الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية (25)
أ. محمد خير رمضان يوسف
(سور: غافر، فصلت، الشورى، الزخرف)
سورة غافر
2- ﴿ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾.
أي: تنزيلُ هذا الكتابِ - وهو القرآنُ - مِن اللهِ ذي العزَّةِ والعلم، فلا يُرامُ جنابُه، ولا يَخفَى عليه الذرُّ وإنْ تكاثفَ حجابُه. (ابن كثير).
3- ﴿ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ﴾.
ويقبلُ التوبةَ في المستقبلِ لمن تابَ إليه وخضعَ لديه. وقولهُ جلَّ وعلا: ﴿ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ ﴾ أي: لمن تمرَّدَ وطغَى، وآثرَ الحياةَ الدنيا، وعتا عن أوامرِ الله تعالى وبغَى، وهذه كقوله:
﴿ نَبِّىءْ عِبَادِى أَنِّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ ﴾ [سورة الحجر:49-50]، يقرنُ هذين الوصفين كثيراً في مواضعَ متعددةٍ من القرآن؛ ليبقَى العبدُ بين الرجاءِ والخوف. (ابن كثير).
5- ﴿ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴾.
﴿ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ ﴾: ماحَلُوا بالشبهة.
﴿ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴾ أي: فكيفَ بلغكَ عذابي لهم، ونكالي بهم؟ قد كانَ شديدًا موجِعًا مؤلمًا. قالَ قتادة: كانَ واللهِ شديدًا. (ابن كثير).
7- ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾.
﴿ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾: يقدِّسونَ اللهَ وينزِّهونَهُ مِن كلِّ شركٍ ونقص، ويُثنونَ عليه، ويؤمنونَ بهِ إيمانًا كاملاً عميقًا ويَخشَونَه.
﴿ فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ ﴾: فاغفرْ ذنوبَ التَّائبينَ الذينَ أنابوا إليك، والتزَموا صراطَكَ المستقيم، واحفَظهُم مِن عذابِ النَّار. (الواضح).
8- ﴿ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾.
﴿ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ ﴾: التي وعدتَ أهلَ الإنابةِ إلى طاعتِكَ أنْ تُدخلَهموها. (الطبري).
﴿ ٱلَّتِى وَعَدْتَّهُمْ ﴾ أي: وعدتهم إيّاها. فالمفعولُ الآخرُ مقدَّر، والمراد: وعدتَهم دخولَها.
﴿ إِنَّكَ أَنتَ ٱلعَزِيزُ ﴾ أي: الغالبُ الذي لا يمتنعُ عليه مقدور، ﴿ ٱلْحَكِيمُ ﴾ الذي لا يفعلُ إلا ما تقتضيهِ الحكمةُ الباهرةُ من الأمور، التي من جملتِها إدخالُ مَن طلبَ إدخالهم الجنات. فالجملةُ تعليلٌ لما قبلها. (روح المعاني).
9- ﴿ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾.
ومَن تَصْرِفْ عنه سوءَ عاقبةِ سيئاتهِ بذلكَ يومَ القيامةِ فقد رحمتَه، فنجَّيتَهُ مِن عذابِك، ﴿ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ لأنه مَن نجا مِن النارِ وأُدخِلَ الجنَّةَ فقد فاز، وذلكَ لا شكَّ هو الفوزُ العظيم. (الطبري).
11- ﴿ فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ﴾.
أي: من خروجٍ من النارِ إلى الدنيا، فنصلحَ أعمالنا، ونعملَ بطاعتك؟ نظيره: ﴿ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سبيل ﴾ [سورة الشورى: 44]. (البغوي).
14- ﴿ فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾.
فاعبدوا اللهَ أيها المؤمنون له, مخلصينَ له الطاعة، غيرَ مشركين به شيئًا ممّا دونه، ولو كرهَ عبادتَكم إيّاهُ مخلصينَ له الطاعةَ الكافرونَ المشركونَ في عبادتِهم إيّاهُ الأوثانَ والأنداد. (الطبري).
15- ﴿ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴾.
يُنزِلُ الوحيَ بأمرهِ على مَن يشاءُ مِن عبادِه، ممَّن اصطفاهُم للنبوَّة. (الواضح في التفسير).
16- ﴿ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾.
أي: الذي قهرَ الخلقَ بالموت. (البغوي، النسفي).
20- ﴿ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾.
