
05-01-2021, 05:56 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,114
الدولة :
|
|
رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
الثالوث الأسود وجهوده في حرب الإسلام
ولطيفة سياسية اجتماعية نفسية: وهي أيضاً أغلى من خمسين ألف ريال، فلأن تعرفها وتضمرها في نفسك وتعمل بمقتضاها خير لك من أن تعطى شيكاً بخمسين ألف ريال وتذهب به إلى أوروبا تفجر أو تشتري به تلفاز وفيديو وترقص. وهذه من مكايد الثالوث الأسود وهم المجوس واليهود والنصارى، وسبب تحولهم إلى ثعبان أسود أن المجوس من يوم أن سقط عرش كسرى وأعطاه عمر سراقة بن جعشم وألبسه على رأسه؛ تمثيلاً لبشرى النبي صلى الله عليه وسلم، تكون حزب وطني يعمل في الظلام للانتقام من الإسلام، ودليل ذلك عمر بن الخطاب قتله أبو لؤلؤة المجوسي في محراب رسول الله.فاليهود ما إن أيسوا من حصول على خير في هذه الديار؛ لأنهم نزحوا من الشام على أمل أن النبي الخاتم نبي آخر الزمان إذا ظهر بين جبال فاران، وهاجر إلى المدينة ذات السبخة والنخيل، وهذه الصفات محفوظة عندهم في التوراة كما نحفظ نحن: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، فمن الضرب والتعذيب الذي يتلقونه من الروم والرومان نزحت طائفة منهم؛ انتظاراً للنبوة وهروباً من التعذيب. إذ كان النصارى يقلون اليهودي في الزيت في قدر كبير يتسع لبعير، فيضعون فيه اليهودي وهم فرحون وصدورهم منشرحة؛ لاعتقادهم أن اليهود قتلوا وصلبوا إلههم، فهذا الفهم الهابط! انظر إلى أين تصل البشرية إذا فقدت نور الله عز وجل! فاليهود هم الذين صلبوا المسيح وقتلوه، فكيف إذاً المسيحي يرضى عن يهودي، وهو قد قتل وصلب إلهه؟! فلو أن شخصاً أراد أن يقتل نبيك فلن تنظر إليه.فلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا يجتمع دينان في الجزيرة ) اغتاظ اليهود، وخافوا من أن يدخل اليهود كلهم في الإسلام، وخافوا من يفقدوا وجودهم، فأعلنوا الحرب على الإسلام وبدءوا، فقد حاولوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات.إذاً: فمن ثم بحثوا اليهود عمن يتعاونون معه، فوجدوا الحزب المجوسي، وحامل الراية الدعوة اليهودية عبد الله بن سبأ الصنعاني اليماني وهو من غلاة اليهود عربي اللسان؛ فاحتضن الحزب الوطني المجوسي، وما إن لاحت أنوار الإسلام في الغرب والشرق وانتهت إلى الأندلس حتى رفعت الصليبية رأسها؛ خوفاً من أن نور الإسلام سيغمر الدنيا، فبحثوا عمن يتعاونون فوجدوا اليهود والمجوس فتعانقوا، مع أنهم أعداء لبعضهم البعض وتعاونوا وتحابوا و.. و.. وإلى الآن في الظلام متعاونون على الإسلام؛ لأن الإسلام لا يريدونه؛ لأنه يسعد ويعز ويرفع إلى السماء ويُدخل الجنة، ولا طريق إلى ذلك إلا الإسلام. فهم يريدون الحفاظ على مناصب وكراسي وسمعة وشهرة، واستعباد لإخوانهم وأوطانهم؛ فيبغضونهم في الإسلام ويعفنونه ويشوهونه. وصورة سريعة: فقد ذكر الشيخ رشيد رضا في تفسيره المنار، عن شيخه الشيخ محمد عبده تغمدهما الله برحمته، يقول: كان الشيخ في باريس في فندق ولم يكن حينذاك حنفيات مياه في فرنسا، فطلب ماءً يتوضأ به في ساحة الفندق، ولما توضأ جاء طفل صغير وهو ابن لرئيسة الفندق جاء يحبو وأراد أن يمس الماء، فقالت له أمه بكلمة على لسانها: كخ كخ كخ، هذا توضأ به عربي وفيه جراثيم، الطفل صدق أمه، وقال: ماما جراثيم رآها في الماء. ومعنى عربي مسلم. وما زالت المرأة الأوروبية إلى الآن تخوف طفلها إذا عمل باطل، تقول: عربي عربي عربي عند الباب! فعملوا على تشويه الإسلام وقبحوه، وكم ضحكوا وسخروا عن تعدد الزوجات، فقد عدوها من الأباطيل، فهؤلاء مجانين وحمقى، فالله سبحانه وتعالى يشرع، وأنت الأحمق الجاهل