من آداب المعلم
الإخلاص في التعليم
بدر بن جزاع بن نايف النماصي
الإخلاص في التعليم بأن يعمل المعلم لإرضاء الله تعالى، على خوف من الله، يبتغي رضوان الله، ويجتهد في عمله ليس لإرضاء عين الرقيب، إنما إرضاءً لله تعالى.
يقول الله تعالى: ﴿ هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [غافر: 65]، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو إلى امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه))[1].
قال الإمام ابن مفلح رحمه الله:
"وقال الخلال: أخبرني أبو بكر بن صدقة، سمعت محمد بن عبدالرحمن الصيرفي قال: أتيت أحمد بن حنبل أنا وعبدالله بن سعيد الحمال، وذلك في آخر سنة المائتين، فقال أبو عبدالله لعبدالله بن سعيد: يا أبا محمد، إن أقوامًا يسألوني أن أحدِّثَ، فهل ترى ذلك؟ قال: فسكت أبو عبدالله، وأطال السكوت قال: فقلت أنا لأبي عبدالله: أجيبك أنا؟ قال: تكلَّم، قال: قلت له: إن كنت تشتهي أن تحدث فلا تحدث، وإن كنت تشتهي أن لا تحدث فحدث، قال: فكأنَّ أبا عبدالله استحسن ذلك، قال: فلما انبسط في الحديث قال: فظننتُ أنه كان لا يشتهي أن يحدث"، وقال المصنف: "وقيل لبشر بن الحارث: يا أبا نصر، الرجل يكون عنده علمٌ من القرآن، فترى له أن يجلس فيعلم الناس؟ قال: إن كان يحب ذلك فلا يجلس"[2].
ونقل المصنف - رحمه الله - عن ابن الجوزي: "فأما إن كان فرحه باطلاع الناس عليه لقيام منزلته عندهم حتى يمدحوه ويعظِّموه ويقضوا حوائجه، فهذا مكروه مذموم"[3].
[1] (متفق عليه): البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري. الجامع المسند الصحيح. (مرجع سابق). باب: بدء الوحي. ج 1. ص6. مسلم، مسلم بن الحجاج النيسابوري. المسند الصحيح المختصر. (مرجع سابق). باب قوله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنية، وأنه يدخل فيه الغزو وغيره من الأعمال. ج 3. رقم الحديث ( 1515).
[2] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2. ص117.
[3] (المرجع السابق): ج1. ص 188.