عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 12-11-2020, 09:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية


28- ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾.

تفسيرُ الآية: هؤلاءِ الذينَ تأتي إليهمُ الملائكةُ المكلَّفةُ بقبضِ الأرواح، وهم في ساعةِ الاحتضار، وقد ظلَموا أنفسَهم بكفرِهم وعصيانِهم، يستَسلِمونَ لهم ويُظهِرونَ السَّمعَ والطَّاعة، ويقولونَ وهم في موقفِ ذُلٍّ وإهانة: ما كُنّا نعملُ عملاً سيِّئاً، ولا ارتكبنا خطأ! بلَى أيُّها المشركون، إنَّ اللهَ عليمٌ بما كسبتُم من سوءٍ وضلالٍ وفجور، وسيُجازيكُم على كلِّ ذلك. (الواضح).

30- ﴿ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴾.
ولنعمَ دارُ الذين خافوا اللهَ في الدنيا - فاتَّقَوا عقابَهُ بأداءِ فرائضهِ وتجنُّبِ معاصيه - دارُ الآخرة. (الطبري).

31- ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ ﴾.
لهم جنَّاتٌ مُعَدَّةٌ لإقامةٍ دائمة، يدخلونَها ويسكنونَ فيها فرحينَ مبتهجين، تزيِّنُها الأنهارُ جاريةً بين قصورِها وأشجارِها، ولهم فيها ما يشاؤونَ من أنواعِ المطعوماتِ والمشاربِ والثِّمارِ اللَّذيذة. وبمثلِ ذلكَ الثَّوابِ الكبيرِ يجزي اللهُ به عبادَهُ المؤمنينَ الصَّالحين. (الواضح).

37- ﴿ إِنْ تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾.
أي: مانعين من العذاب. (البغوي).

38- ﴿ وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾.
أي: فلِجَهلِهم يخالفون الرسل، ويقعون في الكفر. (ابن كثير).

39- ﴿ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ﴾.
﴿ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ﴾ أي: للناس، ﴿ ٱلَّذِى يَخْتَلِفُونَ فِيهِ ﴾ أي: من كلِّ شيء، ﴿ لِيَجْزِىَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيِجْزِى ٱلَّذِينَ أَحْسَنُواْ بِٱلْحُسْنَى ﴾ [سورة النجم: 31]، ﴿ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ﴾ أي: في أَيمانِهم وأقسامِهم: لا يبعثُ اللهُ مَن يموت؛ ولهذا يُدعَون يومَ القيامةِ إلى نارِ جهنَّمَ دعًّا، وتقولُ لهم الزبانية: ﴿ هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ * أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لا تُبْصِرُونَ * اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [سورة الطور: 14 - 16]. (ابن كثير).

41- ﴿ وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾.
الضميرُ للكفّار، أي: لو علموا أن الله يجمعُ لهؤلاء المهاجرين خيرَ الدارَين لوافقوهم، أو للمهاجرين، أي: لو علموا ذلك لزادوا في اجتهادهم وصبرهم. (البيضاوي).

43- ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾.
يقولُ لمشركي قريش: وإنْ كنتم لا تعلمون أن الذين كنا نرسلُ إلى مَن قبلكم من الأممِ رجالٌ من بني آدم، مثلُ محمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقلتم هم ملائكة، أي ظننتم أن الله كلَّمهم قبلاً، ﴿ فـاسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ﴾... (الطبري).

44- ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾.
ولـيتذكَّروا فـيه، ويعتبروا به، أي: بما أنزلنا إلـيك. (الطبري).

45- ﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ﴾.
بغتةً، من جانبِ السماء، كما فعلَ بقومِ لوط. (البيضاوي).

46- ﴿ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ ﴾.
أي: لا يُعجزون الله على أيِّ حالٍ كانوا عليه. (ابن كثير).

49- ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾.
أي: غيرَ مستكبرينَ عن عبادته. (ابن كثير).

51- ﴿ وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾.
فإيّايَ فاتَّقوا، وخافوا عقابي بمعصيتِكم إيَّايَ إنْ عصيتُموني وعبدتُم غيري، أو أشركتُم في عبـادتِكم لي شريكًا. (الطبري).

52- ﴿ وَلَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ ﴾.
أي: تخافون، استفهامٌ على طريقِ الإِنكار. (البغوي).

55- ﴿ لِيَكْفُرُوا بِمَا آَتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾.
﴿ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ عاقبةَ أمركم. هذا وعيدٌ لهم. (البغوي).

