عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 04-11-2020, 04:54 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,318
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

تفسير قوله تعالى: (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره ...)
إذاً: وإلى الآيات الثلاث الآتية، وهي فوق مستوانا، لكن نحاول أن ينير الله قلوبنا بها.يقول تعالى: وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [آل عمران:72]، (وجه النهار) أي: من وقت صلاة الصبح حتى الساعة التاسعة أو العاشرة من النهار. وَاكْفُرُوا آخِرَهُ [آل عمران:72]، أي: وقت صلاة المغرب أو العصر. وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ [آل عمران:73]، هذا كلامهم لبعضهم البعض لا علاقة لنا به. وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ [آل عمران:72]، أي: قالوا لبعضهم البعض وهم رؤساء اليهود في خيبر والمدينة، آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [آل عمران:72]، أي: يرجعون إلى دينكم.. إلى الوثنية والشرك؛ لعلهم يخرجون من الإسلام لماذا؟ أولاً: هذه الآية أدت غرضين صحيحين:الأول: لما تحولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة، إذ صلى النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون والمؤمنات في المدينة إلى بيت المقدس غرب المدينة سبعة عشر شهراً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في مكة يصلي بين الركنين اليمانيين، يجعل القبلة غرب، فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لو يستقبل الكعبة لكان خيراً له، من أجل أن يفارق اليهود؛ لأن اليهود أصبحوا يتبجحون يكذبنا ويكفرنا ويصلي إلى قبلتنا، سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [البقرة:142].الشاهد: أنها وقعت ضجت في المدينة ليست بالهينة، وهي: كيف يصلي إلى قبلتنا ولا يؤمن بديننا؟ ما إن حول الله تعالى القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة حتى ازدادت الفتنة، وأصبح اللغط والكلام حتى قالوا: وغداً يستقبل قبلة أخرى ما يثبت على شيء، وجاءت الآيات القرآنية: وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ [البقرة:150]؛ لأنهم ما يسكتون، فهم كالكلاب لابد وأن يقولوا، فلا تلتفتوا إليهم.فاستغلها بعض اليهود كـابن الصيف وفلان وفلان، وقالوا لبعضهم البعض: صلوا معهم إلى قبلتهم، وفي المساء صلوا إلى بيت المقدس، فإذا تسأل: لم؟ قالوا: ظننا أنه الحق وبعد تبين لنا أنه خطأ فعدنا إلى الحق، وهذه تفعل وتؤثر في قلوب العوام والجهال، هذا تؤديها هذه الآية الكريمة، وأعظم من هذا وهو المقصود، وهو أنهم اتصلوا بعلماء اليهود في خيبر، وعلماء اليهود بالمدينة، وعقدوا مؤتمراً لضرب الإسلام، فقالوا: يا فلان، ويا فلان ويا فلان، أعلنوا عن إسلامكم في المسجد النبوي، وقولوا: دخلنا في دين الله أول النهار، وآخر النار، لا تدخلوا المسجد، ولا تصلوا معهم ولا تقولوا مسلمون، فيتساءل الناس: لم؟ قالوا: دخلنا في الإسلام، ظننا أنه هو الحق، وأنه الدين الذي جاء به موسى وعيسى، وتبين لنا بإرشاد وبينان علماءنا أن هذا خطأ لا دين إلا اليهودية، فمثل هذا يحدث زعزة في قلوب المؤمنين واضطراباً في نفوسهم.والآن هناك تخطيط يقوم به اليهود، في إذاعة لندن، وإذاعة كذا، ويعملون بهذا عملاً في الصحف والمجلات و..