أي: سميعٌ لأقوالِ خلقه، بصيرٌ بهم، فيَهدي مَن يشاء، ويُضلُّ مَن يشاء، وهو الحاكمُ العادلُ في جميعِ ذلك. (ابن كثير).
21- ﴿ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآَثَارًا فِي الْأَرْضِ ﴾.
قدرةً وتمكناً من التصرفات. (البغوي).
23- ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴾
فسَّرَ الكلمتينِ الأخيرتينِ منها في الآيةِ (96) مِن سورةِ هود، بقوله: حجَّةٍ بيِّنة.
26- ﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴾.
أو أن يُظهِرَ في أرضِكم أرضِ مصر، عبادةَ ربِّهِ الذي يدعوكم إلى عبادته، وذلك كان عندهُ هو الفساد. (الطبري).
27- ﴿ وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴾.
إني استجرتُ أيها القومُ بربِّي وربِّكم مِن كلِّ متكبِّرٍ عليه, تكبُّرٍ عن توحيدهِ, والإقرارِ بألوهيَّتهِ وطاعته, لا يؤمنُ بيومٍ يُحاسِبُ اللهُ فيه خَلقه, فيجازي المحسنَ بإحسانه, والمسيءَ بما أساء.
وإنما خصَّ موسَى - صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه - الاستعاذةَ باللهِ ممَّن لا يؤمنُ بيومِ الحساب, لأنَّ مَن لم يؤمنْ بيومِ الحسابِ مصدِّقًا, لم يكنْ للثوابِ على الإحسانِ راجيًا, ولا للعقابِ على الإساءةِ وقبيحِ ما يأتي من الأفعالِ خائفًا, ولذلكَ كانَ استجارتهُ من هذا الصنفِ من الناسِ خاصَّة. (تفسير الطبري).
29- ﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾.
ما أدعوكم إلا إلى طريقِ الهدى. (البغوي).
31- ﴿ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ﴾.
مثلَ عادةِ قومِ نوح، وعاد، وثمودَ، والذينَ مِن بَعدِهم مِن الكافرين، كقومِ لوط، الذين اعتادوا على إيذاءِ رسلِهم. (الواضح).
33- ﴿ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾.
ومَن أضلَّهُ اللهُ فلا هاديَ له. واللهُ أعلمُ بمن يستحقُّ الهُدَى ومَن يستحقُّ الضَّلال. (الواضح).
35- ﴿ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾.
عَظُمَ بُغضًا وكُرهًا عندَ اللهِ وعندَ عبادهِ المؤمنين جدالُهم الباطلُ الذي لا يزالونَ قائمينَ عليه. ولمثلِ هذه الصِّفاتِ التي هم عليها، يَختِمُ اللهُ على قلوبِ المتكبِّرين المتجبِّرين بالضَّلال، الذين يستكبرون عن الإيمان، ولا يقبلونَ الحقّ. (الواضح).
38- ﴿ وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾.
وهو نقيضُ الغيّ. وفيه تعريضٌ شبيهٌ بالتصريح، أنَّ ما عليه فرعونُ وقومهُ سبيلُ الغيّ. (النسفي).
40- ﴿ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾.
مَن عملَ في الحياةِ الدُّنيا سيِّئة، فلا يُعاقَبُ في الآخرةِ إلاّ بما يستحقُّهُ على تلكَ السيِّئة، قضاءً عَدْلاً مِن الله، ومَن عملَ عملاً حسنًا، ذكرًا كانَ أو أنثَى، وهو مِن المؤمِنين، فأولئكَ يدخلون جنَّاتِ النَّعيم، ويكافَؤون فيها بدونِ حساب، ويُضاعَفُ لهمُ الثَّوابُ أضعافًا كثيرة. (الواضح).
44- ﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴾.
أي: وأتوكَّلُ على اللهِ وأستعينه، وأقاطعُكم وأُباعِدُكم. ﴿ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ ﴾ أي: هو بصيرٌ بهم، تعالَى وتقدَّس، فيَهدي من يستحقُّ الهداية، ويُضِلُّ من يستحقُّ الإضلال، وله الحجَّةُ البالغة، والحكمةُ التامَّة، والقدرُ النافذ. (ابن كثير).
50- ﴿ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴾.
﴿ أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ﴾ أي: أوَما قامتْ عليكم الحُجَجُ في الدنيا على ألسنةِ الرسل؟.
﴿ وَمَا دُعَآءُ ٱلْكَـٰفِرِينَ إِلاَّ فِى ضَلَـٰلٍ ﴾ أي: إلا في ذهاب، ولا يُتقبَّلُ ولا يُستجاب. (ابن كثير).
