عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18-10-2020, 04:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,690
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مائة وخمسون فائدة من أدعية استفتاح الصلاة ...

الفائدة الثالثة والستون :
قوله : " لبيك " قيل في معناها أربعة أمور :
" أحدها : إجابتي لك يا رب ، وإقامتي معك مأخوذ من : ألب بالمكان وألب به : إذا أقام به ، ومعنى التثنية فيه ، أي : إجابة بعد إجابة ، وإقامة بعد إقامة ، كما يقال : حنانيك ، أي : رحمة بعد رحمة .
والثاني معناه : اتجاهي إليك وقصدي ، من قولهم : داري تلب دارك ، أي تواجههما ، والتثنية للتأكيد .
والثالث : محبتي لك من قول العرب : امرأة لبة : إذا ما كانت محبة لولدها .
والرابع : إخلاصي لك "( ) .
والخامس : أنه انقياد ، من قولهم لببت الرجل إذا قبضت على تلابيبه ، ومنه لببته بردائه والمعنى انقدت لك .
السادس : أنه من قولهم داري تلب دارك أي تواجهها وتقابلها ، والمعنى مواجهتك بما تحب متوجه إليك
السابع : من قولهم فلان رخي اللبب ، وفي لبٍ رخي أي : في حال واسعة منشرح الصدر ، والمعنى : أني منشرح الصدر متسع القلب لقبول دعوتك
الثامن : من الإلباب ، وهو الاقتراب أي : اقترابا إليك بعد اقتراب ، كما يتقرب المحب من محبوبه( ) .
والمستفتح للصلاة المناجي ربه تشمله هذه المعاني كلها ؛ لأنه لا تناقض بينها فالمؤمن مقيم على إجابة ربه كلما دعاه ، منقاد له ، وقصده واتجاهه لربه سبحانه لا لغيره حسا ومعنى ، ومحبته الكاملة لله أيضا فهو المحبوب لذاته ، وإخلاصه عبادته لربه لا يخالطه شرك ولا رياء ، وهو بذلك منشرح الصدر ، ومن استفتح صلاته بهذا الشعور فحري أن يستجاب له .
الفائدة الرابعة والستون :
قوله : " وسعديك " أي مساعدة في طاعتك ، فهي تتضمن طلب المساعدة من الله على طاعته ، كما تتضمن السعد والسرور بذلك .
الفائدة الخامسة والستون :
الجمع بين " لبيك وسعديك " يدل على :
أن المؤمن يستجيب لدعاء ربه ، ومع ذلك يطلب منه العون على عبادته ، فرجع أمر المؤمن كله لله بداية ونهاية .
فالاستجابة لدعاء الله هو " لبيك " وطلب العون منه هو " سعديك " .
الفائدة السادسة والستون :
دل قوله : " وسعديك " على أن المؤمن يعبد ربه بانشراح صدر مسرورا بذلك ، ولا يكون ذلك إلا بتحقيق ركني العبادة : الذل والمحبة .
وهما لا يجتمعان إلا لله ، فالله هو المعبود لذاته ، المطاع محبة له ، وهذا كله من قول المستفتح بهذا الدعاء " وسعديك " فهي كلمة تدل على السعد والانشراح والفرح بطاعة الله
الفائدة السابعة والستون :
في قوله : " لبيك " في استفتاح الصلاة مناسبة ، لأن الله نادى المؤمن لحضور الصلاة عن طريق المؤذن ، والمؤمن يقول : " لبيك " فهي إجابة لنداء حقيقي .
الفائدة الثامنة والستون :
الملاحظ أن قوله : " لبيك وسعديك " لم تأت في أول دعاء الاستفتاح مع أن النظر يقتضي أن يكون موقعها أول الكلام ، وذلك لأن اللائق بحال العبد الذي يريد مناجاة الله أن يبدأ الكلام بالثناء على الله ، وبيان ضعفه وخطئه وذنبه .
وحاله في ذلك حال العبد المتمرد على سيده ، وسيده يدعوه ، فالأولى بحال هذا العبد إذا رجع لسيده أن يبدأ بالثناء على سيده والاعتراف بخطئه ثم يذكر أنه إنما رجع إجابة لنداء سيده ، وهذا أليق من كونه يبدأ خطابه بإجابة نداء سيده ، لأن الذنوب تدل على عدم تمام صدق العبد في تلك الإجابة .
الفائدة التاسعة والستون :
في قوله : " والخير كله في يديك " تفاؤلا من المؤمن بما عند الله ، وأن ما عند الله كله خير للعبد ، وتفاؤلا بقبول صلاته .
