سلسلة مغامرات "أبو الأشبال" (1)
سيد مبارك
داخل قبر الأفاعي
أفاق أبو الأشبال، ووجد نفسه داخل مكان له باب مغلق بإحكام، لا بد أنه ظل في غيبوبة فترة طويلة؛ فقد كانت الضربة قوية بحق، ولكنه بدأ يستعيد صفاء ذهنه، وأخذت أسئلة عديدة تتزاحم في رأسه، وتثير القلق في نفسه.
ترى، هل استطاع "ظريف" الوصول لخالد، وتسليم الرسالة؟
وهل يصدق البوليس معلوماته، ويأخذها بجدية؟
وهل...
وفجأة، فتح الباب، ونظر أبو الأشبال، فوجد أمامه ثلاثة رجال، لهم ملامح إجرامية، وقبض الرجل العقرب - اليد اليمنى للفهد المصري - ملابسه بقوة شديدة، تكاد تعتصره داخل ملابسه، وقال له في غلظة: من أنت يا ولد؟
لم يقل أبو الأشبال شيئًا، فقال العقرب - وقد تطاير الشرر من عينيه -: هل أنت أصم؟
لم يجد أبو الأشبال ما يقوله، ويكون من الغباء أن يصدقوه لو أخبرهم أنه كان يزور المقابر؛ لأن له ميتًا هنا، ونظر إلى ساعته، فوجدها قاربت الواحدة ظهرًا، موعد نقل المخدرات حسب خطة الفهد، ولا ريب أنهم سينفذون أوامره، ولعلهم يتركونه محبوسًا هنا حتى إتمام الصفقة.
هو لا يشعر بالخوف على حياته بقدر ما يشعر بالألم لوقوعه هكذا بسهولة، وعليه أن يجد وسيلة للفرار، و...
وخاب ظنه بشدة، وأفاق من تفكيره إثر لطمة من العقرب على كتفه، آلمته بشدة.
وسمعه يقول بخشونة: امشِ أمامي يا ولد، قالها العقرب، ويده تعتصره بشدة، وأخرجه من المقبرة، وأدخله داخل محيط مقبرة أخرى يعرفها جيدًا.
مقبرة الأفاعي.
ووجد نفسه وجهًا لوجه أمام الفهد، اندهش أنور "أو الفهد المصري" لرؤية "أبو الأشبال"، وقال: من هذا الولد؟
قال العقرب: رأيته يتلصص خلف حائط، يراقب مقبرة الأفاعي، ولعله سمع حوارنا، وعرف أمر المخدرات، فضربته، ففقد الوعي، فحبسته في محيط مقبرة مغلقة بإحكام، وأحضرت الرجال حسب أوامرك، ولما اقترب موعد نقل المخدرات خشيت أن يفر بوسيلة ما، فيفسد علينا الصفقة، فأحضرته معي؛ لترى فيه رأيك.
قال أنور: فليكن، هو يستحق أن يعامل كالصبي الآخر، أدخله داخل القبر، واحبسه فيه، وسوف نتولى أمره بعد انتهاء الصفقة، ثم أردف: هذا لو ظل على قيد الحياة.
ضحك العقرب، وفهم ما يقصده "الفهد المصري"، وفتح مدخل القبر، وهو يدفع "أبو الأشبال" بقوة إلى داخل القبر.
قبر الأفاعي.
ثم أغلق عليه باب القبر بلوح من خشب الكونتر السميك، ثم وضع أحجارًا ثقيلة عليه، وأهال عليها التراب؛ للتعمية.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦
كان الظلام حالكًا، فلم يرَ أبو الأشبال شيئًا، ورائحة الموت تحيط به.
تذكر أنهم لم يأخذوا حقيبته التي يحملها خلف ظهره، ولعلهم اعتقدوا أنها حقيبته المدرسية، ولو علموا ما فيها من أشياء مفيدة لأخذوها منه، فحمد الله على ذلك، وفتح الحقيبة، وأخذ يتحسس ما فيها.
ها هو، وأخرج كشافًا قويًّا وأضاءه؛ ليرى موضع قدميه، وما حوله.
ويا هول ما رأى!
