عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-11-2020, 09:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,262
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية

الهدية في الاستدراك على تفسير ابن عطية (2)


أ. محمد خير رمضان يوسف





سورة البقرة



(الآيات 1 - 100)











سورة البقرة







6- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ



قالَ ابنُ كثيرٍ رحمهُ الله: سواءٌ عليهم إنذارُكَ وعدمُه، فإنهم لا يؤمنونَ بما جئتَهم به.







12- ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾.



فسَّرَ الإفسادَ في الآيةِ التي تسبقها بالكفرِ وموالاةِ الكفرة.







23- ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ﴾.



مما نزَّلنا على عبدنا محمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّمَ من النورِ والبرهانِ وآياتِ الفرقانِ أنه من عندي، وأنّي الذي أنزلتهُ إليه، فلم تُؤمنوا به ولم تصدِّقوهُ فيما يقول.. (تفسير الطبري).







26- ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ



﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾: فأما الذين صدَّقوا الله ورسوله، فيعرفون أن المثَلَ الذي ضرَبهُ الله، لِمَا ضربَهُ له، مثَل. (الطبري).



وأوردَ الطبريُّ قولَ قتادة: أي: يعلمون أنه كلامُ الرحمن، وأنه الحقُّ من الله.



عن ابن عباس: ﴿ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ ﴾ يقول: يعرفهُ الكافرون فيكفرون به.



وقالَ قتادة: ﴿ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ ﴾: فسقوا، فأضلَّهم الله على فسقهم.





28- ﴿ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾.



قالَ ابنُ عطيةَ رحمَهُ الله في تفسيرها في الآيةِ الأخيرةِ من سورةِ القصص: إخبارٌ بالحشرِ والعودةِ من القبور.



وقالَ الحافظُ ابنُ كثيرٍ في تفسيرهِ لها في آخرِ سورةِ يس: وإليه يرجعُ الأمرُ كلُّه، وله الخَلقُ والأمر، وإليهِ ترجعُ العبادُ يومَ القيامة، فيُجازي كلَّ عاملٍ بعمله، وهو العادلُ المتفضِّل.







29- ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.



قالَ الطبري: أخبرهم جلَّ ذكرهُ أنه خلقَ لهم ما في الأرضِ جميعًا؛ لأنَّ الأرضَ وجميعَ ما فيها لبني آدمَ منافع، أما في الدينِ فدليلٌ على وحدانيةِ ربِّهم، وأما في الدنيا فمعاشٌ وبلاغٌ لهم إلى طاعتهِ وأداءِ فرائضه.







30- ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ.



فسَّرَ الإفسادَ في الآيةِ (11) من السورةِ نفسها بالكفرِ وموالاةِ الكفرة.







32- ﴿ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾.



قولهُ تعالَى: ﴿ سُبْحَانَكَ ﴾ أي: تنزيهًا لكَ عن أنْ يَعلَمَ الغيبَ أحدٌ سواك. وهذا جوابُهم عن قوله: ﴿ أَنْبِئُونِي ﴾، فأجابوا أنَّهم لَا يعلَمون إِلّا ما أعْلَمَهُم به، ولم يَتعاطَوا ما لَا علمَ لهم به، كما يَفعلهُ الجهَّالُ منَّا. (القرطبي).







33- ﴿ قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾.



﴿ أَعْلَمُ غَيْبَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأرْضِ ﴾ تدرُّجاً من المجملِ إلى ما هو مبيَّنٌ بعضَ بيان، ومبسوطٌ بعضَ بسط. وفي اختصاصهِ بعلمِ غيبِ السماواتِ والأرضِ ردٌّ لما يتكلَّفهُ كثيرٌ من العباد، من الاطلاعِ على شيءٍ من علمِ الغيب، كالمنجِّمين، والكهّان، وأهلِ الرمل، والسحر، والشعوذة. (فتح القدير للشوكاني).







