38- ﴿ فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ﴾.
فأعطِ الأقرباءَ حقَّهم منَ الصِّلةِ والصَّدقة، والمسكينَ الذي لا مالَ عنده، وابنَ السَّبيلِ الذي سافرَ واحتاجَ إلى نفقة. (الواضح).
45- ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ ﴾.
قالَ ابنُ عباس رضيَ الله عنهما: ليُثيبَهم اللهُ أكثرَ من ثوابِ أعمالهم. (البغوي).
46- ﴿ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾.
أي: تشكرون الله على ما أنعمَ به عليكم من النعمِ الظاهرةِ والباطنة، التي لا تعدُّ ولا تحصَى. (ابن كثير).
47- ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ﴾.
ولقد أرسلنا يا محمدُ من قبلِكَ رسلاً إلى قومِهم الكفرة، كما أرسلناكَ إلى قومِكَ العابدي الأوثانِ من دونِ الله، ﴿ فَجَاءُوهُمْ بِـالبَّـيِّناتِ ﴾ يعني: بـالواضحاتِ من الحججِ على صدقهم، وأنهم لله رسل، كما جئتَ أنت قومكَ بـالبـيِّنات، فكذَّبوهم كما كذَّبك قومُك، وردُّوا عليهم ما جاؤوهم به من عند الله، كما ردُّوا علـيكَ ما جئتَهم به من عندِ ربِّك، ﴿ فَـانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أجْرَمُوا ﴾، يقول: فانتقَمنا من الذين أجرموا الآثام، واكتسبوا السيئاتِ من قومِهم، ونحن فـاعلو ذلك كذلك بمجرمي قومِك. (الطبري).
48- ﴿ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴾.
أي: لحاجتهم إليه يفرحون بنزولهِ عليهم ووصولهِ إليهم. (ابن كثير).
50- ﴿ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾.
وهو على كلِّ شيءٍ - مع قدرتهِ على إحياءِ الموتَى - قدير، لا يعزُّ عليه شيءٌ أراده، ولا يمتنعُ علـيه فعلُ شيءٍ شاءَهُ سبحانه. (الطبري).
52- ﴿ فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴾.
لو أنَّ أصمَّ ولَّى مُدبِراً ثم ناديتَهُ لم يسمع، كذلك الكافرُ لا يسمعُ ولا ينتفعُ بما يسمع. (الطبري).
53- ﴿ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ ﴾.
يقولُ تعالَى ذكرهُ لنبيِّه: ما تُسمِعُ السماعَ الذي يَنتفِعُ به سامعهُ فيعقلهُ إلا من يؤمنُ بآياتنا؛ لأن الذي يؤمن ُبآياتنا إذا سمعَ كتابَ الله تدبَّرَهُ وفهمَهُ وعقلَه، وعملَ بما فيه، وانتهَى إلى حدودِ الله الذي حدَّ فيه، فهو الذي يَسمَعُ السماعَ النافع. وقوله: ﴿ فَهُمْ مُسْلِـمُونَ ﴾ يقول: فهم خاضعون لله بطاعته، متذلِّلون لمواعظِ كتابه. (الطبري).
54- ﴿ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾.
﴿ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ ﴾ من الضعفِ والقوةِ والشبابِ والشيبة، ﴿ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ﴾ بتدبيرِ خلقه، ﴿ ٱلْقَدِيرُ ﴾ على ما يشاء. (البغوي).
56- ﴿ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾.
ولكنَّكم كنتم لا تعلمونَ في الدنيا أنهُ يكون, وأنكم مبعوثونَ من بعدِ الموت, فلذلكَ كنتم تكذِّبون. (الطبري).
سورة لقمان
2- ﴿ تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ﴾.
فسَّرَها في الآيةِ الأولى مِن سورةِ يونس بما ملخَّصه: هذه آياتِ القرآنِ المـُحكَم.
3- ﴿ هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ ﴾.
هذا الكتابُ الحكيمُ هُدًى ورحمةٌ للذين أحسنوا, فعملوا بما فـيه مِن أمرِ اللهِ ونهيه. (الطبري).
هدايةً لقلوبِهم وإرشادًا لهم إلى الحقِّ والسَّداد، ورحمةً لمن أحسنَ العملَ واتَّبعَ الشَّرع. (الواضح).
5- ﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾.
﴿ أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ﴾ أي: على بصيرةٍ وبيِّنةٍ ومنهجٍ واضحٍ جليّ، ﴿ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ ﴾ أي: في الدنيا والآخرة. (ابن كثير).
6- ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾.