57- ﴿ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ ﴾.
﴿ سُبْحَانَهُ ﴾ أي: عن قولهم وإفكهم ﴿ أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ * وَلَدَ ٱللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ * أَصْطَفَى ٱلْبَنَاتِ عَلَىٰ ٱلْبَنِينَ * مَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴾ [سورة الصافات:151-154]. وقوله: ﴿ وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ ﴾ أي: يختارون لأنفسهم الذكور، ويأنفون لأنفسهم من البناتِ التي نسبوها إلى الله. تعالى الله عن قولهم علوًّا كبيرًا. (ابن كثير).

60- ﴿ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾.
﴿ الْعَزِيزُ ﴾: المنفردُ بكمالِ القدرةِ على كلِّ شيء، ومِن ذلكَ مؤاخذتُهم بقبائحِهم. وقيل: هو الذي لا يوجدُ له نظير. ﴿ الْحَكِيمُ ﴾: الذي يفعلُ كلَّ ما يفعلُ بمقتضَى الحكمةِ البالغة. (روح المعاني).

61- ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾.
﴿ ولَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ ﴾ يقول: ولكنْ بحِلمهِ يؤخِّرُ هؤلاء الظلَمةَ فلا يُعاجلُهم بالعقوبة، ﴿ إِلَى أجَلٍ مُسَمًّى ﴾ يقول: إلى وقتهم الذي وُقِّت لهم. ﴿ فإذَا جاءَ أجَلُهُمْ ﴾ يقول: فإذا جاءَ الوقتُ الذي وُقِّت لهلاكِهم، لا يَستأخِرونَ عن الهلاكِ ساعةً فـيُمهَلون، ولا يَستَقدِمونَ له، حتَّى يَستوفُوا آجالَهم. (الطبري).

63- ﴿ تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
واللهِ لقد أرسَلنا إلى الأممِ السابقةِ رُسلاً مِن قَبلِك، كما أرسَلناكَ إلى قومِكَ أيُّها النبيّ، فأغواهمُ الشَّيطانُ وزيَّنَ لهم سوءَ معتقدِهم وانحرافَ سلوكِهم، فهو مُلهِمُهم ومُشَجِّعُهم كما يَظهَرُ من أقوالِهم وأعمالِهم، ولهم في الآخرةِ عذابٌ شديدٌ على طاعتِهم له، دونَ طاعةِ رسُلِهم.
(الواضح).

64- ﴿ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾.
﴿ وَهُدًى ﴾: بياناً من الضلالة، يعني بذلك الكتاب، ﴿ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ به، فـيصدِّقون بما فيه، ويُقِرُّون بما تضمَّنَ مِن أمرِ اللهِ ونهيه، ويعملونَ به. (الطبري).

65- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴾.
إن في إحيائنا الأرضَ بعد موتها بما أنزلنا من السماءِ من ماء، لدليلاً واضحاً وحجَّةً قاطعة. عذرَ مَن فكَّرَ فـيه. (الطبري).

67- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾.
ناسبَ ذكرُ العقلِ هاهنا، فإنه أشرفُ ما في الإنسان؛ ولهذا حرَّمَ اللهُ على هذه الأمَّةِ الأشربةَ المسكرةَ صيانةً لعقولِها. (ابن كثير).

69- ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾.
أي: إنَّ في إلهامِ اللهِ لهذه الدوابِّ الضعيفةِ الخِلقة، إلى السلوكِ في هذه المهامه، والاجتناءِ مِن سائرِ الثمار، ثم جمعِها للشمعِ والعسل، وهو مِن أطيبِ الأشياء، ﴿ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ في عظمةِ خالقِها ومقدِّرِها ومسخِّرِها وميسِّرِها، فيستدلُّون بذلكَ على أنه القادر، الحكيمُ العليم، الكريمُ الرحيم. (ابن كثير).

72- ﴿ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴾.
﴿ أَفَبِٱلْبَـٰطِلِ يُؤْمِنُونَ ﴾ وهم الأندادُ والأصنام، ﴿ وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ﴾ أي: يسترون نعمَ الله عليهم، ويضيفونها إلى غيره. (ابن كثير).

74- ﴿ فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾.
أي: إنه يعلمُ ويشهدُ أنه لا إله إلا هو، وأنتم بجهلكم تشركون به غيره. (ابن كثير).