36- ﴿ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ﴾.



أوردَ ابنُ جريرٍ الطبريُّ وغيرهُ أقوالًا في المرادِ بالبعضِ الذين بينهم عداوة، منها قولُ مجاهد: آدمُ وذريته، وإبليسُ وذريته. وقولُ ابنِ عباس: آدمُ وحواءُ وإبليسُ والحية.



وذكرَ المؤلفُ نفسهُ الاختلافَ في المقصودِ في الآيةِ (38) من السورة ﴿ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ﴾، ورأى أن الصحيحَ في معناه: آدمُ وحوَّاءُ وإبليسُ وذرِّيتُهم.







37- ﴿ فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾.



وأما قوله: ﴿ الرَّحِيمُ ﴾، فإنه يعني أنه المتفضِّلُ عليه مع التوبةِ بالرحمة. ورحمتهُ إيَّاهُ إقالةُ عثرته، وصَفحهُ عن عقوبةِ جُرمه. (الطبري).







38-﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ



يعني فمن اتَّبعَ بياني الذي أبيِّنهُ على ألسنِ رسلي أو مع رسلي. (تفسير الطبري).







39- ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾.



قالَ الإمامُ البغويُّ في تفسيره: لا يخرجون منها، ولا يموتون فيها.







41- ﴿ وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ﴾.



قالَ رحمَهُ الله: وقد تقدَّمَ نظيرُ قوله: ﴿ وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ﴾.



يعني في الآيةِ (21) من السورة: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ وقد صرَّفَ اللفظَ هناك، ولم يزدْ على قوله: مأخوذٌ من الوقاية.



قالَ النسفيُّ في تفسيره: أي اعبدوا على رجاءِ أن تتَّقوا فتَنجوا بسببهِ من العذاب.







48- ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾.



﴿ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ﴾: يُمنَعون من عذابِ الله (البغوي).







49- ﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ﴾.



أي: يستَبْقُون نساءكم، أي: بناتكم (زاد المسير لابن الجوزي).







51- ﴿ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ .



قالَ رحمهُ الله: مبتدأٌ وخبرٌ في موضعِ الحال، وقد تقدَّمَ تفسيرُ الظلم.



ويعني ما وردَ في الآيةِ (35) من السورة: ﴿ وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾.







وذكرَ معنَى اللفظةِ هناك بما يناسبُ السياقَ من قصةِ آدمَ عليه السلام.



قالَ ابنُ كثيرٍ في الآيةِ (92) من السورةِ نفسها: ﴿ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ﴾: في هذا الصنيعِ الذي صنعتموه، مِن عبادتِكمُ العجل، وأنتم تعلمونَ أنه لا إله إلا الله.







52- ﴿ ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾.



لتشكروني على عفوي عنكم، إذ كان العفوُ يوجبُ الشكرَ على أهلِ اللبِّ والعقل. (الطبري).







53- ﴿ وَإِذْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾.



لكي تهتدوا بتدبُّرِ الكتاب، والتفكُّرِ في الآيات. (البيضاوي).







54- ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾.



تصريفٌ وإعرابٌ دون تفسير.



وتفسيرُ الآيةِ الكريمة: واذكروا عندما قالَ موسى لبَني إسرائيلَ الذين عَبدوا العجلَ: لقد ارتكبتُم جُرْماً عظيماً ومَعصيةً كبيرةً عندما اتَّخذتمُ العجلَ ربًّا دونَ الله، ولا توبةَ لكم عندَ خالقِكم إلاّ أنْ يَقتُلَ بعضُكم بعضاً، فيَقتُلَ البريءُ منكمُ المجرمَ، فإنَّهُ أنسبُ عقوبةٍ لنفوسِكمُ السيِّئة، وقلوبِكمُ القاسية، وطبيعتِكمُ المنحَرفة، وعسَى أنْ يكونَ هذا توبةً لجُرمِكمُ الشنيع، وتذكرةً مؤلمةً لكم لئلاّ تَعودوا إلى مثلِه. ثمَّ أدركتْكُم رحمتُهُ فتابَ عليكم، فهو يَقبلُ التوبةَ الصادقةَ مِن عبادِه، رحمةً بهم. (الواضح في التفسير).