ليصدَّ ذلكَ الذي يشتري مِن لهوِ الحديثِ عن دينِ اللهِ وطاعته, وما يقرِّبُ إليه مِن قراءةِ قرآنٍ وذكرِ الله؛ جهلاً منه بما له في العاقبةِ عندَ اللهِ مِن وزرِ ذلكِ وإثمه. هؤلاءِ الذين وصفنا أنهم يشترون لهوَ الحديثِ ليُضلُّوا عن سبيلِ الله, لهم يومَ القيامةِ عذابٌ مُذِلٌّ مُخزٍ في نارِ جهنَّم. (منتخب من الطبري).
7- ﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾.
وهذا المستهزئُ اللَّاهي إذا قُرئتْ عليهِ آياتُ القرآنِ الكريم، أدبرَ عنها في تكبُّرٍ واستعلاءٍ ولم يلتفتْ إليها، كأنَّهُ لم يسمَعْها لصمَمٍ فيه، وما بهِ صمَم، فأَعلِمْهُ بمصيرهِ يومَ القيامة، وهو العذابُ الشَّديدُ الدَّائم. (الواضح).
8- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ﴾.
هذا ذكرُ مآلِ الأبرارِ مِن السعداءِ في الدارِ الآخرة، الذين آمنوا باللهِ وصدَّقوا المرسَلين، وعملوا الأعمالَ الصالحةَ المتابعةَ لشريعةِ الله، ﴿ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ ﴾ أي: يتنعَّمون فيها بأنواعِ الملاذِّ والمسارّ، مِن المآكلِ والمشارب، والملابسِ والمساكن، والمراكبِ والنساء، والنضرةِ والسماع، الذي لم يخطرْ ببالِ أحد. (ابن كثير).
9- ﴿ خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾.
وهم في ذلكَ مقيمون دائمًا فيها، لا يظعنون، ولا يبغون عنها حِوَلًا.
وقوله: ﴿ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ﴾ أي: هذا كائنٌ لا محالة؛ لأنه مِن وعدِ الله، واللهُ لا يُخلِفُ الميعاد؛ لأنه الكريمُ المنّان، الفعّالُ لما يشاء، القادرُ على كلِّ شيء، ﴿ وَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ الذي قد قهرَ كلَّ شيء، ودانَ له كلُّ شيء، ﴿ الْحَكِيمُ ﴾ في أقوالهِ وأفعاله، الذي جعلَ القرآنَ هُدًى للمؤمنين.. (ابن كثير).
10- ﴿ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ﴾.
ونشرَ فيها مِن كلِّ أنواعِ الحيوانات، وأنزلنا مِن السَّماءِ مطرًا. (الواضح).
11- ﴿ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾.
﴿ فِي ضَلَالٍ ﴾ أي: جهلٍ وعمًى ﴿ مُبِينٍ ﴾ أي: واضحٍ ظاهرٍ لا خفاءَ به. (ابن كثير).
13- ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾.
وهو يَعِظهُ ويُخوِّفُه: يا بُنيّ، لا تُشرِكْ بالله، فإنَّ عبادةَ غيرِ اللهِ معهُ ظلمٌ عظيم، فإنَّهُ وضعٌ للشَّيءِ في غيرِ موضِعِه، وتسويةٌ للإلهِ بغيرِه، وشكرٌ لمن لم يفعلْ شيئًا ولا يستحقُّه. (الواضح).
14- ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾.
إلى اللهِ مصيرُكَ أيها الإنسان, وهو سائلُكَ عمّا كانَ مِن شكرِكَ له على نعمهِ عليك, وعمّا كانَ مِن شكرِكَ لوالدَيك, وبرِّكَ بهما على ما لقيا منكَ مِن العناء والمشقَّةِ في حالِ طفوليتِكَ وصبـاك, وما اصطنعا إلـيكَ في برِّهما بك, وتحنُّنِهما علـيك. (الطبري).
16- ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾.
﴿ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ ﴾: يصلُ علمهُ إلى كلِّ خفيّ، ﴿ خَبِيرٌ ﴾: عالمٌ بكنهه. (البيضاوي).
17- ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾.
يا بنيَّ أقمِ الصَّلاةَ بحدودِها، وأْمُرِ الناسَ بطاعةِ اللهِ واتِّباعِ أمره، وانْهَ الناسَ عن معاصي اللهِ ومواقعةِ مـحارمه. (الطبري).
18- ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ﴾.
المختالُ من الخُيَلاء، وهو التبخترُ في المشي كِبْراً. (روح المعاني).
22- ﴿ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾.
وإلى اللهِ مرجعُ عاقبةِ كلِّ أمر، خيرهِ وشرِّه, وهو الـمُسائلُ أهلَهُ عنه, ومُجازيهم علـيه. (الطبري).
23- ﴿ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا ﴾.
