا قال يسمع له. فقال لهم -ولعله حلف-: لملء الأرض من هذا لا تساوي ذلك! ) ملء الأرض من هذا المنافق صاحب المظهر لا تساوي ذلك المؤمن الرثِّ الثياب الفقير الضعيف.هذا تقبلونه أم لا؟!وصح لو أن أهل الأرض اجتمعوا على قتل نفس مؤمنة لكبهم الله في نار جهنم ولا يبالي! ما هو قبيلة أو عشيرة أو جيل من الأجيال، لو أن أهل الأرض أجمعوا على أذية مؤمن من عباد الله وأوليائه وقتلوه لكبهم في نار جهنم.إذاً: فهيا نحمد الله على هذه النعمة.
حرمة أكل أموال المؤمنين
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [النساء:29] نادانا ليقول لنا ناهياً لنا: لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ [النساء:29] أي: بدون حق، فهذا نص قطعي الدلالة في حرمة أموال المسلمين إلا إذا أخذت بحق. لم؟ لأنهم أولياء الله وعبيده، ما يرضى أبداً أن يؤذوا بأكل أموالهم؛ فحرم ذلك تحريماً قطعياً، أكل أموال المؤمنين بالباطل يكون بالسرقة، بالاختلاس، بالغصب، بالغش، بالخداع، بالكذب بالربا، وبكل أنواع الباطل.لا يحل لمؤمن أن يأكل مال أخيه المؤمن بغير حق، وهكذا أمن الله تعالى المؤمنين، إذا وجد المؤمنون في أرض الله في أي بلد وصح إيمانهم حصل أمن كامل، لا يحتاجون إلى شرط ولا بوليس ولا سجون أبداً، لا يوجد مؤمن يأخذ مال أخيه بالباطل.لم؟ لأن المؤمنين أحياء، آمنوا بربهم وبلقائه، وبوعده ووعيده، وبالدار الآخرة وما فيها من عذاب أليم أو نعيم مقيم.مولاهم سيدهم أمرهم ألا يأكلوا أموال بعضهم بعضاً بالباطل؛ فما بقي من يمد يده ليأخذ مال أخيه المؤمن، والواقع يشهد، لا يوجد مؤمن حق الإيمان عرف وآمن يمد يده ليختلس مال مؤمن أبداً ولو مات جوعاً.
التكافل الاجتماعي بين المؤمنين
قوله: أَمْوَالَكُمْ [النساء:29] إشارة إلى التضامن الذي يفرضه الإيمان ليجعل أموال المؤمنين كمال واحد، لأن الأموال قوام الأعمال، وحياة المؤمنين متوقفة على تلك الأموال، إذاً: فلا يحل لصاحب المال أن يأكل المال بدون حق، بأن يأكله بأي وجه من أوجه نهى الرسول ونهى الله تعالى عن أكلها، هل يجوز لصاحب المال أن يشتري به خمراً ويشربها؟ أو محرماً ويلبسه أو يأكله؟ هل يجوز له أن يسرف في ذلك الطعام أو اللباس أو الشراب ويتجاوز حد الاقتصاد؟ ما يجوز وهو ماله! فأموال المؤمنين كأنها مال واحد منهم، إذ حياتهم متوقفة عليها: لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ [النساء:29] نظيره: وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا [النساء:5].ابنك سفيه أو أخوك بمعنى: لا يحسن التصرف في المال لا تعطه المال، امرأتك لا تحسن التصرف، لا تضع المال بين يديها، حرام عليك! لم؟ لأن المال قوام الأعمال، والحياة شاهدة، والشاهد عندنا: في جعل الأموال أموال المؤمنين، وليس هذا من باب الافتراء ودعاوى الاشتراكيين التي فعلت الأعاجيب في الناس، ذاك المعنى باطل، سلبوا أموالهم وصادروها وأخذوها بحجة أن الأموال مشتركة بين المواطنين، وفعلوا في إخوانهم الأعاجيب وهلكوا.كل ما في الأمر: يجب أن نعلم أن مالي كمالك كمال أي مؤمن يجب ألا يؤكل إلا بحق، وألا ينفق إلا فيما يرضي الله عز وجل؛ لأن هذه الأموال حياتنا موقوفة عليها، ونحن مجتمع رباني إيماني إسلامي، لا يرى بيننا جائع ولا عار ولا ضائع؛ لأن أموالنا كمال واحد. لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ [النساء:29] أي: بدون حق يقتضي ذلك.قيل: لما نزلت هذه الآية أصبح المسلمون لا يقبلون الهدية، ولا يقبلون العطية يعطونها، ولا يأكل أحدهم عند أحد، تدعوه يقول: لا آكل، ما دفعت شيئاً، لما نزلت آية سورة النور بينت الطريق للسالكين، إذ قال تعالى: وَلا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ [النور:61] فأصبح المؤمن لا يتحرج، دخل على بيته دعاه أبوه يأكل، ما يقول: ما دفعت شيئاً! دعاه خاله للأكل يأكل، ما يقول: أنا آكل بالباطل، ما دفعت شيئاً، فزال ذلك الخوف.
