زوجتي تهمل احتياجاتي
د. سليمان الحوسني
السؤال
♦ ملخص السؤال:
رجل متزوج مِن امرأة، وبينهما مشكلات بسبب امتناعها عن تلبية احتياجاته، وإذا كلَّمها تردُّ عليه بلسانٍ سليطٍ، ويسأل: ماذا أفعل معها؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا رجلٌ متزوِّج منذ 5 سنوات، مشكلتي أنَّ زوجتي لا تهتمُّ بي، خاصَّة مِن الناحية الجنسيَّة، وأنا أُحِبُّ أن أُفَرِّغَ حاجتي في الحلال، وأعوذ بالله مِن أنَّ أقَع في الحرام.
المشكلةُ أنَّها تتثاقَل في تلْبِية طلبي، وتُكثِر مِنَ الشَّكْوى، وتتعذَّر تارةً بالتعَب، وأخرى بأعذار واهية، حاوَرْتُها عدة مرات في هذا الموضوع، لكن ردها عليَّ بأني لا أهتمُّ بها وبمَشاعِرها، فكلُّ اهتماماتي جنسيَّة!
لا أفهمها، أليس هذا مِن حقِّي الشرعي وسُنَّة الله في خَلْقه؟ وهل من حقِّها عندما أطلب منها ذلك أن يكونَ هناك مقابل؟
إذا عنَّفتُها وحصلتْ بيننا مشكلات تردُّ عليَّ بلسان سليطٍ، وتُعيرني بعُيُوبي، وتقول: أنت لستَ رجلاً.
فماذا أفعل معها؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
نُرَحِّب بك في شبكة الألوكة، ونسأل اللهَ أن يُباركَ لك في زوجتِك وأولادك.
ما ذكرتَه في استشارتك يوجَد لدى بعض النِّساء للأسف، وهذا سبَبُه قلَّةُ الوَعي والمعرفة بالحُقُوق الزوجية، وربما يكون سببُه ضعْفَ مهارةِ التعامُل لدى الزَّوج، فالزوجةُ تحتاج أحيانًا إلى شيءٍ مِن السِّياسة والحكمة والصبر حتى تنقادَ للزوج.
والذي ننصحك به:
• نَشْر الوعيِ والثقافة الزوجيَّة بينكما، وذلك مِن خِلال جلوسكما معًا وقراءتكما لبعض الكُتُب، وأعظمُها كتابُ الله القرآن العظيم، الذي تلين به القلوبُ، وتَسْكُن به النفوسُ، وتحضر به الملائكةُ وتَبْتَعِدُ الشياطين، وتقفون مِن خلاله على آياتٍ بَيِّناتٍ؛ سواء فيما يتعلَّق بالحياة الزوجية أو غيرها؛ مثل قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الروم: 21]، ثم القراءة في حديثِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي بَيَّنَ في كثيرٍ مِن المواضع الحقوقَ المتبادَلة؛ مثل: ((خَيْرُكم خيرُكم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي))، وحديثِ الرسول: ((والذي نفس بِيَدِه، ما مِن رجلٍ يَدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه، إلا كان الذي في السماء ساخطًا عليها حتى يرضى عنها))؛ رواه مسلم، وحديث: ((لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يَسْجُدَ لأحدٍ لأمرْتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوْجِها))؛ رواه التِّرمذيُّ.
فمِن خلال تدارُس هذه النُّصوص العظيمةِ في كتاب الله وسُنة رسوله، يقف الجميعُ مع حُدود الله رجلاً أو امرأة، ويتَّعِظ ويخاف المخالَفة.
ثم الانتقال إلى بعض الكُتُب المؤلَّفة في العلاقات الزوجية، والرجوع إلى الاستشارات المتنوِّعة، والمواقعُ الإسلاميةُ تزخَر بالكثير؛ مثل شبكة الألوكة وغيرها.
• ممارَسة فن التعامُل مع الزوجة، وهي مهاراتٌ مُكتَسَبَةٌ يستطيع الرجلُ مِنْ خلالها جذْبُ الزوجة والتأثير فيها، وتَرْسيخ المحبَّة بينكما؛ مثل: الكلام العاطفي الجميل (يا عيوني، حبيبتي، سِر سعادتي)، وقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم ينادي عائشة: ((يا حميراء))، ومثل: المداعَبة، والابتسامة، والمِزاح، وقد فعَل ذلك النبي مع زوجاته وسابَقَ عائشةَ، ومثل: الاحترام والتقدير للزوجة، ومَدْحها، ورَفْع مَعْنَوياتها، ومثل: الغزَل والتمهيد للجِماع بمُقَدِّمات؛ حتى تَتَهَيَّأَ الزوجةُ وتُقْبِل على زوجها طائعة.
• الهدية المتَكَرِّرة، فلها مفعُولُها، وليس بلازمٍ أن تكونَ غاليةً في كلِّ مرةٍ، فالهَديةُ لها أثرُها ولو كانتْ بسيطةً.
• الاعتِناء بالرحلة والنُّزهة مع الزوجة، والخروج معها بصُحْبَةِ الأبناء إلى بعض الأماكن الجميلة، مِنْ أجْلِ الترويح عن النفس، والبُعْد عنِ المَلَل، حتى تعودَ بعد ذلك بنفسيَّةٍ مختلفةٍ متجددةٍ، وتسعى إلى مكافأة الزوج بما يحبُّ.
• القيام بمُساعدتها في بعض أعمال المنزل، والاعتناء بالأبناء حتى تخفِّفَ عنها الأعباءَ، وأكْثِرْ مِنْ مَدْحِهَا والثناءِ عليها، والتفاني في خِدْمَتِها، وتقبيل رأسِها.
• الترَفُّق بها والصبر عليها، وتخفيف الضغط عليها، فهي زوجتُك وأُمُّ أولادك.
• اعتنِ معها بالعبادة؛ مِن صلاةٍ وذِكْرٍ ودعاءٍ ولُجوءٍ إلى الله القادر على كلِّ شيءٍ، فالقلوبُ بين إصبعين مِن أصابعه يُقَلِّبها كيف يشاء.
وفي الختام نسأل الله لكما حياةً سعيدةً طَيِّبةً