قال تعالى: وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ [آل عمران:72]، أي: اليهود هنا، قالوا لبعضهم: آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ [آل عمران:72].(وَجْهَ النَّهَارِ): أي: أول النهار، وأول النهار وقت شروق الشمس. وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [آل عمران:72]، أي: يرجعون عن الإسلام إلى الشرك، يريدونهم أن يتركوا الإسلام، ولو عادوا إلى الشرك؛ لأن العرب كانوا مشركين، فضلاً عن اليهود الذين دخلوا في الإسلام، كما سمعتم. وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ [آل عمران:72]، أي: قالوا لبعضهم البعض، مؤامرة.. رؤساؤهم خططوا، واتفقوا مع أهل خيبر وأهل المدينة، آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا [آل عمران:72]، الذي أنزل عليهم، أي: القرآن، وما حواه من العقائد والشرائع والآداب والأحكام. وَاكْفُرُوا آخِرَهُ [آل عمران:72]، أي: اكفروا آخر ذلك اليوم، فإذا تساءل الناس: لم العالم الفلاني صلى الصبح مع الرسول صلى الله عليه وسلم؟ قال: ظن أنه الحق، ولكن تبين لنا أنه ما هو بحق.فلهذا سن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة قتل المرتد، فالذي يدخل في الإسلام، ثم يخرج منه يقتل، لا يصح بقاؤه؛ لأن هذا يفتح الباب.. لم خرج فلان بعدما أسلم وهو دكتور في علم النفس أو الطب أو كذا؟ قالوا: تبين له أنه ما هو بدين حق، فلا ينفع، ولهذا خرج منه، فهذا يقتل: ( من بدل دينه فاقتلوه )؛ لأنه يثير الهواجس والخواطر، ويبعث النفوس على التفكير من جديد، وجعجعة المجتمع، وهبوط هذا المجتمع، ( من بدل دينه فاقتلوه )، إلا أنه قد يكون مغرراً به مخدوعاً ما عرف يمهل ثلاثة أيام، فإن أصر على ردته يقطع رأسه؛ وهذا هو السبب: آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [آل عمران:72].ثم شيء آخر: اعلموا أن من عرف معرفة حقيقة، وآمن إيماناً صادقاً، وأيقن مثل هذا لا يمكن أن يرجع لا بالإغراء بالنساء، ولا بالمال، ولا بالمنصب، ولا.. ولا.. لو يقطع أو يصلب أو يحرق ما يرجع؛ لأنه عرف، والذين خرجوا من الإسلام في الشرق والغرب وبالمئات بالآلاف، بعض الجاهلين يقول: علتهم الفقر؛ لأن جمعيات التنصير في إندونيسيا وماليزيا وإفريقيا، وموجودة حتى في مصر وسوريا، فهذه الجمعيات تستغل فقر المؤمنين، فتداويهم وتطعمهم وتلبسهم وكذا.. فيتنصرون.وأنا قلتها: والله، ما تنصروا إلا من أجل جهلهم، وعدم معرفتهم، أيؤمن ويعرف الحق وينشرح له صدره ويبيعه بأسبرين أو إبرة أو ثوب في الشتاء يلبسه؟!مستحيل، فبدل أن نقول: هيا نجمع لهم الأموال والكساء والأدوية، نقول: هذه بعدين وليس الآن، بل علموهم وعرفوهم بربهم، ودلوهم على الطريق السوي الموصل إلى كمالهم، فإذا عرفوا الله، ولو أعطوهم ملء الأرض ذهباً ما رجعوا عن الإسلام.لقد أسمعت لو ناديت حياًولكن لا حياة لمن تناديأقول واشهد اللهم على ما أقول وأنا في بيتك في مسجد رسولك يا رب: لو أن المسلمين في هذه الظروف وفي هذه الأيام تكونت لهم لجنة تضم عالماً ربانياً صالحاً من كل قطر إسلامي، كل إقليم من إندونيسيا إلى موريتانيا يمثلوا عالماً ربانياً، وهذه اللجنة العليا للدعوة الإسلامية، لما تتكون وتتعاهد في روضة النبي الكريم تخطو الخطوة الأولى وتجوب بلاد العالم الإسلامي، ولكن في غير إشهار وإعلان؛ حتى لا تحسد وتوضع العراقيل في طريقها، لسنا في حاجة إلى التبجح: نفعل ونفعل.. ودخلوا كل بلد إسلامي، وقالوا لنسائه ورجاله في مساجدهم: أيها المسلمون! إن فريضة الجهاد قد تركت وأهملناها، فهيا بنا نعود: باسم الله.. وتعرفون كلمة جهاد يقفز لها كل واحد. إذاً: هي أن على كل ذكر وأنثى سنوياً أن يدفع عشر ريالات، يصوم يومين أو ثلاثة؛ ليوفر عشر ريالات، فهذا هو الجهاد فقط، وهم صادقون في كل مسجد صندوق في سرية كاملة، فألف مليون مسلم سيجمعون عشرة آلاف مليون، وتصبح أكبر ميزانية لا تملكها أمريكا. جولة واحدة أربعين يوم يتم هذا.. فالآن توجد الطيارات وليس هناك مشقة سفر.