عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 15-11-2020, 08:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دراسة حديث الحسن بن علي - رضي الله عنه وعن آله - في دعاء القنوت في الوتر

[2]: رواية يونس بن أبي إسحاق: رواه أحمد (1720) ومحمد بن نصر المروزي في قيام الليل (288,296) حدثنا إسحاق وابن الجارود (272) حدثنا زياد بن أيوب وابن خزيمة (1095) ثنا يوسف بن موسى وزياد بن أيوب والطبراني في الكبير (3/ 77) حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان القزاز البصري، حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح قالوا حدثنا وكيع، ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى الطبقة الخامسة (215): أخبرنا الفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي قالوا حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم السلولي، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما، قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر: " اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ " رواته ثقات عدا سفيان بن وكيع ولا يضر فهو متابع للثقات.
لكن أشار الدارقطني إلى أنَّه غير محفوظ فقال في أطراف الغرائب (3/ 6) رواه يونس بن أبي إسحاق عن بريد وهو غريب من حديثه عن بريد نفسه. فكأنَّه يشير إلى أنَّ المحفوظ عن يونس عن أبيه عن بريد والله أعلم.
وخالف ابن عساكر فقال في معجمه (2/ 795) حديث محفوظ من حديث بريد رواه عنه يونس بن أبي إسحاق أيضاً.
إسحاق هو ابن راهويه. ومحمد بن عبد الله الأسدي هو الزبيري.
[3]: رواية العلاء بن صالح: رواه البيهقي (2/ 209) - واللفظ له - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا على بن حمشاذ العدل حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطى حدثنا أحمد بن يونس حدثنا محمد بن بشر العبدى والطبراني في الدعاء (748) حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني عمرو بن محمد الناقد، ثنا أبو أحمد الزبيري قالا حدثنا العلاء بن صالح حدثنى بريد بن أبى مريم حدثنا أبو الحوراء قال: سألت الحسن بن على ما عقلت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: علمنى دعوات أقولهن « اللَّهُمَّ اهْدِنِى فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِى فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِى فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِى فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِى شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِى وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ ». أراه قال:« إِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ » قال: فذكرت ذلك لمحمد ابن الحنفية فقال: إنَّه الدعاء الذى كان أبى يدعو به فى صلاة الفجر فى قنوته. قال الشيخ: بريد يقول ذكرت ذلك لمحمد ابن الحنفية. ورواته ثقات.
ولفظ الطبراني: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول في قنوت الوتر فذكر نحو حديث شعبة.
وأشار الدارقطني إلى أنَّه غير محفوظ بقوله - في أطراف الغرائب (3/ 5) - غريب من حديث العلاء بن صالح عن بريد لا أعلم رواه عنه غير محمد بن بشر. وتقدمت متابعة الزبيري لمحمد بن بشر.
وأبو عبد الله الحافظ هو الحاكم وأبو أحمد الزبيري هو محمد بن عبد الله الأسدي.
[4]: رواية الحسن بن عمارة: رواه ابن سعد - الطبقة الخامسة - (211) وعبد الرزاق (4984) يرويانه عن الحسن بن عمارة قال: أخبرني بُرَيد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء قال: قلت للحسن بن علي رضي الله عنهما: مثل من كنت يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم وما تعقل عنه؟ قال: عقلت أنَّ رجلاً جاءه يوما فسأله عن شيء، فقال:« دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الشَّرَّ يَرِيبُكَ، وَإِنَّ الْخَيْرَ طُمَأْنِينَةٌ »، وعقلت منه أنَّي مررت يوماً بين يديه في جرن من جرن تمر الصدقة، فأخذت تمرة وطرحتها في فيِّ، فأخذ بقفاي، ثم أدخل يده في في فانتزعها بلعابها، ثم طرحها في الجرن، فقال أصحابه رضي الله عنهم: لو تركت الغلام فأكلها، فقال: «إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لِآلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم» قال: وعلمني كلمات أدعو بهن في آخر القنوت: « اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ » قال أبو الحوراء: فدخلت على محمد بن علي وهو محصور فحدثته بها عن الحسن، فقال محمد: إنَّهن كلمات علمناهن ندعو بهن في القنوت، ثم ذكر هذا الدعاء مثل حديث الحسن بن عمارة وإسناده ضعيف.
