عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-12-2020, 03:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,995
الدولة : Egypt
افتراضي قبلي يدي وأتحجب..


قبلي يدي وأتحجب..
سعيد بن علي بن وهف القحطاني


تقول منيرة: كنت أعشق التبرج، فسايرت الموضة في العباءات بكل أنواعها وأشكالها، وفي نفس الوقت كنت أعتبر العباءة الساترة مقتصرة على المتخلفات عن ركب الموضة والفقيرات..
وفي ذات يوم ذهبت وأنا بكامل زينتي مع مجموعة من صديقاتي إلى السوق، وحين رأتني إحدى النساء وجهت لي النصيحة بأن أتحجب حتى لا أتعرض للنار، اهتز جسمي لنصيحتها.. لكني أردت أن أُضحك صديقاتي اللواتي برفقتي، فقلت لهن ولا أدري هل أندم على ما قلته أو أفرح له، لأنه كان سببًا بعد الله في توبتي ورجوعي للحق.. أتدرون ماذا قلت؟!
قلت كلمة بكيت منها، لقد قلت بعد أن مددت كفي لها: قبِّلي يدي وأتحجب!
قولوا لي بربكم ماذا تظنون أنها فاعلة؟ أغضبت؟ أم انسحبت؟ أم اعترضت؟
لا وربي لا هذا ولا ذاك، بل أخذت يدي وقبلتها وهي تقول: "أقبل يدك ورأسك ما دمت ستتحجبين، فأنتِ غالية والطلب رخيص"! ودعت لي بالخير، وعندها بكيت وبكيت وبكيت، واستصغرت نفسي وازدريت عباءتي وعدت إلى البيت، وخلوت بنفسي بعض الوقت..
وقررت أن أرتدي العباءة الساترة، مستعينة بالدعاء، وكم تمنيت لو أني أعرف تلك المرأة لأشكرها، وحسبي أني أدعو لها في كل حين.. إنهم صاروا ينادوني: "يا مطوعة" ولكني لم أبالي بما يقولون..
ومن مزايا العباءة الساترة أن جعلت الرجال الأجانب يحترمونني، فلم يعد أحد يتجرأ على النظر إليَّ، كما أن الباعة صاروا يتأدبون معي الحديث، عكس ما كان سابقًا من محاولة للمزح، من هنا أدركت أن للحق هيبة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.71 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.38%)]