76- ﴿ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾.
يعني: هل يستوي هذا الأبكمُ الكَلُّ علـى مولاهُ الذي لا يأتي بخيرٍ حيثُ توجَّه، ومَن هو ناطقٌ متكلِّم يأمرُ بالحقِّ ويدعو إليه، وهو الله الواحدُ القهّار، الذي يدعو عبـادَهُ إلى توحيدهِ وطاعته؟ يقول: لا يستوي هو تعالَى ذكره، والصنـمُ الذي صفتهُ ما وُصِف.
وقوله: ﴿ وَهُوَ علـى صِراطٍ مُسْتَقِـيـمٍ ﴾ يقول: وهو مع أمرهِ بالعدل، على طريقٍ من الحقِّ في دعائهِ إلى العدلِ وأمرهُ به مستقـيـم، لا يَعْوَجُّ عن الحقِّ ولا يزولُ عنه. (الطبري).

79- ﴿ أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾.
ألا يَنظرُ الناسُ إلى هذهِ الطيورِ المذلَّلات، التي تَطيرُ في الجوّ، كيفَ أنَّ اللهَ أودعَ فيها القدرةَ على الطَّيران، وجعلَ في الجوِّ الهواءَ ليتلاءَمَ مع حركةِ طيرانِها، ولا يَقدِرُ على إبقائهنَّ في السَّماءِ هكذا إلاّ اللهُ تعالَى، خالقُ الطَّيرِ وطيرانِها. وفي ذلكَ دلالةٌ على قدرةِ اللهِ العظيم، لمن يؤمنُ به ويعظِّمُه، وينتفعُ بكلامهِ ويعقِلُه. (الواضح).

82- ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴾.
فإن أدبرَ هؤلاء المشركون يا محمدُ عما أرسلتُكَ به إليهم من الحقّ، فلم يستجيبوا لك، وأعرضوا عنه، فما عليكَ من لومٍ ولا عذل؛ لأنك قد أدَّيتَ ما عليك في ذلك، إنه ليسَ عليكَ إلاّ بلاغُهم ما أُرسِلتَ به. ويعني بقوله ﴿ الْمُبِينُ ﴾: الذي يَبِينُ لمن سمعَهُ حتى يفهمه. (الطبري).

87- ﴿ وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴾.
﴿ وَضَلَّ عَنْهُم ﴾: وضاعَ عنهم وبطلَ ﴿ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴾ من أن آلهتَهم يَنصرونَهم ويشفعون لهم حين كذَّبوهم وتبرَّؤوا منهم. (البيضاوي).

89- ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾.
﴿ وَهُدىً ﴾ من الضلالة، ﴿ وَرَحْمَةً ﴾ لمنْ صدَّق به، وعملَ بما فـيه، من حدودِ اللهِ وأمرهِ ونهيه، فأحلَّ حلالَه، وحرَّمَ حرامه. وبشارةً لمنْ أطاعَ اللهَ وخضعَ له بـالتوحيد، وأذعنَ له بـالطاعة، يبشِّرهُ بجزيـلِ ثوابهِ فـي الآخرة، وعظيمِ كرامته. (الطبري).

90- ﴿ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾.
﴿ يَعِظُكُمْ ﴾ أي: ينبِّهكم بما يأمرُ وينهَى سبحانهُ أحسنَ تنبيه، ﴿ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾: طلباً لأنْ تتعظوا بذلك وتنتبهوا. (روح المعاني، باختصار).

92- ﴿ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾.
وفي يومِ القيامةِ يَفصِلُ اللهُ بينَ النَّاسِ فيما كانوا يَختلفونَ فيهِ في الدُّنيا، ويُبيِّنُ لهم الحقَّ في ذلك، ويُجازي كُلاًّ بما يَستحقّ. (الواضح في التفسير).
وقالَ الطبري: والذي كانوا فـيه يختلفونَ في الدنـيا، أنَّ المؤمنَ بـالله كان يقرُّ بوحدانـيةِ اللهِ ونبوَّةِ نبـيِّه، ويصدِّقُ بما ابتعثَ به أنبـياءَه، وكان يكذِّب بذلك كلِّهِ الكافرُ، فذلكَ كان اختلافهم في الدنـيا، الذي وعدَ اللهُ تعالـَى ذكرهُ عبـادَهُ أنْ يبـيِّنَهُ لهم عندَ ورودِهم علـيه...

95- ﴿ وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾.
قال البغوي: ﴿ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ فضلَ ما بين العوَضَين.
وقال صاحبُ (روحِ المعاني): أي: إنْ كنتُم من أهلِ العلمِ والتمييز.

97- ﴿ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾.
وأنْ يجزيَهُ بأحسنِ ما عملَهُ في الدارِ الآخرة. (ابن كثير).

99- ﴿ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾.
وعلى ربِّهم يتوكَّلونَ فـيـما نابَهم مِن مهمَّات أمورِهم. (الطبري).