الفائدة السبعون :
قوله : " والخير كله في يديك " مناسب جدا لما قبله ، وهو قوله : " لبيك وسعديك " فكأن لسان حال المؤمن المستفتح بهذا الدعاء يقول : استجيب لك يا رب ، فساعدني على طاعتك ، فإن الخير كله في يديك ، ولا يأتي منك إلا الخير .
فائدة الحادية والسبعون :
في قوله : " والخير كله في يديك " أبلغ من قول : والخير في يديك كله ، لأن المقام مقام ثناء على الله ، وصيغة الحديث أبلغ في تحقيق الثناء على الله بتقديم " كل " لئلا يحول بين المؤكَد والمؤكِد شيء .
الفائدة الثانية والسبعون :
في قوله : " والشر ليس إليك " لم يقل : كله ، كما قال في الخير " والخير كله في يديك " وذلك لأن الله لا ينسب له شر محض البتة ، مهما دق كما هو منهج أهل السنة والجماعة .
الفائدة الثالثة والسبعون :
قوله : " والشر ليس إليك " يبين منهج أهل السنة والجماعة في القضاء والقدر وأن الله لا ينسب له شر البتة ، وهذا يعود أثره على إيمان الإنسان وثقته بربه .
فالمؤمن يعيش حياته واثقا بربه أنه لن يقدر عليه شر محض ، وكل أمر كان ظاهره شرا فإن عقيدة المؤمن تجعله ينظر له بأن في باطنه من الخير ما لا يعلمه إلا مقدره سبحانه فإن الخير كله في يديه ، والشر ليس إليه .
الفائدة الرابعة والسبعون :
قوله : " والشر ليس إليك " فيها أدب مع الله حتى في الألفاظ ، فلم يقل : والشر ليس في يديك ، كما قال في الخير " والخير كله في يديك " وذلك لأن ظاهر قول : ليس في يديك يدل على أنه خارج عن ملك الله ، والله سبحانه لا يخرج عن ملكه شيء ، فكان الأولى أن يقال : ليس إليك ، وهي أبلغ في أداء المقصود ، وهذا يجعل المؤمن يتحرى حتى في ألفاظه أنسب العبارات والجمل .
الفائدة الخامسة والسبعون :
قال في نفي الشر عن الله : " والشر ليس إليك " والقياس أن يقول : والشر ليس منك ، وقد عدل عن ذلك لأنها أكثر أدبا في حق الله ، ولأن المؤمن ينفي نسبة الشر لربه ، وهي نتيجة لأن الله لا يخلق شرا محضا ، فذكر النتيجة ونفاها ، وهذا أبلغ ، فإن نفي النتيجة نفي لمقدماتها .
الفائدة السادسة والسبعون :
قوله : " أنا بك وإليك " شملت حياة الإنسان وموته ، وبيان ذلك :
أن قوله : " أنا بك " يشمل حال الحياة ، فالإنسان في حال حياته مرتبط بربه ، ولولا ربه لم يحيا ولا يستطيع فعل أي شيء .
وقوله : " وإليك " يشمل حال الموت ، فمرجع الإنسان إلى ربه ، وعودته إليه .
فالمصلي المستفتح بهذا الدعاء أرجع أمر حياته وموته لربه سبحانه ، وهذا من عظيم منازل العبودية لله ، وهذا المعنى أوسع المعاني التي قيلت في هذه اللفظة .
الفائدة السابعة والسبعون :
قوله : " أنا بك " تدل على ضعف الإنسان وأنه لا يستطيع شيئا ، ولا يملك شيئا ، وإنما قوامه بالله ، فربط أمره بربه " أنا بك " .
الفائدة الثامنة والسبعون :
قوله : " أنا بك وإليك " يحتمل أيضا أن المراد حالات المؤمن مع الطاعة والمعصية ، وبيان ذلك :
أنه في حال الطاعة لله ما كان ذلك إلا بالله وإعانته ، وهو المراد بقوله :" أنا بك " .
وفي حال المعصية المرجع والمآب لله وحده ، وهو المراد بقوله : " وإليك " ، والإنسان لا يخلو من حالة طاعة أو المعصية .
فكأن لسان حال المؤمن أن يقول : يا رب في حال طاعتي لك فإن هذا لم يكن إلا بإعانتك لي ، وفي حال معصيتي لك فليس لي أحد أرجع إليه إلا أنت .
الفائدة التاسعة والسبعون :
في بعض الروايات : " لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك " وهو تفسير لقوله في هذه الرواية : " أنا بك وإليك " ، ولقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وبيان معناها في الفقرة القادمة .
الفائدة الثمانون :
قوله : " لا منجا ولا ملجأ إلا إليك " معناها لا مفر منك إلا بالرجوع إليك ، فأين المهرب وأنت تملك كل شيء ، ولا منجي من قدرك إلا إلى قدرك ، ولا من عذابك إلا إلى طاعتك .
