الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية (17)
أ. محمد خير رمضان يوسف
(سورة مريم، سورة طه)
سورة مريم
5- ﴿ فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ﴾.
﴿ وَلِيًّا ﴾: ولدًا وارثًا ومُعِينًا. (الطبري).
9- ﴿ قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾.
أي: إيجادُ الولدِ منكَ ومن زوجتِكَ هذه لا من غيرها، ﴿ هَيِّنٌ ﴾ أي: يسيرٌ سهلٌ على الله. (ابن كثير).
11- ﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا ﴾.
صلاةَ الفجرِ وصلاةَ العصر. (النسفي، روح المعاني).
15- ﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴾.
قالَ سفيان بنُ عُيينة: أوحشُ ما يكونُ الإِنسانُ في هذه الأحوال: يومَ وُلد، فيَخرجُ مما كان فيه، ويومَ يموت، فيرَى قوماً لم يكنْ عاينهم، ويومَ يُبعَث، فيرَى نفسَهُ في محشرٍ لم يرَ مثله، فخصَّ يحيـَى بالسلامةِ في هذه المواطن. (البغوي).
19- ﴿ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ﴾
الغلامُ الزكيّ: هو الطاهرُ مِن الذنوب. (الطبري).
21- ﴿ قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾.
أي: إعطاءُ الولدِ بلا أبٍ عليَّ سهل. (النسفي).
30- ﴿ قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴾.
رُويَ عن الحسن: أنه كان في المهدِ نبيًّا، وكلامهُ معجزته. (البغوي).
31- ﴿ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا﴾.
ما كنتُ حيًّا فـي الدنـيا موجودًا. (يُنظر تفسير الطبري).
33- ﴿ وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴾.
ذكرَ أنه تقدَّمَ ذكرُ تسليمهِ على نفسهِ وإدلالهُ في ذلك، ويعني عند تفسيرِ الآيةِ (15) من السورة، في قولهِ تعالَى في شأنِ يحيى عليه السلام: ﴿ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ﴾.
وقد قالَ هناك: وقوله: ﴿ وَسَلَامٌ ﴾، قالَ الطبريُّ وغيره: معناه: وأمان. والأظهرُ عندي أنها التحيةُ المتعارفة، فهي أشرفُ وأنبهُ من الأمان؛ لأن الأمانَ متحصِّلٌ له بنفي العصيان، وهي أقلُّ درجاته، وإنما الشرفُ في أن سلَّمَ الله عليه وحيَّاهُ في المواطنِ التي الإنسانُ فيها في غايةِ الضعفِ والحاجةِ وقلَّةِ الحيلةِ والفقرِ الى الله وعظيمِ الهول.
وذكرَ الطبريُّ عن الحسن أن عيسى ويحيى التقيا وهما ابنا الخالة، فقالَ يحيى لعيسى: ادعُ لي فأنتَ خيرٌ مني. فقالَ عيسى: بل أنتَ ادعُ لي فأنتَ خيرٌ مني، سلَّمَ الله عليكَ وأنا سلَّمتُ على نفسي.
35- ﴿ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾.
ذكرَ أنه تقدَّمَ القولُ فيه. وقد راجعتُ ما قالَهُ في أربعِ آيات، فرأيتهُ دخلَ في أمورٍ كلاميةٍ وأطالَ فيها..
قالَ ابنُ كثير رحمَهُ الله: أي: إذا أرادَ شيئًا، فإنما يأمرُ به، فيصيرُ كما شاء.
36- ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ﴾.
ومِن تمامِ قولِ عيسَى عليهِ السَّلامُ في المهد: إنَّ اللهَ ربِّي وربُّكم، فكلُّنا مخلوقون، وله عبيد، فاعبدوهُ وأطيعوه، ووحِّدوهُ ولا تُشرِكوا به شيئًا. (الواضح).
38- ﴿ لَكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾.
لكنِ الكافرون.. (الطبري).
39- ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾.
وهم لا يصدِّقون بالقيامةِ والبعث، ومجازاةِ الله إيّاهم على سيِّىءِ أعمالهم، بما أخبرَ أنه مـجازيهم. (الطبري).
40- ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ﴾.
أي: يردُّون فيجازَون جزاءً وفاقاً. (النسفي).
42- ﴿ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ﴾
﴿ وَلاَ يُغْنِى عَنكَ شَيْئاً ﴾ في جلبِ نفعٍ، أو دفعِ ضرّ. (البيضاوي).
