عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 07-01-2021, 05:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,037
الدولة : Egypt
افتراضي التقويم اللغوي مفهومه وأسس تطبيقه

التقويم اللغوي

مفهومه وأسس تطبيقه

د. خالد حسين أبو عمشة

مقدمة:
تتناول هذه الورقة موضوع التقويم اللغوي مع عناية خاصة بموضوع الاختبارات في اللغة العربية، وهي تحاول – ببساطة- أن تبيّن كيف نقوم تحصيل طلبتنا، وكيف نقيس مستواهم اللغوي، وكيف نقّدر نموهم اللغوي كذلك، وكيف تحدد مقدار تقدمهم اللغوي، وكيف نتبيّن وجوه قوته ووجوه ضعفهم اللغوي. ما تحاول هذه الدراسة أن تبيّن عملياً كيف نصمم الاختبارات اللازمة لذلك سواء أكانت شفوية أم كتابيّة، موضوعية أم مقالية.

إنّ عملية التقويم والاختبارات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بل عضوياً بأهداف تعليم اللغة العربية وتعلمها، ذلك أنّ عملية التقويم والاختبار هي وسيلة المدرس إلى التحقق من تحقيق تلك الأهداف. وتتم عملية التقويم والاختبار كذلك في ضوء محتوى المادة التعليمية الموضوعة لتحقيق الأهداف، ولذلك فإنّ تحليل تلك المادة، وتمثل عناصرها يساعدان المدرس في إعداد الأسئلة اللازمة لهذه الغاية. وليست عملية التقويم والاختبار غاية في حد ذاتها، فهي وسيلة لبيان تقدم الطلبة ورصد نموهم ومتابعته، وهي من جهة أخرى وسيلة تعليمية، ذلك أنها توفر فرصة إضافية لتعزيز التحصيل وتحقيق التعلم. وعملية التقويم عملية مستمرة، وهي ماثلة في كلّ موقف تعليمي، تتخذ أنحاء شتّى من السؤال والجواب، وحل التمرينات والقيام بالتدريبات، ولكنها تتخذ في مواقف الاختبار شكلاً منهجياً مقرراً مقنناً. كما أنها عملية مندغمة في عملية التعلّم والتعليم ذلك أنه يعرض في كل موقف تعليمي، فقراءة الطالب وإجابته تمثل مواقف تعلم وتعليم وتقويم في آنٍ واحد.

ويحاول الباحث في هذه الدراسة التأصيل لمفهومي التقويم والتقييم ليعرج بعد ذلك إلى أنواعه المتعددة المتناغمة في هدفها المتباينة في سبلها وطرائقها. ثمّ تطرق الباحث إلى تطبيقات التقويم التي تمثلت في: السلوك الصفي، المهارات، المعرفة والإدراك المفاهيمي، التفكير، الاتجاهات. ثمّ بسطنا القول في موضوع الاختبارات اللغوية من حيث: أهداف الاختبارات، وأنواع الاختبارات، وسمات الاختبار الجيد، وإعداد الاختبار اللغوي وبناؤه، لأصل بعد ذلك إلى نماذج من الأخطاء اللغوية لدى الطلبة غير الناطقين بالعربية والناطقين بها. لأدلف عندئذ إلى الرؤية المستقبليّة للتقويم اللغوي.

مفهوم التقويم لغة واصطلاحاً:
ورد في اللسان في مادة قوم: أقمتُ الشيء وقومته فقام بمعنى الاستقامة واعتدال الشيء واستوائه، وقوّم درأه أي أزال عوجه، وأقام السلعة وقوّمها أيّ قدّرها. وذكر قوله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله لو قوّمت لنا؟ أيّ لو سعّرت لنا، أيّ حدّدت لنا قيمتها، فقال عليه السلام الله هو المقوّم.

وجاء في المعجم الوسيط: قوّم الشيء أيّ عدّله وأزال العوج عنه، وقوّم السلعة قدّرها وثمنها. وقيّم الشيء تقييماً أيّ قدّر قيمته.

ونخلص من هذا أنّ التقويم يأتي بمعنى تقدير الثمن وتعديل السلوك، فيما التقييم هو تقدير الثّمن فقط. وأجاز المجمع فيما بعد استخدام التقييم مكان التقويم، بمعنى أنّ التقويم والتقييم مصطلحان يحملان المعنى ذاته.

والتقويم بشكل عام هو وسيلة يُحكم بها على مدى النجاح الذي تحقق من وراء العملية التعلمية كلها: المنهاج ومحتواه، وأهدافه، والطريقة والأساليب التي اختارها المعلم لتنفيذ مفردات المنهاج، والطالب المتعلم ومدى ما حصل عليه من معارف ومهارات واتجاهات نتيجة مروره بالمواقف التعليمية (جابر، 2005).

وهو بهذا المفهوم يشمل جميع أطراف العملية التعليمية، ويلازم هذه العملية في كل خطوة من خطواتها، ويعكس الآثار الإيجابية والسلبية للظروف والأحوال التي تحدث فيها عملية التعلم، وبذلك يزود هذه الأطراف بالأدوات التي يُحكم بها على النجاح أو الإخفاق ليصار إلى إعادة النظر في مسيرة أطراف عملية التعلم، بغية تحقيق الأهداف المنشودة من هذه العملية.

