عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09-12-2020, 04:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,180
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من شروط الحجاب الشرعي

من شروط الحجاب الشرعي
علي محمد مقبول الأهدل


ألا يكون زينة وأن يكون فضفاضا لا يشف


أن لا يكون اللباس زينة في نفسه:
والمقصود من ذلك الثياب الظاهرة، فالمرأة منهية عن الثياب إذا كانت تلفت أنظار الرجال إليها؛ لعموم قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ﴾ [النور: 31] فإذا نهين عن إبداء الزينة فكيف تلبس ما هو زينة؟


ولأن ذلك داخل في التبرج فإن تعريفه: (أن تبدي المرأة من زينتها ومحاسنها وما يجب عليها ستره مما يستدعي به شهوة الرجال)، ولا ريب أن خروج المرأة بملابسها الجميلة من أكبر أسباب الفتنة وعوامل الفساد، والله تعالى يقول: ﴿ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ [الأحزاب: 33].


وعلى هذا فمتى اختارت المرأة ثيابها من الألوان الجذابة لكي تلذ بها أعين الناظرين من الرجال فهذا من مظاهر التبرج الجاهلي!


ولذلك يقول العلماء[1]: إن كلمة التبرج إذا استعملت للمرأة كان لها ثلاثة معانٍ:
أولها: أن تبدي للأجانب جمال وجهها ومفاتن جسدها.
ثانيًا: أن تبدي لهم محاسن ملابسها وحليها.
ثالثًا: أن تبدي لهم نفسها بمشيتها وتمايلها وترفلها وتبخترها.


فعلى المرأة المسلمة أن تحذر ثياب الزينة الظاهرة ولو كانت في منزلها عند زوجها إذا حضر بعض أقارب الزوج كأخيه وعمه وابن أخيه ونحوهم، وهذا يختلف عن اللباس لزوجها، فلها أن تلبس ما شاءت عنده مهما بلغ من الزينة ما لم يصل إلى حد الإسراف، كما أنه لا مانع من لباس الزينة إذا سترته بالعباءة أو البالطو أو الكاب لحضور مناسبة من المناسبات إذا لم يراها الرجال الأجانب[2].

أن يكون صفيقًا (ثخينًا) لا يشف:
أما الصفيق فلأن الستر لا يتحقق إلا به، وأما الشفاف فإنه يزيد المرأة فتنة وجمالًا، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات)[3]، والمقصود من ذلك أن النساء اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف الذي يصف ولا يستر، فهن كاسيات بالاسم، عاريات في الحقيقة[4].


وبناءً على ذلك فلا يجوز للمرأة أن تلبس ثوبًا خفيفًا، وأن الثوب الخفيف يؤدي إلى الفتنة، وليس هذا اللباس من الإسلام في شيء، ومنه نأخذ أن الشراب الخفيف لا يجوز، كما لا يجوز لبس الخمار (الطرحة) إذا كانت خفيفة؛ بل إن الخمار الذي يوضع على الوجه وهو خفيف فهو أشدُّ فتنة؛ فعلى المسلمة أن تحذر من ذلك كله[5].

أن يكون فضفاضًا غير ضيق:
لأن الغرض من العباءة (أو البالطو أو الكاب) إنما هو رفع الفتنة ولا يحصل ذلك إلا بالعباءة الواسعة؛ والسبب في ذلك حتى لا يصف جسم المرأة، ويُظهر حجم أعضائها ويغري أهل الفساد بها، ولا شك أن الثياب الضيقة التي تبرز دقائق الجسد، وتفاصيل الأعضاء، صارت أداة من أدوات الإغراء، وداعية من دواعي الإثارة، وسببًا من أسباب الفتنة، وتقف وراء ذلك مؤسسات مشبوهة، ودور أزياء يهودية أخذت على عاتقهاإفساد المرأة، وهمها الأول الربح المادي البحت.



والدليل على هذا الشرط هو حديث أسامة بن زيد ا قال: كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قُبطية كثيفة مما أهدى له دِحية الكلبي فكسوتها امرأتي، فقال: (مالك لم تلبس القبطية[6]؟ قلت: كسوتها امرأتي، فقال: مرها فلتجعل تحتها غلالة[7] فإني أخاف أن تصف حجم عظامها)[8].


فالضيق من الثياب الذي يصف أكتاف المرأة أو ثديها أو عجيزتها فهذا لا يجوز لبسه وهو منهي عنه، ووردت السنة بذلك كما في حديث أسامة السابق.


[1] انظر: زينة المرأة المسلمة، للشيخ عبد الله الفوزان، (ص:54).

[2] المرجع نفسه، (ص:54- 55).

[3] أخرجه الطبراني في المعجم، (ص:232)، وصححه الألباني في الحجاب (ص:56)، ونقل السيوطي كلاماً فيه، انظر تنوير الحوالك، (ج:3/103)، وانظر نيل الأوطار، (ج2/131).

[4] عودة الحجاب: محمد إسماعيل، (ص:148).

[5] راجع: زينة المرأة المسلمة، الفوزان، (ص:56).

[6] القبطية: بضم القاف نسبة إلى القبط بكسر القاف وهم أهل مصر، والقباطي ثياب إلى الدقة والرقة والبياض.

[7] الغلالة: شعار يلبس تحت الثوب، فهو مثل الملابس الداخلية للمرأة.

[8] أخرجه أحمد في المسند، (ج5/205)، قال المنذري: في إسناده عبد الله بن لهيعة ولا يحتج بحديثه. انظر: عون المعبود، (ج11/175)، وانظر: زينة المرأة، عبد الله الفوزان، (ص:42).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.51 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]