الخيار في البيع
قال عز وجل: إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ [النساء:29] هذه التجارة معروفة، ولا بد من التراضي، البائع يرضي المشتري، والمشتري يرضي البائع؛ فإن حصل عدم الرضا بطل البيع، والحكيم صلى الله عليه وسلم يقول: ( إنما البيع عن تراض ) فإذا لم يحصل الرضا بين الطرفين فلا بيع، ويسقط البيع، وهذا كلام الله: إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ [النساء:29].( البيعان بالخيار ما لم يتفرقا ) ذي قاعدة وضعها صلى الله عليه وسلم، البيعان أحدهما بيِّع على وزن سيد، وهو بمعنى البائع.واختلف أهل الفقه: ما لم يتفرقا بالقول أو بالبدن؟ فذهب من ذهب إلى أن التفرق يكون بالقول، وذلك إذا قال: ندمت. ما بعتك، أو قال الآخر: ما اشتريت، مع الأسف ما أريدها، فتفرقا بالقول.والتفرق بالبدن: أن يخرج من الدكان أو السوق أو محله.والذي هو أرحم أن يكون التفرق بالأبدان، ما داما في المجلس الواحد ساعة ساعتين يتكلمان يتحدثان، ثم قال أحدهما: من فضلك ما أبيع أو عدلت، يجب أن يقبل ويرد المبيع له، ولا يؤذي أخاه، لكن إذا تفرقا هذا ذهب إلى بيته، وهذا إلى بيته لم يبق هناك مراجعة، لا خيار، أما في المجلس فهذا أخوك تذكر شيئاً كان نسيه، لاحظ شيئاً في القضية فقال: سامحنا. ينبغي أن تستجيب لأخيك، بل الصالحون حتى لو ذهب إلى بيته وطالب أن يرد له يستجيب له، لكن بدون ما حق.
معنى التراضي في البيع
إذاً: لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً [النساء:29] وقرئت: ( تجارةٌ ) عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ [النساء:29] ما وجه أكل المال هنا؟ أنت تشتري شاة بخمسين ريالاً، وتبيعها للآخر بسبعين، ما أخذت عشرين ريالاً زيادة؟ أخذت، تشتري منزلاً بمليون، وتبيعه بمليون ونصف، بأي حق أخذت هذا النصف المليون من أخيك؟ بالتراضي. هو رضي بالشراء؛ لأنك تتصور أن مالاً أخذته بدون مقابل، أنت اشتريت الشيء بخمسين ريالاً، بعها بخمسين على أخيك، فإذا بعتها بسبعين أو ثمانين، هناك مال زائد أم لا؟ بأي حق تأخذه، السلعة واحدة؟ قل: أذن الله لنا في ذلك، ما دام أخي راض غير ساخط، ولا رد علي بيعي؛ إذاً: فهذا هو التراضي، فهذا المال قلَّ أو كثر حلال! وفي هذا فتح باب للتجارة ولا بد منها، لماذا؟ لأن حاجة الإنسان تقتضي ذلك، إذا لم يوجد من يتجر في الحبوب في الثمار في الملابس، في اللحوم أين يجد أهل القرية ذلك؟! أكل شيء موجود في قريتهم؟ غير معقول.فلهذا التجارة محمودة، والتاجر الصدوق الأمين المسلم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. وإليكم نص الحديث الكريم. قال: يكفي في الرد على من عاب التجار في تجارتهم وقالوا: هذا عدم توكل، وهذا من جماعة التصوف، يرد عليهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( التاجر الصدوق ) تعرفون هذه أم لا؟ كثير الصدق لا يعرف الكذب، أما التاجر الكاذب فاجر.( التاجر الصدوق الأمين المسلم ) ثلاث صفات: أن يكون أولاً مسلماً، أما كافر لا قيمة له عند الله.ثانياً: أن يكون أميناً، أما أن يكون خائناً، لا حق له في هذا المنصب.ثالثاً: الصدوق لا يعرف الكذب.( التاجر الصدوق الأمين المسلم مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة ). عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ [النساء:29] هذه الآية أو هذا بعض الآية الأولى حرم الله تعالى على المؤمنين والمؤمنات أكل أموال بعضهم بعضاً بغير حق، بغير مقابل، بغير عوض، أما ما كان برضا أخيك المؤمن فآية سورة النور وضحت الموضوع، فأكل مال أخيك مع طيب نفسه ورضاه هو من الحلال الذي لا يشك في نيته.هناك أيضاً لطيفة سبق أن عرفتموها:إذا كان الشخص حيياً لا يرد سائلاً، وعرفت أنت هذا، ثم جئت فطلبته فأعطاك الذي يملك وبقي جائعاً أو متألماً، هل هذا أخذته بطيب نفس؟ لا، نفسه ما هي طيبة، لكن حياؤه منع أن يردك.مرة ثانية: أهل القرية أهل الحي إذا عرفوا شخصاً بينهم حيياً لا يرد سائلاً يتحاشون طلبه؛ خشية أن يأخذوا مالاً بدون طيب نفس أخيهم، واضح هذا المعنى؟

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.84 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.93%)]