عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 11-01-2021, 12:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,205
الدولة : Egypt
افتراضي رد: عون البصير على فتح القدير

عون البصير على فتح القدير (6)




أ. محمد خير رمضان يوسف



الجزء السادس

(سورة النساء 148 - الأخير، سورة المائدة 1 - 81)


149- ﴿ إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ﴾.
إنْ تقولوا جميلاً من القولِ لمن أحسنَ إلـيكم، فتُظهروا ذلك شكراً منكم له على ما كان منه من حسنٍ إلـيكم، ﴿ أَوْ تُخْفُوهُ ﴾، يقول: أو تتركوا إظهارَ ذلك فلا تُبدوه،﴿ أوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ ﴾ يقول: أو تصفحوا لمن أساءَ إلـيكم عن إساءته، فلا تجهروا له بـالسوءِ من القولِ الذي قد أذنتُ لكم أن تجهروا له به. (الطبري).

151- ﴿ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾.
يُهينُهم ويُذلُّهم جزاءَ كفرِهم الذي ظنُّوا به العزَّة. (روح المعاني).

152- ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾.
﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ﴾:يعني بذلك جلَّ ثناؤه: والذين صدَّقوا بوحدانيةِ الله، وأقرُّوا بنبوَّةِ رسلهِ أجمعين، وصدَّقوهم فيما جاؤوهم به من عندِ الله من شرائعِ دينه. (الطبري).
﴿ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ ﴾ اللهُ تعالى ﴿ أُجُورَهُمْ ﴾ الموعودةَ لهم، ﴿ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا ﴾ لمن هذه صفتُهم ما سلفَ لهم مِن المعاصي والآثام، ﴿ رَحِيمًا ﴾ بهم، فيضاعفُ حسناتِهم، ويزيدُهم على ما وُعِدوا به. (روح المعاني، باختصار).

154- ﴿ وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا .
ذكرَ أنه تقدَّمَ تفسيرهُ في سورةِ البقرة (الآية 58). وقد قالَ هناك: السجودُ قد تقدَّمَ تفسيره: وقيل: هو هنا الانحناء، وقيل: التواضعُ والخضوع، واستدلُّوا على ذلك بأنه لو كان المرادُ السجودَ الحقيقي، الذي هو وضعُ الجبهةِ على الأرض، لامتنعَ الدخولُ المأمورُ به؛ لأنه لا يمكنُ الدخولُ حالَ السجودِ الحقيقي.

158- ﴿ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾.
﴿ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ﴾ قال: تقدَّمَ ذكرُ رفعهِ عليه السلامُ في آلِ عمران. ا.هـ. قولهُ تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ اللّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ﴾ (الآية 55)، وكان مما قال: الصحيحُ أن الله رفعَهُ إلى السماءِ من غيرِ وفاة، كما رجَّحَهُ كثيرٌ من المفسرين. ا.هـ.
﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً ﴾ لا يُغلَبُ على ما يريده، ﴿ حَكِيماً ﴾ فيما دبَّرَهُ لعيسى عليه الصلاةُ والسلام. (البيضاوي).

161- ﴿ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾.
وجعلنا للكافرينَ بـاللهِ وبرسولهِ محمَّدٍ مِن هؤلاءِ اليهودِ العذابَ الأليم، وهو الموجِعُ مِن عذابِ جهنَّم، عدةً يصلَونَها في الآخرةِ إذا وردوا على ربِّهم، فيعاقبهم بها. (الطبري).

162- ﴿ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾.
يعني الجنة. (ابن كثير).

167- 168- ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا. إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ﴾.
ولم يكنِ الله تعالى ذكرهُ ليهديَ هؤلاءِ الذين كفروا وظلموا، الذين وصفنا صفتهم، فيوفقَهم لطريقٍ من الطرقِ التي ينالون بها ثوابَ الله، ويصلون بلزومهم إيّاهُ إلى الجنة، ولكنهُ يخذلهم عن ذلك، حتـى يسلكوا طريقَ جهنم. (الطبري).

170- ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا
أيُّها النَّاس، إنَّ الرسولَ محمَّداً صلى الله عليه وسلم قد جاءَكم بالهُدَى ودينِ الحقِّ وشهادةِ التوحيدِ بإذنٍ من اللهِ ووحي منه.
﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا : والله عليمٌ بأحوالِكم وبمن يستحقُّ الهدايةَ منكم فيَهديه، حكيمٌ فيما يشرِّعهُ ويدبِّرهُ ويقدِّره. (الواضح).

171- ﴿ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ﴾.
أي: تعالَى وتقدَّسَ عن ذلك علوًّا كبيرًا. (ابن كثير).

172- ﴿ لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ﴾.
الذين قرَّبهم الله ورفعَ منازلَهم علـى غيرهم من خَلقه. (الطبري).

173- ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾.
﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾: فأما المؤمنونَ المقرُّون بوحدانيةِ الله، الخاضعون له بالطاعة، المتذلِّلونَ له بالعبودية، والعاملونَ الصالحاتِ من الأعمال...
﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾: وأما الذين تعظَّموا عن الإقرارِ للهِ بالعبودةِ والإذعانِ له بالطاعة، واستكبروا عن التذلُّلِ لألوهتهِ وعبادتهِ وتسليمِ الربوبيةِ والوحدانيةِ له، فيعذِّبهم عذابـًا موجعًا، ولا يجدُ المستنكفونَ من عبـادتهِ والمستكبرونَ عنها إذا عذَّبهم اللهُ الأليمَ من عذابهِ سوَى اللهِ لأنفسِهم وليًّا ينُـجيهم من عذابهِ وينقذُهم منه، ولا ناصرًا ينصرهم، فيستنقذُهم من ربِّهم ويدفعُ عنهم بقوَّتهِ ما أحلَّ بهم من نقمته، كالذي كانوا يفعلونَ بهم إذا أرادَهم غيرُهم من أهلِ الدنيا في الدنيا بسوءٍ من نصرتِهم والمدافعةِ عنهم. (الطبري، باختصار).

176- ﴿ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ .
قال: تقدَّمَ الكلامُ في الكلالةِ في أولِ هذه السورة. ويعني في الآيةِ (12) منها، وقد نقلَ هناكَ قولَ الجمهورِ أنها تعني "الميتَ الذي لا ولدَ له، ولا والد"، وأنه حكى الإجماعَ فيه غيرُ واحد.

سورة المائدة
1-﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ .
﴿ يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا : يا أيها الذين أقرُّوا بوحدانيةِ الله وأذعنوا له بالعبودية، وسلَّموا له الألوهية، وصدَّقوا رسولَهُ محمداً صلى الله عليه وسلم في نبوَّته، وفيما جاءهم به من عند ربِّهم من شرائعِ دينه. (الطبري).
﴿ أَوْفُواْ الوفاء: هو القيامُ بمقتضَى العهد، وكذلك الإِيفاء. (البيضاوي).

2- ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
إنَّ اللهَ شديدٌ عقابهُ لمن عاقبَهُ مِن خلقه، لأنها نارٌ لا يُطفأُ حرُّها، ولا يَخمُدُ جمرُها، ولا يَسكنُ لهبُها. نعوذُ باللهِ منها ومِن عملٍ يقرِّبنا منها. (الطبري).

4- ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
يعني جلَّ ثناؤه: واتَّقوا اللهَ أيها الناسُ فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه، فاحذروهُ في ذلك أنْ تُقدِموا على خلافه، وأنْ تأكلوا مِن صيدِ الجوارحِ غيرِ المعلَّمة، أو ممّا لـم تُـمسِكْ علـيكم مِن صيدها وأمسكتهُ علـى أنفسِها، أو تَطعَموا ما لم يُسَمَّ اللهُ علـيه مِن الصيدِ والذبـائح، ممَّا صادَهُ أهلُ الأوثانِ وعبدةُ الأصنام، ومَن لم يوحِّدِ اللهَ مِن خـلقه، أو ذبحوه، فإنَّ الله قد حرَّمَ ذلكَ علـيكم فاجتنبوه. (الطبري).