54- ﴿ هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾.
وأنزلنا إليهم ﴿ هُدًى ﴾ يعني بيانًا لأمرِ دينِهم, وما ألزمناهم مِن فرائضِها, ﴿ وَذِكْرَى لِأُولي الْأَلْبَابِ ﴾ يقول: وتذكيرًا منّا لأهلِ الحِجا والعقولِ منهم بها. (الطبري).
55- ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴾.
صلِّ شاكراً لربِّك. (البغوي، الطبري).
58- ﴿ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾.
تتَّعظون. (النسفي).
59- ﴿ إِنَّ السَّاعَةَ لَآَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾.
لا يصدِّقون بها؛ لقصورِ نظرهم على ما يدركونَهُ بالحواسِّ الظاهرة، واستيلاءِ الأوهامِ على عقولهم. (روح المعاني).
60- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾.
إن الذين يتعظَّمون عن إفرادي بالعبادة, وإفرادِ الألوهةِ لي.. (الطبري).
61- ﴿ اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴾.
هو الذي جعلَ لكم اللَّيلَ مظلمًا هادئًا لتسكنوا وتستريحوا فيهِ مِن تعبِ النَّهار، وجعلَ النَّهارَ مضيئًا لتتمكَّنوا فيهِ مِن الحركةِ والعملِ والسفر، واللهُ ذو فضلٍ وإنعامٍ على عباده، ولكنَّ أكثرَهم لا يشكرونَ نِعمَه. وقد يشكرونَ معروفَ النَّاسِ ولا يَنسَونَ فضلَهم! وهذا مِن جهلِهم بالمـُنعِمِ الأوَّلِ والأكبر، وغفلتِهم عن أصلِ النِّعمة. (الواضح).
62- ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾.
أي: الذي فعلَ هذه الأشياءَ هو اللهُ الواحدُ الأحد، خالقُ الأشياء، الذي لا إلهَ غيره، ولا ربَّ سواه. (ابن كثير).
64- ﴿ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾.
﴿ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ﴾: وخلقكم فأحسنَ خَلقكم.
﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾: فالذي فعلَ هذه الأفعال, وأنعمَ عليكم أيها الناسُ هذه النعم, هو اللهُ الذي لا تنبغي الألوهةُ إلا له, وربُّكم الذي لا تصلحُ الربوبيَّةُ لغيره, لا الذي لا ينفعُ ولا يضرّ, ولا يخلقُ ولا يرزق، ﴿ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ يقول: فتباركَ اللهُ مالِكُ جميعِ الخلق، جنِّهمَ وإنسِهم, وسائرِ أجناسِ الخلقِ غيرهم. (الطبري).
68- ﴿ هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾.
ومِن صفتهِ جلَّ ثناؤهُ أنهُ هو الذي يُحيي مَن يشاءُ بعدَ مماته, ويُميتُ مَن يشاءُ مِن الأحياءِ بعدَ حياته. (الطبري).
69- ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ ﴾.
كيف يُصرَفون عن دينِ الحق. (البغوي).
70- ﴿ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾.
الذين كذَّبوا بالقرآنِ العظيم، وبسائرِ الكتبِ السَّماويَّةِ التي أنزلناها على رسُلِنا، فسوفَ يعلمونَ ما يَحِلُّ بهم مِن العذاب. (الواضح).
76- ﴿ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴾.
أي: فبئسَ المنزلُ والمقيلُ الذي فيه الهوانُ والعذابُ الشديدُ لمن استكبرَ عن آياتِ الله واتباعِ دلائلهِ وحججه. والله أعلم. (ابن كثير).
81- ﴿ وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَأَيَّ آَيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ ﴾.
أي: لا تقدرون على إنكارِ شيءٍ مِن آياته، إلّا أنْ تعاندوا وتكابروا. (ابن كثير).
84- ﴿ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴾.
وجحدنا الآلهةَ التي كنا قبلَ وقتِنا هذا نُشركها في عبادتِنا اللهَ ونعبدُها معه ونتخذُها آلهة، فبرئنا منها. (الطبري).
85- ﴿ سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ ﴾.
بمنزلةِ وعدِ الله ونحوهِ من المصادرِ المؤكدة. (النسفي).
أي: هذا حكمُ الله في جميعِ من تابَ عند معاينةِ العذابِ أنه لا يُقبل. (ابن كثير).
سورة فصلت
6- ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ﴾.