ثلاثة ثعابين، طول الثعبان متر ونصف على الأقل، أمامه مباشرة على مرمى البصر، العينان، واللسان المشوق، أثارت الخوف في نفسه، وأخذت الثعابين تزحف تجاهه لتفتك به.
ولأنه ملتزم بدينه، وكاد يتم حفظ القرآن كله؛ رأى أن نجاته ستكون في يد خالقه وخالق الثعابين، وتذكر قول الله تعالى عن سيدنا يونس عليه السلام عندما التقمه الحوت وهو مليم: ﴿ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنبياء: 87، 88].
نعم وربي، لعل وعسى أن ينجيني برحمته وفضله، فأخذ يسبح لله تعالى، وهو يقول مرارًا وتكرارًا: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]، في نفس الوقت أخذ عقله يعمل بسرعة، ويأخذ بأسباب النجاة، وتذكر أن في حقيبته السلاح الذي تهابه كل الحيوانات والحشرات وحتى البشر.
النار.
أخرج - على ضوء مصباحه - من حقيبته علبة ثقاب، وأشعل ببعض الأوراق التي يحملها في حقيبته نارًا بسيطة، ولكنها نار على كل حال، وتوكل على الله، ولسانه لا يفتُرُ عن التسبيح، وتراجعت الثعابين فزعة من النار، ودقق أبو الأشبال النظر إليها، فوجد أنها من النوع السام، ولدغتها مؤلمة.
فأشعل عود ثقاب ثانيًا في بعض الأوراق، وثالثًا، ورابعًا.
ماذا لو انتهت أعواد الثقاب؟!
إن عليه أن يتحرك بسرعة؛ لينقذ حياته.
إن جلوسه هنا معناه أنه سيقع تحت رحمة الثعابين.
لم يعد يسمع صوتًا خارج المقبرة، لا بد أنهم رحلوا؛ لإتمام الصفقة.
كيف غاب عنه ذلك؟!
أكياس المخدرات غير موجودة في القبر، لا بد أن "أنور" قام بنقلها عندما كان يراقب المقبرة من الخارج.
ليتحرك إذًا قبل أن يصير فريسة للدغات الثعابين السامة.
كانت فتحة المقبرة فوقه مغلقة، والثعابين ترقبه عن بعد، تنتظر الفرصة.
لم يبقَ إلا ثلاثة أعواد من الثقاب، ولم يعُدْ معه أوراق في حقيبته، وها هو يشعل واحدًا، وأخذ يحاول رفع مدخل القبر الذي سدوه بلوح خشبي، إنه ثقيل جدًّا.
لا بد أنهم وضعوا أثقالاً عليه، ولكن لا مفر من أن يحاول، ويأخذ بأسباب النجاة، ولا يلقي بنفسه إلى التهلكة، هكذا تعلم من دينه العظيم، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، تنهد بقوة، ثم توكل على الله.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦
عملية إنقاذ "أبو الأشبال"
نزل خالد من سيارة صديق له تطوع بتوصيله إلى مشارف مقابر أكتوبر على طريق الواحات.
كان من الصعب أن يركب مواصلات عامة، ومعه كلبه "برق"؛ فهذا كفيل بلفت الأنظار إليه.
شكر صديقه، وما إن انصرف حتى توغل إلى داخل المقابر يتقدمه برق، ويدقق في الأرض، يبحث عن البودرة الفوسفورية التي يثق بأن "أبو الأشبال" نثرها للطوارئ، وكان برق كلبًا مدربًا، وله حاسة شم قوية، ولم يكن في حاجة إلى أن يرى العلامات التي تركها أبو الأشبال؛ لأنه يعرف طريقه جيدًا، وأخذ يتقدم وهو يشم الأرض، وكل شيء، ويعدو وراء الرائحة؛ رائحة "أبو الأشبال".
على مهلك يا برق، قالها خالد، وقد أرهقته السرعة التي يعدو بها برق، ولمح خالد سيارة أمام إحدى المقابر، في هذا الوقت من الظهيرة، والحر شديد! إنهم هم لا شك، وأخذ حذره، ووقف يترقب، ويرهف سمعه، وأمسك كلبه، واستتر خلف جدار مقبرة قريبة، وأمره بالصمت بإشارة دربه عليها، وانتظر حتى يتحرك في اللحظة المناسبة.