60- ﴿ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ .



فسَّرَ الإفسادَ في الآيةِ (11) من السورةِ نفسها بالكفرِ وموالاةِ الكفرة.



وقالَ ابنُ كثير: لا تقابلوا النعمَ بالعصيان فتُسلَبوها.







61- ﴿ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾.



قالَ المؤلِّفُ في تفسيرها في الآيةِ (112) من سورةِ آلِ عمران ﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾، قال:



وقولهُ تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا ﴾ حملَهُ المفسِّرون على أن الإشارةَ بذلك إلى الشيءِ الذي أُشِيرَ إليه بذلك الأول، قالَهُ الطبريُّ والزجَّاجُ وغيرهما.







والذي أقول: إن الإشارةَ بـ ﴿ ذَلِكَ ﴾ الأخيرِ إنما هي إلى كفرهم وقتلهم، وذلك أن الله تعالى استدرجهم فعاقبهم على العصيانِ والاعتداء، بالمصيرِ إلى الكفرِ وقتلِ الأنبياء، وهو الذي يقولُ أهلُ العلم: إن الله تعالى يعاقِبُ على المعصيةِ بالإيقاعِ في معصية، ويجازي على الطاعةِ بالتوفيقِ إلى الطاعة، وذلك موجودٌ في الناسِ إذا تُؤمِّل، وعصيانُ بني إسرائيلَ واعتداؤهم في السبتِ وغيرهِ متقررٌ في غيرِ ما موضعٍ من كتابِ الله.







وقال قتادةُ رحمهُ الله عندما فسَّرَ هذه الآية: اجتنبوا المعصيةَ والعدوان، فإن بها أُهلِكَ مَن كان قبلَكم من الناس. اهـ.



وقالَ ابنُ كثير: هذه علَّةٌ أخرى في مجازاتهم بما جوزوا به، أنهم كانوا يعصون ويعتدون، فالعصيانُ فعلُ المناهي، والاعتداءُ المجاوزةُ في حدِّ المأذون فيه أو المأمورِ به. والله أعلم.







62- ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾.



﴿ وَعَمِلَ صَالِحًا ﴾: فأطاعَ الله. (الطبري).



﴿ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾: قالَ مؤلِّفُ الأصلِ رحمَهُ الله: تقدَّمَ القولُ في مثلِ هذه الآية.







يعني في الآية (38) من السورة: ﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾.



وهناك أوردَ تصريفَ وإعرابَ الكلمات، وقالَ في آخره: ويحتملُ قولهُ تعالى: ﴿ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾ أي: فيما بين أيديهم من الدنيا، ﴿ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ على ما فاتهم منها. ويحتملُ أن ﴿ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ﴾ يومَ القيامة، ﴿ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ فيه. ويحتملُ أن يريدَ أنه يُدخلهم الجنة، حيثُ لا خوفٌ ولا حزن.







63- ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾.



كي تتَّقوا وتخافوا عقابي بإصرارِكم على ضلالِكم، فتنتهوا إلى طاعتي، وتنزعوا عما أنتم عليه من معصيتي. (تفسير الطبري).







67- ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾.



أوردَ ضبطها من القراءاتِ دون بيانِ معناها.



قالَ القرطبي: والهزء: اللَّعبُ والسُّخرية.







68- ﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ﴾.



أي: ما صفتها. (البغوي).







70-﴿ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ .



أوردَ لغوياتٍ وبعضَ ما يُستَنتج، دون التفسير.