الفائدة الحادية والثمانون :
قوله : " لا منجا ولا ملجأ " ليشمل الهروب والاختفاء ، والإنسان لا يخلو من هاتين الحالتين ، فرجع الأمر كله لله .
الفائدة الثانية والثمانون :
قوله : " لا منجا ولا ملجأ إلا إليك " إغلاق لجميع الطرق إلا طريق واحد ، وهو طريق الرجوع إلى الله ، فمن خلاله يدخل العاصي والطائع ، فالعاصي لا طريق للسلامة من عذاب الله إلا بالرجوع إلا الله والتوبة ، والطائع لا طريق لقبول طاعته إلا بالالتجاء إلى الله وسؤاله ، فرجع الخلق كلهم لله .
الفائدة الثالثة والثمانون :
قال في الدعاء : " لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك " ولم يقل " إلا بك " وذلك ليتضمن معنى الرجوع إلى الله ، أما الاستعانة بالله فقد مضى الاشارة إليها بقوله " أنا بك " فاقتضى السياق أن يكون هنا لفظ يشعر بالرجوع فجاءت صيغة " إليك " .
الفائدة الرابعة والثمانون :
قوله : " تباركت ربنا " جاءت في آخر الدعاء ، وهذا المكان أليق بها من غيره لأن التبارك كثرة الخير فناسب أن يختم بها صفات الثناء على الله لأن غيرها يدخل فيها ، ومخاطبة الملوك تقتضي هذا ، فإن المخلوق يثني عليهم ويمدحهم فإذا أراد أن يختم جاء بصفة مدح عامة ليدخل ما لم يذكره من الصفات فيها ، والله ملك الملوك سبحانه وأحق بذلك .
الفائدة الخامسة والثمانون :
قوله : " تباركت وتعاليت " يكثر الاقتران بين هاتين الكلمتين " تبارك " و " تعالى " والمناسبة بينهما ظاهرة لأن التبارك تعني السعة والعظمة والرفعة ، فناسب أن يأتي بلفظ يناسب الرفعة وهو " تعاليت " .
فصاحب الخير الكثير في مكان عالٍ في قلوب الناس ، والله سبحانه وتعالى لا خير أكثر من خيره ، ولهذا تعالى حسا ومعنى ، فهو عالٍ على خلقه مستو على عرشه ، وعالٍ في قلوب عباده المؤمنين .
الفائدة السادسة والثمانون :
قوله : " أستغفرك وأتوب إليك " ناسب أن يختم بها ، حيث سبقها عبارات ثناء على الله فناسب أن يختم بطلب قبل صلاته ، فطلب المغفرة والتوبة وهي أعلى أماني المؤمن .
الفائدة السابعة والثمانون :
قوله : " أستغفرك وأتوب إليك " قرن بين الاستغفار والتوبة لينصرف الاستغفار إلى الذنوب التي فعلها ، وتنصرف التوبة إلى ما بعد حال الذنب ، فالعبد يسأل ربه أن يتوب عليه ويقبل رجوعه بعدما تلطخ بالذنب .
الفائدة الثامنة والثمانون :
قدم الاستغفار على طلب التوبة لأن محو الذنب مقدم على ما بعده ، فالعبد في بداية الأمر يسعى لئن يغفر الله له ذنبه ، ثم يأتي بطلب آخر ، فجاء ذلك على هذه الهيئة .
الفائدة التاسعة والثمانون :
كرر الاستغفار في هذا الدعاء في وسطه وآخره ليعطينا بذلك تصورا عن خطورة الذنوب ، وأنها تكون حاجبا بين العبد وربه في صلاته ، فلا تؤتي صلاته ثمرتها .
الفائدة التسعون :
في رواية لهذا الحديث : " واهدني لأحسن الأخلاق والأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت " وهو دليل على أن الأخلاق تؤثر في الأعمال ولهذا قرن بينهما ، فإن المهدي في أخلاقه مهدي في أعماله ، فإن الأخلاق تشمل الأقوال والأفعال ، فإذا حسنت أخلاقه حسنت أعماله ولا بد .
الفائدة الحادية والتسعون :
وبالمقابل أيضا " واصرف عني سيء الأخلاق والأعمال لا يصرف عني سيئها إلا أنت " وهو أيضا دليل على تأثير الأخلاق السيئة على أعمال العبد ، فمن ساءت أخلاقه ساءت أعماله ولا بد .
الدعاء الثالث :
" سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ ولا إِلَهَ غَيْرُكَ " وفيه فوائد :
الفائدة الثانية والتسعون :
هذا الاستفتاح اختاره بعض أهل العلم على بقية الأنواع لأجل أنه كله ثناء محض على الله ، وكان عمر بن الخطاب ط يعلمه الناس ، وهذا يعطينا مؤشرا على فهم الصحابة في تعليم الناس ، وأن المعلم عليه أن يختار أفضل أنواع العلم لينشرها ، فقد تضمن التسبيح والتحميد والبركة والعلو .