تفسيرُ الآية: قلْ لهم أيُّها الرسُول: لماذا تضعونَ هذا الحاجزَ بينكم وبين الحقّ؟ وما أنا إلاّ بشرٌ مثلُكم، إلاّ أنِّي تميَّزتُ عنكم بوحي اللهِ إليّ، فمن زعمَ أنِّي لستُ كذلك، فليأتِ بمثلِ ما أُوحيَ إليّ. أدعوكم إلى عبادةِ الإلهِ الواحدِ الذي لا شريكَ له، فامتثِلوا أمرَه، وأخلِصوا في العبادةِ له وحدَه، ولا تُشرِكوا به شيئًا، واستغفِروهُ مِن ذنوبِكم وأعمالِكم السيِّئة، والخسارةُ والهلاكُ لمن يبقَى على الشِّركِ والعصيان. (الواضح).
7- ﴿ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴾.
وهم بقيامِ الساعةِ وبعثِ اللهِ خلقَهُ أحياءً مِن قبورِهم مِن بعدِ بلائهم وفنائهم مُنكرون. (الطبري).
9- ﴿ ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾.
أي: الخالقُ للأشياءِ هو ربُّ العالمين كلِّهم. (ابن كثير).
12- ﴿ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ ﴾.
ففرغَ من خلقهنَّ سبعَ سماواتٍ في يومين، وذلك يومَ الخميسِ ويومَ الجمعة. (الطبري).
14- ﴿ إِذْ جَاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ﴾.
جاءَتهم الرسلُ بأنْ لا تعبدوا إلا اللهَ وحدَهُ لا شريكَ له. (الطبري).
16- ﴿ وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ ﴾.
أي: في الأخرى، كما لم يُنصَروا في الدنيا، وما كان لهم مِن اللهِ مِن واقٍ يَقيهم العذابَ ويدرأُ عنهم النَّكال. (ابن كثير).
17- ﴿ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾.
أي: مِن التكذيبِ والجحود. (ابن كثير).
23- ﴿ وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾.
أي: في مواقفِ القيامةِ خسرتُم أنفسَكم وأهليكم. (ابن كثير).
25- ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ ﴾.
إن تلك الأممَ الذين حقَّ عليهم عذابُنا من الجنِّ والإنس، كانوا مغبونين ببيعِهم رضا الله ورحمتَهُ بسخطهِ وعذابه. (الطبري).
28- ﴿ ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ ﴾.
هذا الجزاءُ الذي يُجزَى به هؤلاء الذين كفروا من مشركي قريش، جزاءُ أعداءِ الله. (الطبري).
30- ﴿ وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾.
وسُرُّوا بأنَّ لكم في الآخرةِ الجنَّةَ التي كنتُم توعَدونَها في الدنيا على إيمانِكم بالله, واستقامتِكم على طاعته. (الطبري).
31- ﴿ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾.
أي: في الجنة، من جميعِ ما تختارون، مما تشتهيهِ النفوس، وتقرُّ به العيون. (ابن كثير).
32- ﴿ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾.
أي: ضيافةً وعطاءً وإنعاماً مِن غفورٍ لذنوبِكم، رحيمٍ بكم رؤوف، حيثُ غفر، وستر، ورحم، ولطف. (ابن كثير).
33- ﴿ وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾.
وقال: إنني ممن خضعَ لله بالطاعة، وذلَّ له بالعبودة، وخشعَ له بالإيمانِ بوحدانيته. (الطبري).
36- ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾.
اللهُ هو السميعُ لاستعاذتِكَ منَ الشيطان، واستجارتِكَ به مِن نزغاته, ولغيرِ ذلكَ مِن كلامِكَ وكلامِ غيرك, العليمُ بما ألقَى في نفسِكَ مِن نزغاته, وحدَّثتْكَ به نفسُك، وممّا يُذهِبُ ذلكَ من قِبلك, وغيرِ ذلكَ مِن أمورٍ وأمورِ خَلقه. (الطبري).
37- ﴿ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾.
إن كنتم تعبدون الله، وتذلُّون له بالطاعة، وإنَّ مِن طاعتهِ أن تُخلصوا له العبادة، ولا تشركوا في طاعتكم إيّاه وعبادتكموهُ شيئاً سواه، فإن العبادةَ لا تصلحُ لغيره، ولا تنبغي لشيءٍ سواه. (الطبري).
38- ﴿ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ﴾.
يسبِّحونَ له، ويصلُّونَ ليلاً ونهارًا... (الطبري).
يتبع