عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 11-11-2020, 11:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,777
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أين نحن من نساء السلف؟!

أين نحن من نساء السلف؟!
(6 )




د. خاطر الشافعي



الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين, سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين, وبعد:

فوسط السيل الجارف من مظاهر التقصير والإهمال، والركون إلى الدنيا الفانية، تُهدِينا السيرةُ أمثلةً لا تُقارَن لمن آثروا الباقية على الفانية، فكان إعزازُ الدين هو محورَ حياتهم، في حركاتهم وسكناتهم، فتشرَّبت قلوبهم قوَّة الإيمان، وهو ما نحتاجُه اليوم وسط أمواج الفتن.

فها هي (صفية بنت عبدالمطلب) عمَّةُ رسول الله - صلي الله عليه وسلَّم - تُهدِينا أروع القِيَم، فقد جاء عنها كما في (الإصابة) أنها قالت: "إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا خرج إلى الخندق جعل النساء في أُطُمٍ - أي الحصن - يقال له: فارع، وجعل معهن حسان بن ثابت، قالت: فجاء إنسان من اليهود فرقى في الحصن حتى أطلَّ علينا، فقلت لحسان: قُمْ فاقتله، فقال: لو كان ذلك فيَّ كنت مع رسول الله (لأنه كان شيخًا فانيًا)، قالت: فاعتجرتُ وأخذت عمودًا، ونزلت من الحصن إليه فضربتُه بالعمود حتى قتلته وقطعت رأسه، وقلت لحسان: قم فاطرح رأسه على اليهود وهم أسفل الحصن، فقال: والله ما ذاك، قالت: فأخذت رأسه فرميتُ به عليهم، فقالوا: قد علمنا أنَّ هذا لم يكن ليترك أهله خلوفًا ليس معهم أحد فتفرَّقوا.

وهي أول امرأة قتلت رجلاً من المشركين.

أما حثّها للرجال على القتال، فلم يقتصر على لسانها فقط, ولم تحث القاعدين، بل حثت الغزاة الذين لم يظفروا بعدوِّهم، وكان ذلك الحث بجوارحها.


قال في (الإصابة): وجاء من طريق حماد عن هشام عن أبيه أن صفية جاءت يوم أُحُدٍ، وقد انهزم الناس وبيدها رمح تضرب في وجوههم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((يا زبيرُ، المرأةَ))!


أما عن صبرها على المصيبة واحتسابها، فهي جبل أشم!


قال في (الإصابة): "قُتِل حمزة، فأقبلت صفية بنت عبدالمطلب لتنظرَ إلى أخيها، فلقيها الزبير، فقال: أي أُمَّه، إنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرك أن ترجعي، قالت: ولِم وقد بلغني أنه مُثِّل بأخي، وذلك في الله فما أرضانا بما كان من ذلك، لأصبرن وأحتسبن إن شاء الله، فجاء الزبير فأخبره، فقال: ((خلِّ سبيلها))، فأتت إليه واستغفرت له ثم أمر به ودفن...".


وهذا النموذج فيه من قوة القلب والإيمان ما نحتاج لمثله اليومَ في نسائنا, ولا نظن أنَّ رجلاً يعلم أنَّ وراءه مثل صفية فينكصُ عن الجهاد والإقدام!


فلنقارِنْ ما هو كائنٌ بما كان، ولنُغيِّر من أنفسنا، فنظرةٌ بسيطة لما كان كفيلة لأن نخجل من تقصيرنا، وأن نعود إلى رُشدِنا، فلا نجزع ولا نيئس، فإنه ﴿ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]، فهل نحنُ مُقتدون؟!



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.94 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.79%)]