عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-11-2020, 08:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي محسوب علي أن أحب

محسوب علي أن أحب


أ. سميرة بيطام






عِدِيني أنَّكِ ستلقَين صبحَك بثغر مبتسم؛ لأنه لم يعد بعد اليوم ما يدعو إلى القلق، سنحتاج إلى أن نبدو أنا وأنتِ يا رفيقة دربي أكثرَ صرامة عن ذي قبل، فلو نلتِ برًّا من والدتك حُزتِ الدنيا، وسعت لك بمفاتيح الخير دونما تعقيدات أو مشاقَّ في سَعيك، ولو تطلَّع لك وجهُ أبيك راضيًا عن تألُّقك أصبحتِ في غنًى عن رِضا الغير، فرِضا الله في رضا الوالدين، ولي أن أطرق رأسي لأفكرَ فيما إن حظيت بالنجاح في أن أرى دربَك يلمَع من جديد بعد أن سطعَت شمسُ اليوم الجديد لتَبْهَرني بسكون الذهب في لونها.

ربما محسوبٌ عليَّ أن أحب مرَّةً أخرى ما لم أستلطِفه بالأمس القاسي على مَسامعي، نعم اليوم غير البارحة، فقد تغيَّر كل شيء حتى ترتيبات بيتي لم أُبقها على المعتاد كما يألفه الرُّوتين، فللتغيير أركانٌ عليها أن تحرك جوانحها العميقة؛ لتنسى الأحداثُ تواريخها، وتودِّع الجراحُ آلامَها، وتخيط الأم الرَّؤوم بيدها المباركة فستان الزفاف لابنتها البارَّة بها، هو نوع من الحبِّ المحسوب عليَّ وعليكِ أخيَّتي في لقطات الطاعة، بل الخضوع أرضًا لتقبيل أرجل من لازمَت أنيننا وأنا وأنتِ بعدُ صغار.

نعم محسوب علي أن أحب عصرًا جديدًا ولو فيه متناقضات كثيرة؛ لأني لست ألتفتُ إلى نواقض البشر وتباعد المواقف؛ بل محسوب علي أن أشمَّ عبَق الورد البهي اللون والنسق في التمايل بأوراقٍ ليست تضيع معالم الاحتواء، حينما سافرتُ بتأملي الهادئ لأقطف واحدة من مجموعة تمازجَت وأَلِف بعضُها بعضًا، فلم يحدث فيه اختلال لما نقص العدد، بل أحسستُ أن كل الورود لي في أُهْبة للعطاء أكثر وبجمال متجدد، إنها رسالة المحبين دائمًا، يدوِّنها شعر من الورود الرائعة.

محسوب علي أن أحبَّ جيراني ورَفيقاتي وكلَّ من قرأ حرفًا من معاناة الماضي؛ لأني سأعمد إلى تغيير نسق الإبداع إلى ما يحبه القلب وتترنم به الروح، إنه التألق من غير حسابات الماضي ولا ملامات الأعداء، بل سيكون محسوبًا عليَّ أن أحب الخير للجميع وأنطلِق في رحلة الأخوة والمحبة سائلة العليَّ القدير أن يثبت خطانا ويغفر لنا زلّاتنا وذنوبنا ويوفِّقنا لما نطمح إليه من أماني السعادة للعباد، وبالأخص لكل من اختارهم القلبُ، وبصمت البوح لن يعرف من يعرفنا أننا نستعد لأن نخلِص ونحب في الله، ومن غير انتظار لثناء أو إعجاب من أحد؛ لأن المراسيل في رحيلها يكون محسوب عليها الإخلاصُ والودُّ وكفى، وباقي النتائج يتبع بعضها البعض تباعًا.


دمتم مخلصين لله، وللعباد، وللأوطان.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.16 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.98%)]