ثم بعد ذلك اللجنة العليا تتفرع منها لجنة أخرى تسند إليها مهمة التجول في العالم الغربي والشرقي، من البرازيل إلى اليابان يتتبعون الجمعيات الإسلامية أو المراكز الإسلامية، فيعرفون في فرنسا كذا، في المكان الفلاني، بلجيكا، ألمانيا، كندا، البرازيل.. كذا، يعرفون مواقعها وعدد أفرادها، فتوضع لها خارطة وهذه الخارطة حينئذٍ عرفت اللجنة العليا للجهاد الإسلامي.. وللدعوة إلى الله، تكون قد وضعت العالم بين يديها. عرفت القدر الذي تحتاج إليه من هذا المال، فتأخذ أولاً في إرسال المربين والمعلمين والهداة الصالحين، وتفتح لهم مركز أو دورة لمدة ستة أشهر فقط؛ حتى توحد المذاهب، ولم يبق بين الجماعات الإسلامية في الشرق والغرب مذهبي، فقط مسلم ويوحدون الكتاب الذي يدرس، من الضرورة كتاب لا ينتسب إلى زيدية ولا إباضية ولا شيعية ولا حنفية ولا.. ولكن مسلم قال الله وقال رسوله؛ لأن تلك الجاليات خليط مختلفون وطنياً ودينياً أيضاً، لابد من محو هذا الخلاف، بل مسلم فقط نبيي محمد صلى الله عليه وسلم، ونور هدايتي قال الله وقال رسوله. فيوحدون الكتاب الذي يدرس على نهج كتاب المسجد وبيت المسلم، وعلى نهج منهاج المسلم نعلم كيف نتوضأ ونغتسل ونصوم ولا نقول: أنا مذهبي كذا ولا كذا، وتأخذ تلك الدعوة في نشر ظلها، ويصبح أولئك المؤمنون المسلمون كلمتهم واحدة، وعقيدتهم واحدة: آدابهم وأخلاقهم، يأخذ النور ينتشر في تلك البلاد. والله أعلم أن خلال خمسة وعشرين سنة، أي ربع قرن تظهر دول إسلامية، ونحن ما ضججنا ولا صرخنا ولا بكينا ولا قمنا جاهدنا أبداً، دعوة الله ماضية. فهذه هي الدعوة التي نؤدي بها واجب الجهاد؛ لننقذ إخواننا في الإنسانية من الخلد في عذاب النار؛ لننقذهم من الخبث والظلم والشر والفساد الذي يعانونه، إنهم في بلاء ما يعرفه إلا من لامسه، لا تظن أنهم أكلوا وشربوا وفازوا، بل إنهم في كروب وهموم، كالبهائم فمن يمد يده إليهم؟ أناس أكمل منهم آداباً وأخلاقاً ومعارفاً، وطهراً وصفاء، وبذلك أدى المسلمون فريضة الجهاد، بدل ما ترسو سفننا على شواطئهم لنغزو لا. لا، مفتوحة الأبواب، أراحنا الله لا نفاثة ولا صاروخ أبداً. فوالله! لو كنا على هذا المستوى لكانت أوروبا دخلت في الإسلام منذ أن استعمرونا، لكن لما استعمرونا كانوا أفضل منا، أسمى وأرقى، ما تسمعون بوعد بريطانيا، فأهل المشرق يقولون: وعد إنجليزي، وأهل المغرب يقولون: وعد فرنسي.الله الله! كفار أشرف! لا خيانة، ولا كذب، ولا باطل، ولا ظلم، ولا اعتداء، والمسلمون: الخيانة .. الكذب، لا إله إلا الله! فكيف يدخلون في الإسلام؟! أسلم فرنسي، فقال: الحمد لله أسلمت قبل أن أعرف المسلمين، فلو عرفتهم ما أسلمت، فأين رابطة العالم الإسلامي لتقوم بهذا الواجب من جديد؟ والشاهد من هذا: ليست قضية فقراء عندنا في العالم الإسلامي حملتهم على الكفر، بل حملهم على الردة والانتقاض على الإسلام جهلهم، فما عرفوا وما ذاقوا طعم الإسلام ولا تلذذوا به؛ لأنهم ما علمناهم وما عرفناهم به.

تفسير قوله تعالى: (ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم ...)
