العاشر: تجنب الكذب (الترفع عن حضور مجالس الزور واللغو):
إن من أشد أنواع الكذب: الزور، فأثر هذه الجريمة مضاعف، لأن الأصل في الشهادة أن تكون عوناً لإبراز الحق وإيصاله إلى صاحبه، فإذا حرّف الشهادة ومال بها عن حقيقتها يكون قد عطل الشهادة عن أداء دورها، والثانية يكون قد ساهم في إلحاق الظلم بآخرين وتمكين أهل الباطل من تحقيق مآربهم.
لذلك قرن الزور بالشرك في أكثر من نص في القرآن الكريم وفي السنّة النبوية:
كما في قوله تعالى: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ [الحج: 30].
روى أبو داود وابن ماجه عن خريم بن فاتك، قال: صلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح، فلما انصرف - أي من صلاته - قام قائماً فقال: "عدلت شهادة الزور بالإشراك بالله" ثلاث مرات، ثم قرأ قوله تعالى: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ * حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ﴾ [الحج: 30 - 31][13].
وفي حديث رواه البخاري ومسلم عن أبي بكرة أضاف إلى الإثمين العظيمين إثماً ثالثاً وهو عقوق الوالدين - حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت"[14].
ولئن كان الذهن ينصرف أول ما يسمع الزور إلى شهادة الزور، فإن إطلاق الزور في الآيات الكريمة تعم كل أصنافه، ولذلك قال بعض المفسِّرين: الزور يعم كل باطل عن جهة الحق. فكأن الآية الكريمة نصت في وصف عباد الرحمن أنهم لا يشهدون مجالس الباطل، ولعلَّ ذكر مرورهم كراماً على اللغو يؤيد هذا التعميم، فإن المؤمن يكرم نفسه عن مجالس اللهو والباطل، وينزهها عن مشاركة السفهاء في لغوهم، يقول عزَّ من قائل: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ [القصص: 55].
ولربما فوجئ المرء بمجلس انقلب أهله إلى الخوض في الباطل، أو تناول قضايا إسلامية بالاستهزاء والتطاول، أو الاستهتار بأحكام الشرع، أو النيل من شخص الرسول صلى الله عليه وسلم، أو الحط من أقدار صحابته الكرام أو اتهام دعاة الإسلام بالقدح والتجريح فكلّ ذلك ينبغي الإعراض عنه، ومغادرة المجلس ومقاطعته إن لم يستطع تغيير مجرى الحديث، يقول جلَّ جلاله: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 68]. إن المؤمن يرى في الوقت رأس ماله الذي إذا فات لا يعوض، فالوقت الحياة، إنه يضنّ به أن يقضيه فيما لا فائدة فيه ومجالس اللغو أقل ما يقال فيها: إنها للثرثرة والعبث وضياع الوقت والغفلة، لذا كان من شأن المؤمنين عباد الرحمن ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ [الفرقان: 72] مترفعين عنها.
الحادي عشر: قبول المواعظ:
إن من صفات المؤمنين عباد الرحمن أخذ العظة والعبرة من كلِّ شيء، وعلى رأس ما يتعظ به آيات الله المنزلة على رسوله صلى الله عليه وسلم، فإذا سمع آيات الذكر الحكيم تتلى، أو كان على وضع فيه عليه ملحظ فذكّره أحد الناصحين بآيات من كلام الله، لم يردها عليه بل وعيها وفهم معناها متدبراً لما تهدي إليه، مقارناً حاله على ضوء هداية الآية بما ينبغي أن يكون الحال عليه، ثم عدّل من سلوكه وفعله وقوله. ولم تأخذه العزة بالإثم فيركب رأسه ويرد على ناصحه بما لا يليق. فكم من مخطئ أو متساهل في زماننا عندما يقال له: يا فلان اتق الله، يرد عليه ويقول بل أنت اتق الله، فأنا على الصواب. قبل أن يتدبر عمله ويفكر في كلمة (اتق الله) لقد خاطب الله جلّ جلاله رسولَه صلى الله عليه وسلم المعصوم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر بقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ ﴾ [الأحزاب: 1].
