عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 13-11-2020, 04:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,037
الدولة : Egypt
افتراضي رد: محمود سامي البارودي مصر بين الحنين والوجع

إِذَا مَا أَتَيْتُ الْحَيَّ فَارَتْ بِغَيْظِها
قُلُوبُ رِجَالٍ حَشْوُ آماقِها الْغَدْرُ

يَظُنُّونَ بِي شَرًّا، وَلَسْتُ بِأَهْلِهِ
وظَنُّ الفتى مِن غيرِ بيِّنة ٍ وِزرُ

وماذا عليهِم إن ترنَّمَ شاعِرٌ
بِقَافِيَة ٍ لاَ عَيْبَ فِيها، وَلاَ نُكْرُ؟

أفي الحقِّ أن تبكِي الحمائمُ شَجوَها
ويُبلى فلا يبكِي على نَفسهِ حُرُّ ؟

وأَيُّ نَكيرٍ في هوًى شبَّ وقدُهُ

بِقَلْبِ أَخِي شَوْقٍ فَبَاحَ بِهِ الشِّعْرُ؟

فَلا يَبْتَدِرْنِي بِالْمَلاَمَة ِ عَاذِلٌ
فإنَّ الهوى فيهِ لمُعتذرٍ عُذرُ

إذا لم يَكن لِلحُبِّ فضلٌ على النُّهى
لما ذَلَّ حيٌّ لَلهوى ولَهُ قَدرُ

وَكَيْفَ أَسُومُ الْقَلْبَ صَبْرًا عَلَى الْهوى
وَلَمْ يَبْقَ لِي فِي الْحُبِّ قلْبٌ وَلا صَبْرُ؟

لِيهنَ الهوى أنِّي خضَعتُ لِحُكمهِ
وَإِنْ كَانَ لِي فِي غَيْرِهِ النَّهْيُ والأَمْرُ

وإنِّي امرؤٌ تأبى لي الضَّيمَ صولة ٌ
مَوَاقِعُهَا فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ حُمْرُ

أَبِيٌّ عَلَى الْحِدْثَانِ لاَ يَسْتَفِزُّنِي
عَظيمٌ ولا يأوي إلى ساحتي ذعرُ

إذا صُلتُ صالَ الموتُ مِن وكراته
وإن قُلتُ أرّخى مِن أعنَّتهِ الشِعرُ[13]



... كانت مصر وكان الوطن.


[1] الديوان، ص450. نقّاشُ: صيغة مبالغة من نقشَ الشّيءَ، أي: لوّنه وزخرفه. والشّاعر في هذا البيت يُكْثِرُ من التّلفّتِ بوجهه يمنة ويسرة، ويدور ببصره فيما حواليه فوق ذلك المرتبأ العالي، فلا يرى غير صور ذهنه لما كان يرتقبه ويرجوه ويأمله ويتمناه من انفراج أزمته وزوال شدّته؛ أو هي صور ما كان يتوق إليه من آمال واسعة لم يتحقق له منها شيءٌ.

[2] الديوان، ص169* كندي: اسم مدينة صغيرة في وسط جزيرة سيلان (سرنديب) التي كان الشّاعر منفيًا بها* الفرند: السيف وجوهره ووشيه.

[3] الديوان، ص 292* نهلة: اسم مرة من النّهلِ،وهو أول الشرب* المشاش: رؤوس العظام اللينة، الواحدة: مشاشة. والمشاش أيضًا: النفس.

[4] الديوان، ص371* البائقة: الدَاهية والبلية والشّر* الأغداق: ج: غدق، وهو الماء الكثير أو المطر الكثير العامّ.

[5] الديوان، ص171.

[6] الديوان، ص342.

[7] الديوان، ص373.

[8] الديوان، ص391.

[9] الديوان، ص635.

[10] الديوان، ص586.

[11] علي محمد الحديدي، ع.س، 38.

[12] نفسه، ص586.

[13] الديوان، ص 270 - 273.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.60 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]