وتفسيرُ الآيةِ الكريمة: عادوا ليَسألوا سؤالاً آخر، فقالوا: اطلبْ من ربِّكَ أيُّها النبيُّ أنْ يُحدِّدَ لنا وصفَها وحِلَّهَا لنا، فإذا فعلَ ذلكَ فإنَّنا بذلكَ إنْ شاءَ اللهُ نَهتدي إليها. (الواضح في التفسير).







72- ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ



أي: مُظهرٌ ما كتمتم بينكم من أمرِ القتل، فاللهُ مُظهرهُ لعباده، ومبيِّنهُ لهم. (فتح القدير للشوكاني).







74- ﴿ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾.



أوردَ اللغةَ والإعرابَ دون التفسير.



وقد قالَ في تفسيرها في الآية (140) من السورةِ نفسها: وعيدٌ وإعلامٌ أنه لا يَتركُ أمرَهم سُدًى، وأن أعمالَهم تُحصَّلُ ويُجازَون عليها. والغافلُ الذي لا يفطنُ للأمورِ إهمالاً منه، مأخوذٌ من الأرضِ الغُفل، وهي التي لا مَعْلَمَ بها.







75- ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾.



اختيارُ الطبري في تفسيره: أن الله تعالى ذكرهُ إنما عنَى بذلك مَن سمعَ كلامَهُ مِن بني إسرائيل، سماعَ موسى إيَّاهُ منه، ثم حرَّفَ ذلك وبدَّل، مِن بعد سماعهِ وعلمهِ به وفهمهِ إيَّاه.







80- ﴿ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ



بل تقولونَ على اللهِ ما لا تعلمونَ من الكذبِ والافتراءِ عليه. (ابن كثير).







82-﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ



والذين آمنوا بالله ورسُوله، وعملوا الأعمالَ الصالحةَ الموافقةَ للشريعة، الخالصةَ لله، فإنَّهم مِن أهلِ الجنَّة، مخلَّدونَ فيها أبداً. (يُنظر الواضح في التفسير).







83- ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ ﴾.



قومٌ عادتُكم الإعراضُ عن الوفاءِ والطاعة. (البيضاوي).







85- ﴿ ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ﴾.



تفسيرُ الآيةِ ليتَّضحَ المعنى: كما تُخرِجونَ بعضَكم من بيوتِ بعض، وتَنهَبونَ ما فيها منَ المالِ والمتاعِ وتأخذونَ سباياهُم، وتُقَوُّونَ أعداءَكُم على بعضِكُم البعض، وتساعدونهم عليهم، وإذا انتهتِ الحربُ تَفكُّون الأُسارَى منَ الفريقِ المغلُوبِ وتُفادونَهُم ولا تقتُلونَهُم عملاً بحُكمِ التوراة، ولكنْ لماذا تَعملونَ هنا بالتوراةِ بينما تناقِضونَ أحكامَها فيما مضَى ويَقتُلُ بعضُكم بعضاً في الحربِ وهو محرَّمٌ عليكُم؟ أفتُؤمِنونَ ببعضِ التوراةِ وتكفُرونَ بالبعضِ الآخَرِ فيه؟ (الواضح).







87-﴿ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ﴾.



فكذَّبتُم بعضًا منهم. وقتلتُم بعضًا؟ فهذا فعلُكم أبدًا برسلي. (الطبري).







91- ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ



﴿ مُصَدِّقًا ﴾: يعني التوراة، لأن كتبَ الله تعالى يصدِّقُ بعضُها بعضاً. (النكت والعيون للماوردي).



﴿ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ بالتوراة، وقد نُهيتُم فيها عن قتلِ الأنبياءِ عليهم السلام. (البغوي).







91- ﴿ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ﴾.



سبقَ في الآيةِ (50) من السورةِ قولهُ تعالى: ﴿ وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ﴾. وبيَّنَ مؤلِّفُ الأصلِ هناك أن اليهودَ اتخذوا العجلَ إلهاً، وتركَ تفسيرَ قولهِ ﴿ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ ﴾ كما أُشيرَ إليه في موضعهِ من هذا الكتاب.



