عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-02-2021, 02:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,735
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التربية الإيمانية للمراهقين

التربية الإيمانية للمراهقين

سعيد بن محمد آل ثابت


4- تقوية المراقبة لله - تعالى -؛ والمراقبة دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه. ومما يعين المربي على ذلك:
الوعظ والاعتناء به، وإنما تعظم ثمرته حين يخرج من قلب صادق، قال أبو حفص لأبي عثمان النيسابوري: "إذا جلست للناس فكن واعظا لقلبك ونفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك، فإنهم يراقبون ظاهرك، والله يراقب باطنك".

الاعتذار عما قد يطلبه المتربي مما فيه مخالفة لأمر الله أو تقصير بمراقبة الله واطلاعه.

تعليق المربي على أي أسئلة ربما يطرحها المتربي من الغش والاحتيال ويتم تذكيره بأن من يفعل ذلك لا يراقب الله عز وجل، وليغتنم الفرص الذهبية لهذه المواقف.

تنمية المربي في ذهن المتربي الرقابة الذاتية وعدم الخوف من أحد غير الله - سبحانه -.

5- العناية بأعمال القلوب؛ قال الله تعالى: ï´؟ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ï´¾ [الشعراء: 88، 89]. وهذا على لسان نبينا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- فكيف بنا نحن صوب هذا الأمر.


6- العناية بالفرائض؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: "..وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه..".
ومما يعين على ذلك:
الحرص على غرس تعظيم الفرائض في القلوب.

الاعتناء على أن تؤدى وتقام على أكمل وجه وإتقانها وإحسانها، وإتباع سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك.

الاعتناء بتعليم المتربي أحكامها وآدابها وسننها وهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها.

7- تعظيم حرمات الله واجتناب المعاصي؛ قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا - قال أبو شهاب بيده فوق أنفه -". ومن الوسائل التي تعين على ذلك:
تذكيره بخطورة المعاصي وأثرها على النفس.

ابتعاده هو عنها، ومجانبته إياها.

أن يروا منه القدوة الحسنة في ذلك.

أن يجنبهم المواطن التي تظهر فيها المعاصي ويعوّدهم على هجرها، قال سبحانه: "ï´؟ فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ï´¾ [النساء: 140]".

ألا يتساهل بمجاهرة أحد بها، وأن يناصحه حين يراه وقع فيها محذرا إياه من شؤمها وأثرها.

8- الورع واجتناب الشبهات؛ ومن الوسائل التي يفترض على المربي تطبيقها هو الاعتناء بتحقيق ذلك في نفسه، والاعتناء بإبعاد المحاضن التربوية عن كل ما فيه شبهة شرعية، أو يوحي بشيء من الاستهانة بحدود الشرع وآدابه.

9- العناية بالنوافل؛ والاعتناء بهذا سبب في تحقيق محبة الله تعالى، قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه: "..وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه.."؛ ومن الوسائل التي تعين على ذلك:
اعتناء المربي نفسه بأداء النوافل والمحافظة عليها وتطبيق بعض السنن المهجورة كأداء السنة الراتبة في المنزل وهذا ما يورث جواً إيمانيا في قلب الابن أو المتربي.

توجيه المتربين وبيان منزلة النوافل وفضلها، وفي توجيه الرسول لابن عمر أصلٌ في ذلك: "نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل".

أن يراعى في أوقات البرامج العامة ترك وقت لأداء النوافل.

أن يراعى المربي عندما يكلف المتربي بمهمة عاجلة أن يوجهه بتأديتها في المنزل مثلا أو تؤدى النافلة ثم يأتي بالمهمة.

وسائل عامة في التربية الإيمانية:
الاعتناء بالقرآن الكريم تلاوة وحفظا وتدبرا.
التفكر في المخلوقات.
جلسات الذكر.
المواعظ والرقائق.
التعاون المشروع على أداء العبادات.
الاعتناء بمعرفة الأسماء والصفات.
تذكر الموت والدار الآخرة.
التنافس والتسابق في الخير.
القدوة الحسنة.
الاعتناء بدراسة سير السلف.
الحج والعمرة مع الرفقة الصالحة.
القيام بالتطوعات ذات الطابع الروحي المؤثر مثل: زيارة المرضى، زيارة المقابر، زيارة الصالحين، دروس حفظ القرآن، ذكر الموت وما بعده، حلقات العلم في المساجد..
الاستغفار والتوبة.

قواعد في العبادة:
لأهمية العبادة في ترقية الإيمان خُصت بالحديث عن بعض القواعد فيها والمعينات وبعض المحاذير. ومن قواعد العبادة:
1- العبادات توقيفية، الأصل فيها التحريم.

2- الإخلاص ومتابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - شرطا قبول العمل.

3- المواظبة قدر المستطاع، وفي الحديث: "أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قل"، وسُئلت عائشة - رضي الله عنها - عن عمل الرسول، فقالت:"كان عمله ديمة".

4- المقصود من العبادة ليست مجرد حركات ظاهرة، وإنما إعمال القلوب بالخشوع والتذلل وبذلك تحصل التقوى، وهي أهم مقاصد العبادة.

5- ينبغي المسارعة فيها قال سبحانه: "ï´؟ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ï´¾ [الحديد: 21]"، وقال عز من قائل عن الأنبياء: "ï´؟ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ... ï´¾ [المؤمنون: 61]"، وأثنى على المسابقين: ï´؟ ومنهم سابق للخيرات ï´¾، وقال: "ï´؟ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ï´¾ [الواقعة: 10، 11]".

6- تعويض ما فات فيها، كالورد من الليل، وكذلك القيام.

7- تخصيص أوقات معينة لأداء العبادة لا سيما ذوات الورد اليومي.

8- اغتنام الأوقات الصالحة دوماً كالاعتكاف في العشر الأواخر، وعشر ذي الحجة، والثلث الأخير من الليل.

9- احتساب المباحات عبادات قدر المستطاع، وتفعيل النية دوماً في ذلك.

10- من المفاهيم الخاطئة:
قصر العبادة على مناسبات فقط كرمضان، وعشر ذي الحجة مثلاً.
قصر العبادة على الشعائر التعبدية فقط، كالصلاة والصوم مثلاً، وهي تشمل المعاملة، وحسن الخلق، وأعمال القلوب، وغير ذلك.
الغلو وعدم الرفق مع النفس البتة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "اكلفوا من الأعمال ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا".

11- أفضل العبادة على خلاف بين العلماء في ماهيتها، والراجح العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته، فمثلاً وقت الآذان هل يقرأ القرآن؟ الجواب لا، ولكن ينصت، ويردد مع المؤذن، وكذلك وقت السحر يُفضل للصلاة والاستغفار أكثر من التدريس والتعليم.

معينات ذاتية على العبادة:
1- طلب العون من الله تعالى.

2- المجاهدة إذ أن العبادة قد تداخلها المشقة.

3- التنويع في العبادة.(والمقصود التنويع الوارد والمشروع)، وهو على نوعين:
تنويع في أصل العبادة: صلاة، صوم، صدقة..
تنويع في صيغ العبادة: الأذكار، وغيرها.

4- الترويح على النفس، وعدم المشقة عليها. قال عليه الصلاة والسلام: "خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا".

5- متابعة النفس فيما تنشط، وتحب. فإن اتجهت نفسه للصوم أكثر منه، ولا ينس نصيبه في القيام، وغيره، وهكذا.

6- التعود من سن مبكرة.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.98 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.27%)]