الفائدة الثالثة والتسعون :
بدأ هذا الحديث على خلاف الأدعية الأخرى ، فالغالب أن الأدعية تبدأ بـ " اللهم " بينما هذا الحديث بدأ بـ " سبحانك اللهم " وذلك تقديما لتنزيه الله على أي كلام آخر ، وهذا أليق بحال المصلي أن يبدأ بلفظ يشعر بالتنزيه أكثر من غيره .
الفائدة الرابعة والتسعون :
معمول التسبيح محذوف حيث قال : " سبحانك " ولم يذكر عن ماذا ؟ وذلك ليشمل تنزيه العبد لربه كل النقائص وبدون ذكر أو تحديد ، وهذا أبلغ في مقام التنزيه .
الفائدة الخامسة والتسعون :
جمع هذا الدعاء أحب الكلام وهي : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، وقد ثبت أنهن أفضل الكلام ، فاجتمع لهذا النوع من الاستفتاح ميزتان :
الأولى : كونه مما يستفتح به في للصلاة .
الثانية : كونه أفضل الكلام .
الفائدة السادسة والتسعون :
بُدء في هذا الحديث بالتسبيح والتنزيه قبل التحميد لأن موضوع هذا النوع من الاستفتاح كله تقديس وتمجيد لله فناسب أن يبدأ بالتنزيه .
الفائدة السابعة والتسعون :
قوله : " سبحانك اللهم " أبلغ في تخصيص التنزية من قول : سبحان الله ، وذلك لكاف الخطاب وهي تفيد الإغراق في تخصيص الخطاب ، والصلاة مقام مخاطبة بين العبد وربه فناسب تخصيص الخطاب .
الفائدة الثامنة والتسعون :
قوله : " اللهم " يدخل فيها جميع الأسماء الحسنى والصفات العلى ، والمصلي يريد أن يخاطب ربه بأكبر قدر ممكن من الأسماء الحسنى ، فناسب " اللهم " لأن غيرها يدخل فيها .
الفائدة التاسعة والتسعون :
قوله : " وبحمدك " أي : أبتدئ بحمدك .
الفائدة المائة :
قرن بين التسبيح والتحميد لأن التسبيح تنزيه عن صفات النقائص جميعا ، فاقتضى إثباتا لصفات الكمال كلها وهو ما يشعر به التحميد ، وهذا دليل على أن النفي المحض لا يمدح الله به كما هو قول الجهمية والمعطلة ، بل الله سبحانه ينفي عن نفسه المقدسة صفات النقص لإثبات صفات الكمال .
الفائدة الحادية ومائة :
الواو في قوله : " وبحمدك " تحتمل أمورا :
أ ـ واو مع ، والمعنى : سبحانك مع تحميدك ، فيقرن بين التسبيح والتحميد .
ب ـ واو العطف،والمعنى:س� �حانك اللهم وبحمدك سبحتك ، فعطف جملة على جملة .
ج ـ واو الاستئناف ، والمعنى : وبحمدك حمدناك .
د ـ واو الحال ، والمعنى : أسبحك متلبسا بحمدك .
الفائدة الثانية ومائة :
الباء في قوله : " وبحمدك " تحتمل :
أ ـ باء السببية ، والمعنى : أسبحك وأنزهك بسبب ما تستحق من حمد .
ب ـ باء الإلصاق ، والمعنى : أسبحك متلبسا بحمدك .
وعلى كل فالمعنى أن المستفتح بهذا الدعاء يقرن بين التسبيح والتحميد لأن كل منهما لا يغني عن الآخر ، ولا يظهر كماله إلا باقترانه بالاسم الآخر ، فكان المستفتح بهذا الدعاء يقول في استفتاحه: أبدأ بتسبيح الله وتنزيهه عن صفات النقص التي يتنزه عنها ، وأحمده على صفات كماله التي يستحق الحمد عليها .
ولهذا – والله أعلم لم يأت الباء في غير التحميد في هذا الدعاء ، وقد خلى " تبارك وتعالى " عن لحوق الباء ، لأن كلا من التبارك والتعالي يصلح إفراده عن الآخر ،بخلاف التسبيح والتحميد .
الفائدة الثالثة ومائة :
قوله : " وتبارك اسمك " أي كثر خيره .
الفائدة الرابعة ومائة :
قوله : " اسمك " يحتمل أمرين :
أ ـ أن المراد اسم الله ، فأسماء الله مباركة ، بها يتحصن المتحصن ، ويستعيذ الخائف ، ويأمن المضطرب ، ويرقى ويستشفى بها وهكذا .