إلى اللهِ مرجعُهم فينبِّئهم بما عملوا، أي: فيَجزيهم عليه. (ابن كثير).
24- ﴿ نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلًا ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴾.
المرادُ بالاضطرارِ أي الإلجاء، إلزامُهم ذلك العذابَ الشديدَ إلزامَ المضطرِّ الذي لا يقدرُ على الانفكاكِ مما أُلجِىءَ إليه. (روح المعاني).
27- ﴿ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾.
ولو أنَّ جميعَ الأشجارِ التي في الأرضِ بُرِيَتْ وجُعِلَتْ أقلامًا، وجُعِلَ البحرُ مِدادًا، يَمدُّ هذه الأقلامَ به كلَّما انتهَى مدادُها، ومُدَّ هذا البحرُ بسبعةِ أبحرٍ أخرَى بعد انتهائه، وكُتِبَ بها كلامُ الله، لَمَا نَفِدَ كلامهُ سبحانَه، لعدمِ تناهيه، واللهُ عزيزٌ لا يُعجِزهُ شيء، قد غلبَ كلَّ شيءٍ وقهرَه، حكيمٌ في حُكمهِ وأمرهِ وجميعِ شؤونِه.
والمرادُ بالسَّبعةِ الكثرةُ والمبالغة، لا الحصر. (الواضح).
29- ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾.
ألَا تشاهدُ كيفَ أنَّ اللهَ بقدرتهِ يُدخِلُ اللَّيلَ في النَّهارِ شيئًا فشيئًا، ويُدخِلُ النَّهارَ في اللَّيلِ كذلك، بميزانٍ ودقَّةٍ متناهية، وسخَّرَ الشَّمسَ والقمرَ فجعلَهما مُذَلَّلينِ طائعينِ لِمَا يُرادُ منهما في خدمةِ الإنسان، وهما يَجرِيانِ إلى حدٍّ معيَّن، وإلى وقتٍ محدَّد، ليتكوَّنَ مِن حركاتِهما اللَّيلُ والنَّهار، والشَّهرُ والسَّنة... إنَّهُما مِن صُنعِ اللهُ الخالِقِ المدبِّر، الذي أحاطَ علمهُ بجميعِ ما تعملون، ظاهرهِ وخفيِّه. (الواضح).
30- ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾.
ذو العلوِّ على كلِّ شيء, وكلُّ ما دونهُ فله متذلِّل مُنقاد, الكبيرُ الذي كلُّ شيءٍ دونهُ فله متصاغر. (الطبري).
31- ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آَيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾.
ليُرِيَكم من عِبَرهِ وحُجَجهِ عليكم. إن في جري الفُلكِ في البحرِ دلالةً على أن الله الذي أجراها هو الحقّ، وأنّ ما يدعون من دونهِ البـاطل. (الطبري).
32- ﴿ وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ ﴾.
فزعوا إلى اللهِ بالدعاءِ مخلصين له الطاعة, لا يشركون به هنالكَ شيئًا, ولا يدعون معه أحدًا سواه, ولا يستغيثون بغيره. قوله: ﴿ فَلَـمَّا نَـجَّاهُمْ إلـى البَرّ ﴾ مما كانوا يخافونهُ في البحرِ من الغرقِ والهلاكِ إلى البرّ... (الطبري).
33- ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾.
أيُّها النَّاس، أَطيعوا ربَّكم ولا تُخالِفوا أمرَه، واخشَوا يومَ القيامةِ فإنَّهُ يومٌ عظيم، والحسابُ فيهِ شديد...
إنَّ المعادَ حقّ، والثَّوابَ والعقابَ على الأعمالِ حقّ، فلا تُلهيَنَّكم الدُّنيا بلذَّاتِها وشهواتِها عن طاعَةِ الله، ولا يَخدعنَّكمُ الشَّيطانُ فيَحمِلَكم على العملِ بالمعاصي بتزيينِها في نفوسِكم. (الواضح).
34- ﴿ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾.
إنَّ الذي يعلمُ ذلكَ كلَّه, هو اللهُ دونَ كلِّ أحدٍ سِواه, إنه ذو علمٍ بكلِّ شيء, لا يخفَى عليه شيء, خبـيرٌ بـما هو كائن, وما قد كان. (الطبري).
سورة السجدة
3- ﴿ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴾.
لـيتبَّـينوا سبـيلَ الحقّ، فـيعرفوهُ ويؤمنوا به. (الطبري).
4- ﴿ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾.
﴿ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ ﴾: من دونِ الله، ﴿ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ﴾ أي: إذا جاوزتم رضاهُ لم تجدوا لأنفسِكم وليًّا، أي ناصراً ينصرُكم، ولا شفيعاً يشفعُ لكم، ﴿ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾: تتَّعظون بمواعظِ الله؟ (النسفي).