كما أن آيات ربهم تشمل الآيات الكونية، التي يستدل من خلال مراقبتها ودراسة أوضاعها وهيئاتها على النظام التام الذي يسود أجزاءه ومجراته وأفلاكه ونجومه وكواكبه. ويستدل من خلال ذلك على الخالق الذي أبدع هذا الكون، وأنه الواحد الذي يتولى شؤونه: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ﴾ [الأنبياء: 22].
إن الكافر كالبهيمة تعلف ما يقدم لها من غير بحث عن المصدر الذي زودها به، ومن غير تدبر للمنعم الذي هيأ له أسباب الرزق ومكنه منه، ولا يلتفت إلى ما حوله إلا بما يتعلق بشهوتي الفرج والبطن، فهو أصم أعمى عن هدايات تلك الآيات ما كان منها وحياً وما كان آية مرئية أو مسموعة مما يحيط به من حوله.
﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 44].
إن شأن المؤمن شأن أنبياء الله ورسله الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴾ [مريم: 58].
الثاني عشر: الابتهال إلى الله تعالى:
من الصفات الحميدة بل من أصول العبادة الابتهال إلى الله تعالى بالدعاء والالتجاء إليه في كل شيء، فالدعاء مخ العبادة، ولئن كان الدعاء مرغوباً فيه في شؤون الحياة الدنيا ما قل منه وما كثر، وما دق منه وجلّ. وما عز منه أو توفر، فإن الدعاء لأمور الآخرة أهم وأعظم، ولئن كانت القضايا التي تجمع بين زينة الحياة الدنيا وبين أجر الآخرة تكون في مقام رفيع لدى
الإنسان، فإن على رأس كل ذلك الذرية الصالحة فبها تقر الأعين في الحياة الدنيا وهي استمرار لعمل المرء بعد مماته وانقطاع عمله.
ففي الذرية الصالحة حياة مديدة للآباء والأمهات، وعمل صالح مستمر، كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: ولد صالح يدعو له، أو علم ينتفع به من بعده، أو صدقة جارية"[15].
فكيف إذا رزق الإنسان بولد صالح، فعلَّمه علوم الإسلام وهيأه لنشر العلم والدعوة إليه.
لذا كان من دعوة الأنبياء أن لا يذرهم فرادى من غير ذرية ترثهم في علومهم وآدابهم.
فلا غرو أن تكون دعوة عباد الرحمن منصبة على هذه الوراثة الربانية ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].
إنهم - كما يقول عكرمة - لم يريدوا بذلك صباحة ولا جمالاً وإنما أرادوا أن يكونوا مطيعين، ولا شيء أقر لعين المسلم من أن يرى ولداً أو أخاً أو حميماً مطيعاً لله.
روى الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال: جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوماً فمر به رجل فقال: طوبى لهاتين العينين اللتين رأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لوددنا أنا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت، فاستغضب المقداد، فجعلت أعجب لأنه ما قال إلا خيراً. ثم أقبل إليه فقال: ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضراً غيّبه الله عنه، لا يدري، لو شهده كيف يكون فيه والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام أكبهم الله على مناخرهم في جهنم، لم يجيبوه ولم يصدقوه، أو لا تحمدون الله إذ أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعرفون إلا ربكم، مصدقين بما جاء به نبيكم، قد كفيتم البلاء بغيركم؟ لقد بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم على أشر حال بعث عليها نبياً من الأنبياء، في فترة جاهلية، ما يرون أن ديناً أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل، وفرق بين الوالد وولده، إن كان الرجل يرى والده وولده وأخاه كافراً، وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان، يعلم أنه إن هلك دخل النار، فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار، وأنها للتي قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ﴾ [الفرقان: 74][16].
والرياسة في الدين مرغوب فيها بموجب هذه الآية الكريمة، فدعاء عباد الرحمن لم يقتصر على طلب الذرية الصالحة التي تخلفه من بعده وتستمر حياته من خلالهم، بل يدعون أن يكونوا هم وذرياتهم أئمة في الدين يقتدى بهم، هداة مهتدين يتعدى نفعهم وخيرهم إلى غيرهم من الناس.