ب ـ أن المراد ذات الله ، فالاسم يطلق على الذات .
الفائدة الخامسة ومائة :
قوله : " وتعالى جدك " أي ارتفعت عظمتك ، وهو متضمن لارتفاع الحظ والغنى المطلق وغيرها مما فسرها به أهل العلم .
الفائدة السادسة ومائة :
قوله : " تعالى " أنسب من أي لفظ آخر مثل : تعاظم مثلا أو غيرها ، للتشاكل من حيث المعنى بينها وبين " تبارك " قبلها، فإن اللفظين يدلان على العلو والسعة .
الفائدة السابعة ومائة:
ألفاظ أدعية الاستفتاح كلها تربي المؤمن على تعظيم الله قولا وفعلا ، فهي ثناء على الله أو مدح أو إجلال أو تنزيه أو اعتراف له بالعبودية ، وغير ذلك .
الفائدة الثامنة ومائة :
قوله : " ولا إله غيرك " هو كالنتيجة لما سبقه من عبارات ثناء ، فناسب أن يختم بالتهليل ، إعلاما بأنه المستحق بالعبودية وحده ، فسبحان الله العليم الحكيم .
الدعاء الرابع :
" الله أَكْبَرُ كَبِيرًا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا " وهو قريب من الدعاء السابق ، وفيه فوائد أخرى :
الفائدة التاسعة ومائة :
قوله : " كبيرا " و " كثيرا " و " بكرة وأصيلا " كل واحدة من هذه الألفاظ تناسب الكلمة المقرونة بها ، فالتكبير يناسبه " كبيرا " ، والتحميد يناسبه " كثيرا " لكثرة ما يحمد عليه الله ، فما من نعمة في قديم أو حديث إلا وهي من الله ، والتسبيح يناسبه " بكرة وأصيلا " لما يراه الإنسان من نقائص في يومه وليلته ينزه الله عنها .
الفائدة العاشرة ومائة :
دل الدعاء على أن الجمع بين التكبير والتحميد والتسبيح يُفَتح له أبواب السماء ، كما في آخر هذا الحديث حيث قال النبي > : " عجبت لها فتحت لها أبواب السماء " .
الفائدة الحادية عشرة ومائة :
بدأ بالتكبير في هذا النوع من الدعاء لأن المصلي يترك كل شيء ويقبل على ربه لأنه أكبر عنده من كل شيء ، فناسب أن يبدأ بالتكبير ، حتى يتناسب فعله مع قوله .
الفائدة الثانية عشرة ومائة :
دل الدعاء على أن وقتي " البكرة والأصيل " وقتان لهما ميزة بين سائر الأوقات ، ولهذا – والله أعلم – تسن قراءة أذكار الصباح والمساء فيهما .
الدعاء الخامس :
" الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا " ، وفيه بعض الفوائد ، وهي :
الفائدة الثالثة عشر ومائة :
هذا النوع من الاستفتاح تحميد لله فقط ، ويتناسب مع فاتحة أم الكتاب .
الفائدة الرابعة عشر ومائة :
جمع التحميد في هذا الحديث عدة مميزات تجعله صالحا للاستفتاح ، وهي :
أ ـ الكثرة .
ب ـ الطيب .
ج ـ البركة فيه .
ولا يوجد تحميد جمع مميزات مثل هذا الدعاء ، فإن الحمد قد يكون كثيرا لكن لا يكون طيبا فقد يدخله شيء من رياء أو غيره ، وقد يكون طيبا لكنه غير مبارك فلا يكثر أكثر مما هو عليه ، فجمع هذا الرجل في استفتاحه أفضل صفات التحميد .
الفائدة الخامسة عشر ومائة :
دل الحديث على جواز رفع الصوت بالذكر ، لأن الرجل قائل هذا الاستفتاح رفع به صوته ، ولم ينكر عليه النبي > .
الفائدة السادسة عشر ومائة :
دل الحديث على أن الملائكة يكتبون الدعاء والذكر داخل الصلاة ، ففي الحديث أن النبي > قال : " لقد رأيت اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَ ا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا " .
الدعاء السادس :
" اللهم لك الْحَمْدُ ، أنت قَيِّمُ السماوات وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ لك مُلْكُ السموات وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أنت نُورُ السموات وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أنت مَلِكُ السموات وَالْأَرْضِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ أنت الْحَقُّ ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ ، وَالنَّارُ حَقٌّ ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ ، وَمُحَمَّدٌ > حَقٌّ ،وَالسَّاعَةُ حَقٌّ ، اللهم لك أَسْلَمْتُ ، وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ ،وَبِكَ خَاصَمْتُ ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أَخَّرْتُ ،وما أَسْرَرْتُ وما أَعْلَنْتُ ، أنت الْمُقَدِّمُ ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لَا إِلَهَ إلا أنت ، أو لَا إِلَهَ غَيْرُكَ " وفيه فوائد جليلة ، منها بالإضافة لما سبق :
الفائدة السابعة عشر ومائة :
التحميد في هذا النوع من الاستفتاح بُين سببه ، فقرن بين كل حمد وسببه ، فيحمد لأنه قيم السموات والأرض ومن فيهن ، ويحمد لأنه نور السموات والأرض ومن فيهن ، وهكذا .
الفائدة الثامنة عشر ومائة :
بيان سبب التحميد له أثر على استشعار معناه ، فمن حمد الله حمدا مطلقا ، ليس كمن يحمده حمدا مقيدا بسببه ، فإن أثر التحميد يكون أظهر لمن ذكر سببه ، ولهذا عدد في هذا الدعاء أساب تحميد الله فحمده لأنه " نور السموات والأرض " وحمده لأنه " قيم السموات والأراضين " وهكذا .
الفائدة التاسعة عشر ومائة :
في هذا النوع من الاستفتاح جمع بين " قيّم ، ومُلك ، وملِك السموات والأرض " مع أن المؤدى واحد .
والذي يظهر لأن مقام المصلي - خاصة في نافلة الليل – مقام تفصيل في الثناء ، فليس الأمر كالفريضة يتقيد المأموم بالإمام ، بل هو أمير نفسه .
ثم إن هناك سببا آخر فيما يظهر لي ، وهو أن القيم قد لا يكون مالكا ، وقد لا يكون المالك ملِكاً ، فجمع بينها في هذا الدعاء ليُظهر عظمة الله سبحانه وتعالى ، وأنه قيم ومالك وملِك ، وهو أهل لذلك سبحانه وتعالى .
الفائدة العشرون ومائة :
حتى الجمادات شملها قيومية الله سبحانه وتعالى " السموات والأرض ومن فيهن " فلم يخرج من هذه الصيغة شيء .
الفائدة الحادية والعشرون ومائة :
قوله : " السموات والأرض " يشمل العالمين العلوي والسفلي وما بينهما .
الفائدة الثانية وعشرون ومائة :
جمع هذا الدعاء أعلى أنواع المدح لمقام الرب سبحانه وتعالى ، فكل هذا الدعاء مدح وثناء ، ويزيد على الأنواع الأخرى في كثرة تفصيلاته .
الفائدة المائة والثالثة والعشرون :
الحديث يربي الالتجاء والاعتصام بالله وطلب الحاجات إليه لأنه هو القيوم على السموات والأرض ومن فيهن .
الفائدة المائة والرابعة والعشرون :
هذا النوع من دعاء الاستفتاح يدل على أن الصلاة نور ، ولهذا يستفتح المصلي ربه بأنه نور السموات والأرض ومن فيهن ، ونور الصلاة قد يكون حسيا ، وقد يكون معنويا يرزق من خلاله المصلي المحافظ على صلاته نور البصيرة ، ويؤيده عموم قول النبي > : " الصلاة نور " .
الفائدة المائة والخامسة والعشرون :
بالعلاقة بين قول المستفتح بهذا الدعاء : " أنت قيم السموات والأرض " وبين الصلاة نستطيع القول بأن الصلاة تعين على قضاء الحاجات وتيسيرها ، والله سبحانه وتعالى شكور لعباده .
الفائدة المائة والسادسة والعشرون :
هذا النوع من الدعاء يعالج أمراض الشكوك وضعف اليقين ، ولهذا ختمت أغلب عباراته بقوله : " حق " .
الفائدة المائة والسابعة والعشرون :
الحديث يربي على الإيمان بالغيب وهو أحد الأركان التي لا يقوم الإيمان إلا بها ، فالإيمان بالله ووعده وقوله ولقائه وأنبيائه والساعة ؛ كلها من أمور الغيب .
الفائدة المائة والثامنة والعشرون :
ذكر في الحديث الوعد ولم يذكر الوعيد ؛ وذلك لأن الله غفور رحيم ، يعفو ويصفح ، أما وعده فكائن لا محالة بإذنه تعالى ، وفي هذا تربية على حسن الظن بالله .
الفائدة المائة والتاسعة والعشرون :
قوله : " وبك خاصمت " يحتمل أمرين :
أ ـ أن خصومة المؤمن لغيره تكون في ذات الله ، لقوله : " وبك " حيث قصر خصومته بالله ، أي لأجل الله ، ولهذا كان النبي > لا ينتقم إلا إذا انتهكت محارم الله .