الحسن بن عمارة ضعفه شديد قال الدارقطني والبيهقي وابن حجر متروك وقال ابن عدي: كثير الوهم والخطأ، وقد روى عنه الأئمة من الناس وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق.
وأشار الدارقطني إلى أنَّ هذه الرواية غير محفوظة بقوله: - في أطراف الغرائب (1941) - ورواه الحسن بن عمارة عن بريد وهو غريب عنه.
[5]: رواية شعبة بن الحجاج: رواه أبو داود الطيالسي (1179) حدثنا شعبة وأحمد (1729) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (416) حدثني محمد بن المثنى، وابن خزيمة (1096) نا بندار، ونا أبو موسى قالوا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة وأحمد (1725) حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة والدارمي (1591) حدثنا عثمان بن عمر حدثنا شعبة وابن خزيمة (1096) ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، نا يزيد بن زريع، نا شعبة والطبراني (3/ 75) حدثنا محمد بن محمد التمار، حدثنا عمرو بن مرزوق أنا شعبة وأبو يعلى (6762) حدثنا موسى بن محمد، حدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا شعبة، وابن حبان (722) أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا شعبة قال: سمعت بُرَيد بن أبي مريم، يحدث عن أبي الحوراء، قال: قلت للحسن بن علي رضي الله عنهما ما تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنَّي أخذت تمرة من تمر الصدقة، فجعلتها في فيِّ، قال: « فَنَزَعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلُعَابِهَا، فَجَعَلَهَا فِي التَّمْرِ » فقيل: يا رسول الله ما كان عليك من هذه التمرة لهذا الصبي؟ قال: « إِنَّا آلَ مُحَمَّدٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ » قال: وكان يقول: « دَعْ مَا يَرِيبُكَ، إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقَ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ » قال: وكان يعلمنا هذا الدعاء: « اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ » وإسناده صحيح.
أبو جعفر محمد بن محمد التمار ذكره ابن حبان في ثقاته وقال الدارقطني: لا بأس به.
وعمرو بن مرزوق ذكره ابن حبان في ثقاته وقال ربما أخطأ لم يكثر خطؤه حتى يعدل به عن سنن العدول ولكنه أتى منه بما لا ينفك منه البشر وليس الشيء الذي عليه العالم مجبولون حتى لا ينفك منه أحد منهم بموجب من وجد ذلك فيه قد جاء ما لم يفحش ذلك منه فإذا فحش استحق إلزاق الوهن به حينئذ.
وعثمان بن عمر بن فارس وثقه يحيى بن معين وقال أبو حاتم صدوق وكان يحيى بن سعيد لا يرضاه. وقال أحمد: رجل صالح ثقة وذكره ابن حبان في ثقاته وقال العجلي: ثقة ثبت.
وموسى بن محمد بن حيان ذكره ابن حبان في ثقاته وقال ربما خالف وضعفه أبو زرعة وقال الذهبي صدوق، صاحب حديث. قال الخطيب: أحاديثه مستقيمة.
ومُؤَمل بن إسماعيل قال الحافظ ابن حجر: صدوق سيء الحفظ. وبقية رواته ثقات.
وبندار هو محمد بن بشار وأبو موسى هو محمد بن المثنى.
الترجيح: الذي يترجح لي أنَّ المحفوظ من الحديث رواية شعبة من غير تقييد الدعاء بقنوت الوتر والروايات المقيدة له بالوتر لا تقوى على معارضة رواية شعبة فأحسنها رواية أبي إسحاق وتقدم إعلال الحفاظ لها البزار وابن خزيمة وابن حبان وابن حجر بتدليس أبي إسحاق ومخالفته شعبة والمتابعات لأبي إسحاق لا تتقوى روايته بها فلا تخلو من ضعف فاستغرب الدارقطني روايتي يونس والعلاء بن صالح ومتابعة عبد الله بن علي مضطربة ومتابعة الحسن بن عمارة منكرة ورواية أبي يزيد عبد الملك بن ميسرة الزرَّاد الآتية لا تصلح للاعتبار ورواية عبد الله بن علي عن الحسن رضي الله عنه مضطربة وكذلك رواية عائشة عن الحسن رضي الله عنهما - يأتي - أنَّها ليست محفوظة وكذلك حديث الحسين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ليس محفوظاً إنَّما المحفوظ من حديث الحسن رضي الله عنه ورواية شعبة لها متابعة لكنَّها لا تصح وتأتي.