خرج رجال يحملون أكياس بلاستيك، أدرك على الفور أنها المخدرات، لكن أين أبو الأشبال؟
لقد انتهينا.
سمع خالد الكلمة بوضوح تام.
وخرج رجل أنيق، وأغلق باب المقبرة بقفل، وقال لهم بلهجة آمرة: اركبوا جميعًا؛ لننتهِ من الصفقة، وخذ يا عقرب مفتاح المقبرة، أريدك أن تعود عندما نتم مهمتنا؛ لتنهي مهمتك هنا، لا أريد أي أخطاء أخرى، تخلص من الولد قبل الصباح، أفهمت؟ قال العقرب: نعم.
وأراحت مقالة "الفهد المصري" "خالد"، وحمد الله أن "أبو الأشبال" ما زال على قيد الحياة، ولم يدرِ أن "أبو الأشبال" في ذلك الوقت يواجه خطرًا محدقًا، وحياته معلقة بعود ثقاب، عود ثقاب واحد.
وركب الجميع، وانطلقت السيارة في طريقها إلى خارج المقابر؛ لإتمام الصفقة.
وهنا خرج خالد من مكمنه، وترك "برق" يكمل مهمته في البحث عن "أبو الأشبال"، وانطلق برق إلى المقبرة مباشرة، وخالد على أثره.
وأخذ برق يضرب باب المقبرة برجليه، وأدرك خالد أن "أبو الأشبال" لا بد أن يكون محبوسًا داخل المقبرة، وأسرع يحطم القفل بحجر، بضربات متتابعة بقوة، حتى تحطم مع قوة الضربات، وانفتح الباب، وانطلق برق وهو يطلق زمجرة قوية، وأخذ خالد ينظر داخل المقبرة، فلم يجد أحدًا، ورفع صوته: "أبو الأشبال"، "أبو الأشبال".
رأى "برق" ينبح، وينبش تراب فتحة القبر، ففهم الرسالة، وأخذ يحاول تحريك بعض الصخور الضخمة من على مدخل القبر، ولكن بلا جدوى؛ فقد كانت ثقيلة لا طاقة له بها.
وسمع صوت "أبو الأشبال" يناديه: خالد، أسرع بالله عليك، أنا هنا داخل القبر، ولم يعد معي إلا عود ثقاب واحد، هنا ثلاثة ثعابين تريد أن تفتك بي، أسرع بالله عليك.
حاول خالد زحزحة الصخور، وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، حاول بكل ما أوتي من قوة، ولكن.
إنها ثقيلة جدًّا.
شعر بالعجز والقهر، وكاد يبكي، أبو الأشبال ليس بيني وبينه إلا خطوة، ولا أستطيع أن أنقذه، ماذا أفعل؟
ابتعد، ابتعد..
نظر خالد إلى مصدر الصوت، ورأى رجلاً مفتول العضلات يدفعه عن مدخل القبر، فأمسك حجرًا ليدافع عن نفسه، ولكن الرجل لم يعبأ به، وأخذ يزيح الصخور، ثم رفع اللوح الخشبي، وفتح المقبرة في اللحظة التي انطفأ فيها آخر عود ثقاب في يد "أبو الأشبال".
قال الرجل لـ "أبو الأشبال" - والثعابين تزحف من خلفه -: بسرعة، مد يديك، وقبض الرجل بقوة على يده، وسحبه خارج القبر في نفس اللحظة التي فتح فيها الثعبان فمه، وأخذ الرجل لوح الخشب، وضرب به رأس الثعبان، فسقط داخل القبر، وأغلق المدخل، وأعاد صخرة ضخمة عليه؛ لتمنع الثعابين من الخروج.
وأراد أبو الأشبال أن يشكر الرجل، وعرفه على الفور، نفس الرجل الذي حذره في "الميكروباص" من الحضور إلى هنا، وحتى هذه اللحظة لا يدري أعدو هو أم صديق؟ ولكن الرجل ابتسم، وقال: هل أنت بخير؟ هل آذتك الثعابين؟ قال أبو الأشبال: كلا، والحمد لله، شكرًا لك، فقال الرجل: الحمد لله، لقد حذرتك، هل تتذكر؟
قال أبو الأشبال: نعم، وأراد أن يعرف منقذه من هو، لكن الأمر واضح، فوجوده في هذا الوقت وهذا المكان لا يمكن أن يكون مصادفة.
