عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-02-2021, 01:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا يستهين الآخرون بقدراتنا؟!

لماذا يستهين الآخرون بقدراتنا؟!


أ. زينب مصطفى


السؤال
كنتُ وما زِلْت أعاني من مشكلة كبيرة في نظري، ضايقَتْني تلك المشكلة وأرَّقَتني؛ وهي: الاستِهانة بالَّذين يمتلكون القدرةَ على الكتابة؛ فمثلاً أودُّ المشاركة في بعض المسابقات القصصيَّة، فأجدهم قد حدَّدوا أنَّ العمر المسموح هو ثمانية عشر عامًا فأكثر، وفي بعض المسابقات أرى أنه يسَعُني المشاركة، ولكنني أخاف من الفشَل، لكنَّني سأتَنافس مع روائيِّين كبار ومعروفين.

وعمومًا المُجتمع لا يَعْنيه أمْرُنا، لم أجد الاهتمامَ الكافي من أيِّ فردٍ في مجتمعنا العربيِّ، باستِثْناء إحدى مُعلِّماتي؛ هي مَن زرَع الثِّقة في نفسي، وكانت تصِفُني بالكاتبة، حتَّى بدأتُ أكتب قصصًا قصيرة، وقد تَفاجأ الجَميع في مُحيطي - سواءٌ في المدرسة، أو عائلتي - بِمُستوى قصصي وأسلوبي، ووصفَتْني بالكاتبة المقاليَّة، وشجعتني على المُحاولة، فكتبتُ أوَّل مقالٍ لي وقرأتُ أمام الصَّف، ووصفتني بالشاعرة، وكتبت هذا العام خمس قصائد، وحصيلة قصصي: قصة: "دموع على حائط الذِّكريات"، قصة: "أشرقت شمس الدنيا، وغابت شمس الحرية"، قصة: "شريد بين سطور النِّسيان"، والآن لم أنتهِ من كتابة قصة: "على حبل المشنقة"، فهل من مستمعٍ لصوتنا؟ لماذا الأغلبيَّة يعتبروننا صغارًا، ولا زلنا في المرحلة الابتدائيَّة؟ لماذا كلُّ هذا؟

الجواب
من كتابتك لِما تَشعرين به، ومن عباراتك التي اختَرْتِها لتكون عناوينَ لقصص من تأليفك، وأنت في هذا العمر؛ أَعُدُّك موهوبةً في الكتابات الأدبية، وأتنبَّأ لك بمستقبل مشْرِق في عالم الكُتَّاب والشُّعراء - إن شاء الله.

من الطبيعي جدًّا أن لا يَفهمك مَن حولك في بداية الأمر؛ لأنَّ المُجتمع لا يُدرك تفوُّقَ الإنسان في خطواته؛ فنحن لا نسمع عن العالِم أو الكاتب إلاَّ بعد ظهور اختراعِه أو إبداعه؛ مثلاً "توماس أديسون" قد طُرِد من المدرسة متَّهمًا بالغباء والتخلُّف، إلا أن أُمَّه شجَّعته حتى صار صاحبَ أكبر عددٍ من الاختراعات!

رغم ذلك؛ ثِقي دائمًا أنَّ هناك أشخاصًا يرعَوْن المتميِّزين، ويفهمون الكَنْز الذي يَمْتلكونه مثل معلِّمتك، ولتشركي أسرتَك في كتاباتك؛ فالدَّعم منهم سيكون دافعًا قويًّا لك.

لكن يُخطئ الإنسان أحيانًا حينما يكون أمَلُه أن يكون في أعلى طابق، وهو لم يَسر في طريق الصعود بخطواته الصحيحة! فهذا ما يجعلنا نخشى الفشَل، أو نشعر بعدم تقديرٍ لقدراتنا.

من خصائص الموهوبين: تميُّزهم بالاستقلاليَّة، والثِّقة بالنَّفس، وجميلٌ جدًّا منك أن تكتَشِفي موهبتك، وتسعَيْ لتنميتها؛ فكلُّ شيء إذا لم يَزِد فإنَّه ينقص؛ ولذلك فأنت بِحاجةٍ إلى من يقرأ كتاباتك، ويشجِّعك، ويَنْقدك، وينمِّي ويخرج المزيد مما تمتلكينه من مواهب في داخلك، ولكن عليك أن تسعي في الطَّريق المُناسب لعمرك؛ فالعالم العربِيُّ الآن مليءٌ بمراكز رعاية الأُدَباء الموهوبين، ابحثي في البلد الذي تعيشين فيه، أو على الإنترنت، فهناك الكثير من المواقع التي ترعى الأدباء الصِّغار المتميزين أمثالك، مثل موقع "الأديب محمود أبو فروة"، وبرنامج "تباشير"... وغيرهم، وستَجِدين مسابقاتٍ وتعليمًا وتنمية لكتاباتِك.

سيري بِخُطًى واثقة، وحقِّقي ذاتك وطموحاتك، واستمرِّي في الكتابة، وابحثي عمَّن يدفعك للأمام دائمًا، ولا تتراجعي من أيِّ مُحْبطات، فما أكثرها!

ينتظر العالَمُ كتاباتك، وفَّقكِ الله.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.75 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.61%)]