تنبيهات:
الأول: في رواية الطبراني « عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ أَقُولَ فِي الْوِتْرِ » وهي رواية في أحسن أحوالها شاذة إن لم تكن منكرة خالف شيخ الطبراني أو شيخه الجماعة عن شعبة.
الثاني: في رواية الدارمي « وَكَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ » وهي رواية شاذة خالف شيخ الدارمي عثمان بن عمر الجماعة الذين رووه عن شعبة.
وفي رواية ابن حبان « سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ » وهي رواية شاذة والظاهر أنَّ الخطأ من مُؤَمل بن إسماعيل فشيخ ابن حبان وشيخه ثقتان والله أعلم.
الثالث: رواية الطيالسي والدارمي وابن خزيمة والطبراني مختصرة.
[6]: رواية الحسن بن عبيد الله: رواه الطبراني في الكبير (3/ 75) حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني، والطوسي في مختصر الأحكام (443) نا محمد بن إبراهيم أبو عبد الله البوشنجي وابن الأعرابي في معجمه (2344) نا محمود بن محمد الحلبي والدولابي في الذرية الطاهرة (135) حدثني الفضل بن العباس أبو العباس الحلبي قالوا: ثنا أبو صالح الفراء محبوب بن موسى، ثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الحسن بن عبيد الله، عن بُرَيد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، قال: قلت للحسن بن علي رضي الله عنهما: مثل من كنت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وما عقلت عنه؟ قال: عقلت عنه أنَّي سمعته يقول: « دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الشَّرَّ رِيبَةٌ، وَالْخَيْرَ طُمَأْنِينَةٌ » وعقلت عنه الصلوات الخمس، وكلمات أقولهن عند انقضائهن، قال: « قُلِ: اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنَ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ » قال بُرَيد بن أبي مريم: فدخلت على محمد بن علي رضي الله عنه [ابن الحنفية] في الشعب، فحدثته بهذا الحديث، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي رضي الله عنه، فقال: صدق، هن كلمات علمناهن أن نقولهن في القنوت " ورواته ثقات عدا شيخ الطبراني هاشم بن مرثد قال ابن حبان ليس بشيء وقال الخليلي ثقة لكنه صاحب غرائب ولا يضر فهو متابع للثقات.
وأبو إسحاق الفزاري هو إبراهيم بن محمد بن الحارث والحسن بن عبيد الله هو أبو عروة النخعي.
وهذه الرواية متابعة لرواية شعبة لكن أشار الدارقطني أنَّها غير محفوظة فقال: - في أطراف الغرائب (1941) - غريب من حديث الحسن بن عبيد الله عن بزيد عن أبي الحوراء، تفرد به أبو إسحاق الفزاري عنه، وتفرد به أبو صالح محبوب بن موسى عنه.
ثانياً: رواية أبي يزيد عبد الملك بن ميسرة الزرَّاد عن أبي الحوراء: رواه الطبراني في الكبير (3/ 77) حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن عبيد المحاربي، ثنا الربيع بن سهل أبو إبراهيم الفزاري، ثنا الربيع بن الركين، عن أبي يزيد الزرَّاد، عن أبي الحوراء، قال: لقيت الحسن بن علي رضي الله عنه بالبصرة، فقلت: بنفسي أنت ما حفظت عن أبيك محمد صلى الله عليه وسلم؟ فقال: علمني كلمات أقولهن في الوتر. قلت: ما هي؟ قال: «اللهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ». قلت: بنفسي ما حفظت عنه غير هذا؟ قال: كنت أمشي معه في حائط الصدقة، فأخذت تمرة، فأدخلتها في في، فأدخل يده حتى أخرجها، وقال: «أَيْ بُنَيَّ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لَا تَحِلُّ لَنَا الصَّدَقَةُ؟» وإسناده ضعيف.
