عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 17-10-2020, 03:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,716
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المعمرون من الشعراء

وَيَمِيلُ بِي نَحْوَ الصِّبَا

قَلْبٌ رَقِيقُ الحَاشِيَهْ




فِيهِ مِنَ الطَّرَبِ القَدِي

مِ بَقِيَّةٌ فِي الزَّاوِيَهْ[18]







المشيب:

وَصْفُ ما حلَّ بالرأس من ذلك الضيف غير المحتشم هو ثالث الملامح التي نلمَسُها في أشعار المعمَّرين، وهذه أيضًا سمةٌ عامَّة لَدَى الشعراء حتى الشباب منهم، فقد تناولوا بحسرةٍ قضيَّة المشيب، فمنهم مَن رَضِي ورأى فيه وَقارًا وإضاءة للعقل، ومنهم مَن سخط، وكلاهما سجَّل لنا هذه التأمُّلات الباكية، فيقول علي بن جبلة:



شَبَابٌ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ

وَشَيْبٌ كَأَنْ لَمْ يَزَلْ[19]








ثم يرسم صُورة لهذا الشيب الذي كان بمثابة أمَلٍ طَواه أجلٌ غير راحم:



كَأَنََّ جُسُورَ الصِّبَا

عَنِ الشَّيْبِ حِينَ اشْتَعَلْ




زُهَا أَمَلٍ مُونِقٍ

أَطَلَّ عَلَيْهِ أَجَلْ








أمَّا منصور النمري فيضيف تأثير المشيب في العيون فيقول:





مَا وَاجَهَ الشَّيْبَ مِنْ عَينٍ وَإِنْ رَمَقَتْ

إِلاَّ لَهَا نَبْوَةٌ عَنْهُ وَمُرْتَدَعُ[20]








وهو المعنى الذي ذكره المتنبي - وإنْ لم يكن من المعمَّرين - إلا أنَّه يَصِفُ شدَّة تأثير المشيب عليه فيقول:



ضَيْفٌ أَلَمَّ بِرَأْسِي غَيْرَ مُحْتَشِمِ

وَالسَّيْفُ أَحْسَنُ فِعْلاً مِنْهُ بِاللِّمَمِ[21]








وبعض الشعراء أحسَّ بالشيب سُمًّا إلا أنه بغير ألم فيقول:



هُوَ السُّمُّ إِلاَّ أَنَّهُ غَيْرُ مُؤْلِمٍ

وَلَمْ أَرَ مِثْلَ الشَّيْبِ سُمًّا بِلاَ أَلَمْ[22]








وكلُّ الشعراء يرَوْن المشيب نذيرًا بالموت، فعديُّ بن زيد يقول:



وَابْيِضَاضُ السَّوَادِ مِنْ نُذُرِ الشَّرْ

رِ وَهَلْ مِثْلُهُ لِحَيٍّ نَذِيرُ[23]








وقال أبو العتاهية:



أَلاَ يَا مَوْتُ لَمَ أَرَ مِنْكَ بُدًّا

أَتَيْتَ وَمَا تَحِيفُ وَمَا تُحَابِي




كَأَنَّكَ قَدْ هَجَمْتَ عَلَى مَشِيبِي

كَمَا هَجَمَ المَشِيبُ عَلَى شَبَابِي[24]





يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.13 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]