الموضوع: من عيون الكلام
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 30-12-2020, 04:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,970
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من عيون الكلام

من عيون الكلام

بشر الحافي (2)


بكر البعداني



الحمد لله الذي رفع بعض خلقه على بعض درجات، وميز بين الخبيث والطيب بالدلائل المحكمات والسمات، وتفرد بالملك فإليه منتهى الطلبات والرغبات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الأسماء الحسنى والصفات، الناقد البصير لأخفى الخفيات، الحكم العدل، فلا يظلم مثقال ذرة، ولا يخفى عنه مقدار ذلك في الأرض والسموات.


وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبعوث بالآيات البينات، والحجج النيرات، الآمر بتنزيل الناس ما يليق بهم من المنازل والمقامات، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه السادة الأنجاب الكرماء الثقات[1].

أما بعد:
فهذه هي السلسلة التي كنا أشرنا إليها ووعدنا أن نقف معها في حلقات وهي: مع عيون الكلام لسلفنا - رحمهم الله أجمعين - وكنا شرعنا فيها بالإمام بشر بالحافي، مع الحلقة الأولى، وهذه هي الحلقة الثانية له.

وإلى جملة من عيون كلامه، قال - رحمه الله:
• الخوف:
لو أن لي دجاجة أعولها خفت أن أكون عشارًا على الجسر[2].

• الصحبة السيئة:
صحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار[3].

• الحذر:
قال منصور بن سلمة: سمعت بشرًا الحافي يقول لرجل: " احذر أن تمر في حاجتك، فيأخذك وأنت لا تدري "[4].

• نصيحة لمن يريد الدنيا:
أما تستحي أن تطلب الدنيا ممن يطلب الدنيا، اطلبها ممن بيديه الدنيا[5].

• الشهرة تنافي التقوى:
ما اتقى الله من أحب الشهرة[6].

• الإخلاص:
لا تعمل لتذكر، اكتم الحسنة، كما تكتم السيئة[7].

• من يستحق أن يسأل[8]:
من أحب أن يسأل فليس بأهل أن يسأل[9].

• علامات:
علامة طاعة الله تسليم أمره لطاعته، وعلامة حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تسليم آثاره والعمل على سنته، ولا يلتفت إلى غيره[10].

• نصيحة سديدة:
لا تكاد تضع يدك إلا على مراء؛ إما مراء بدين وإما مراء بدنيا وهما جميعا شر شيء فانظر أشد الناس توقيا وأعفهم وأطيبهم مكسبا فجالسه ولا تجالس من لا يعينك على آخرتك[11].



• وقفة تأمل:
وقف بشر على أصحاب الفاكهة فجعل ينظر إليها فقيل له: يا أبا نصر لعلك تشتهي من هذا شيئًا؟ قال: لا ولكن نظرت في هذا إذا كان يطعم هذا من يعصيه، فكيف من يطيعه[12]؟!



• ذم السرف:
وقال جعفر بن هاشم المؤدب: سمعت بشر بن الحارث يقول: الحلال لا يحتمل السرف[13].

• الأخذ من الناس مذلة:
وقال جعفر بن هاشم المؤدب: سمعت بشر بن الحارث يقول: الأخذ من الناس مذلة[14].

• رؤية:
وقال جعفر بن هاشم المؤدب: سمعت بشر بن الحارث يقول: ليس هذا زمان اتخاذ إخوان إنما هو زمان خمول ولزوم البيوت[15].

• حلاوة العبادة:
لا يجد من يحب الدنيا حلاوة العبادة[16].

• الحكيم:
يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حكيم[17].

• الأكياس:
يأتي على الناس زمان تكون الدولة فيه للحمقى على الأكياس[18].

• الطاعة أحلى:
قال أبو أحمد البزاز: قلت لبشر - يعنيك بن الحارث -: بالله يا أبا نصر أيما أحلى الدنانير أو الدراهم؟! قال: الطاعة والله أحلى منهما جميعًا[19].


• الخوف من الله - عز وجل - واليوم الأخر:
قال يحيى بن المختار: سمعت بشر بن الحارث يقول: ما ظنكم بقوم وقفوا بين يدي الله - عز وجل - مقدار خمسين ألف عام، لم يأكلوا ولم يشربوا حتى محلت أجوافهم من الجوع، وتقطعت أكبادهم من العطش، واندقت أعناقهم من التطاول، ورجوا الفرج؛ أمر بهم إلى النار[20]؟!

• أشد من المعاصي:
لسكون النفس إلى قبول المدح أشد عليها من المعاصي[21].


[1] من مقدمة الحافظ للتقريب.

[2] الفروع وتصحيح الفروع (2/ 490) لابن مفلح.

[3] الرسالة القشيري (ص: 134).

[4] المجالسة وجواهر العلم (ص: 305) لأبي بكر الدينوري.

[5] تاريخ دمشق (10/ 208).

[6] الحلية (8/ 346)، وسير أعلام النبلاء (10/ 476)، وصفة الصفوة (2/ 325).

[7] سير أعلام النبلاء (10/ 476).

[8] هذه العناوين من وضعي - تقريبًا وبيانًا - ولذلك وجب التنبيه.

[9] الفقيه والمتفقه (2/ 48)، وأخلاق العلماء (ص: 84) للآجري، وجامع بيان العلم وفضله (2/ 280)، وأدب المفتي والمستفتي (1/ 18) لابن الصلاح، وصفة الفتوى والمفتي والمستفتي (ص: 11) لأحمد بن حمدان النمري.

[10] ذم الكلام (257)، وأحاديث في ذم الكلام وأهله (3/ 38) لأبي الفضل المقرئ.

[11] مختصر تاريخ دمشق (1/ 683) لابن منظور.

[12] مختصر تاريخ دمشق (1/ 683) لابن منظور.

[13] تاريخ بغداد (11/ 301)، وتاريخ دمشق (10/ 208).

[14] تاريخ بغداد (11/ 301)، وتاريخ دمشق (10/ 208).

[15] تاريخ بغداد (11/ 301)، وتاريخ دمشق (10/ 208).

[16] الزهد الكبير (ص: 134).

[17] تاريخ دمشق (10/ 210).

[18] تاريخ دمشق (10/ 210).

[19] تاريخ بغداد (14/ 421).

[20] المجالسة وجواهر العلم (8/ 306).

[21] تاريخ دمشق (10/ 210).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.13 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.26%)]