عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 07-01-2021, 04:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,649
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اسم التفضيل وخطأ في استعماله





19- زهير[28]:



يَنْعَوْنَ خيرَ النّاس عند شديدةٍ

عَظُمتْ مُصيبتُه هناك وجَلَّتِ








20- زهير[29]:



دعْ ذا وعدِّ القولَ في هَرِمٍ

خيرِ البُداةِ وسيِّدِ الحَضْرِ








21- زهير[30]:



أقيمي أمَّ كعبٍ واِطْمَئِنِّي

فإنّكِ ما أقمتِ بخيرِ دارِ








22- زهير[31]:



بل اذكُرْنَ خيرَ قيسٍ كلِّها حَسَبًا

وخيرَها نائلاً وخيرَها خُلُقا








23- زهير[32]:



هم خيرُ حَيٍّ من مَعَدٍّ عَلِمْتُهُم

لهم نائلٌ في قومِهم ولهم فَضْلُ




رأى اللّهُ بالإحسانِ ما فعلا بكم

فأبلاهما خيرَ البلاءِ الذي يبلو








24- زهير[33]:



فأصبحتُما منها على خيرِ موطنٍ

سبيلُكما فيه، وإن أحزنُوا سَهْلُ








25- زهير[34]:



فأصبحتُما منها على خيرِ مَوْطِنٍ

بعِيدَيْن فيها مِن عُقُوقٍ ومَأْتَمِ




26- طرفة بن العبد[35]:
وأنت امرؤ منّا ولستَ بخيرنا
جوادًا على الأقصى وأنت بخيلُ



27- طرفة [36]:
خيرُ ما تَرعَوْن من شجرٍ
يابِسُ الطَّحماءِ أو سَحَمُه



28- طرفة[37]:
خيرُ حيٍّ من مَعَدٍّ عُلِمُوا
لِكَفِيٍّ ولِجارٍ وابن عمّ



29- حاتم الطّائي[38]:
فأطْعَمْتُه مِن كَبْدِها وسَنامِها
شِواءً وخيرُ الخير ما كان عاجِلُه.



وهذا النّقل إنّما يُراد به أن العرب جرتْ على هذا السَّنَن في الكلام بخصوص هاتين اللّفظتين.

ولنعرِّج الآن إلى بعض ما ثبث من الأحاديث الصّحيحة بخصوص هاتين اللّفظتين، علمًا أنّه قد يكون للّفظ الواحد روايتان إحداهما أفصح من الأخرى؛ فلا مناص حينئذ من حَمل الفصيحة على الأفصح؛ لما عُلم من أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان أفصح مَن نطق بالضاد. ومِن الأولى في ذلك ورود روايتين إحداهما من فصيح الكلام، والأخرى خارجة عن الفصيح.

وإنّ تَتَبُّعَ الأحاديث الصّحيحة الجارية على هذا السَنَن في توظيف هاتين اللّفظتين: (خير) و(شرّ) كثيرةٌ جدًّا. لكنّ الّذي يَعنينا هو تلك الأحاديث الصّحيحة[39] الّتي وردت فيها هاتان اللّفظتان على غير اللّغة العالية (الأفصح)، على اعتبار أنّها لا تخرج عن كونها فصيحة. وإلاّ فإنّني أعتبرُها من التّغيير[40] الطّاريء عليها؛ وكان ذلك نتيجة تجويز العلماء لرواية الحديث بالمعنى. وليس يخفى على الخبير برجال الحديث أنّه كان فيهم عددٌ كبيرٌ أصولهم غير عربية (أعاجم). وهم من رجال الحديث وعلمائه المتخصّصين فيه؛ فليس يَبْعُد - إذا كان الأمر كما وصفت - أن يتسرّب إليهم - رحمهم اللّه تعالى - شيئٌ من الكَلِم غير الفصيح حال روايتهم للحديث بالمعنى[41].

وبعد مطالعة شيء من تلك الأحاديث تبيّن لي أنّه ما من حديث وردت فيه لفظةٌ، ليست من فصيح الكَلِم؛ إلاّ ورُويت على اللّفظ الفصيح في حديث آخر. يَدُلُّك على صواب هذه الدّعوى الأمثلة التّالية:
1- حديث: (وَلَدُ الزِّنَا أَشَرُّ الثَّلاَثَةِ)[42]. رواه أحمد في المسند (2 /311 رقم 8084) و(6 /109رقم 24828) بلفظ (أشرّ).
لكن، رواه في المستدرك (2 /234رقم2855)، وفي الفردوس بمأثور الخطاب (3/390رقم7130) بلفظ (شرّ).

2- حديث: (...أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رأى على بعض أصحابه خاتَمًا مِن ذهب فأعرضَ عنه فألقاهُ واتّخذَ خاتَمًا مِن حديدٍ. قال: فقال هذا أَشَرّ؛ هذا حِلْيَةُ أهلِ النّار. فألقاهُ واتّخذَ خاتَمًا مِن وَرِقٍ فسكتَ عنه). رواه الإمام أحمد في المسند (6393 مسند المكثرين من الصحابة)، و(2 /179رقم 6680)، والعقيليّ في الضّعفاء (4 /192)[43]بلفظ (أشرّ).
لكن رواه البخاريّ في الأدب المفرد (1 /352رقم1021)[44] بلفظ (شرّ).

