عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-11-2020, 09:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,995
الدولة : Egypt
افتراضي حكم المنافق في الإسلام

حكم المنافق في الإسلام
الشيخ أسامة بدوي


حكم المنافقين في الدنيا:
قد يقع المنافق في شعبة من شعب النِّفاق فيها حدٌّ من الحدود مثل: الرِّدَّة، فقد اعتبرها الشارع نفاقًا، وكالإفساد في الأرض له حدٌ مبيَّن في الكتاب والسنة، وكالسرقة والزنا وحدِّ القذف، فهي جرائم يعاقب عليها الشرع، وهناك عقوبات تعزيريَّة، مثل:
1- عقوبة الوعظ، في قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا ﴾ [النساء: 63].


2- عقوبة التوبيخ: وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا أي قولًا رادعًا.


3- عقوبة التهديد، كما في قوله تعالى: ﴿ لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ﴾ [الأحزاب: 60، 61].


4- عقوبة التشهير، كما في قوله تعالى: ﴿ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة: 64].


5- عقوبة حرمانهم من الاجتماع في مكان ما يكيدون فيه للمسلمين، أو بهدمه، كما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدم مسجد الضِّرار، وتحريم الإقامة فيه.
وقد دعاهم الله عز وجل في الدنيا إلى التوبة مرارًا، ولكنهم لم يرتدعوا، ودعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإنابة كثيرًا، ولكنهم أصروا على الباطل والشرِّ والرذيلة، وأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالقسوة عليهم، والشدَّة معهم، وامتهانهم، حطًّا من قدرهم، وردعًا لغيرهم، وألا يَحضر لهم جنازة، وألا يصلِّي على موتاهم، وألا يقوم على قبورهم.

أما حكمهم في الآخرة:
فقد توعَّدهم الله جلَّ جلاله بعذاب أليم في الآخرة.
قال تعالى: ﴿ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 63].
وقال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾ [التوبة: 68]
وقال تعالى: ﴿ لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 73].
وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 145].
وما أعده الله تعالى لهم من عذاب في الآخرة، وما هيَّأه لهم من جحيم يُخلَّدون فيه، مُهانين مُعذبين مُستذلين. هل يكفي لصاحب عقل منهم أن يكون خليقًا بردعه، أو بردِّه إلى الصواب؟!

وهل ترتدع أفئدة خَلَتْ قلوبُها من التقوى والرغبة فيما عند الله تعالى من الرحمة ودخول الجنة؟!
هل تثوب إلى الرشد رؤوس بلا عقول واعية، ولا أنفس مستبصرة؟!

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.86 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]