لذا كان دعاء خليل الرحمن لربه ﴿ وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ ﴾ [الشعراء: 84].
هذه صفات عباد الرحمن وأخلاقهم التي وعدهم ربهم عليها الدرجات الرفيعة في الجنة، بسبب صبرهم على ما لاقوه في سبيل تمسكهم بتلك المبادئ وتحليهم بتلك الخصال، فكلّ من التزم مبدأ وثبت على منهج، لا بد أن يلقى في سبيل ذلك أذى ممن لا يلتزم ولا يسلك منهجه. لذلك لم يذكر الله سبحانه وتعالى المصبور عنه ليعم كل نوع من أنواع الصبر.
وفي تلك الغرف العالية يكرمون بالدعاء لهم بالتعمير والحياة الدائمة والدعاء بالسلامة، وكلتا الدعوتين ترجعان إلى نعيم الجنة الباقي الذي لا ينقطع، والذي خلص من شوائب الضرر والكدورات.
هذا ما قاله بعض المفسرين على أن التحية والسلام تلقى عليهم من الملائكة، ولعله أرفع لشأن عباد الرحمن وأكرم لقدرهم أن تكون التحية والسلام من الله جلَّ جلاله، يتوج بها النعيم المقيم الذي يتقلبون فيه في غرف الجنة كما صرح بذلك في قوله تعالى: ﴿ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴾ [يس: 58].
والأمن من زوال النعمة عنهم أو زوالهم عنها، أو انقطاعها أمر أساسي لإدخال الطمأنينة إلى قلوبهم كما تقدم في السياق في هذه السورة: ﴿ قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا * لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا ﴾ [الفرقان: 15 - 16]. فالجنة خالدة بنعيمها عليهم، وهم خالدون فيها لا يزولون عنها. وهذا منتهى إدخال الأمن والطمأنينة إلى القلوب[17].
إن المسكن الدنيوي والإقامة المرفهة مهما كانت متكاملة المرافق واسعة الأرجاء محققة لرغبات ساكنها، فكونها معرضة لآفات التقادم والتآكل والخراب والزوال لا تجعل ساكنها قرين العين بها، أما جنات الخلد فحسنت مستقراً ومقاماً ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾ [الكهف: 108].
إن الذي لا يرفع لهدايات القرآن رأساً ولا يلقي لها بالاً هو أهون عند الله من أن يجعل له وزناً ومقداراً، وأن يكترث ببقائه أو هلاكه، فلولا التجاؤهم إلى الله في الشدائد، ولولا أن الله قطع على نفسه بإرجاء عقوبتهم إلى الآخرة: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ [الأنفال: 33].
لولا ذلك لأنزل عليهم عذاب الاستئصال ولا يبالي بشأنهم ولا يعبأ بهم، لقد استحقوه بأفعالهم وأقوالهم التي تؤدي بهم إلى البوار.
مناسبة الخاتمة لمحور السورة:
قلنا: إن خاتمة السورة التي اشتملت على صفات عباد الرحمن بمثابة النتيجة لمحور السورة، فالمحور اشتمل على المعجزة - القرآن الكريم - والرسول صلى الله عليه وسلم الذي أنزلت عليه المعجزة.
فالمعجزة الرسالة وضعت المنهج الرباني الذي دعا إليه الرسول صلى الله عليه وسلم في العقائد والسلوك والتعامل مع الآخرين.
والرسول صلى الله عليه وسلم طبّق هذا المنهج في حياته العملية فكان النموذج العملي لهذا المنهج الرباني. ودعا القوم إلى الالتزام به وناضل في سبيل ذلك ﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 52].
ومن خلال ذلك جاءت افتراءات القوم على المعجزة (القرآن) وعلى شخص الرسول صلى الله عليه وسلم وبالتالي جاء الدفاع عن المعجزة وعن صاحبها، ورد تلك الافتراءات.