قالَ ابنُ كثير رحمَهُ الله: وأنتم ظالمون في هذا الصنيعِ الذي صنعتموهُ من عبادتِكم العجلَ، وأنتم تعلمون أنه لا إله إلا الله.







93- ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ ﴾.



سبقَ في الآيةِ (63) من السورة. وأوردَ المؤلفُ هناكَ قصَّةَ نبيِّ الله موسى عليه السلامُ مع قومهِ في هذا الشأن.



قالَ ابنُ كثيرٍ رحمَهُ الله: يقولُ تعالى مذكِّراً بني إسرائيلَ ما أخذَ عليهم من العهودِ والمواثيقِ بالإيمانِ به وحدَهُ لا شريكَ له، واتِّباعِ رسله، وأخبرَ تعالَى أنه لمـّا أخذَ عليهم الميثاق، رفعَ الجبلَ فوق رؤوسهم؛ ليقرُّوا بما عُوهِدوا عليه...







94- ﴿ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ .



﴿ خَالِصَةً ﴾: معنى الخلوصِ أنه لا يشاركهم فيها غيرهم. (فتح القدير).



﴿ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾: قالَ في الآيةِ (6) من سورةِ الجمعة: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾: ﴿ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ ﴾ إن كنتُم تعتقدون في أنفسِكم هذه المنزلة. اهـ.



لأنه من اعتقدَ أنه من أهلِ الجنة، كان الموتُ أحبَّ إليه من الحياة، لما يصيرُ إليه من نِعَمِ الجنة، ويزولُ عنه من أذَى الدنيا. (النكت والعيون).







96- ﴿ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ﴾.



والله ذو إبصارٍ بما يعملون، لا يخفَى عليه شيءٌ من أعمالهم، بل هو بجميعها محيط، ولها حافظٌ ذاكر، حتـى يذيقَهم بها العقابَ جزاءَها. (الطبري).







97- ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾.



لأن المؤمنَ إذا سمعَ القرآنَ حفظَهُ ورعاهُ، وانتفعَ به واطمأنَّ إليه، وصدَّق بموعودِ الله الذي وعدَ فـيه، وكان علـى يقـينٍ من ذلك. (قالهُ قتادة، الطبري).







99- ﴿ وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴾.



أي: أنزلنا إليكَ يا محمدُ علاماتٍ واضحات، دالّاتٍ على نبوَّتك، وتلك الآياتُ هي ما حواهُ كتابُ الله الذي أنزلَهُ إلى محمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، من خفايا علومِ اليهود، ومكنونِ سرائرِ أخبارهم، وأخبارِ أوائلهم من بني إسرائيل، والنبأ عمّا تضمَّنتهُ كتبُهم، التي لم يكنْ يعلمُها إلا أحبارُهم وعلماؤهم، وما حرَّفَهُ أوائلهم وأواخرهم وبدَّلوهُ، من أحكامهم التي كانت في التوراة، فأطلعَها الله في كتابهِ الذي أنزلَهُ على نبيِّهِ محمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم، فكان في ذلك من أمرهِ الآياتُ البيِّناتُ لمن أنصفَ من نفسه، ولم يدعهُ إلى هلاكها الحسدُ والبغي، إذ كان في فطرةِ كلِّ ذي فطرةٍ صحيحةٍ تصديقُ مَن أتَى بمثلِ الذي أتَى به محمدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم، من الآياتِ البيِّناتِ التي وُصِفت، من غيرِ تعلُّمٍ تعلَّمَهُ من بشر، ولا أخذَ شيئاً منه عن آدمي.. (الطبري).







100- ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾.



﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴾ بالتوراة، وليسوا من الدينِ في شيء، فلا يعدُّون نقضَ المواثيقِ ذنبًا، ولا يبالون به. (النسفي).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 44.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.15 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.40%)]