5- ﴿ الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آَتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾.
﴿ الطَّيِّبَاتُ ﴾ ذكرَ أنه تقدَّمَ بيانُ الطيبات. وقد قالَ فيها، في الآيةِ (4) من السورة: هي ما يستلذُّهُ آكلهُ ويستطيبهُ مما أحلَّهُ الله لعباده. وقيل: هي الحلال...
وقالَ الطبري: الـيومَ أُحِلَّ لكم - أيها المؤمنون - الحلالُ من الذبائحِ والمطاعم، دون الخبائثِ منها.
﴿ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾: وهو في الآخرة من الهالكين، الذين غبنوا أنفسَهم حظوظَها من ثوابِ الله، بكفرهم بمـحمَّد، وعملِهم بغيرِ طاعةِ الله (الطبري).

6- ﴿ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ﴾.
ذكرَ أنه تقدَّمَ تفسيرهُ مستوفى في النساء، وأنه تقدَّمَ الكلامُ على ملامسةِ النساء، وعلى التيمم، وعلى الصعيد.
ويعني في الآيةِ (43) منها، وقد توسَّعَ فيه، ومختصره:
﴿ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى ﴾: المرضُ عبارةٌ عن خروجِ البدنِ عن حدِّ الاعتدالِ والاعتيادِ إلى الاعوجاجِ والشذوذ، وهو على ضربين: كثيرٍ ويسير. والمرادُ هنا: أن يخافَ على نفسهِ التلفَ أو الضررَ باستعمالِ الماء، أو كان ضعيفاً في بدنهِ وهو لا يقدرُ على الوصولِ إلى موضعِ الماء.

﴿ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ ﴾: فيه جوازُ التيمُّمِ لمن صدقَ عليه اسمُ المسافر. وقد ذهبَ الجمهورُ إلى أنه لا يشترطُ أن يكونَ سفرَ قصر. وقالَ قوم: لا بدَّ من ذلك. وقد أجمعَ العلماءُ على جوازِ التيمُّمِ للمسافر.
﴿ أَوْ جَاء أَحَدٌ مّنْكُمْ مّن ٱلْغَائِطِ ﴾: هو المكانُ المنخفض، والمجيءُ منه كنايةٌ عن الحدَث. وكانت العربُ تقصدُ هذا الصنفَ من المواضعِ لقضاءِ الحاجةِ تستراً عن أعينِ الناس، ثم سمِّيَ الحدثُ الخارجُ من الإنسانِ غائطاً توسعاً. ويدخلُ في الغائطِ جميعُ الأحداثِ الناقضةِ للوضوء.

﴿ أَوْ لَـٰمَسْتُمُ ٱلنّسَاء ﴾ قيل: المرادُ بها الجماع. وقيل: مطلقُ المباشرة، وقيل: إنه يجمعُ الأمرين جميعاً. واختلفَ العلماءُ في معنى ذلك على أقوال...
﴿ فَتَيَمَّمُواْ أي: اقصدوا، ثم كثرَ استعمالُ هذه الكلمة، حتى صارَ التيممُ مسحَ الوجهِ واليدين بالتراب.
﴿ صَعِيداً الصعيد: وجهُ الأرض، سواءٌ كان عليه ترابٌ أو لم يكن، قالَهُ الخليل، وابنُ الأعرابي، والزجّاج. وقد اختلفَ أهلُ العلمِ فيما يجزىءُ التيممُ به...


﴿ طَيِّبًا : وقد تنوزعَ في معنى الطيب، فقيل: الطاهر، وقيل: المنبت، وقيل: الحلال...
﴿ فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ : هذا المسحُ مطلق، يتناولُ المسحَ بضربةٍ أو ضربتين، ويتناولُ المسحَ إلى المرفقين أو إلى الرسغين، وقد بيَّنتهُ السنةُ بياناً شافياً. وقد جمعنا بين ما وردَ في المسحِ بضربةٍ وبضربتين، وما وردَ في المسحِ إلى الرسغِ وإلى المرفقين، في شرحنا للمنتقَى وغيرهِ من مؤلَّفاتنا، بما لا يحتاجُ الناظرُ فيه إلى غيره.

7- ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾.
تأكيدٌ وتحريضٌ على مواظبةِ التقوَى في كلِّ حال. ثم أعلمَهم أنه يعلمُ ما يختلجُ في الضمائرِ من الأسرارِ والخواطر. (ابن كثير).

8- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ للهِ شُهَدَاءَ بِالقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾: يا أيها الذين آمنوا بـالله وبرسولهِ محمد.
﴿ وَاتَّقُوا اللّهَ إنَّ اللّهَ خَبِـيرٌ بِـمَا تَعْمَلُونَ ﴾: واحذروا أيها المؤمنون أن تجوروا في عباده، فتجاوزوا فـيهم حُكمَهُ وقضاءَهُ الذي بـيَّنَ لكم، فيَحلَّ بكم عقوبته، وتستوجبوا منه أليمَ نكاله. ﴿ إنَّ اللّهَ خَبِـيرٌ بِـمَا تَعْمَلُونَ ﴾ يقول: إن الله ذو خبرةٍ وعلمٍ بما تعملون أيها المؤمنون فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه من عملٍ به أو خلافٍ له، مُـحصٍ ذلكم علـيكم كلَّه، حتـى يجازيَكم به جزاءكم، المحسنَ منكم بإحسانه، والمسيءَ بـإساءته، فـاتقوا أن تسيؤوا. (الطبري).

9- ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾.
وعدَ اللهُ الذين صدَّقوا اللهَ ورسوله، وأقرُّوا بما جاءَهم به مِن عندِ ربِّهم، وعملوا بما واثقَهم اللهُ به، وأوفَوا بالعقودِ التي عاقدهم عليها، وأطاعوه، فعملوا بما أمرهم اللهُ به، وانتهَوا عمّا نهاهم عنه، لهم مغفرة، وأجرٌ عظيـم. والعظيمُ مِن خيرٍ غيرُ محدودٍ مبلغُه، ولا يَعرفُ منتهاهُ غيرهُ تعالَى ذكره. (الطبري، باختصار).

10- ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴾.
والذين جحدوا وحدانيةَ الله، ونقضوا ميثاقَهُ وعقودَهُ التي عاقدوها إيّاه. (الطبري).

11- ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
وإلى الله فليُلقِ أزمَّةَ أمورهم، ويستسلـمْ لقضائه، ويثقْ بنصرتهِ وعونه، المقرُّون بوحدانـيةِ الله ورسالةِ رسوله، العاملون بأمرهِ ونهيه، فإنَّ ذلكَ مِن كمالِ دينهم وتمامِ إيمانهم، وأنهم إذا فعلوا ذلكَ كلأهم ورعاهم وحفظهم ممَّن أرادَهم بسوء... (الطبري).

12- ﴿ وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾.
﴿ لَئِنْ أقَمْتُـمُ ﴾ معشرَ بني إسرائيـلَ ﴿ الصَّلاةَ وآتَـيْتُـمُ الزَّكاةَ ﴾ أي: أعطيتُموها مَن أمرتُكم بإعطائها، ﴿ وآمَنْتُـمْ بِرُسُلِـي ﴾ يقول: وصدَّقتُم بما آتاكم به رسلـي من شرائعِ ديني. (الطبري).
﴿ لأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَـٰتِكُمْ ﴾ أي: ذنوبَكم، أمحوها وأسترها، ولا أؤاخذكم بها، ﴿ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ ﴾ أي: أدفعُ عنكم المحذور، وأحصلُ لكم المقصود. (ابن كثير).

14- ﴿ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾.
﴿ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ ﴾: إما غايةٌ للإغراء، أو للعداوةِ والبغضاء، أي: يتعادَون ويتباغضون إلى يومِ القيامة، حسبما تقتضيهِ أهواؤهم المختلفة، وآراؤهم الزائغة، المؤديةُ إلى التفرقِ إلى الفرقِ الكثيرة، ومنها النسطوريةُ واليعقوبيةُ والملكانية. (روح المعاني).

18- ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
أي: الجميعُ مُلكهُ وتحتَ قهرهِ وسلطانه. (ابن كثير).
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.10 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.48 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.69%)]