عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-12-2020, 05:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,948
الدولة : Egypt
افتراضي رد: لفظة "الكأس" في القرآن الكريم وكلام العرب

وقال سلامة بن جندل:
فبتُّ كأنّ الكأس طال اعتيادُها *** عليّ، بصافٍ من رحيقٍ مُرَوَّق[11]

وقالت الجاهلية هند بنت الخُسّ:
ويشربُ بالكأس الذُعاف شرابُها *** ويركبُ حدَّ الموت كرهًا ويسلك[12]

وقالت الجاهلية عشرقة المحاربية:
ولا شربوا كأسًا من الحبّ مُرّةً *** ولا حُلوةً إلا شرابُهم فضلي[13]

وقال الأعشى الكبير:
ولتصبحنّك كأسُ سُمْ *** مٍ في عواقبها مراره[14]

وقال الأعشى أيضًا:
كفيناهم الهامرزَ تخفق فوقه
كظلِّ عقابٍ دَنَتْ فتدلّتِ

أذاقوهمو كأسًا من الموت مُرَّةً
وقد بذِختْ فراسنُهم وأدلَّتِ[15]


وقال الفند الزماني:
كم قتلنا بخزازى منكم
وأسرنا بعدها حُلَّ الحِرار

من ملوكٍ أشرفتْ أعناقُها
بوجوهٍ نجبتْ فهي نُضار

حرُمتْ كأسٌ على ناذرها
فلقد طابتْ بأنْ حلّ العُقار[16]


وقال حسّان بن ثابت الأنصاري:
ولقد شربت الخمر في حانوتها
صهباء صافية كطعم الفلفل

يسعى عليّ بكأسها مُتنطّفٌ
فيعُلّني منها ولو لم أنهل[17]


وقال ابن مقبل:
بل ما تذكّرُ من كأسٍ شربتَ بها *** وقد علا الرأسَ منك الشيبُ والصَلع[18]

وقال زفر بن الحارث التابعي:
سقيناهم كأسًا سقونا بمثلها *** ولكنهم كانوا على الموت أصبر[19]

وقال بشر بن أبي حازم:
حتى سقيناهم بكأسٍ مُرّةٍ *** مكروهةٍ حُسُواتُها كالعلقم[20]

وقال أبو صخر الهذلي:
كأنّ ذوبَ مُجاجِ النحل رِيقتُها
وما تَضَمَّنَ أجوافُ الرواقيد

كالكأس ما رَكَدَتْ لم يصحُ شاربُها
وقال أنْ نفِدتْ يا كاسنا زيدي[21]


وقال الفرزدق:
فما نَطَفَتْ[22] كأسٌ ولا طاب طعمُها *** ضربتَ على جمّاتها بالمشافر[23]

وقال الحطيئة:
رددتُ عليه الكأسَ وهي لذيذةٌ *** إلى الليل حتى ملّها وأمرّت[24]

وقال ذو الرمة:
إذاما امرؤ القيس بنُ لؤم تشاربوا *** بكأس الندامى خبّثتْها سِبالُها[25]

وقال عمران بن حطان:
إما شربتَ بكاسٍ دار أوّلُها *** على القرون فذاقوا جرعةَ الكاس[26]

وقال القطاعي:
وكأسٍ تمشّى في العظام سبيئةٍ *** من الراح تعلو الماءَ حتى تكاثره[27]

وأنشد أبو العبّاس:
وكاسٍ كمستدمي الغزال قرعتُها *** لأبيضَ عَسَّاءِ العوازل مِفضال[28]

وعلى هذا قال الجوهري (1003م): "الكأس مؤنثة".[29] وتبعه الجواليقي (1088م) في شرح أدب الكاتب،[30] وابن منظور (1311م) في اللسان،[31] والزبيدي (1790م) في تاج العروس،[32] وسعيد الخوري (2014م) في أقرب الموارد،[33] وأحمد بن محمد المقري في المصباح المنير (1368م)[34] والمعجم الوسيط من صنع مجمع اللغة العربية بالقاهرة.[35] ولم يشر إلى تأنيثها أو تذكيرها الفراء (822م) في معاني القرآن،[36] ولا ابن السكّيت (858م)[37] ولا الراغب الأصفهاني (1108م)[38] ولا الدكتور أحمد مختار عمر (2003م)[39] ولا الشيخ الدكتور أحمد عبيد الكبيسي (2016م)[40] كما لم يشر إليه محمود ربايعة في مقالته "دلالة الكأس في القرآن الكريم".[41] وهكذا لم أجد الإشارة إلى ذلك عند المفسرين أمثال الطبري (923م) والزمخشري (1143م) والرازي (1209م) والقرطبي (1273م) وأبي حيان الغرناطي (1344م) وابن كثير (1373م) والمعلّم عبد الحميد الفراهي (1930م)[42] وآخرين غيرهم.

ولكن نجد استخدامها مذكّرة في غير ما شاهد في الكلام الجاهلي والإسلامي فقال قال امرؤ القيس:
وكان لها[43] في سالفِ الدهر خلّةٌ
يُسارقُ بالطرف الخباءَ المستّرا

إذا نال منها نظرةً ريع قلبُه
كما ذعرتْ كأسُ الصبوح المخمّرا[44]


وقال عنترة بن شداد العبسي:
يا طامعًا في هلاكي عُدْ بلا طمع *** ولا ترِدْ كأسَ حتف أنت شاربُه[45]
فالضمير في "شاربه" راجع إلى كأس.

وقال عنترة أيضًا:

دعوني أوفّي السيف، في الحرب، حقَّه *** وأشرب من كأس المنية صافيا[46]

وقال ذو الإصبع العدواني:
واشربْ بكأسهم وإنْ *** شربوا به السمَّ الثميلا[47]

وقالت الخنساء:
وعبسًا صبحنا بثهلانهم *** بكأس وليس بكأس المُدام[48]

وقال نهشل بن حري:
فقل للذي يُبدي الشماتةَ جاهدًا *** سيأتيك كأسٌ لا محالة شاربه[49]

وقال قيس بن الملوّح:
أظلّ بحزنٍ دائمٍ وتحسّر *** وأشربُ كأسًا فيه سمٌّ وعلقم[50]

وقال قيس بن الملوّح أيضًا:
أ أقطع حبلَ الوصل فالموتُ دونه *** وأشربُ كأسًا منكم ليس يُشرَب[51]

وقال الخليل بن أحمد:
وإيّاك والسكنى بدارِ مذلّةٍ *** فتشقى بكأس الذلّة المتدفّق[52]

وهذا هو الخليل (786م) الذي أشار إلى مجيئها مذكرة ومؤنثة فقال: "الكأس يذكّر ويؤنث، وهو القدَح والخمر جميعًا، وجمعها أكؤس وكئوس".[53] ولكنه لم يستشهد بكلام العرب، الفراغ الذي ملأناه.

وأما الدِهاق والدَهق فمصدر جاء صفة بمعنى مليئة كما قال روبة بن العجاج:
تسقي به الحقَّ سقاك الساقي
من كأسه بلذة دهاق[54]

وقال أبو قردودة الطائي:
صلقناهم باللوى صَلقَةً *** سقتْهم من الموت كأسًا دهاقا[55]

وقال حبيب بن خدرة الهلالي:
يتساقون بأطراف القنا *** من نجيعِ الموت كأسًا دَهَقا[56]

وملخص القول أنّ لفظة "الكأس" تذكّر وتؤنّث إلا أنّ مجيئها مذكّرة أقلّ من مجيئها مؤنثة. وأنّ القرآن الكريم يفضّل من الاستخدامات ما هو عامّ شائع.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.93 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]