3- حديث: (نهى أن يشربَ الرّجلُ قائمًا. قال قتادةُ فقلنا: فالأكلُ. فقال: ذاكَ أَشَرُّ أو أَخْبَثُ) رواه مسلم في صحيحه (7 /13 /194 - 195الأشربة/نوويّ[45])، وغيره، بلفظ (أشرّ).
لكن، رواه أبو عوانة في مسنده1(5 /150 - 151) بلفظ (شرّ أو أخبث/رقم 8194)، وبلفظ (أشدّ/رقم 8195).

4- حديث: (إنّ مِن أَشَرِّ[46] النّاسِ عندَ اللّهِ منزلةً يومَ القيامةِ الرّجلُ يُفضِي إلى امرأتِه وتُفضِي إليهِ ثمّ يَنْشُرُ سِرَّها) رواه مسلم[47] في النّكاح من صحيحه (5 /10 /8 رقم 123-1437نوويّ).

لكن، رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه (4 /39) بلفظ (شرّ)، وبه أورده في نيل الأوطار (3 /6 /199)وقال: رواه أحمد ومسلم، وحكاها المُناويّ في فيض القدير (2 /538). وأمّا أبو نعيم فقد رواها في الحلية (10 /236 - 237) بلفظ (شرار).


5- حديث: (ألا أُخبِرُكَ بأَخْيَرِ سورةٍ في القرآنِ) ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾. ذكره في صحيح الجامع (1 / 506 رقم 2592).

لكن، رواه البخاريّ في كتاب التّفسير من صحيحه (ج9 الأرقام: 4474 و4647 و4703/فتح)، و(رقم 5006 من كتاب فضائل القرآن/فتح)، وأحمد في المسند (3 /450 و4 /211)، وأبو يعلى في مسنده (12 / 225) جميعهم بلفظ (أعظم). وبلفظ (خير) عند أحمد (4 /177)، وأبي يعلى (4 /177).

6- حديث عبداللّه بن مسعود رضي الله عنه قال: (سألتُ النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم]أيُّ الأعمالِ أفضلُ؟. قال: إيمانٌ باللهِ وجهادٌ في سبيل الله. قلتُ: ثم أيّ؟. قال: الصّلاةُ لوقتِها. قلتُ: ثمّ أيّ؟. فقال: بِرُّ الوالدين. قلتُ: فأيُّ العملِ أَشَرُّ؟. قال: أنْ تجعلَ لِلَّهِ نِدًّا وقد خلقَكَ[48] ". رواه المروزيّ في البرّ والصلّة (1 /4)، وقال: رجالُ إسناده ثقات. وهو في المعجم الكبير (10 / 21 رقم 9811).
لكن، أورده الطبريّ في تفسيره (4 /5 /28 النّساء 31) بلفظ (شرّ).

7- حديث أبي موسى: ([إنّي لَسْتُ أنا حَمَلْتُكُم، ولكنّ اللّهَ حَمَلَكُم، واللّهِ لا أَحْلِفُ على يَمينٍ فأرى غيرَها خيرًا منها][49]إلاّ أتيتُ الّذي هو أَخْيَرُ، وتَحَلَّلْتُها "، وفي لفظ: " إلاّ كَفَّرتُ عن يَمِيني وأَتَيْتُ الذي هو أَخْيَرُ "، وفي لفظ: " إلاّ أتيتُ الذي هو خَيْرٌ، وكفَّرتُ عن يَمِيني ").
أورده ابن القيِّم في زاد المعاد (3 /565)، ثمّ قال: وكلُّ هذه الألفاظ في "الصّحيحين"[50]).
كذا حكى ابن القيّم رواية الحديث باللّفظتين (خَيْر) و(أَخْيَر).

8- حديث أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه وفيه: (أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ذكرَ قومًا يكونونَ في أُمّتِهِ يَخرجُونَ في فُرقةٍ مِن النّاسِ سِيماهُم التَّحالُق. قال: هُم شَرُّ الخَلْقِ أو مِن أَشَرِّ الخَلْقِ يَقتُلُهم أدنى الطّائفتين إلى الحَقِّ". رواه مسلم في كتاب الزّكاة من صحيحه.

قال النّوويّ (4 /7 /167): " قولُه صلّى اللّه عليه وسلّم (هُم شَرُّ الخَلقِ أو مِن أَشَرِّ الخَلقِ) هكذا هو في كُلِّ النُّسخِ(أو مِن أَشَرِّ)بالألف. وهي لغةٌ قليلةٌ والمشهورُ شَرٌّ بغير ألف ".

نعم، فقد روي الحديث بلفظ (شَرّ) بدل (أَشَرّ) في: سنن أبي داود (7 /13 /78 - 79رقم 4750 عون المعبود)، وظلال الجنّة (ص 434 رقم 921).

9- حديث أبي العالية وفيه: (سألتُ أبا سعيدٍ الخدريّ عن نبيذ الجرّ. فقال: نهى رسولُ الله صلّى اللّه عليه وسلّم عن هذا الجَرِّ. قال: قلتُ فالجُفّ؟. قال: ذاكَ أَشَرّ وأَشَرّ ). رواه أحمد في المسند (3 /66 رقم 11651).
لكن، رواه أبو يعلى في مسنده (2 /479رقم1307) بلفظ (شرّ).
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.38 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.24%)]