ب ـ ويحتمل أن خصومة المؤمن ومحاجته للآخرين ، وظهوره عليهم بالحجة والبرهان مستمدة قوتها من الله وإعانته لعبده المؤمن ، لقوله : " وبك خاصمت " أي بإعانتك خصمت أعدائي .
فشملت هذه الجملة الحجة بالبرهان والسنان .
الفائدة المائة والثلاثون :
قوله : " وإليك حاكمت " أي تحاكمت ، وهي مناسبة جدا لما قبلها ، من قوله : " وبك خاصمت " فإن المخاصمة بمعنييها تحتاج إلى حَكَم بين المتخاصمين ، والله سبحانه أحكم الحاكمين .
الفائدة المائة والحادية والثلاثون :
قوله : " وإليك حاكمت " تدل على أنه لا حاكم إلا الله ، ولا يتحاكم إلا إلى شريعته ، وبالمقابل تبديل شريعته يعتبر تحاكما لغيره ، قال الإمام النووي شارحا " إليك حاكمت " قال : " أي من جحد الحق حاكمته إليك ، وجعلتك الحاكم بيني وبينه لا غيرك مما كانت تحاكم إليه الجاهلية وغيرهم من صنم وكاهن ونار وشيطان وغيرها ، فلا أرضى إلا بحكمك ، ولا أعتمد غيره "( ) .
الفائدة المائة والثانية والثلاثون :
في الحديث قدم " إليك ، وبك ، وعليك " لإفادة التخصيص والحصر( ) ، فكأن المستفتح بهذا الدعاء حصر إسلامه وإنابته ومخاصمه ومحاكمته لله وبالله ، وهذا يفيد النفي عن غيره .
الفائدة المائة والثالثة والثلاثون :
قوله : " وبك خاصمت " يعطي المؤمن الثقة بربه ، والقوة في حجته ، لأنه يعتمد في حجته وقوته على إعانة ربه ، واستشعار ذلك يعطيه دافعا في مواصلة المقارعة بالحجة وعلى سلامة النية .
الفائدة المائة والرابعة والثلاثون :
في قوله : " وبك خاصمت " توجيه لطيف لمن يقوم بمحاجة الأعداء بالبراهين أن عليه أن ينطق بنية صالحة ، يجعل همه نشر دين ربه ، وصد من حال بين الله وبين عباده ، وعلى قدر نيته الصالحة يكون توفيق الله له في مخاصمته به ، والله أعلم .
الفائدة المائة والخامسة والثلاثون :
قوله : " أنت المقدم وأنت المؤخر " تحتمل أمورا :
أ ـ أن الله يقدم من يشاء من عباده لطاعته ، ويؤخر آخرين .
ب ـ أن الله يقدم من يشاء من عباده لثوابه ، ويؤخر آخرين .
ج ـ أنها بمعنى الأول والآخر ، وهما اسمان من أسماء الله الحسنى معناهما : أنه ما من متقدم إلا والله قبله ، ولا من متأخر إلا والله بعده ، يرث الأرض ومن عليها سبحانه .
ويظهر لي والله أعلم أن المقدم والمؤخر يشمل الأقوال جميعا ، فالله هو الذي يقدم من يشاء من عباده لطاعته ، وبالتالي للثواب ، ويؤخر من يشاء وبالتالي يستحقون العقاب ، كما أن الله سبحانه وتعالى المقدم لعباده لكل خير هو مقدم عليهم فهو الأول ، والآخر .
الفائدة المائة والسادسة والثلاثون :
قوله : " وما قدمت وما أخرت " ثم قال : " وما أسررت وما أعلنت " ليشمل ذلك جميع الذنوب في أي زمان سواء أكان متقدما أم متأخرا ، وجميع الأماكن سواء أكان سرا أم علانية ، ولهذا يعتر هذا الحديث من جوامع الدعاء .
الفائدة المائة والسابعة والثلاثون :
قوله : " وما أنت أعلم به مني " دليل على أن الإنسان يفعل أعمالا لا يعدها ذنوبا ، ومع ذلك قد تحجب عنه مناجاة الله ، وهذا يربي في نفس المؤمن دوام الاستغفار .
كما يمكن أن يضيف إلى رصيد علم المؤمن أن المحاسبة تتعدى مواطن الذنوب لتصل إلى ما لا يظنه الإنسان ذنبا ، وهذا من قوله " وما أنت أعلم به مني " .
الدعاء السابع :
" اللهم رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، أنت تَحْكُمُ بين عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فيه من الْحَقِّ بِإِذْنِكَ ، إِنَّكَ تَهْدِي من تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " وفيه فوائد :
الفائدة المائة والثامنة والثلاثون :
جمع في هذا النوع من الدعاء بين ربوبيته وألوهيته فقال : " اللهم رب " .
