خطيبتي لا تقدم لي واجب الضيافة
أ. فيصل العشاري
السؤال
♦ ملخص السؤال:
شاب كتب عقد الزواج على فتاة، وإذا ذهب لزيارتها لا تُقَدِّم له شيئًا من واجب الضيافة، ويشكو مِن ذلك، ويخشى أن تكون هكذا في بيت الزوجية.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب في الثلاثين من عمري، عقدتُ على فتاة في بداية العشرين، أقدِّم لها هدايا وأزورها مِن وقت لآخر، وأهتم بها وبأمورِها، لكني أتضايق مِن ردِّ فِعْلِها وتصرُّفاتها في بعض الأحيان؛ فعند زيارتها لا تُقَدِّم لي شيئًا، لا شايًا ولا قهوةً ولا عصيرًا، رغم مودتها لي شفهيًّا!
بدأتُ أُسْقط ذلك التصرُّف على إدارة شؤون بيتنا بعد الزواج
فهل أنا مبالغ في التفكير؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم في شبكتنا.
أولاً: مبارك لكما عقد النِّكاح، بارك الله لكما وعليكما، وجَمَع بينكما في خير.
مِن الطبيعي في مِثْل هذه الفترة أن يحاولَ كلٌّ مِن الزوجين استكشاف الآخر، ومعرفة طبيعة تفكيره وسلوكه، ولكن قد تكون بعضُ التصرُّفات أو السلوكيات على خلافِ المتوقَّع، وهذا إنْ دلَّ على شيءٍ فليس بالضرورة أن يدُلَّ على نتيجةٍ سلبيةٍ؛ لسببٍ بسيطٍ وهو: أن النفوس البشرية يَصْعُب قياسها وتقييمها بشكل دقيقٍ، فليس هناك مِعيارٌ ثابتٌ، أو مقياسٌ دقيق للحُكم على هذا التصرُّف أو ذاك.
لذلك نجد أن الشارعَ الحكيمَ قد اكتفى بوَضْع أصولٍ عامةٍ تكون حاكمًا ومِقْياسًا عامًّا؛ وهو: ((تُنْكَحُ المرأةُ لأربع: لدينِها ومالِها وجمالِها وحسَبِها، فاظفَرْ بذات الدِّين تربتْ يداك))، وفي الحديث الآخر: ((إذا جاءكم مَنْ تَرْضَوْنَ دينه وخُلُقه فزَوِّجوه))، فبَيَّن هذان الحديثان أصلَيْنِ وأربعة فروع:
الأصلان: الدِّين والخُلُق.
والفُروع: الحسَب والنَّسَب والمال والجمال.
فلا يُغني فرعٌ في غياب أصل.
كما أنَّ الفرعَ قد يَتَحَوَّل إلى أصلٍ إذا كان ذلك أولوية عند أحد الطرفين؛ على سبيل المثال: إذا كان الرجلُ غيرَ مُقتنع بجمال المرأة في نظره، فهنا لا ينبغي له الإقدامُ على الزواج؛ لأن هذا المطلب أصبح في حقِّه أصلاً يجب مراعاته، حتى لا تَتَضَرَّرَ المرأةُ مستقبلاً بالطلاق.
هذه المقدِّمةُ ضروريةٌ لإعادة معايَرة أي تصرُّف يَنجُم مِن قِبَل المرأة، أين يمكن أن تضعه، هل يرقى لأن يكون أصلاً.
لا نعتقد ذلك - على الأقل - في نظرنا؛ لذلك لا داعي لهذا التخوُّف والمبالغة فيه، فقد يكون هناك عذرٌ ما بخصوص هذا التقصير، وقد تكون لها رؤية خاصة بها.
يمكنك بطريقتك الذكية أن تعرفَ السبب، وأن تصلحَ العطب في ضربةٍ واحدة، وذلك بأن تفتحَ معها هذا الموضوع بطريقة ذكيةٍ على شكل دعابة وابتسامة في وقت توجيه السؤال.
كما ينبغي عليك كزوج وقائد للأسرة أن تتحلى بأعلى درجات ضبْط النفس عند حُصُول أي تقصيرٍ أو أمرٍ يدْعُو للغضب، وعليك باعتماد سياسة توقُّع الأسوأ، فهذه هي طبيعة الحياة الزوجية، ليستْ كلها خالية من المشاكل والمنغِّصات، لذلك جاء التوجيهُ النبويِّ الشريف للزوج: ((لا يفْرَك مؤمنٌ مؤمنةً، إن كَرِهَ منها خلُقًا رَضِيَ منها آخر)).
وفَّقكما الله في زواجكما، وجَعَل حياتكما سعادةً وهناء
والله الموفق