تقول: لا، وتقول: أنا مؤمن، أين علمك؟! وأين فقهك؟! وأين بصيرتك؟! وهذا هو الثالوث الأسود، فمن كيده ومكره أيضاً لما عجز في ميادين المعارك والجهاد والدماء، قال: إذاً نبحث عن طريقة إطفاء هذا النور.. لا بقوة السلاح فلا نقوى عليه، فقد فشلوا في كل معركة طيلة ثلاثمائة سنة، قالوا: نبحث عن سبب هذه القوة، وعن سبب هذا النور وهذه الهداية، فوجدوا ذلك في اثنين:الأول: في القرآن الكريم، فما ارتفعت هذه الأمة ولا سامت ولا سادت إلا بنور القرآن، فاستطاعوا للأسف الشديد أن يحولوا القرآن إلى المقابر. أليس يقرأ القرآن الآن على الموتى؟! فيا أبناء الإسلام! ماذا تريدون من قراءة القرآن على الميت؟! هل تريدون من الميت أن يقوم يصلي، ويقول: أستغفر الله وأتوب إليه؟! وهل تريدون منه أيضاً أن يقوم ويعترف بحقوق الناس؟! فما الذي يفيده إذاً؟ فقط توبخونه لم ما فعلت؟ ولم ما فعلت؟ وانتشرت الخطة وأصبح العالم الإسلامي عرب وعجم إذا مات الميت وشيع إلى القبر يجمعون أهل القرآن، وأهل القرآن لا يملكون شيئاً فلا وظيفة لهم ولا شيء... ضيعوا أوقاتهم في حفظ القرآن الكريم؛ لأجل هذا القوت لا أقل ولا أكثر، فيستدعونهم في بعض الأموات ليلة واحدة إذا كان فقير، ثلاث ليال.. سبع .. إلى واحد وعشرين إذا كان الهالك ذا ثروة وغنى ومال. فتجد عند باب المقبرة من يقرأ القرآن مقابل مبلغ من المال على قبر ما.وهذا هو حال القرآن فلا يجتمع عليه اثنان في ظل شجرة أو جدار أو في منزل؛ ليتدبرها ويتفهم مراد الله من كلامه لهم. فمن منا قال لأخيه: اقرأ علي شيئاً من القرآن لنتدبره؟!فرسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أنزل وكلف بتبيينه يقول لـعبد الله بن مسعود : ( يا ابن أم عبد ! اقرأ علي شيئاً من القرآن، فيقول عبد الله : أعليك أنزل وعليك أقرأ يا رسول الله؟! فيقول: نعم، أحب أن أسمعه من غيري )، فأين أمة الإسلام؟! فقد قتلوها، أما استعمروها وأذلوها من اندونيسيا إلى موريتانيا؟ فلو كانت حية وذات علم وبصيرة فهل سيسودها الكفر ويحكمها؟! مستحيل. ( ويقرأ عليه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ [النساء:1] إلى أن ينتهي إلى قول الله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا [النساء:41] وإذا عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان الدمع وهو يقول: حسبك حسبك حسبك ). انتقل الشيخ الطيب العقبي من هذه الديار إلى الديار الجزائرية خريج هذا المسجد، وهو مؤسس جريدة القبلة وبعده أم القرى، وهذا الذي مسح تاريخه العرب؛ لأنهم يكرهون التوحيد، فكان يلقي دروساً كهذه، ومن ثم ونحن في القرية نقرأ القرآن جاء عامي يشتغل في الميناء لا يعرف الألف من الباء يجلسني وأنا طفل وكان يقول: اقرأ علي شيئاً من القرآن، ويغمض عينيه ويدلي رأسه وأنا أقرأ. فـالعقبي حدثهم بحديث رسول الله، هذا الوحيد الذي يطلب منا أن نقرأ عليه القرآن. فقد أعرضت هذه الأمة عن القرآن إعراضاً كاملاً وماتت. والثاني: الولاية، فولاية الله تعالى حصروها في الأموات لا في الأحياء، وقد قلت لكم وإلى الآن: لولا هذه الدعوة التي انتشرت من هذا المسجد.. فإذا ذهبت إلى القاهرة أو إلى دمشق أو إلى بغداد أو إلى كراتشي أو إلى اسطنبول أو إلى مراكش أو إلى تونس فأول من تلقاه في الطريق تقول له: أنا غريب جئت من بلادنا لأزور ولياً من أولياء الله في هذه المدينة، والله! ما يأخذ بيدك إلا إلى ضريح، ولا يفهم أن تلك العاصمة ذات المليونين والثلاثة فيها ولي حي. فقد حصروا الولاية في الأموات وسلبوها الأحياء؛ ليصبح المؤمن يزني بامرأة المؤمن -فوالله! إنهم ليزنون-. فلو كان يعرف أن هذا ولي الله فهل سيزني بامرأته؟! يفسد ما عليه ونحن نراه إذا مر بقبر الولي ترتعد فرائصه؟! كيف يزني بامرأة ولي؟! ولو عرف أنه ولي هل سيسلب ماله، ويحتال عليه ويأكل ماله بالغش أو بالكذب؟! والله ما كان، ولو اعتقد أنه ولي فلن يسبه ولا يشتمه؟ فهل سمعتم جماعة ينتقدون عبد القادر ويسبونه؟! مستحيل. مجالسنا كلها غيبة ونميمة وسب وشتم؛ لأنهم ما عرفوا من هم أولياء الله، فإنا لله وإنا إليه راجعون.وهذا من فعل الثالوث الأسود، وما زال يفعل العجائب، فهل كان يعقل بين العرب الجهال أن يسمح الفحل لامرأته أن تنظر إلى رجل وهو يرقص أمامها؟! فوالله ما نرضى أن يسمع أصوات نسائنا حتى العبد الصالح. فكيف إذاً بامرأتك وهذا المغني يرقص في التلفاز وأنت تضحك، فهذه الغيرة مسحها الثالوث. وهذا مجرد مثال فقط.يبعث أحدهم امرأته تشتغل في البنك الفلاني في الدار الفلانية وتصافح الموظفين، فهل هذا كان في بال إنسان آدمي؟ والآن واقع وما حصلنا عليه، ونبكي ليل نهار، آه لو أجد وظيفة لامرأتي. فعل هذا الثالوث الأسود، وما زال يفعل.
تابع قراءة في تفسير قوله تعالى: (وما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ...) وما بعدها من كتاب أيسر التفاسير
هداية الآيات
قال: [ثالثاً: ثمن الجنة الإيمان والتقوى وهما مفتاحا الولاية] بهما تدخل ولاية الله. رابعاً: [ البخل بالمال شر لصاحبه وليس بخير له كما يظن البخلاء ]، بالبخل بالمال وهو منع حقوق الله منه والحفاظ عليه، فصاحبه يظن أن هذا خير له وهو شر له، وقد قال تعالى: بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ [آل عمران:180].قال: خامساً: [من أوتي مالاً ومنع حق الله فيه عذب به يوم القيامة]، دل على ذلك قوله تعالى: سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [آل عمران:180] وآية سورة التوبة، وهي قول الله تعالى: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [التوبة:34] متى؟ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ [التوبة:35] ويقال لهم: هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ [التوبة:35]. هذه الآية -يا معاشر المؤمنين- هي التي جهزت غزاة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى شرقوا وغربوا، فلم تكن هناك ميزانية ولا مال ولا ولا.. ولكن هذه الآية فقط يخرجون بأموالهم، فقد خرج أبا بكر بماله، وخرج عمر بنصف ماله.والحمد لله فقد خرجنا بنصف المال مرة من المرات، فقد كانت هناك دعوة للجهاد في الجزائر؛ لأنه قتال كفار فرنسا، وحكومتنا الرشيدة فتحت الأبواب وأصبحنا نجمع المال من باب السلام إلى باب المجيدي كل جمعة، ضريبة على الطلاب في مدارس الابتدائية والمتوسطة ريال على كل طالب. وعند الجمع كان عندنا أربعمائة ريال خرجنا بنصفها، وقلنا: نجرب، مائتين ريال، وكان يومها راتب الأستاذ في الابتدائية ثمانين ريال. والشاهد عندنا لتفهموا أنه ما كان عندهم بيوت ولا أموال، إذا نادى إمام المسلمين: الجهاد! المال! يخرجون من بيوتهم بأموالهم ويقرءون هذه الآية: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ [التوبة:34-35] . قال: [ وحديث البخاري -يقول صلى الله عليه وسلم-: ( من آتاه الله مالاً فلم يؤده زكاته مثل له شجاعاً أقرع ) ] والعياذ بالله، ثعبان شجاع أقرع؛ لأن الحية القرعاء كلها سم وسمها قاتل. قال: [ ( له زبيبتان يطوقه يوم القيامة فيأخذ بلهزمتيه -أي: شدقيه- ويقول له: أنا مالك أنا كنزك ) ] وهو يعذبه ملايين السنين، ثم قرأ الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية: [ وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [آل عمران:180] ]. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|