الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية (7)
أ. محمد خير رمضان يوسف
(من أول سورة النساء - الآية 100)
سورة النساء
8- ﴿ وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴾.
أولو القربَى: الأقرباء، والمساكين: الفقراء، الذين لا يرثون.
11- ﴿ يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ ﴾.
للرجُلِ ضِعْفُ ما هو للأُنثَى.
12- ﴿ وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴾.
ولكم أيُّها الأزواجُ نصفُ ما تركتِ الزوجاتُ إذا لم يكنْ لهنَّ أولاد.
فإذا كانَ لهنَّ أولادٌ فلكمُ الربُع مِن تركتِهنّ.
وهذا بعدَ إيفاءِ الدَّينِ والوصيَّةِ مِن ميراثِهنّ، إنْ كانَ عليهنَّ دَين، أو أوصَينَ بوصيَّة.
وللزَّوجاتِ الرُّبُعُ مِن ميراثِكم أيُّها الأزواجُ إذا لم يكنْ لكم ولد..
﴿ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴾: واللهُ عليمٌ بالمضارِّ وغيرِه، حليمٌ بهم، فلا يؤاخذُهم بمجرَّدِ صدورِ خطأ منهم، بل يُمهِلُهم ويبيِّنُ لهم حتَّى يفهمُوا ويعتبِروا. (الواضح).
13- ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾.
﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ فـي العملِ بـما أمرَهُ به، والانتهاءِ إلى ما حدَّهُ له في قسمةِ الـمواريثِ وغيرها، ويجتنبْ ما نهاهُ عنه في ذلكَ وغيره، يُسكنهُ بساتـينَ تجري مِن تـحتِ غروسِها وأشجارِها الأنهار، بـاقـينَ فـيها أبدًا، لا يـموتونَ فـيها ولا يفنون، ولا يخرجونَ منها، وذلكَ الفَلَـحُ العظيـم (مستفاد من الطبري).
14- ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾.
﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ فـي العملِ بـما أمراهُ به مِن قسمةِ الـمواريث، وغيرِ ذلكَ مِن فرائضِ الله، مخالفًا أمرَهما إلى ما نهياهُ عنه، مِن قسمةِ تركاتِ موتاهم بـين ورثته، وغيرِ ذلكَ مِن حدوده، يُدخلْهُ نارًا باقـيًا فـيها أبدًا، لا يـموتُ ولا يخرجُ منها أبدًا، وله عذابٌ مذلٌّ ومُخزٍ له. (الطبري، باختصار).
16- ﴿ وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآَذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾.
يعنـي: ذا رحمةٍ ورأفة. (الطبري).
20- ﴿ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآَتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾.
﴿ قِنْطَارًا ﴾: ذكرَ أنه سبقَ بيانه. ويعني في الآية (75) من سورةِ آلِ عمران، وقد قالَ هناك: القنطارُ في هذه الآيةِ مثالٌ للمالِ الكثير، يدخلُ فيه أكثرُ من القنطارِ وأقلّ.
﴿ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾: أتأخذونَهُ ظلماً وزوراً بيِّناً؟ (الواضح).
الجزء الخامس
24- ﴿ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾.
﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا ﴾ بما يُصلحُ أمرَ الخَلق، ﴿ حَكِيمًا ﴾ فيما شرعَ لهم، ومِن ذلكَ عقدُ النكاح، الذي يحفَظُ الأموالَ والأنساب. (روح المعاني).
25- ﴿ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾.
رحيمٌ بكم إذ أذنَ لكم في نكاحهنَّ عندَ الافتقارِ وعدمِ الطَّولِ للحرَّة. (الطبري).
27- ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾.
يريدُ الذين يطلبونَ لذَّاتِ الدنيا وشهواتِ أنفسِهم فيها أن تميلوا عن أمرِ اللهِ تبارك وتعالى، فتجوروا عنه بإتيانكم ما حرَّمَ عليكم وركوبِكم معاصيه، ﴿ مَيْلاً عَظِيمًا ﴾: جَورًا وعُدولاً عنه شديدًا (الطبري).
28- ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾.
﴿ يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفّفَ عَنْكُمْ ﴾ فلذلكَ شرعَ لكم الشرعةَ الحنيفيةَ السمحةَ السهلة، ورخَّصَ لكم في المضايق، كإحلالِ نكاحِ الأمة.
﴿ وَخُلِقَ ٱلإِنسَـٰنُ ضَعِيفاً ﴾: لا يصبرُ عن الشهوات، ولا يتحمَّلُ مشاقَّ الطاعات. (ابن كثير).
29- ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾.
أي: فيما أمرَكم به، ونهاكم عنه. (ابن كثير).
31- ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴾.
نغفرْ لكم صغائركم ونمحُها عنكم. (البيضاوي).
34- ﴿ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾.
﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ فاحذروه، فإن قدرتَهُ سبحانهُ عليكم أعظمُ من قدرتكم على مَن تحت أيديكم منهن، أو أنه تعالى على علوِّ شأنهِ وكمالِ ذاتهِ يتجاوزُ عن سيئاتكم، ويتوبُ عليكم إذا تبتُم، فتجاوزوا أنتم عن سيئاتِ أزواجكم، واعفوا عنهنَّ إذا تبن، أو أنه تعالى قادرٌ على الانتقامِ منكم، غيرُ راضٍ بظلمِ أحد، أو أنه سبحانهُ مع علوِّهِ المطلقِ وكبريائهِ لم يكلِّفْكم إلا ما تُطيقون، فكذلك لا تكلِّفوهنَّ إلا ما يُطِقن. (روح المعاني).
35- ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴾.
يعني جلَّ ثناؤه: إنَّ اللهَ كانَ عليمًا بما أرادَ الحكمانِ من إصلاحٍ بين الزوجينِ وغيره، خبيرًا بذلكَ وبغيرهِ مِن أمورهما وأمورِ غيرهما، لا يخفَى عليه شيءٌ منه، حافظٌ عليهم، حتى يجازيَ كلاًّ منهم جزاءَهُ بالإحسانِ إحسانًا، وبالإساءةِ غفرانًا أو عقابًا. (تفسير الطبري).
36- ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾.
ولا تجعلوا له في الربوبيةِ والعبادةِ شريكًا تعظِّمونَهُ تعظيمَكم إيّاه. (الطبري).
39- ﴿ وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا ﴾.
وما الذي كانَ يَجري لهم لو سَلكوا الطريقَ الصحيح، فآمَنوا باللهِ خالقِهم، وآمَنوا بيومِ القيامة، الذي يُثابُ فيهِ المرءُ على ما أحسنَ فيُكرَم، ويُعاقَبُ على ما أساءَ فيُعَذَّب، ليَخافَ الناسُ فيُحسِنوا سلوكَهم، ثمَّ أنفَقوا ممّا رزقَهمُ اللهُ مِن مالٍ وتفضَّلَ بهِ عليهم لوجههِ الكريم، لا للمباهاةِ والافتخار، فيعتَدِلوا ويَنفعوا بدلَ أنْ يَبْخَلوا ويَضرُّوا؟ (الواضح).
43- ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ﴾.
أي: ومِن عفوهِ عنكم وغَفْرهِ لكم أنْ شرعَ التيمُّم، وأباحَ لكم فعلَ الصلاةِ به إذا فقدتم الماء، توسعةً عليكم، ورخصةً لكم... (ابن كثير).
45- ﴿ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا ﴾.
﴿ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ ﴾ أي: هو أعلمُ بهم، ويحذِّركم منهم، ﴿ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ نَصِيراً ﴾ أي: كفَى به وليًّا لمن لجأ إليه، ونصيرًا لمن استنصره. (ابن كثير).
47- ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ ﴾.
يعني جلَّ ثناؤه بقوله: ﴿ يَـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ ﴾: اليهودَ من بني إسرائيل، الذين كانوا حوالي مهاجَرِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، قالَ الله لهم: يا أيها الذين أُنزلَ إليهم الكتاب، فأُعطُوا العلمَ به، ﴿ ءامِنُواْ ﴾ يقول: صدِّقوا بما أنزلنا إلى محمدٍ من الفرقان. (الطبري).
48- ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾.
يعني بذلك جلَّ ثناؤه: ومن يشركْ بالله في عبادتهِ غيرَهُ من خلقه، ﴿ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾، يقول: فقد اختلقَ إثماً عظيماً. وإنما جعلَهُ الله تعالَى ذكرهُ مفترياً، لأنه قالَ زوراً وإفكاً، بجحودهِ وحدانيةَ الله، وإقرارهِ بأن لله شريكاً من خلقه، وصاحبةً أو ولداً، فقائلُ ذلك مفتر، وكذلك كلُّ كاذب، فهو مفترٍ في كذبه، مختلقٌ له. (الطبري، باختصار).
49- ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا ﴾.
أي: يُطهِّرُ ويُبرِّئ من الذنوبِ ويُصلِحُ مَن يشاء. (البغوي).
57- ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ﴾.