قال للرجل: أنت تعمل مع الشرطة، صحيح؟ نظر الرجل إلى "أبو الأشبال"، وقال: أنت ولد ذكي جدًّا، نعم، أنا أعمل معهم، واسمي "عمر"، "الضابط عمر"، وقد أمرني اللواء حسن الشاملي أن أعمل على سلامتك، ثم أخرج هاتفه، وطلب رقمًا، رقم اللواء حسن الشاملي، الذي كان ينتظر مكالمته على أحر من الجمر، أراد أن يخبره أن مهمته قد انتهت بنجاح، وأخبره بنوع السيارة التي تحمل "أنور الفأر" "أو الفهد المصري" ورقمها، ورجال عصابته، وأنهم في طريقهم لإتمام الصفقة، وأن "أبو الأشبال" و"خالد" بخير، وأن الجولة الأولى قد انتهت، وتبقى الثانية؛ القبض على الفهد المصري متلبسًا مع تجار المخدرات.
وفي الطريق إلى البيت أخذ أبو الأشبال يفكر بعمق في كل ما مر به من أحداث.
"أبو الأشبال"، هل أنت بخير؟ قطع عليه خالد تفكيره، نظر أبو الأشبال إلى خالد، وأردف: نعم، أنا بخير، شكرًا لك يا خالد، والحمد لله على كل حال، وأخذ برق ينبح وهو جالس بجوارهما في سيارة الضابط عمر، فقال أبو الأشبال: آه، شكرًا لك - أيضًا - يا برق، وربت على رأسه وهو يبتسم، وزفر بقوة، ونظر إلى خالد، وقال: لقد عرفت الآن سر قبر الأفاعي، وما أصاب صديقنا "عاطف".
وأخبره بكل شيء.
القبض على الفهد
وقف اللواء حسن الشاملي قريبًا من تمثال "أبو الهول"، يخفي نفسه مع قوات البوليس، خلف الصخور الضخمة في ذلك الوقت، ينتظر اللحظة الحاسمة، وهو يلقي نظرة حيث كان دكتور عادل وقمر خلف صخرة تخفيهما عن العيون.
جاء ضابط شرطة، وأدى للواء حسن الشاملي التحية العسكرية، وهو يقول بصوت واضح قوي: تم مرور السيارة السياحية لشركة أنور الفأر للسياحة يا أفندم، ورصدنا سيارة أنور الفأر ورجاله - كما وصفتها لنا - داخل المنطقة القريبة من هنا.
قال اللواء حسن: حسنًا، نفذوا الخطة.
قال الضابط: علم وينفذ، وانصرف على الفور.
انتشرت قوات الشرطة على طول الطريق لمنطقة الهرم، وأحاطت بالمنطقة الأثرية بالكامل إحاطة السوار بالمعصم.
فتجار المخدرات داخل الفوج السياحي داخل منطقة الهرم بالفعل، والمباحث تجهل شخصياتهم، وقد رصدت قوات الشرطة السيارة السياحية لشركة أنور الفأر لحظة بلحظة، وتابعت عن قرب نزول الفوج، وراقبت كل فرد منهم.
وحدث ما كان متوقعًا؛ انفصل عن الفوج السياحي ثلاثة رجال يحملون حقائب جلدية، والتقوا جميعًا في سيارة كانت تنتظرهم؛ لنقلهم بعيدًا عن العيون، بالقرب من تمثال "أبو الهول"، وانطلقت السيارة ووقفت قريبًا من تمثال "أبو الهول" على بعد حوالي مائة متر من قوات المباحث المتمركزة والمنتشرة حول منطقة "أبو الهول"، خلف الصخور، في انتظار الأمر بالقبض على الفهد وتجار المخدرات في ضربة واحدة.
