عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-12-2020, 12:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,685
الدولة : Egypt
افتراضي أبناؤنا والصلاة

أبناؤنا والصلاة


خالد رُوشه





تبقى شكوى الآباء والأمهات من عدم انتظام أبنائهم في الصلاة قائمة , وتبقى مزعجة لكل والد مخافة أن يكبر ابنه بعيدا عن الصلاة أو مستهينا بقدرها خصوصا مع علمه بقدر الصلاة وعظم مقامها والعقوبة الشديدة التي تنتظر المتهاون فيها .
والمنهج التربوي النبوي قد اولى اهتماما واضحا بصلاة الابناء وطرائق تعليمهم إياها وطرائق المتابعة لإنجاح تربيتهم على الصلاة وتعويدهم على الانتظام والخشوع فيها .
واعتمد المنهج الإسلامي فيما يخص أداء الصلاة بالابتداء بترسيخ معاني الإيمان أولا , ومعاني العقيدة الإيمانية و ومعاني تعظيم الله سبحانه وحبه عز وجل والسعي إلى الصلة بين العبد وبين ربه .
كذلك راعى النبي صلى الله عليه وسلم فيما يخص الصلاة أن يرسخ حبها في قلوب اصحابه , فلم يكن يأمرهم بالصلاة أمرا جافا أو يجعل عبادة الصلاة في نفوسهم عبادة تؤدى بحركات جوفاء , بل كان يعلمهم حبها والتلذذ بأدائها , والرغبة في الانتظام عليها , والشعور بالوحشة عند تأخيرها , فكان يقول لبلال رضي الله عنه " ارحنا بها يابلال " ويقول : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " , بل إنه صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه :" وجعلت قرة عيني في الصلاة " النسائي .
والقدوة العملية التطبيقية في الصلاة لها كبير الاثر في نفوس الابناء , فانتظام الوالدين في الصلاة في أول وقتها وحرص الاب على الصلاة في المساجد يقر في ذاكرة الطفل أهميتها ويعظم قدرها في قلبه .
كذلك فكثرة الصلاة في البيت , سواء أكان بالليل أو بالنهار يترك اثره الإيجابي على الأبناء , خصوصا إذا خصص الوالدان مكانا للصلاة , قال صلى الله عليه وسلم: "إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيباً من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيراً"مسلم , وقال : "اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، ولا تتخذوها قبوراً". متفق عليه
ويجب أن يهتم المربون بمعاني الطهارة التي هي شرط في الصلاة , ويعمقون في قلوب ابنائهم أن الطهارة داخلية وخارجية فالأولى سلامة القلب والنفس والثانية طهارة البدن بالغسل والوضوء , وأثر ذلك في الدنيا والآخرة
ويجب أن يكون حديث الابوين عن الصلاة حديثا شيقا فيذكر فيه نماذج حسنة تشجع على الصلاة , وكيفية الخشوع فيها وأهمية ذلك الخشوع والثواب المترتب على ذلك .
وبالطبع لسنا بكل ما سبق وغيره من الاساليب والطرق نسعى لمجرد انتظام روتيني للابن في صلاته , بل إن ذلك إن حدث سيكون ناقصا للغاية , بل علينا التأكيد على كونها عبادة محببة لأهل الإيمان وأنها صلة بين العبد وربه وأنها دقائق لتفريغ الشحنات السلبية التي يحملها المرء اثناء دورة الحياة و فيتوب فيها إلى الله ويعود إليه , ويبث إليه شكواه ويناجيه بآماله ورجاءاته .
ولا ينبغي على الوالدين أن يغفلا عن الدعاء لابنهما بتحبيبه في الصلاة , كما عليهم ألا يملوا أو يكلوا في البحث عن الوسائل والطرائق لتقريب الصلاة إلى قلوب ابنائهم اقتداء بأنبياء الله الكرام عليهم السلام , قال سبحانه :" واذكر في الكتاب اسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا ".
واقتداء بأمر الله سبحانه :" وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها " ..



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.49 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.90%)]