عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-12-2020, 02:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,040
الدولة : Egypt
افتراضي بين الأسود والأحمر

بين الأسود والأحمر

عبدالستار النعيمي





سرحَ الكلبُ المُعافى وانهمكْ
بخيالِ القضم في عظمِ السمكْ
لم يُفاجأ بحضور القطِّ، بلْ
قال: ما أثقل - يا قطُّ - دمَكْ!
كنتَ في الماضي وسيماً زاهياً
زرقةُ العينينِ غطَّتْ مُعظمكْ
هل أكلتَ الخنفساءاتِ التي
قلَبتْ لونَك؟ أم ما سخَّمكْ؟
صرتَ مسكيناً بلا ذنبٍ تُرى
ودماءُ الفأر غطَّت مِعصَمكْ
فأجابَ الهرُّ: كلبيْ، ما الذي
بعد صدقِ الوعدِ منِّي هيَّمكْ؟
أنت ضيفي، كلَّما تشتمُني
رغم كُرهي المُختفي لن أَشتمكْ
إنَّ لوني باهتٌ لا ينطَلي
مثلما أخفيتَ خبثاً عَنْدَمكْ
صار لوني هادئاً طمأنَ مَن
خاف من شرِّي كفأرٍ أوسَمكْ
انتظرْ يا قطُّ.. هل قلتَ: السَّمكْ؟
إنهُ أجملُ ما يطلي فَمكْ
إن في رأسِ الضواري خطَّةً
تقتضي إحراقَ أنهارِ الرمكْ
فيكونُ الصيدُ سهلاً نَيلُهُ
إن يشأْ إطفاءَ نارٍ أقحمَكْ
ويفيضُ النهرُ لحماً ساخناً
كلما استنفرتَ جوعاً ألحَمكْ
فأجاب القطُّ: هذي خطتي
قد سرقتُ العلمَ ممن علَّمكْ
نحن أعداءٌ، ولكنْ صيدُنا
واحدٌ، والصيدُ لا لن يَفهَمكْ
كم يُناديني بصوتٍ مقرفٍ
تحت ضرسي: سيِّدي ما أرحمَكْ!
أبشعُ الجهلِ ابتلاءً أن تَرى
ظلمَ أعدائكَ خيراً أنعمَكْ.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.12 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.75%)]