عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-12-2020, 09:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,735
الدولة : Egypt
افتراضي الجامعة المختلطة أم الانضمام للأمن الوطن

الجامعة المختلطة أم الانضمام للأمن الوطني


الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي


السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحبتي في الله، أنا شاب ملتزم والحمد لله، أدرس في جامعة فيها اختلاطٌ بين الجنسين ذو فتنة كبيرة، من تبرُّج الفتيات وعريهن، وإني أتاذَّى كثيرًا منهن، بحيث تراودني أفكارٌ قبيحة ووساوسُ حولهن، مع أنني أترك الصلاة أحيانًا حتى يفوت وقتها؛ لأنني أكون حينها في قاعة الدراسة؛ لذا أريد أن أترك دراستي وأنضم إلى الأمن الوطني كشرطي قضائي وأحلق لحيتي (لأن في بلدنا يمنع إعفاء اللحية لكل عون أمن)؛ قصد الابتعاد عن هذه الفتنة، والمحافظة على الصلاة في وقتها.

فبماذا تنصحونني؟

أفيدوني جزاكم الله خيرًا، والسلام عليكم ورحمة الله.

الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومن والاه، أما بعدُ:
فلا شك أن الاختلاط بين الرِّجال والنساء في التعليم وغيره يحصل منه مفاسدُ كثيرةٌ، وطوامُّ وبيلة، من زوال الحياء، وفتنة كلٍّ من الرجل والمرأة بالآخر، والوقوع في الحرام الصرف، ومنابذة ما جاءت به الشريعة المطهَّرة، حيث جعل النبيُّ مكانًا للنساء لصلاة العيد، لا يختلطن بالرجال؛ ففي الصحيحين: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خَطَبَ في الرجال، نَزَلَ وذَهَبَ للنساء فَوَعَظَهُنَّ وذَكَّرَهُنَّ.


وهذا نصٌّ على أنهنَّ كنَّ في مكان غير مكان الرجال، وأخبرنا - صلى الله عليه وسلم - أن ((خير صُفُوفِ النساءِ آخِرُهَا، وشَرّها أوَّلُها، وخير صُفُوفِ الرِّجالِ أَوَّلُها، وشَرّها آخِرُها))؛ رواه مسلم.


وهذا بخلاف إذا كان دخول الجيش محتمًا عليك، وهو ما يسمَّى بالتجنيد الإجباري، حيث يترتب على تركه مضرةٌ ظاهرة بالنفس، أو الأهل، أو المال، فلا حرج حينئذٍ من حلق اللحية مدة الجيش؛ لأن من قواعد الشريعة الراسخة قاعدةَ رفع الحرج ودفع الضرر؛ قال - تعالى -: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، وقال - تعالى -: ﴿ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 173]، وقال: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ﴾} [الحج: 78]، وقال: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16]، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتُكم به فأتوا منه ما استطعتم)).



أما حلق اللحية للدخول في قوات الأمن باختيارك، وبغير مصلحة راجحة - فلا يجوز.



فمن تحقَّق وقوعه في ضرر يشق احتماله، جاز له الترخُّص، مع عدم ركون النفس والاطمئنان لذلك؛ بل لا بد أن تظل نفسه تواقة متلهفة لليوم الذي يعفي فيه لحيته.


وما نراه للأخ الكريم هو عدم الانخراط في سلك قوات الأمن، ولتبحث عن مكان آخر آمن للدراسة فيه.


واللهَ نسأل أن يلهمك رشدك، ويعيذك من شر نفسك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.46 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.68%)]