قال تعالى: وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ [آل عمران:72-73] أي: يوصي بعضهم بعضاً، وَلا تُؤْمِنُوا [آل عمران:73] أي: ولا تتابعوا وتصدقوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ [آل عمران:73]، يحذرون بعضهم بعضاً، قوموا بهذه الدعوة، وفي نفس الوقت لا تؤمنوا ولا تصدقوا إلا لمن تبع دينكم، ما دام ما يتبع دينكم لا تلتفتوا إليه. وهذا الكلام إلى الآن يوصي بعضهم بعضاً وخاصة اليهود. قال تعالى: قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ [آل عمران:73] يا معشر اليهود! ليس هداكم ولا ضلالكم، قل يا رسولنا لهؤلاء المتآمرين الذين يتعلمون الباطل، ويريدون نشره، علمهم: إن الهدى هدى الله، وليس اليهودية ولا النصرانية. قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ [آل عمران:73] لا هدى غير هدى الله، فمن يهدي سوى الله، ومن ينير الطريق سواه، ومن يأخذ بالقلوب فيقلبها سواه، من للمؤامرات التي تحاك ضد الإسلام بدعوى أننا ندعو إلى الإسلام وننشره سواه.أي: علمهم حتى ييئسوا أن لا يهودية ولا نصرانية ولا خرافة ولا ضلالة، الهدى هدى الله الذي لاحت أنواره على لسان رسوله وفي كتابه.ثم قال تعالى: أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ [آل عمران:73] هذا عائد إلى كلام المتآمرين من أهل الكتاب، جملة: قُلْ إِنَّ الْهُدَى [آل عمران:73] معترضة، وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ [آل عمران:73] خشية: أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ [آل عمران:73] يوم القيامة.يا معشر يهود: وَلا تُؤْمِنُوا إِلَّا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ [آل عمران:73] أي: انتبهوا هذا الذي تجرون وراءه وتصدقوه؛ خشية أو كراهة أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ [آل عمران:73]، أي: أنتم أوتيتم الديانة الحقة والطريق السوي والصراط المستقيم، وأنتم.. أنتم.. أنتم..، فإذا أنتم اتبعتموهم إذاً معناه جاءوا بدين خير من دينكم، واعترفتم به إذاً فلا تعترفوا أبداً. أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ [آل عمران:73] حتى لا يصبح العرب أصحاب دين كأنتم، أَوْ يُحَاجُّوكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ [آل عمران:73] يوم القيامة، وهذه من خزعبلاتهم وضلالهم. يوم القيامة يحتجون عليكم يقولون: يا رب قد عرفوا الإسلام، وأنه حق ورفضوا أن يدخلوا فيه، فلا تجعلوا لهم فرصة يوم القيامة يحتجون عليكم؛ لأنكم إذا قلتم: أيها المسلمون إنكم على الحق، ودينكم هو الحق وهو الصواب، معنى هذا وأنتم ما دخلتم يحتجون عليكم يوم القيامة، إذاً فلا تعترفوا وتقولون: الإسلام دين حق، بل باطل واثبتوا، فلا دين إلا اليهودية. هذا يعقدونه في ليال وأيام، مخططات أقل ما يقال: للإبقاء على اليهودية حتى لا تفنى وتضيع ويغمرها الإسلام؛ لأنهم يريدون تجديد عهد سليمان وداود، فهم عازمون على إيجاد مملكة بني إسرائيل، وليس من النيل إلى الفرات كما في بعض كتبهم، فالآن العالم بأسره، إذ البشرية عند اليهود وسخ، وسيأتي بيان ذلك في كلام الله. البشرية كلها نجس ما فيها إلا اليهود، فلهذا يستبيحون دماء الناس.. فروجهم.. أموالهم؛ لأنهم ليسوا ببشر حتى يؤمنوا باليهودية، فهذه معتقداتهم في بواطنهم ولا يعلنونها لكنها تظهر.فمن عجيب ما بلغنا أيام موشي ديان -عليه لعائن الله- أنهم عقدوا مؤتمراً وخطب موشي ديان ونفخ فيهم، فهاجوا.. فقالوا: لو أنت الملك.. أنت الملك. قال: اسكتوا لا تفضحوا أنفسكم لم يحن الوقت، وكان هذا أيام وضع خطة عالمية لذبح الملوك والقضاء عليهم. فالأحداث لا يعرفون هذا، هذا عرفناه نحن والله. قالوا: اذبحوا العالم ومصارينه اخنقوا بها الملك؛ حتى يتسع لكم الوقت، وتصلوا إلى أهدافكم في العرب والعجم وفي اليهود والنصارى، المهم القضاء على هذه الأديان هو من طريق العلماء والملوك.وانتصر المبطلون فملك فرنسا ذبحوه، والعرب أخذوا يصفقون، فقد عرفنا والله! علماء لما يذكر الملك يتقززون، واحتج عليَّ عالم فقال: إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا [النمل:34] . ولما يسقط ملك في بلاد العرب يتغنون في هيجان عجب، وهي مكرة يهودية وقد تبين للعيان أن وجود ملك خير ألف مرة من رئيس جمهورية؛ للإبقاء على الإسلام والمسلمين.وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.93 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.36%)]