وبعد دقائق معدودة جاءت سيارة الفهد ورجاله، ونزل الجميع، وأخرج رجال أنور المخدرات، وسلم التجار الحقائب الثلاث لرجال أنور الذي كان يبتسم ويقول لنفسه: 50 مليون دولار، مبلغ ضخم للغاية، وآن الأوان ليعتزل حياة الإجرام، ويكفيه فخرًا عجز البوليس المصري والدولي عن القبض عليه، لا أحد يعرف شخصيته الحقيقية، و...
الشرطة: ليسلم الجميع نفسه.
انطلق صوت اللواء حسن الشاملي بواسطة الميكرفون، وأطبقت قوات المباحث على الجميع من كافة الاتجاهات.
مستحيل أن يحدث هذا، قالها أنور بلوعة وأسى وقوات الشرطة تقبض عليه، وتضع يده في الأصفاد.
واقترب اللواء حسن الشاملي منه، وتأمله، كان متنكرًا كعادته؛ لتظل شخصيته الحقيقية مجهولة، فهي نافذته إلى الحرية إذا ما تعقدت الأمور.
أخيرًا وقعت أيها الفهد، أم تحب أن أقول: يا سيد أنور الفأر؟
صعق أنور لقوله، كيف؟ كيف عرفت؟!
قال اللواء حسن الشاملي: بفضل فرقة من صغار المباحث، فرقة "أبو الأشبال" لإحقاق العدالة، ونصرة المظلوم.
فغر أنور الفأر فاه، وظهرت على ملامحه الدهشة.
من أبو الأشبال؟
لم يفهم، ولن يفهم أبدًا.
إن صبيَّين وصبيَّة وببغاء وكلبًا أوقعوا به كالغر الساذج، بعد أن دوخ البوليس الدولي أكثر من عشر سنوات، وهناك 12 دولة تطلب محاكمته، وسجنه، وربما إعدامه على جرائمه الكثيرة.
وانتهت أسطورة الفهد المصري على يد فرقة "أبو الأشبال" لإحقاق العدالة، ونصرة المظلوم، انتهت تمامًا.
♦ ♦ ♦ ♦ ♦
عضو جديد في الفريق
التف الجميع حول سرير عاطف في مستشفى الهرم، وقد بدأت صحته تتحسن؛ للعناية الطبية به، ورعاية الدكتور عادل له من بعيد.
شكرًا لكم جميعًا.
ابتسم أبو الأشبال، واقترب من عاطف، وأردف:
اسمع، أعرف حبك للمغامرة، ولكن أرجو أن تعلمك هذه التجربة ألا تتهور وتتخذ قرارات منفردة.
قال عاطف: كنت أريد أن تعلم - إن نجحت - أنني جدير بالانضمام لفرقتك.
تنهد أبو الأشبال بقوة، وقال: وأنت تستحق ذلك.
قال عاطف: حقًّا؟
قال أبو الأشبال: نعم.
قال عاطف: هذا أجمل يوم في حياتي، ودمعَتْ عيناه بدموع الفرح.
أخيرًا انضم لفرقة "أبو الأشبال"، وأصبح فردًا من الفريق.
أخذ خالد وقمر يصافحون "عاطف"، ويهنئونه، بينما نبح برق، ورفرف ظريف بجَناحيه وهو واقف على حامل السرير.
أما أبو الأشبال، فقد نظر من النافذة، ينظر للطريق، ويحدث نفسه.
لقد انتهت مغامرتهم الأولى على خير، وبنجاح منقطع النظير.
لقد طلب من اللواء حسن الشاملي أن يكتم خبر الفرقة عن الصحافة، وينسب الفضل له، ولمباحث أمن الدولة؛ فإن الشهرة سلاح ذو حدين، وهو يريد لفرقته أن تعمل في السر.
وتأمل حركة السيارات في شارع الهرم المزدحم دائمًا، وهو يسأل نفسه:
ترى، ما هي طبيعة المغامرة المقبلة؟ وأين؟ ومتى؟
لم يكن أبو الأشبال يدري أنها قريبة، قريبة جدًّا، أقرب مما يتصور.
تمت بحمد الله..
[1] مقابر أكتوبر: تقع في مدينة السادس من أكتوبر، على طريق الواحات.
[2] انظر صحيح أبي داود للألباني، حديث رقم/ 1239.
[3] أخرجه مسلم برقم / 367 - باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل في الوضوء.