عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-12-2020, 10:35 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي تعرفت عليها بنية الزواج فتعلقت بي

تعرفت عليها بنية الزواج فتعلقت بي


أ. لولوة السجا


السؤال

ملخص السؤال:
شابٌّ أَحَبَّ فتاة وهي أحبتْه وتعلَّقَتْ به، وكانا يُخَطِّطان للزواج، ثم ملَّ منها، واعتذَر لها بأنه لن يُكْمِلَ معها، لكنها تعبتْ وحزنتْ، وقالتْ له: "أنتَ علقتني بك، وتركتني"!

تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تعرفتُ إلى فتاةٍ، وتحركتْ مشاعري تجاهها، وأخبرتُها بأنني أتمنى أن تكون حلالاً لي يومًا ما؛ فتعلَّقَتْ بي، وأحبَّتْني بجنون، وأصبحنا نُخَطِّط للزواج.

كنتُ في البداية صادق النية معها، لكن بعد مدةٍ ضِقْتُ من سلبيات شخصيتها، ولم أجدها مناسبة لشخصيتي، مع أنها ذات دين وخُلُق؛ فابتعدتُ عنها لعل الله يعوضني خيرًا منها!

لكن الفتاة لم تسامحني، بل قالتْ: "أنتَ علقتني بك، وتركتني"، فأخبرتها أن الزواج قسمة ونصيب، واعتذرتُ لها.

الآن ضميري يؤنبني لأنني جرحتها، وأحاول أن أقنع نفسي بأن الله سيرزقني بأفضل منها، وسيرزقها بأفضل مني، لكنها وللأسف متعلقة بي جدًّا، وأنا لا أريدها.

فهل أنا مخطئ؟ أو هذا شيء طبيعي ومِن حقي أن أختار مَن أريد؟ وهل هي فعلاً متعبة وحزينة؟ أو هذا من (دراما البنات

أريد أن أريح ضميري من ناحيتها لأني أشعر بالذنب

الجواب

الحمدُ لله وحده، والصلاةُ والسلامُ على مَن لا نبيَّ بعده، وعلى آله وصحبه، وبعدُ:
فخطأُ البدايات سببٌ في تَدَهْوُر النهايات، فلا عجب أن تأسرك الحيرة والشتات، وتتكالب عليك الهموم، وكأنك تدفع الثمن!

لعلَّ في ذلك عبرةً لك ولغيرك نتعلم منها أن البيوت تُؤْتَى مِن أبوابها - أخي الكريم، أما أن تتعرَّفَ إلى فتاةٍ بنية الزواج، فأظن أنَّ في ذلك شيئًا من الخداع للنفس، وتسهيلاً للمعصية.

ولنفرضْ أنك كنت صادقَ النية، ألم تسمع بِمَنْ فعل ذلك، ثم بعد الزواج انقلبتْ حياتهما إلى جحيم؟ صحيح أنَّ هذا لا ينْطَبِق على كل حالة، ولكن هذا ما يحدُث غالبًا، لماذا؟ سأخبرك!

أيُّ رجل يتزوج بفتاةٍ بعد فترة علاقة محرمة - أيًّا كان حُدودها - تبدأ معه الوساوسُ والشكوك بعد الزواج مباشرة؛ لأن الشيطانَ لن يجعله يُحْسِن الظن بها، بل سيُصَوِّر له بأنها كانتْ على علاقة بغيره، وتبدأ التساؤلات وغيرها، ويتحوَّل الحبُّ إلى بُغض، بل وإلى انتقامٍ أحيانًا.

ويزداد هذا الأمرُ سوءًا في المجتَمَعات المحافظة، والتي لا تقبل هذا النوع مِن التعارُف؛ تحكيمًا لدينها وشرعها.

الآن، وقد كان ما كان، فليس أمامك سوى طلب المغفرة مِن الله، والاستعانة به في تخليصك مِن الأمر بتدبيره الحكيم سبحانه، ويمكنك مراسلتها وإقناعها بأن زواجك بها ليس مِن صالحها للأسباب التي ذكرتها سابقًا، وكذلك الدعاء لها بأن يخلفَ الله عليها خيرًا، وتذكيرها بأنَّ ما كان منكما هو في الحقيقة مَعصية لله، فكيف ترجون التوفيق بعدها؟!

توقَّفْ عن مُراسلتها تمامًا، والْزَم الاستغفار، واعقد العَزْمَ على التوبة النَّصُوح، واصبرْ حتى يَحْكُمَ الله.

غفَر الله لكما، وهداكما سواء السبيل


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.37 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]