وختم السورة بذكر صفات عباد الرحمن فيه أكثر من دلالة، منها:
• سلامة المنهج وتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته، حيث أدى صبره ودعوته إلى الالتزام بهدايات الرسالة إلى هذه الفئة المؤمنة الربانية. والوصف يشمل المؤمنين إلى يوم القيامة ويدخل فيهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم دخولاً أولياً.
• إن هذه الصفوة من البشرية هي التي يعبأ بها الرحمن جلَّ جلاله، ولولا وجودهم لكان لزاماً أن ينزل عقوبته بأهل الأرض ولا يبالي بهم ولا يكترث لوجودهم.
• وفي الخاتمة تسرية وتسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن يتوقع أن تثمر جهوده مثل هذه الثمار اليانعة وهذا النتاج الطيِّب الكريم يصبر على ما يعترض سبيله من عقبات وأشواك ويبذل المزيد من الجهد للوصول إلى النتائج الطيبة.
[1] من عادة القرآن ذكر التخلية قبل التحلية، وفي ذكر صفات عباد الرحمن عكس الأمر، حيث ذكرت التحلية قبل التخلية، والحكمة في ذلك - والله أعلم - أن الصفات التي قدمت في ذكر ﴿ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63] صفات جبلية فيهم غير مكتسبة، والتخلية والتحلية تكون للصفات المكتسبة. كما أن في التواضع والحلم نوعاً من التخلية؛ فالتواضع تخلية عن الكبر، والحلم تخلية عن السفه والطيش.
[2] التحرير والتنور، لابن عاشور: 19/ 67.
[3] يقول الألوسي: وإعادة الموصول في المواقع السبعة مع كفاية ذكر الصلات بطريق العطف على صلة الموصول الأول، للإيذان بأن كل واحد مما ذكر في حيز صلة الموصولات المذكورة، وصف جليل على حياله، له شأن خطير حقيق بأن يفرد له موصوف مستقل، ولا يجعل شيء من ذلك تتمة لغيره. وتوسيط العاطف بين الموصولات لتنزيل الاختلاف العنواني منزلة الاختلاف الذاتي. روح المعاني: 19/ 53.
[4] رواه الترمذي في كتاب التفسير: 5/ 9.
[5] أخرجه عبد الرزاق في تفسيره: 2/ 71.
[6] رواه البخاري، كتاب الديات: 8/ 34؛ ومسلم، باب كون الشرك أقبح الذنوب: 1/ 63؛ والترمذي، كتاب التفسير: 5/ 17.
[7] رواه الشيخان: انظر صحيح البخاري، كتاب الديات، باب قول الله تعالى: ﴿ أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ﴾: 8/ 38؛ وصحيح مسلم، باب ما يباح به دم المسلم: 5/ 106.
[8] أخرجه البخاري: كتاب الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل: 4/ 143 مختصراً؛ ومسلم، باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله: 8/ 103.
[9] صحيح مسلم، باب آخر أهل النار خروجاً: 1/ 121؛ ومسند الإمام أحمد: 5/ 107. مع اختلاف يسير بين الروايات.
[10] انظر الدر المنثور: 6/ 281 وعزاه إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه.
[11] أورد الرازي هذه الأقوال في تفسيره الكبير: 24/ 112.
[12] انظر الحديث في صحيح البخاري، كتاب الدعوات: 7/ 146؛ وصحيح مسلم، باب في الحض على التوبة والفرح بها: 8/ 92.
[13] انظر سنن أبي داود، كتاب الأقضية، باب في شهادة الزور: 5/ 217؛ وسنن ابن ماجه كتاب الأحكام، باب شهادة الزور: 2/ 794.
[14] انظر صحيح البخاري، كتاب الشهادات، باب ما قيل في شهادة الزور: 3/ 152؛ وصحيح مسلم، باب الكبائر وأكبرها: 1/ 64.
[15] رواه مسلم، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته: 5/ 73.
[16] المسند: 6/ 3.
[17] انظر ما تقدم حول هذه النقطة، ص 94 من الكتاب.