48- ﴿ وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا ﴾.
﴿ وأعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾ يقول: وأجتنبُكم وما تدعون من دونِ الله من الأوثانِ والأصنام،﴿ وأدْعُو رَبّي ﴾ يقول: وأدعو ربِّي، بإخلاصِ العبـادةِ له، وإفرادهِ بالربوبـية، ﴿ عَسَى أنْ لا أكُونَ بِدُعاءِ رَبّـي شَقِـيًّا ﴾ يقول: عسَى أنْ لا أشقَى بدعاءِ ربِّي، ولكنْ يُجيبُ دعائي، ويُعطينـي ما أسأله. (الطبري).
49- ﴿ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا ﴾.
وجعلناهم كلَّهم - يعني بـالكلِّ إبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ - أنبـياء. (الطبري).
55- ﴿ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا ﴾.
محمودًا فيما كلَّفَهُ ربُّه، غيرَ مقصِّر في طاعته. (الطبري).
59- ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ﴾.
أي: المعاصي، وشربَ الخمر، يعني آثروا شهواتِ أنفسِهم على طاعةِ الله. (البغوي).
60- ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ﴾.
إلاّ مَن تابَ مِن ذنوبَه، وصدَقَ في إيمانِه، وقرنَ توبتَهُ بالعملِ الصَّالِح، فأولئكَ يدخلونَ جنَّةَ ربِّهم، ولا ينقصُ مِن ثوابِ أعمالِهم شيء. (الواضح).
63- ﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾.
أي: هذه الجنةُ التي وصفنا بهذه الصفاتِ العظيمة، هي التي نورثُها عبادَنا المتقين، وهم المطيعون لله عزَّ وجلَّ في السرّاء والضرّاء، والكاظمون الغيظ، والعافون عن الناس، وكما قال َتعالَى في أولِ سورةِ المؤمنين: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2] إلى أن قال: ﴿ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْوَٰرِثُونَ * ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ ﴾ [سورة المؤمنون: 10 - 11]. (ابن كثير).
65- ﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾.
خالقُ ذلكَ ومدبِّره، والحاكمُ فيه والمتصرِّفُ الذي لا معقِّبَ لحكمِه. (ابن كثير).
72- ﴿ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا ﴾.
ذكرَ أنه تقدَّمَ القولُ فيها. ويعني في الآيةِ (68) من السورة، وانتهَى هناك إلى أنها قعدةُ الخائفِ الذليلِ على ركبتيهِ كالأسير.
80- ﴿ وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا ﴾.
لا يصحبهُ مالٌ ولا ولدٌ كان له في الدنيا، فضلاً أن يؤتَى ثَمَّ زائداً. (البيضاوي).
82- ﴿ كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴾.
أي: أعداءً لهم، وكانوا أولياءَهم في الدنيا. (البغوي).
86- ﴿ وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا ﴾.
الكافرين بـالله الذين أجرموا. (الطبري).
90- ﴿ تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴾.
وتكادُ الأرضُ تنشقّ، فتنصدعُ من ذلك، ﴿ وتَخِرُّ الجبالُ هَدًّا ﴾ يقول: وتكادُ الجبالُ يسقطُ بعضُها علـى بعضِ سقوطاً. (الطبري).
91- ﴿ أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ﴾.
﴿ أَن دَعَوْا ﴾ أي: من أجلِ أن جعلوا ﴿ لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَداً ﴾. (البغوي).
93- ﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾.
وكلُّ مَن في السَّماواتِ والأرض، مِن الإنسِ والجنِّ والملائكةِ عبيدٌ للهِ وتحتَ تصرُّفِه، ويأتونَ إلى محلِّ حُكمِهِ في أرضِ المحشَرِ بأمرِه، في خضوعٍ وذُلٍّ واستكانة. (الواضح).
سورة طه
3- ﴿إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى﴾.
لكنْ تذكيراً. (البيضاوي).
4- ﴿ تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا ﴾.
أي: هذا القرآنُ الذي جاءكَ يا محمدُ هو تنزيلٌ من ربِّك، ربِّ كلِّ شيءٍ ومليكه، القادرِ على ما يشاء، الذي خلقَ الأرضَ بانخفاضِها وكثافتها، وخلقَ السماواتِ العُلَى في ارتفاعِها ولطافتها. (ابن كثير).
يتبع