قالَ في تفسيرِ ﴿ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ في الآيةِ (25) من سورةِ البقرة، ما مختصره: ﴿ جَنَّاتٍ ﴾: جمعُ جنة، وهي بستانُ الشجرة والنخيل، و ﴿ مِنْ تَحْتِهَا ﴾: معناهُ من تحتِ الأشجارِ التي يتضمَّنها ذكرُ الجنة، و ﴿ الْأَنْهَارُ ﴾: المياهُ في مجاريها المتطاولةِ الواسعة. اهـ.
﴿ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ﴾: وهم خالدون فيها أبداً، لايحُولون ولا يزولون، ولا يبغون عنها حِوَلاً. (ابن كثير).
58- ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ﴾.
ويأمركم إذا حكمتُم بين رعيَّتِكم أن تحكموا بينهم بالعدلِ والإنصاف (الطبري).
61- ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا ﴾.
ألم ترَ يا محمَّدُ إلى الذينَ يزعمونَ أنهم آمنوا بما أُنزل إليكَ مِن المنافقين، وإلى الذين يزعمونَ أنهم آمنوا بما أُنزِلَ مِن قبلِكَ مِن أهلِ الكتاب، إذا قيلَ لهم: تعالَوا هلمُّوا إلى حكمِ اللهِ الذي أنزلَهُ في كتابه، وإلى الرسولِ ليحكمَ بيننا... (الطبري، باختصار).
64- ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا ﴾.
فسألوا الله أن يصفحَ لهم عن عقوبةِ ذنبهم بتغطيتهِ عليهم، وسألَ لهم اللهَ رسولهُ صلَّى الله عليه وسلَّمَ مثلَ ذلك. (الطبري).
65- ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾.
أي: وينقادوا لأمرِكَ انقياداً. (البغوي).
69- ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾.
يعني بذلك جلَّ ثناؤه: ومن يُطعِ الله والرسولَ بالتسليمِ لأمرهما، وإخلاصِ الرضا بحكمِهما، والانتهاءِ إلىأمرهما، والانزجارِ عمّا نهيا عنه من معصيةِ الله، فهو مع الذين أنعمَ الله عليهم بهدايتهِ والتوفيقِ لطاعتهِ في الدنيا...
﴿ وَالصَّالِحِينَ ﴾: وهم جمعُ صالح، وهو كلُّ من صلحتْ سريرتهُ وعلانتيه.
وأما قولهُ جلَّ ثناؤه: ﴿ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً ﴾ فإنه يعني: وحسنَ هؤلاء الذين نعتهم ووصفهم رفقاءَ في الجنة. (الطبري).
89- ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾.
﴿ فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ أي: هم يودُّون لكم الضلالة؛ لتستووا أنتم وإيّاهم فيها، وما ذاكَ إلا لشدَّةِ عداوتهم وبغضهم.
﴿ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ أي: لا توالُوهم ولا تستنصروا بهم على الأعداءِ ما داموا كذلك. (ابن كثير).
92- ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾.
﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً ﴾ بمن قتلَ خطأً، ﴿ حَكِيماً ﴾ فيما حكمَ به عليكم. (البغوي).
93- ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾.
... وغضبَ اللهُ بقتلهِ إيَّاهُ متعمِّدًا، وأبعدَهُ من رحمته، وأخزاه، وأعدَّ له عذابًا لا يعلمُ قدرَ مبلغهِ سواهُ تعالى ذكره. (تفسير الطبري، باختصار).
96- ﴿ دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾.
﴿ وَمَغْفِرَةً ﴾ يقول: وصفحَ لهم عن ذنوبهم، فتفضَّلَ عليهم بتركِ عقوبتهم عليها.
﴿ وَرَحْمَةً ﴾ يقول: ورأفةً بهم.
﴿ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ﴾: يقول: ولم يزلِ الله غفورًا لذنوبِ عبادهِ المؤمنين، فيصفحُ لهم عن العقوبةِ عليها، رحيمًا بهم، يتفضَّلُ عليهم بنعمه، مع خلافهم أمرَهُ ونهيه، وركوبهم معاصيه. (الطبري).
99- ﴿ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴾.
وهو ربٌّ كريم، يعفو عنِ النَّاس، ويغفرُ ذنوبَهم، على كثرةِ ما يُخطِئونَ ويُذنِبون. (الواضح في التفسير).
100- ﴿ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾.
يقول: ولم يزلِ الله تعالى ذكرهُ غفورًا، يعني ساترًا ذنوبَ عبادهِ المؤمنين، بالعفوِ لهم عن العقوبةِ عليها، رحيمًا بهم، رفيقًا. (تفسير الطبري).