
06-12-2020, 11:07 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة :
|
|
رد: مقدمة هامة في الاختلاط
إن أمتنا الآن هي في أقصى درجات التخلف العلمي والصناعي والحضاري!، وقد ركز دعاة التحديث والتغريب على الاختلاط والسفور سبيلاً لخروج الأمة من أزمتها، فهل الاختلاط هو سبيل خروج الأمة من واقعها المرير؟! وهل الاختلاط مظهر حضاري راق، أم هو مظهر سلبي من مظاهر الحضارة الحديثة؟، هل التبرج والسفور من علامات التقدم، أم علامات نكسة في الفطرة والأخلاق؟، وهل إذا شجعنا الاختلاط في المدارس والعمل ومؤسسات المجتمع سنكون مثل الأوروبيين، أم مثل فقراء اليهود لا دنيا ولا دين؟!.
هل ستصبح خزائن المسلمين ملأى بالأموال؟، وتذهب مشكلاتهم أدراج الرياح؟، أم سيزدادون تيهاً وضياعاً ومشكلات؟!.
إن الاختلاط لم يكن عملاً إيجابياً بقدر ما كان سلاحاً فاتكاً للغواية والإغراء، والضياع والهلاك، بواسطته عاش الناس في دوامة، يظنون أنفسهم في برج الحضارة، وهم في القاع، ويحسبون أنهم تقدموا نحو حضارة لندن وباريس، وفي الحقيقة هم قد انتكسوا نحو الجاهلية الأولى...
الحضارة هي صناعة الإنسان.. صناعة الرغيف.. بناء المدن.. احترام القانون.. تكافؤ الفرص.. العدل والمساواة.. الاكتشاف العلمي.. الإبداع.. إيجاد الحلول المستقبلية لمشكلات البشر الحالية... وهي قبل هذا كله معرفة الله وتقواه... وليست هي كسر الحاجز بين الذكر والأنثى، وغناء ورقصاً وتبرجاً، كما هو الحال في عالمنا العربي!، حيث من ينظر إلى فضائياته يظن أننا أسعد الناس، إذ تكاد لا تجد فيها غير تصفيقٍ وغناءٍ ورقصٍ ولهوٍ ومجونٍ ليلاً ونهاراً، بينما يموت الناس على الأرصفة جوعاً وفقراً، وقد داست كرامتهم جيوش الاحتلال!.
إن نقل التكنولوجيا الغربية أمر صعب، يحتاج إلى أولي العزم، وليت دعاة التقدم والتطوير اهتموا بذلك، بدلاً من أن ينقلوا لنا أسوأ ما في مدنية الغرب من لهو ومجون، واختلاط وفساد، وكأن هذا هو سبيل الحل لمشكلاتنا، والقضاء على آلامنا!.
بقي أن ننبه إلى خطورة دعوة الاختلاط، فهي كالأفيون، الذي قد يجد متعاطيه معه خدراً وراحة، وهي في حقيقتها ليست إلا تلفاً للمخ والأعصاب، وقتلاً للمال والوقت، وهروباً من مواجهة الواقع... وقد استخدم الاختلاط في المجتمعات المتخلفة كوسيلة لتخدير القطعان البائسة، لكي تعيش في غيبوبة عن آلامها وجراحها، فلا تفكر بالنهضة والتغيير ذات يوم!، فتكون كما قال جرير:
ويقضي الأمر حين تغيب تيمٌ 
ولا يستأذنون وهم شهودُ 
وإذا ابتلي المرء بجو الاختلاط، أو نشأ فيه واعتاده، أو مال إليه وأحبه، فليثبت ولا ينزلق، وليتذكر قول إبراهيم بن محمد المهلبي:
أهوى الملاح وأهوى أن أجالسهم 
وليس لي في حرامٍ منهم وطر 
كذلك الحب لا إتيان معصيةٍ 
لا خير في لذةٍ من بعدها سقر 
أجل والله لقد صدق الشاعر، فإنه لا خير في لذةٍ من بعدها سقر!!.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|