102- ﴿ قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾.
تثبيتاً للمؤمنـين وتقويةً لإيمانهم، ليزدادوا بتصديقهم لناسخهِ ومنسوخهِ إيماناً لإيمانهم، وهدًى لهم مِن الضلالة، وبُشرَى للمسلـمينَ الذين استسلـموا لأمرِ اللهِ وانقادوا لأمرهِ ونهيه، وما أنزلَهُ في آي كتابه، فأقرُّوا بكلِّ ذلكَ وصدَّقوا به قولاً وعملاً. (الطبري).

103- ﴿ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾.
ذو بيانٍ وفصاحة. (البيضاوي).

104- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
﴿ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ في الآخرةِ على كفرهم. (النسفي).

106- ﴿ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾.
الكافرُ الصَّريحُ هو مَن فتحَ صدرَهُ للكفر، وقَبِلَهُ طواعيةً واختيارًا، فهؤلاءِ عليهم غضبٌ عظيمٌ وسُخْطٌ منَ الله، ولهم عذابٌ كبيرٌ يومَ القيامة، لعِظَمِ جُرمِهم. (الواضح).

111- ﴿ وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾.
وهم لا يُفعَلُ بهم إلا ما يستحقونه ويستوجبونهُ بما قدَّموهُ من خيرٍ أو شرّ، فلا يُجزَى المحسنُ إلا بالإحسان، ولا المسيءُ إلا بالذي أسلفَ من الإساءة، لا يعاقَبُ محسن، ولا يُبخَسُ جزاءَ إحسانه، ولا يُثابُ مسيءٌ إلا ثوابَ عمله. (الطبري).

112- ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾.
﴿ رَغَدًا ﴾: ذكرَ معناها في الآيةِ (35) من سورةِ البقرةِ بقوله: الرغد: العيشُ الدارُّ الهنيُّ الذي لا عناءَ فيه.
﴿ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾: أي: لا ينقصُ من ثوابِ الخير، ولا يزدادُ على ثوابِ الشرّ، ولا يُظلَمونَ نقيرًا. (ابن كثير).

113- ﴿ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴾.
وهم مشركون. وذلكَ أنه قُتِلَ عظماؤهم يومَ بدرٍ بالسيفِ على الشرك. (الطبري).

117- ﴿ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾.
ثم إلينا مرجعُهم ومَعادُهم، ولهم على كذبهم وافترائهم على الله بما كانوا يفترون، عذابٌ عند مصيرهم إلـيه أليم. (الطبري).

121- ﴿ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾.
﴿ شَاكِراً لأَنْعُمِهِ ﴾ أي: قائماً بشكرِ نعمِ الله عليه، كقوله تعالى: ﴿ وَإِبْرَٰهِيمَ ٱلَّذِى وَفَّىٰ
[سورة النجم: 37] أي: قامَ بجميعِ ما أمرَهُ الله تعالى به.

وقوله: ﴿ ٱجْتَبَـٰهُ ﴾ أي: اختارَهُ واصطفاه، كقوله: ﴿ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَآ إِبْرَٰهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَـٰلِمِينَ ﴾ [سورة الأنبياء: 51]. ثم قال: ﴿ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ وهو عبادةُ الله وحدَهُ لا شريكَ له على شرعٍ مرضيّ. (ابن كثير).

123- ﴿ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾.
مسلمًا، على الدينِ الذي كان عليه إبراهيم، بريئًا من الأوثانِ والأندادِ التي يعبدُها قومُك، كما كان إبراهيمُ تبرَّأ منها. (الطبري).

124- ﴿ إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾.
إنَّ ربَّكَ يا محمدُ لَيحكمُ بين هؤلاءِ المختلفينَ بينهم، في استحلالِ السبتِ وتحريمه، عندَ مصيرهم إليه يومَ القيامة، فيقضي بينهم في ذلكَ وفي غيره، ممَّا كانوا فيه يختلفونَ في الدنيا بالحقّ، ويفصلُ بالعدلِ بمجازاةِ المصيبِ فيه جزاءه، والمخطئِ فيه منهم ما هو أهله. (الطبري).


127- ﴿ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴾.
﴿ وَلاَ تَكُ فِى ضَيْقٍ ﴾ أي: غمّ، ﴿ مِّمَّا يَمْكُرُونَ ﴾ أي: مما يُجهدون أنفسَهم في عداوتِكَ وإيصالِ الشرِّ إليك، فإن الله كافيكَ وناصرُكَ ومؤيدُكَ ومظهرُكَ ومظفرُكَ بهم. (ابن كثير).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 43.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 42.90 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.44%)]