عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 11-11-2020, 11:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,741
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أين نحن من نساء السلف؟!

أين نحن من نساء السلف؟!
(5 )




د. خاطر الشافعي




الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.



وبعد:

فما زلنا نعيش في رحاب الطُّهر والنقاء، فما نكاد نغوص في سيرة الطاهرات، حتى تهدينا دررًا ناصعات، ترسُم بكل فخرٍ واعتزاز، الصورةَ المثالية لنساء المسلمين، وموعدنا اليوم مع المجاهِدة الذكية، الطاهرة النقية، التي لم ترض بالدنيا، بل تشوقت لتكون ممن يركب ذِروة سَنَام الإسلام، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو لها لتكون من الغزاة في سبيل الله، وما كان هذا السؤال منها إلا لأن قلبها قد امتلأ بحب الله ورسوله، والجهاد في سبيله، فاسترخصت النفس في مقابل ذلك، فرحمها الله، وأسكنها فسيح جناته.



إنها (شهيدة البحر)!

أُمُّ حَرَام بنت مِلحَان بن خالد بن زيد بن حَرَام الأنصاريةُ، من بني النجَّار، أخت أم سُلَيم وخالةُ أنس بن مالك.



كانت تحت عُبَادة بن الصامت سيد الخزرج، وأحد النقباء الاثني عشر الذين بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودخلَتِ الإسلام، وما تركَتْ غزوة إلا وخرجَتْ مع الجنود تسقي الظمأى، وتداوي الجرحى.



وكان بيتها من أحسن البيوت، وأحبها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذات يوم أخذتْهُ سِنةٌ من النوم، ثم قام وهو يضحك فسألَتْه، فقال: ((أناس من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسِرَّة))، فقالت: يا رسول الله، ادعُ الله أن أكون منهم! فقال: ((أنتِ مع الأوَّلين))، فلما كان زمن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - سنة اثنتين وأربعين من الهجرة، ركبت أم حرام بنت ملحان البحر، وركب معها زوجها عُبادة بن الصامت، فلما قدمت إليها البغلة حين خرجت من البحر وقعت أم حرام، فاندقَّ عنقها، وماتت ونالت الشهادة، ودُفِنت في قبرص - رضي الله عنها وأرضاها.



لقد آثرت ما عند الله، فما ركنت لطيب عيش، ولكنها جاهدت فركبت البحر؛ ابتغاء مرضاة الله، فصار لها البحر عرشًا، فما بالنا اليوم بمن يركبون البحر حبًّا في الدنيا، فلا يزالون يشربون ويشربون، حتى يصير البحر لهم نعشًا!




حَرِيٌّ بنا الاقتداء بها وسط أمواج الفتن، فهل نحنُ فاعلون؟!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.35 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.70%)]