محمد بن عثمان بن أبي شيبة، مما جاء في ترجمته في ميزان الاعتدال: كان بصيراً بالحديث والرجال، له تواليف مفيدة وثقه صالح جزرة، وقال ابن عدي: لم أر له حديثاً منكراً، وهو على ما وصف لي عبدان لا بأس به، وأما عبد الله بن أحمد بن حنبل فقال: كذاب، وقال ابن خراش: كان يضع الحديث، وقال الدارقطني: يقال إنَّه أخذ كتاب غير محدث.
والربيع بن الركين ترجم له في تعجيل المنفعة فقال: الربيع بن الركين بن عميلة الفزاري الكوفي... وعنه شعبة ومروان بن معاوية وغيرهما ضعفه النسائي وقال يكون ببغداد وهو الربيع بن سهل بن الركين يريد أنه نسب الى جده وقال ابن حبان في الثقات روي عن أنس رضي الله عنه روى عنه أهل الكوفة ومات سنة تسع ومائة قلت [الحافظ ابن حجر] هكذا ذكر في الطبقة الثانية الربيع بن الركين ثم قال في الثالثة روى عن عدي بن ثابت فكأنه عنده اثنان وقد فرق البخاري بين الربيع بن الركين والربيع بن سهل بن الركين وتبعه بن أبي حاتم في الأول ولم يذكر فيه جرحاً ثم قال الربيع بن سهل بن الربيع العامري... ثم نقل عن ابن معين قال الربيع بن سهل الفزاري ليس بشيء قال وقال أبي هو شيخ وقال أبو زرعة منكر الحديث انتهى وقال البخاري يخالف في حديثه وقال أبو داود والدارقطني ضعيف واقتصر الذهبي في الميزان على ذكر الربيع بن سهل بن الركين. قال أبو عبد الرحمن على هذه الرواية هما اثنان والله أعلم.
وبقية رواته محتج بهم. والحديث لا يصلح للاعتبار.
وقال الألباني في الإرواء (429) سند ضعيف علته الربيع هذا وهو ابن سهل بن الركين , قال الدارقطنى وغيره: ضعيف. وقال ابن معين: ليس بثقة.
الرواية الثانية: رواية عائشة عن الحسن رضي الله عنهم: رواه أبو عاصم في السنة (375) ثنا عبد الله بن شبيب ثنا ابن أبي أويس والطبراني في الأوسط (3887) والكبير (3/ 73) حدثنا علي بن سعيد الرازي قال: نا الحسن بن داود المنكدري والحاكم (3/ 172) -واللفظ له - وعنه البيهقي (3/ 38) - حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، وأبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور قالا: حدثنا الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني، حدثنا أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي، قالوا حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم في وتري إذا رفعت رأسي ولم يبق إلا السجود: « اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ »
ورواية الطبراني « علمه هذا الدعاء في الوتر » ورواته محتج بهم لكنَّ تقدم أنَّ موسى بن عقبة اضطرب فيه والمحفوظ عنه عن أبي إسحاق عن بريد عن أبي الحوراء عن الحسن رضي الله عنه وتقدم.
وعلي بن سعيد الرازي قال الدارقطني ليس في حديثه كذلك حدث بأحاديث لم يتابع عليها وقال ابن يونس كان حسن الفهم ووثقه مسلمة بن القاسم. وقد توبع. والحسن بن داود المنكدري قال الذهبي في المغني: صدوق تكلم فيه وقواه ابن عدي وقد توبع وبقية رواته محتج بهم.
وأشار الحاكم إلى شذوذ هذه الرواية بقوله: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إلا أنَّ محمد بن جعفر بن أبي كثير قد خالف إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة في إسناده.
وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا موسى بن عقبة، ولا رواه عن موسى بن عقبة إلا ابن أخيه إسماعيل بن إبراهيم، تفرد به: ابن أبي فديك ولا يروى، عن عائشة رضي الله عنها، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما إلا بهذا الإسناد.
وقال الذهبي في مهذب سنن البيهقي (2790) إسناد غريب عزيز
وقال الحافظ ابن حجر في الدراية (245) خالفه محمد بن جعفر بن أبي كثير عن موسى فقال عن أبي إسحاق عن يزيد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن الحسن رضي الله عنه وهو الصواب.
وقال الألباني في ظلال الجنة: حديث صحيح وإسناده ضعيف فإنَّ عبد الله بن شبيب وهو أبو سعيد الربعي واه ٍكما قال الذهبي ومن فوق ثقات. والحديث محفوظ من طريق بُرَيد بن أبي مريم عن أبي الجوزاء عن الحسن بن علي رضي الله عنهما.
وابن أبي أويس هو إسماعيل بن عبد الله الأصبحى.
الرواية الثالثة: رواية عبد الله بن علي عن الحسن رضي الله عنه: رواه النسائي (1746) أخبرنا محمد بن سلمة، قال: حدثنا ابن وهب، عن يحيى بن عبد الله بن سالم، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن علي، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات في الوتر قال: « قُلْ: اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ » وإسناده ضعيف وفي متنه نكارة.
حفيد ابن عمر رضي الله عنهما يحيى بن عبد الله بن سالم منرجال مسلم قال النسائي: مستقيم الحديث وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أغرب وقال الساجي قال ابن معين صدوق ضعيف الحديث وقال الدارقطني: ثقة. وقد خالف غيره في السند والمتن فهذه الرواية إن لم تكن منكرة فهي شاذ فلا تصلح للاعتبار والله أعلم.
وفي الحديث ثلاث علل:
الأولى: الاضطرب في سنده وتقدم بيان ذلك.
الثانية: اختلف في عبد الله بن علي قال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 146) عبد الله بن علي لا يعرف، وقد جوز الحافظ عبد الغني بأنْ يكون هو عبد الله بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهما، وجزم المزي بذلك، فإنْ يكن كما قال فالسند منقطع، فقد ذكر ابن سعد والزبير بن بكار وابن حبان أنّ أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي وهو شقيق أبي جعفر الباقر، ولم يسمع من جده [لأمه] الحسن بن علي رضي الله عنه بل الظاهر أنّ جده رضي الله عنه مات قبل أن يولد, لأنَّ أباه زين العابدين أدرك من حياة عمه الحسن رضي الله عنه نحو عشر سنين فقط، فتبين أنّ هذا السند ليس من شرط الحسن لانقطاعه أو جهالة راوٍ، ولم ينجبر بمجيئه من وجه آخر، ويؤيد انقطاعه أنَّ ابن حبان ذكره في أتباع التابعين من الثقات، فلو كان سمعه من الحسن رضي الله عنه لذكره في التابعين... ومع التعليل الذي ذكرته فهو شاذ وقد خالف يحيى بن عبد الله راويه عن موسى بن عقبة إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ومحمد بن جعفر بن أبي كثير فروياه عن موسى بن عقبة على خلاف ما رواه يحيى انتهى.
وذكر نحوه الحافظ ابن حجر في ترجمته من تهذيب التهذيب (5/ 325) والسخاوي في التحفة اللطيفة (2/ 62).
الثالثة: نكارة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في متنه قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (1/ 448) تفرد يحيى بن عبد الله بن سالم عنه بقوله: عن عبد الله بن علي، وبزيادة الصلاة فيه.
وقال السخاوي في القول البديع ص261) منقطع مع ما فيه من الاختلاف
وقال الألباني في الإرواء (431) سند ضعيف وإن قال النووى فى المجموع (3/ 499): إنَّه صحيح أو حسن , فقد تعقبه الحافظ ابن حجر فى التلخيص بقوله:.....
قال أبو عبد الرحمن: فتقييده بالقنوت لا يصح وإنَّما الصحيح الإطلاق من غير تقييد بموضع والله أعلم.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 34.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 33.79 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.82%)]