الفائدة المائة والتاسعة والثلاثون :
الجامع بين هؤلاء الملائكة الكرام الثلاثة هو الإحياء " فجبريل موكل بالوحي الذي به حياة القلوب والأرواح ، وميكائيل موكل بالقطر الذي به حياة الأرض والنبات والحيوان ، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي به حياة الخلق بعد مماتهم "( ) .
فكأن المستفتح بهذا الدعاء يريد حياة قلبه وروحه ، فذكر ربوبية الله لأهل الحياة ، كما أن هذا دليل على أن الصلاة حياة للقلوب .
الفائدة المائة وأربعون :
هذا الدعاء دليل على أن الاختلاف واقع بين الناس،والله يحكم بين المختلفين لقوله : " اهدني لما اختلف فيه " وهذا قدر كوني لا محيص عنه ، ويعالج بالقدر الشرعي من سؤال الله الهداية ، وطلب الحق من طريقه .
الفائدة المائة والحادية والأربعون :
قوله : " من الحق " من هنا بيانية أي : بينت الذي يراد الهداية له وهو الحق .
الفائدة المائة والثانية والأربعون :
قوله : " اهدني لما اختلف فيه من الحق " يشمل نوعين من الاختلاف :
أ ـ الاختلاف بين الحق والباطل .
ب ـ الاختلاف في مسائل الحق ، كخير الأمرين ، وأفضل العبادتين ، وهكذا .
فيكون الداعي بهذا الدعاء سأل ربه الهداية للحق عموما في جميع الأزمان والأمكنة .
الفائدة المائة والثالثة والأربعون :
فيه إثبات المشيئة لله سبحانه وتعالى كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ، لقوله : " من تشاء " .
الفائدة المائة والرابعة والأربعون :
أطلق على الخلق جميعا العبودية ، فقال : " أنت تحكم بين عبادك " وذلك لأن المقام مقام حُكْم بين العباد فاقتضى ذلك ملكهم والتصرف فيهم ، وهذا يأتي بلفظ العبودية أظهر من غيره .
الفائدة المائة والخامسة والأربعون :
الجمع بين صفة العلم وبين الهداية للحق في قوله : " عالم الغيب والشهادة اهدني " فيها إشارة إلى أن العلم يهدي لما اختلف فيه ، وبالمقابل الجهل يزيد صاحبه بعدا عن الهداية ، فليتزود الإنسان من العلم ليكون قريبا من الهداية للحق .
الفائدة المائة والسادسة والأربعون :
الحق هو الصراط المستقيم ، بدليل قوله : " اهدني لما اختلف فيه من الحق " ثم قال : " إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " ولم يقل إنك تهدي إلى الحق ، وذلك لأن الحق هو الصراط المستقيم .
الفائدة المائة والسابعة والأربعون :
من الفائدة السابقة يتضح أن الباطل ليس صراطا مستقيما ، ولذلك يلزمه الاعوجاج والتلوي والبعد ، وكلها صفات ذاتية في الباطل .
الفائدة المائة والثامنة والأربعون :
قوله : " بإذنك " تحتمل أمرين :
أ ـ أن تعود إلى طلب الهداية ، ويكون المعنى : اهدني بإذنك لما اختلف فيه من الحق .
ب ـ أن تعود إلى الاختلاف ، ويكون المعنى : اهدني لما اختلف فيه بإذنك ، أي كأنها جوابا على سؤال سائل : كيف يختلف بين الحق والباطل ، مع أن الفارق بينهما ظاهرا جدا ، فيكون الجواب : أن الاختلاف وقع بإذن الله وفيه حكم له سبحانه .
الفائدة المائة والتاسعة والأربعون :
سؤال الله الهداية للحق يدلنا على أن هداية الله لا غنى للإنسان عنها ولو في أوضح الأمور وهي الهداية للحق من الباطل .
الفائدة المائة والخمسون :
حرص الداعي بهذا الدعاء على سؤال الهداية دليل على أن الحق قد يخفى أحيانا فيلتبس بالباطل فيحتاج العبد إلى هداية ربه للوصول له ، نسأل الله الكريم من فضله .
وأخيرا :
فهذه مائة وخمسون فائدة من أدعية الاستفتاح تؤكد لنا أهمية الصلاة ، فإن كانت هذه الفوائد توجد في استفتاحها فما بالك ببقية أقوالها وأفعالها ، ومن أمعن النظر ، وأدام الاستغفار ، وأطال الفكر في أسرار هذه الأحاديث سيقف على أكثر من ذلك ، لكن يعلم الله كم حُجب عنا الكثير بسبب ذنوبنا وظلمنا لأنفسنا ؟ وصلى الله وسلم على نبينا محمد،
أخوكم / عقيل بن سالم الشمري




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 39.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 38.41 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.61%)]