عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-11-2020, 09:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي احمَد الله على منَّة الإسلام، ووفِّ اللهَ شكرها

احمَد الله على منَّة الإسلام، ووفِّ اللهَ شكرها
أبو فهر المسلم


من تكريم الله للإنسان في الشريعة الإسلامية أنه خُلق مُبرأً من إثم الخطيئة ولعنتها، غير مُحمَّلٍ بجرائم الآخرين وخطاياهم، فهو يبدأ تعامله مع الله دون ماضٍ يُثقل كاهله، أو يشلُّ قُواه، كما قال -تعالى-: (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) [الطور: 21].
* أما اليهودية: فتتحدث عن تحمّل آدم وزوجه حواء؛ للعنة الخطيئة بسبب معصيتهما لله، وأكلهما من الشجرة المُحرمة، بل إنها تقول بلعنة الأرض نفسها بسبب خطيئتهما، كما جاء في "سفر التكوين".
ثم تتحدث التوراة بعد ذلك، عن وراثة ذنوب الآباء لأولادهم وأحفادهم، كما جاء في سفر الخروج: "أنا الرب إلهك إله غيور، أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء، من الجيل الثالث والرابع من مُبغِضيَّ".
* وأما المسيحية "النصرانية" فإن فكرة وراثة الخطيئة تُعد من خصائصها، منذ أضيفت إلى عقائدها على يد "بولس" ولذلك كان صلب المسيح فيما يعتقدون؛ فداءً للبشرية من إثم الخطيئة، الذي ورثته الإنسانية عن آدم.
* أما شريعة الإسلام فقد خالف القرآنُ تلك العقيدة الباطلة، وقرَّر أن معصية آدم كانت معصية شخصية، تتعلق به وحده، دون أن ترث الإنسانية عنه إثم هذه الخطيئة، أو تتحمّل عنه إصرها؛ لذا تاب الله بعد ذلك، على آدم نفسه -عليه السلام-، وهداه إلى التوبة: (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى) [طه: 121-122].
ثم بعد هذه التوبة والأوْبة وإذا بذُرية آدم -عليه السلام-، والتي تُمثل الإنسانية من بعده؛ تتعامل مع الله بصفحةٍ بيضاء، مُتحررة من هذه المعصية، فيتحمل كل إنسان تَبعة عمله فقط من خيرٍ أو شر، كما في قوله -تعالى-: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) [المدثر: 38].
ثم هناك وُعود المغفرة والرحمات التي لا تنقطع: (وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً) [النساء: 110].
وهذا الذي يتفق مع العدالة المُطلقة، والرحمة التّامَّة، التي تقوم عليها رسالة الإسلام.
فالحمدُ لله على نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.01 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.02%)]