6- ﴿ ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾.
﴿ الْعَزِيزُ ﴾ الذي قد عزَّ كلَّ شيء، فقهرَهُ وغلبه، ودانتْ له العبادُ والرقاب، ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ بعبادهِ المؤمنين، فهو عزيزٌ في رحمته، رحيمٌ في عزَّته. (ابن كثير).
8- ﴿ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ﴾.
وهو المنيّ، من الرجلِ والمرأة. (الواضح).
9- ﴿ ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾.
﴿ ثُمَّ سَوَّاهُ ﴾: قوَّمَهُ بتصويرِ أعضائهِ على ما ينبغي.
﴿ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾: تشكرون شكراً قليلاً. (البيضاوي).
13- ﴿ وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴾.
وقد ثبتَ وتحقَّقَ القولُ منِّي، لأملأنَّ جهنَّمَ مِن الكافرينَ والضالِّينَ المخالِفينَ للحقّ، مِن الجِنِّ والإنسِ أجمعين، وأنتم منهم أيُّها المشركون، فقد أغواكم إبليسُ فأطعتُموه، واخترتمُ الضَّلالَ على الهُدَى.
والعُصاةُ مِن المسلمينَ يُعَذَّبونَ في جهنَّمَ ثمَّ يَخرجونَ منها، إلاّ مَن عفا اللهُ عنهم، فلا يُعَذَّبون. (الواضح في التفسير).
18- ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ﴾.
يخبرُ تعالَى عن عدلهِ أنه لا يساوي في حُكمهِ يومَ القيامةِ مَن كان مؤمنًا بآياته متَّبِعًا لرسلهِ بمن كانَ فاسقًا، أي: خارجًا عن طاعةِ ربِّه مكذِّبًا لرسُلهِ إليه. (ابن كثير).
19- ﴿ أَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
أمَّا الذينَ آمنوا وصدَقوا في إيمانِهم، وعملوا الأعمالَ الصَّالحةَ لوجهِ اللهِ وحدَه، فلهم جنَّاتُ النَّعيم، مأوَى اللَّذَّات، ونعيمُ الأرواح، ومحلُّ الأفراح، في جوارِ ربٍّ كريم، ضيافةً وكرامة، بما كانوا يعملونَ في الدُّنيا منَ الطَّاعاتِ والقُرُبات. (الواضح).
20- ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾
وأمَّا الذينَ كفروا وخرجوا عن طاعةِ ربِّهم، فمحلُّهمُ النَّارُ التي تُسْعَرُ بهم، خالدينَ فيها، كلَّما حاولوا الخروجَ منها - لِما يَلحقُهم مِن الحرِّ والشدَّةِ والكَرْب - ضُرِبوا بالمقامع، فأُعيدوا مِن أعاليها إلى أسافلِها، وقالتْ لهمُ الملائكة: ذوقوا العذابَ الذي كنتُم تُكذِّبونَ به في الحياةِ الدُّنيا. (الواضح في التفسير).
23- ﴿ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾.
وجعلنا الكتابَ المنزلَ على موسى لقومهِ هدًى. (النسفي).
25- ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾.
إنَّ ربَّكَ يا محمَّدُ هو يبيِّنُ جميعَ خلقهِ يومَ القيامةِ فيما كانوا فيه في الدنيا يختلفون، مِن أمورِ الدينِ والبعثِ والثوابِ والعقاب، وغيرِ ذلكَ مِن أسبابِ دينِهم، فيفرِّقُ بينهم بقضاءٍ فاصل، بإيجابهِ لأهلِ الحقِّ الجنَّة، ولأهلِ الباطلِ النار. (الطبري).
26- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ ﴾.
أي: إن في ذهابِ أولئك القومِ ودمارِهم وما حلَّ بهم بسببِ تكذيبهم الرسل، ونجاةِ مَن آمنَ بهم، لآياتٍ وعبراً ومواعظَ ودلائلَ متناظرة، ﴿ أَفَلاَ يَسْمَعُونَ ﴾ أي: أخبارَ مَن تقدَّمَ كيف كان أمرُهم؟ (ابن كثير).
27- ﴿ أَفَلَا يُبْصِرُونَ ﴾.
أفلا يرونَ ذلكَ بأعينهم, فيعلَموا برؤيتهموهُ أنَّ القدرةَ التي بها فعلتُ ذلكَ لا يتعذَّرُ عليَّ أنْ أُحييَ بها الأمواتَ وأنشرَهم مِن قبورهم, وأعيدَهم بهيئاتِهم التي كانوا بها قبلَ وفـاتهم؟ (الطبري).