أما التقويم اللغوي بشكل خاص فهو عملية نتعرف من خلالها مستوى الطلبة، ومقدار تحصيلهم، وكفاية أدائهم، ومواطن قوتهم، ونقاط ضعفهم في المهارات اللغوية (الموسى وآخرون، 1993).

أنواعه:
إنّ المتصفح لما كتب حول التقويم بشكل عام والتقويم اللغوي بشكل خاص ليجد أنواعاً عديدة للتقويم، فنجد هناك تقسيماً يقسمها إلى تقويم بنائي (تكويني) وآخر ختامي، وهناك تقسيم آخر يقسّمها إلى تقويم محكي المرجع، وتقويم معياري المرجع، وهناك تقسيم يقسمها إلى تقويم تمهيدي ومرحلي وختامي، وهناك التقويم المستمر. ويرى الباحث أنّ تعدد هذه الأنواع يعود في الغالب لتنوع الأهداف التي تفرضها المرحلة التي يراد تحقيقها.

موازنة بين التقويم المعياري المرجع والمحكي المرجع التقويم معياري المرجع التقويم محكي المرجع درجات الاختبار أكثر كليّة وشمولية.
تحصل فيه على درجات تشكل وحدة القياس والموازنة.
تفسر الدرجات بإعادتها إلى معايير محددة.

تكتب عناصر الاختبار بحيث يراعى فيها النوع في الأداء.
يحتاج إعادة الاختبار إلى دقة ومهارة قد لا تتوافر أحياناً لدى المدرسين.
تتحدد الأهداف بغض النظر عن المجموعة التي يعدّ الاختبار لها وفيها درجة عالية من الموضوعية.
المجموعة وطبيعة توزيعها تحدد فقط القطع، فالمعيار هو المجموعة، لذلك فالدرجات نسبية نسبة إلى المجموعة.
مركز على متوسطات المجموعة. درجات الاختبار موجهة نحو هدف معين.
تحصل على عدد كبير من الدرجات لتعدد الأهداف.
يقوم المدرس بتحديد النقاط ودرجات القطع، ومستوى الكفاية المحددة.
تحدد عناصر الاختبار الأهداف التي يراد تحقيقها في مواقف التعلم.
يسهل تفسير نتائج الاختبار من قبل المعلمين بعد تحديد الأهداف وبناء اختبار يقيسها.
تحديد الأهداف التي يراد تحقيقها.

تحدد فيها درجات القطع أو الكفاية مسبقاً، المهمة أولاً، وهي محددة الاختبار بعدد المهمات التي يراد تحقيقها.
مركز على الأهداف والنواتج.
(قطامي، وأبو جابر وقطامي، 2002)

الموازنة بين التقويم البنائي والختامي
التقويم البنائي (التكويني) التقويم الختامي يهدف إلى التحقق من أهداف قصيرة المدى.
مستمر طوال عملية التعلم.
يهدف إلى قياس مدى الاحتفاظ في الذاكرة قصيرة المدى.
يقيس علاقات جزئية بسيطة.
يهدف إلى التأكد من مساعدة الطالب على تطوير أدائه، وتمكنه من تحقيق الأهداف، وتحسينه طوال عملية التعلم.
يترتب عليه تغيير فوري في الخطة التدريسية أو في الأهداف أو في الإجراءات. يهدف إلى التحقق من أهداف طويلة المدى.
يأتي في نهاية موقف التعلم.
- يهدف إلى قياس مدى الاحتفاظ في الذاكرة طويلة المدى.
يقيس علاقات تراكمية متفاعلة مع الخبرات.
يهدف إلى إصدار حكم بعد الانتهاء من البرنامج التعليمي، بهدف تطويره وتحسينه.
يمكن مراعاة نتائج هذا التقويم في خطة العمل اللاحقة.
(دواني، 2003)

تطبيقات التقويم اللغوي:
إنّ المجالات التي يقومها المدرسون هي:
السلوك الصفي اللغوي
المهارات اللغوية
المعرفة والإدراك المفاهيمي اللغوي
التفكير اللغوي
الاتجاهات اللغوية

السلوك الصفي اللغوي:
كل المدرسين من مرحلة الروضة إلى الثانوية يهتمون بتقييم سلوك الطلبة وتصرفاتهم اللغوية، لا سيما إذا أردنا تعديل سلوك الطلبة اللغوي، فإننا سنحتاج إلى أساليب مراقبة ذلك، وتقويم محاولات المدرس للتغيير.

المهارات اللغوية:
هنالك العديد من المهارات الجسدية والتعليمية والاجتماعية والفكرية والحسابية واللغوية، وهنالك أنواع عديدة من طرائق تقويم المهارات اللغوية، تختلف باختلاف الموقف والمهارة.

المعرفة والإدراك المفاهيمي اللغوي:
هذا هو المجال الذي نربطه بالامتحان، وهو مجال واسع، وتستخدم فيه أساليب تقويم مختلفة لأنواع مختلفة من المعرفة، ونقصد هنا المعرفة اللغوية البحتة، لكن من المهم بشكل خاص تحديد الأهداف قبل التطرق إلى أساليب التقويم.

التفكير اللغوي:
أضع التفكير بشكل عام في خانة منفصلة على الرغم من أنّ بعض المدرسين يشيرون للتفكير كمهارة، ولكن التفكير اللغوي يبدو أكثر من كونه مهارة، والتقويم قد يشتمل على اختبارات الاختيار من متعدد، وتمارين حلّ المشكلات، والشروحات الشفهية إلخ.
يتبع







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.36 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.24%)]